سمير
06-24-2005, 10:57 AM
تساءل في "أسئلة الحمقى": ما الذي أفقد العرب عقلهم?!
عمان- زياد عناني
كعادته يسعى الباحث شاكر النابلسي في كتابه الجديد "اسئلة الحمقى في السياسة والاسلام السياسي" الصادر حديثاً عن »المؤسسة العربية للدراسات والنشر« في بيروت وعمان, الى استفزاز الواقع العربي, في محاولة يعتقد بأنها ستكون اجابة اجتهادية لا يقطع فيها, وليست هي القول الفصل بحسب ما يقول, بقدر ما هي وسيلة لتشغيل ذهن القارئ وانتشاله من رقاده الطويل ودفعه للبحث عن اجابات اخرى خارج الكتاب بعد زمن الزلازل السياسية التي اجتاحت العالم العربي في السنوات الاربع الماضية.
جبهتان
ويوجه النابلسي نشاطه هذا »الى العقلاء فقط« قبل ان يورد اسئلة الحمقى على جبهتين عربيتين هما: الجبهة الفلسطينية والجبهة العراقية مشيرا الى ان الجبهة الفلسطينية تحققت من خلال الانتخابات الرئاسية الفلسطينية بنزاهة وصدقية وشفافية كبيرة, حيث وصل محمود عباس الى رأس هرم السلطة الفلسطينية بعد ان كان معزولا ومنزويا وبعيدا عن القرار السياسي ثم انفراج الازمة الفلسطينية من خلال لقاء شارون -عباس, من جديد واطلاق اسرائيل مجموعة كبيرة من الاسرى الفلسطينيين وبزوغ الفجر الفلسطيني واضحا وكذلك الخطوات نحو بناء الدولة الفلسطينية التي وعدت بها اميركا.
وعلى الجبهة العراقية يورد النابلسي كيف تحدى العراقيون الموت والدمار والارهاب وتقدموا نحو صناديق الاقتراع وانتخبوا 275 من ممثليهم في المجلس الوطني العراقي الذي يضم الدستور الدائم. مشيرا الى ان اسئلة الحمقى هنا هي اسئلة العقلاء في واقع الامر, والاجابة عنها هي للعقلاء فقط, مستخفا بكلا الطرفين ومذكرا بأن الموازين في العالم العربي في السنوات الاخيرة وخصوصا بعد كارثة الحادي عشر من سبتمبر 2001 قد انقلبت واصبحت اسئلة العقلاء هي اسئلة الحمقى في رأي الجماعات السلفية الدينية والقومية, كما اصبح الاخر هو الكافر وهو المعيق وهو المسبب لكل كوارث الامة وتمت تبرئة الامة من كل عيوبها ومن كل جهالاتها ومن غيابها عن المشاركة في بناء العالم في كل المجالات بالشعوذة وألاعيب السحرة.
»أكل عيش«
كما يشير النابلسي الى ان اسئلة الحمقى في هذا الكتاب هي من بين اهم الاسئلة التي طرحها العرب على انفسهم متسائلا بداية: »لماذا اصبح الارهاب خبز العرب?« ويرى ان العرب من اكثر شعوب الارض حبا واكلا وتقديسا وتبجيلا للرغيف فلا تخلو مائدة عربية فقيرة او غنية منه, والعرب ايضا يقسمون بالرغيف ويقولون عن العمل وطلب الرزق (اكل عيش) والعيش هو الخبز« ثم يعود الى التساؤل مرة اخرى »هل اصبح الارهاب في الثلث الاخير من القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين هو خبز العرب على كل مائدة عربية قومية كانت ام دينية« دون ان يتوقف ولو للحظة واحدة عن هذا "التعميم" الذي يضرب جزءا في توجهه الى مخاطبة العقلاء!!
