المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نازك رفيق الحريري: هزني هاتف حزين وأنبأني قلبي أن الفاجعة قد وقعت!



سلسبيل
06-23-2005, 10:14 AM
روت للمرة الأولـــى قصة صباح المأساة بين باريــــــس وبيروت


روت السيدة نازك رفيق الحريري للمرة الأولى كيف تلقت نبأ اغتيال رفيق العمر، وفتحت قلبها الحزين وقالت ان صباح الرابع عشر من فبراير صباح أسود، داكن. في باريس كانت الطبيعة غاضبة قاسية.

وأوضحت السيدة نازك: هزني الهاتف في منزلنا الباريسي لإعلامي بالجريمة المروعة، حاولوا ان يخففوا عني وقع الحدث، بأنه ما زال هناك أمل، لكن قلبي كان يقول لي ان الفاجعة وقعت.

وقالت عقيلة الرئيس الشهيد ان الفرنسيين تقبلوا الفاجعة، وكزنهم أبناء وطننا الطيب من الرئيس جاك شيراك الى السيدة الفرنسية الأولى برناديت.

وعما كان شعورها لدى عودتها من فرنسا الى لبنان قالت السيدة نازك: عندما حطت بي الطائرة في بيروت كان ينتابني شعور كبير بالفراغ، لأن حبيب العمر، لن يكون في المنزل لاستقبالي كما اعتاد ان يفعل.

وتابعت: كان أهل لبنان الذين أحبهم رفيق وأحبوه قد سبقوني الى قريطم، وقد عبروا عن عاطفتهم، وأبقوه حيا في مناسبة تشييعه، وأبقوه حيا في قلوبهم في 14 اذار عندما اجمعوا على المطالبة بمعرفة الحقيقة، حقيقة من خطط ومن شارك ومن نفذ الجريمة.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الزميلة «الصياد» اللبنانية وتنشر اليوم.. وفيما يلي المقابلة:


> كيف تبلغت نبأ الجريمة وما كانت ردة الفعل؟ ومن كان الى جانبك في حينها؟

ـ كان صباح يوم داكن في باريس، ملبدا بالغيوم السوداء، كانت الطبيعة فيه غاضبة قاسية، هزني الهاتف في منزلنا في باريس لإعلامي عن الجريمة المروعة، حاولوا ان يخففوا عني وقع الحدث بأنه ما زال هناك أمل. لكني لم أصدق تطمينهم لي. قلبي كان يقول لي ان الفاجعة وقعت. اتكأت على كرسي قريب وحاولت ان استمد القوة بالصلاة لمواجهة ما ينتظرني وأنا استعد للعودة الى بيروت.. بدأ الأصدقاء والمحبون يتوافدون الى المنزل.. بقوا الى جانبي، لكني في تلك اللحظة كنت أشعر بأني وحيدة.. وحيدة.

> كيف تقبلت الأوساط الفرنسية النبأ من وجهة نظرك؟

ـ تقبل الفرنسيون نبأ الفاجعة كأنهم من أبناء وطننا الطيب، من الرئيس جاك شيراك والسيدة الفرنسية الأولى برناديت الى المواطن الفرنسي العادي كانوا في حالة وجوم وعدم تصديق لما حدث. لن أنسى العاطفة الصادقة التي احاطنا بها الرئيس الفرنسي وعائلته منذ اللحظة الأولى حتى الآن.

لم يشأ الفرنسيون ان يصدقوا ان الكيد والحقد والكراهية يمكن ان تبلغ حد اغتيال رجل كان رائدا للخير والمحبة والاحسان في حياته.

> ما كان شعورك لدى عودتك الى بيروت من فرنسا؟

ـ عندما حطت بي الطائرة في بيروت كان ينتابني شعور كبير بالفراغ، رفيق الدرب، حبيب العمر لن يكون في المنزل لاستقبالي، كما اعتاد ان يفعل. تذكرت ايمانه العميق بالله وتسلحت بالصبر والدعاء وبالامتثال الى مشيئة الله، وانا لله وانا اليه راجعون.