ويتابع النابلسي »تعميماته« »بالقول لو كان لدى العرب مرآة مجلوة ليروا فيها صورتهم اليوم وامتلكوا الشجاعة الكافية للنظر في هذه المرآة لأصابهم الفزع والفجيعة وانتابهم الهول لقبح صورة وجوههم في هذه المرآة« مشيرا الى صورة من اصبحوا اكثر امم الارض ارهابا وسفكا للدماء في العالم وفي هذا الزمان »من التاريخ الذي توصلت فيه الامم الى حل مشاكلها المختلفة بالحوار وباللجوء الى الدبلوماسية وعقد الندوات ومخاطبة عقل العالم ورأيه العام ومثقفيه وفكره بدلا من تهديده بسفك دمه اذا لم يستجب لهذا الطلب او ذاك« آخذا بعين الاعتبار ان »سائر مطالب الارهابيين سواء الذين يرهبون العرب والمسلمين او الذين يرهبون الغرب هي مطالب طفولية سخيفة لا تمت الى ارض الواقع بصلة ولا يستطيع عاقل واحد في الشرق او في الغرب ان يأخذ بها او يقيم لها اي اعتبار لأنها صورت اننا اصبحنا امة بلا عقل«.
ويعود النابلسي الى التساؤل عما يحدث للعرب في مصر والجزائر والسعودية والعراق وفلسطين والمغرب واليمن قائلا: »ما الذي افقد العرب عقلهم الذي قادوا به العالم في القرن العاشر الميلادي ولماذا جن جنون العرب على هذا النحو? أهو انقطاع الامن عن الاصلاح العام? ام فقدان الامل في فلاح العالم العربي? اهو نتيجة للفورارق الطبقية الهائلة بين ما يملكون ومن لا يملكون? اهو نتيجة للفقر المدقع الذي يدفع كثيرا من العرب الى التقاط طعامهم من براميل الزبالة?«.
فساد عام
ويتابع : »اهو نتيجة للفساد العام الذي يعم انظمة الحكم والتي لا تستجيب لأي اصلاح ولا تريد اي اصلاح بسبب سحب خيط واحد من السجادة الفاخرة التي ترقد عليها? ام هو سيطرة التعليم الديني الظلامي الذي يحرض على محاربة الحداثة والديمقراطية والليبرالية الجديدة ويهدر دماء دعاتها وروادها ومريدها?« وعلى المنوال ذاته يتابع النابلسي اسئلته لافتا الى ان »السبب قد يكون في تخلي النخب المثقفة عن دورها السياسي مما افسح المجال امام رجال الدين من اصحاب العمائم البيضاء والخضراء والسوداء لقيادة العمل السياسي في العالم العربي بحيث اصبحنا لا نفرق بين ما هو سياسي وما هو ديني فاختلط المدنس بالمقدس واصبحت المساجد ساحات لمعارك سياسية مسلحة وشاعت الفوضى في العالم العربي واصبح في العالم العربي ألف دين ودين كلها تنتمي الى الاسلام المسروق والمغتصب والمستعمل والمستغل والمشترى والمباع والمزور والمأول والمقول«.
ويخوض النابلسي في تقرير صدر منذ مدة يقول ان ثروة الشيخ القرضاوي »احد فقهاء سفك الدماء في العالم العربي« بحسب تعبيره تقدر بعشرات الملايين من الدولارات وانه خسر في "بنك التقوى"وحده مبلغ ثلاثة ملايين دولار نتيجة لإغلاقه بمساع اميركية مشيرا الى ان »هذا هو السر وراء حملة القرضاوي الضارية على اميركا«.
ويرى النابلسي ان »المحو قد داهم ذاكرة العرب وطال كل آية وكل حديث نبوي وكل قول حكيم وكل قول شاعر وكل قول مثقف يحض على التفكير واعمال العقل«, مشيرا الى ان »العرب من استسلموا للثقافة الدينية المزورة, واصبحت خطب الجمعة الهائجة والبرامج والكتب الدينية والعمائم هي القول الفصل في العسل والبصل وفي الدين والسياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والتعليم والثقافة اضافة الى استسلامهم للاعلام الغوغائي المتشنج والمثير«.
كما يرى ان »كل من يفكر في العالم العربي ويستعمل عقله يصبح منبوذا ومسبوبا وملعونا ومن اولاد الافاعي ومن عملاء الاستعمار الاميركي الجديد ومن كتاب المارينز ومن عملاء الموساد ومن جواسيس المخابرات الاجنبية«.
ويعود النابلسي الى التساؤل: »ما هو الحل? هل يحتاج العالم العربي الى ضربة بقنبلة نووية تفني مليونا او بعض المليون كما حصل لليابان في العام 1945 لكي يفيق من غفوته واستهباله وتماديه بحق الانسانية والبشرية عموما ويعود الى عقله ورشده كما عاد اليابانيون الى عقلهم ورشدهم بعد ان تم ضربهم تلك الضربة العنيفة المهلكة«.
عمان- زياد عناني
كعادته يسعى الباحث شاكر النابلسي في كتابه الجديد "اسئلة الحمقى في السياسة والاسلام السياسي" الصادر حديثاً عن »المؤسسة العربية للدراسات والنشر« في بيروت وعمان, الى استفزاز الواقع العربي, في محاولة يعتقد بأنها ستكون اجابة اجتهادية لا يقطع فيها, وليست هي القول الفصل بحسب ما يقول, بقدر ما هي وسيلة لتشغيل ذهن القارئ وانتشاله من رقاده الطويل ودفعه للبحث عن اجابات اخرى خارج الكتاب بعد زمن الزلازل السياسية التي اجتاحت العالم العربي في السنوات الاربع الماضية.
جبهتان
ويوجه النابلسي نشاطه هذا »الى العقلاء فقط« قبل ان يورد اسئلة الحمقى على جبهتين عربيتين هما: الجبهة الفلسطينية والجبهة العراقية مشيرا الى ان الجبهة الفلسطينية تحققت من خلال الانتخابات الرئاسية الفلسطينية بنزاهة وصدقية وشفافية كبيرة, حيث وصل محمود عباس الى رأس هرم السلطة الفلسطينية بعد ان كان معزولا ومنزويا وبعيدا عن القرار السياسي ثم انفراج الازمة الفلسطينية من خلال لقاء شارون -عباس, من جديد واطلاق اسرائيل مجموعة كبيرة من الاسرى الفلسطينيين وبزوغ الفجر الفلسطيني واضحا وكذلك الخطوات نحو بناء الدولة الفلسطينية التي وعدت بها اميركا.
وعلى الجبهة العراقية يورد النابلسي كيف تحدى العراقيون الموت والدمار والارهاب وتقدموا نحو صناديق الاقتراع وانتخبوا 275 من ممثليهم في المجلس الوطني العراقي الذي يضم الدستور الدائم. مشيرا الى ان اسئلة الحمقى هنا هي اسئلة العقلاء في واقع الامر, والاجابة عنها هي للعقلاء فقط, مستخفا بكلا الطرفين ومذكرا بأن الموازين في العالم العربي في السنوات الاخيرة وخصوصا بعد كارثة الحادي عشر من سبتمبر 2001 قد انقلبت واصبحت اسئلة العقلاء هي اسئلة الحمقى في رأي الجماعات السلفية الدينية والقومية, كما اصبح الاخر هو الكافر وهو المعيق وهو المسبب لكل كوارث الامة وتمت تبرئة الامة من كل عيوبها ومن كل جهالاتها ومن غيابها عن المشاركة في بناء العالم في كل المجالات بالشعوذة وألاعيب السحرة.
»أكل عيش«
كما يشير النابلسي الى ان اسئلة الحمقى في هذا الكتاب هي من بين اهم الاسئلة التي طرحها العرب على انفسهم متسائلا بداية: »لماذا اصبح الارهاب خبز العرب?« ويرى ان العرب من اكثر شعوب الارض حبا واكلا وتقديسا وتبجيلا للرغيف فلا تخلو مائدة عربية فقيرة او غنية منه, والعرب ايضا يقسمون بالرغيف ويقولون عن العمل وطلب الرزق (اكل عيش) والعيش هو الخبز« ثم يعود الى التساؤل مرة اخرى »هل اصبح الارهاب في الثلث الاخير من القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين هو خبز العرب على كل مائدة عربية قومية كانت ام دينية« دون ان يتوقف ولو للحظة واحدة عن هذا "التعميم" الذي يضرب جزءا في توجهه الى مخاطبة العقلاء!!
ويتابع النابلسي »تعميماته« »بالقول لو كان لدى العرب مرآة مجلوة ليروا فيها صورتهم اليوم وامتلكوا الشجاعة الكافية للنظر في هذه المرآة لأصابهم الفزع والفجيعة وانتابهم الهول لقبح صورة وجوههم في هذه المرآة« مشيرا الى صورة من اصبحوا اكثر امم الارض ارهابا وسفكا للدماء في العالم وفي هذا الزمان »من التاريخ الذي توصلت فيه الامم الى حل مشاكلها المختلفة بالحوار وباللجوء الى الدبلوماسية وعقد الندوات ومخاطبة عقل العالم ورأيه العام ومثقفيه وفكره بدلا من تهديده بسفك دمه اذا لم يستجب لهذا الطلب او ذاك« آخذا بعين الاعتبار ان »سائر مطالب الارهابيين سواء الذين يرهبون العرب والمسلمين او الذين يرهبون الغرب هي مطالب طفولية سخيفة لا تمت الى ارض الواقع بصلة ولا يستطيع عاقل واحد في الشرق او في الغرب ان يأخذ بها او يقيم لها اي اعتبار لأنها صورت اننا اصبحنا امة بلا عقل«.