> هل توقعت هذا الالتفاف الوطني الجامع منذ لحظة الاغتيال وخلال التشييع وما بعده؟

ـ كان أهل لبنان الذين احبهم رفيق وأحبوه قد سبقوني الى دارتنا في قريطم وقد عبّروا عن عاطفتهم هذه في مناسبة تشييعه، وأبقوه حيا في قلوبهم والتفوا حوله في 14 اذار عندما اجمعوا على المطالبة بمعرفة الحقيقة، حقيقة من خطط ومن شارك ومن نفذ الجريمة التي استشهد فيها الرئيس رفيق الحريري، واستشهد معه صديقه باسل فليحان ومرافقوه الأبرار، عدا المواطنين الأبرياء.

أبى الشعب في لبنان الا ان يبادل رفيق الحريري الحب بالحب، والشهادة بالوفاء الكبير الذي يعبّر عنه كل يوم وفي كل مناسبة، ان هذه المشاعر النبيلة وحدت اللبنانيين من مختلف مناطقهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم، وان لساني ولسان العائلة، يعجز عن التعبير عن شكرنا وامتناننا.

> هل أسر لك الرئيس الشهيد قبل اغتياله بخوفه على حياته؟

ـ كان يرفض امامنا ان يعترف بخوفه على حياته خوفا علينا من ان نخاف، كان يريدنا مصدر دعم وقوة لمسيرته. الوطن بالنسبة اليه كان عنفوانا وكذلك يجب ان يبقى على مر الأيام، ثم ان الدول الكبرى كانت قد طمأنته على حياته. وهو كان يرى انه لا يوجد هناك من هو أكبر من وطنه مهما علا شأنه وكبر. لذا لا خوف الا من قدر العلي القدير. والشهادة مع الموت تبقى قدرا لا يرد خاصة اذا جاءت فداء للوطن وغده الموعود.

> هل انت مطمئنة الى المسار الذي اتخذته الأمم المتحدة فيما يتعلق بالتحقيق بالجريمة؟

ـ بقدر ما أقلقني بداية مسار التحقيق في لبنان بعد اغتيال الرئيس الشهيد والتصرفات التي سبقت الاغتيال، أنا مطمئنة الى مسيرة الأمم المتحدة فيما يتعلق بالتحقيق في الجريمة والترتيبات التي اتخذت حتى الآن. وقد استقبلت رئيس لجنة التحقيق في قريطم وخرجت من اجتماعي معه بالاطمئنان الى جديته وموضوعيته ورفضه للظلم، وأهمية نتائج التحقيق هي، في المحصلة النهائية، من أجل لبنان ومستقبل اللبنانيين. من اجل الديموقراطية وحمل رايتها بلا خوف ولا وجل.

> بعد اكثر من ثلاثة اشهر على اغتيال الرئيس الشهيد مازلت تزورين الضريح بانتظام ما هو شعورك وانت واقفة تصلين؟

- سأبقى أقف امام ضريح الرئيس الشهيد وانا افتح يدي وقلبي يردد: «بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين آمين».

اما شعوري فهو الشوق اليه مع الايمان برب العالمين، اشعر باني لا استطيع ان اصل اليه الا بايماني، فربي زدني ايمانا فأنت وانت من دون سواك طريقي اليه يا أرحم الراحمين.

> مما لا شك فيه ان دعمك الكبير للشيخ سعد والحنو الوالدي الذي توفرينه له كانا من ابرز العوامل التي دفعته الى حمل الامانة، فالى أي حد يشبه الشيخ سعد والده منذ بدأ بممارسة هذا الحمل وكيف سيكون دعمك له في تحمل المسؤوليات الضخمة التي تنتظره والآمال العظام الملقاة على كاهله؟