ويعود النابلسي الى التساؤل عما يحدث للعرب في مصر والجزائر والسعودية والعراق وفلسطين والمغرب واليمن قائلا: »ما الذي افقد العرب عقلهم الذي قادوا به العالم في القرن العاشر الميلادي ولماذا جن جنون العرب على هذا النحو? أهو انقطاع الامن عن الاصلاح العام? ام فقدان الامل في فلاح العالم العربي? اهو نتيجة للفورارق الطبقية الهائلة بين ما يملكون ومن لا يملكون? اهو نتيجة للفقر المدقع الذي يدفع كثيرا من العرب الى التقاط طعامهم من براميل الزبالة?«.
فساد عام
ويتابع : »اهو نتيجة للفساد العام الذي يعم انظمة الحكم والتي لا تستجيب لأي اصلاح ولا تريد اي اصلاح بسبب سحب خيط واحد من السجادة الفاخرة التي ترقد عليها? ام هو سيطرة التعليم الديني الظلامي الذي يحرض على محاربة الحداثة والديمقراطية والليبرالية الجديدة ويهدر دماء دعاتها وروادها ومريدها?« وعلى المنوال ذاته يتابع النابلسي اسئلته لافتا الى ان »السبب قد يكون في تخلي النخب المثقفة عن دورها السياسي مما افسح المجال امام رجال الدين من اصحاب العمائم البيضاء والخضراء والسوداء لقيادة العمل السياسي في العالم العربي بحيث اصبحنا لا نفرق بين ما هو سياسي وما هو ديني فاختلط المدنس بالمقدس واصبحت المساجد ساحات لمعارك سياسية مسلحة وشاعت الفوضى في العالم العربي واصبح في العالم العربي ألف دين ودين كلها تنتمي الى الاسلام المسروق والمغتصب والمستعمل والمستغل والمشترى والمباع والمزور والمأول والمقول«.
ويخوض النابلسي في تقرير صدر منذ مدة يقول ان ثروة الشيخ القرضاوي »احد فقهاء سفك الدماء في العالم العربي« بحسب تعبيره تقدر بعشرات الملايين من الدولارات وانه خسر في "بنك التقوى"وحده مبلغ ثلاثة ملايين دولار نتيجة لإغلاقه بمساع اميركية مشيرا الى ان »هذا هو السر وراء حملة القرضاوي الضارية على اميركا«.
ويرى النابلسي ان »المحو قد داهم ذاكرة العرب وطال كل آية وكل حديث نبوي وكل قول حكيم وكل قول شاعر وكل قول مثقف يحض على التفكير واعمال العقل«, مشيرا الى ان »العرب من استسلموا للثقافة الدينية المزورة, واصبحت خطب الجمعة الهائجة والبرامج والكتب الدينية والعمائم هي القول الفصل في العسل والبصل وفي الدين والسياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والتعليم والثقافة اضافة الى استسلامهم للاعلام الغوغائي المتشنج والمثير«.
كما يرى ان »كل من يفكر في العالم العربي ويستعمل عقله يصبح منبوذا ومسبوبا وملعونا ومن اولاد الافاعي ومن عملاء الاستعمار الاميركي الجديد ومن كتاب المارينز ومن عملاء الموساد ومن جواسيس المخابرات الاجنبية«.
ويعود النابلسي الى التساؤل: »ما هو الحل? هل يحتاج العالم العربي الى ضربة بقنبلة نووية تفني مليونا او بعض المليون كما حصل لليابان في العام 1945 لكي يفيق من غفوته واستهباله وتماديه بحق الانسانية والبشرية عموما ويعود الى عقله ورشده كما عاد اليابانيون الى عقلهم ورشدهم بعد ان تم ضربهم تلك الضربة العنيفة المهلكة«.