- مسؤولية ولدنا سعد باتت كبيرة، وحمله ثقيلا، والعائلة من بعد استشهاد عميدها باتت ملتزمة باكمال مسيرته ومتابعة الارث الكبير الذي تركه سواء بشقه الانساني والاجتماعي ام بشقه السياسي والوطني، لقد فرضت علينا الايام خيارات صعبة، ولكن الله عز وجل قد اكرمنا بابناء لهم من علمهم وتربيتهم ومحبتهم ووفائهم ما يسمح بتجاوز هذه الصعوبات، المهم ان نحسن الخيار وان نستلهم في مواجهة التحديات افضل القرارات، ولعل افضل القرارات تلك التي تولد من الشورى ولعل ما يسهل لنا التقدم في مسيرتنا هو وجود رفيق حيا بيننا كقدوة تحتذى، انه المثل والمقياس لكل خطواتنا، وما نريد نحن تحقيقه من خلال عملنا السياسي هو ما كان الشهيد يريد تحقيقه في حياته، دعائي ودعاء العائلة ان يحمي العلي القدير ولدنا سعد في موقعه الجديد ويسدد خطاه نحو الافضل والاكمل.

> المسؤوليات الانسانية التي كان الرئيس الشهيد يضطلع بها عديدة ومتشعبة، كيف ستواصلين الرسالة وقد كان الوفاء ولم يزل من شيم ال الحريري وتقليدا لا يحيدون عنه؟

- المسؤوليات التي كان الرئيس الشهيد يحملها على كتفيه كانت تقصم الظهر ولولا ايمانه بربه لما قدر على اكمال المسيرة بكل اثقالها.

تسألينني كيف سأواصل الرسالة وانت اجبت عن السؤال بخير جواب عندما قلت ان الوفاء من شيم آل الحريري، مع الوفاء تهون الصعاب وتتضح معالم الخطوات وتتحقق الرسالة المرجوة.

> عرف عنك حبك للاعمال الانسانية قبل استشهاد الرئيس الحريري هل زاد هذا الحب اليوم؟

- العمل الانساني هو رؤيا في هذه الحياة هو فعل ايمان ولعل هذه الرؤيا بالذات هي التي جمعت بيني وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل استشهاده فجعلت من حبنا رباطا مقدسا يعتز به الابناء من بعدنا.

> ماذا يعني العمل الانساني؟

- قبل اي امر اخر هو انك انسان يفكر باخيه الانسان كائنا من كان، ثم شعورك بالالتزام تجاه حياة الاخرين وسعادتهم، وانك من بعد كل هذا انسان مؤمن بيومك والآخرة وبارادة رب العالمين، وقد اوصانا ربنا العلي القدير بالرحمة والتعاطف ومحبة الانسان لاخيه الانسان وفي كل ذلك نعمة تسعد قلوب المؤمنين.

> هل زاد هذا الحب من بعد استشهاد رفيق؟

- ترى... هل بقي لي من بعد رحيله سوى هذا الحب بالذات، سوى محبة الناس وحب الوطن الذي احب حتى الشهادة؟

> كيف تصفين الرئيس الحريري بعيدا عن السياسة؟

- ما كانت السياسة غريما لي في علاقتي بالرئيس الشهيد، فالسياسة لديه كانت محبة وطن وتعلقا بالناس ومن محبته هذه زاد حبي لرفيق.

رفيق الحريري بعيدا عن السياسة، كان الزوج الذي يحيطني بحبه الكبير، ويستبق مشاعري، فيجعلني اتيقن باني محور حياته، كان الاب الحنون الذي يخص كلا من اولاده بمكانة خاصة في قلبه، كان الجد الذي يطير فرحا بمجالسة اي من احفاده، وكان صديقا وفيا وفيا لاصدقائه.

> كيف تتعاملين مع هذا الواقع الصعب.. مع هذا الغياب؟

- انا لا اتعامل مع هذا الواقع المؤلم، انا احاول ان اعيش مع ماضي الايام لانها الايام التي عشتها معه وبرفقته وجواره.

كان يردد دائما ان ليس هناك من هو اكبر من وطنه كائنا من كان، وانا اقول: كان كبيرا يستمد كبره من كبر وطنه لبنان في قلبه الكبير.

> ما الذكرى الاستثنائية التي تحملينها عن الرئيس الشهيد؟

- ذكرى استثنائية؟! كل ذكرياتي معه استثنائية، لا يختصر رفيق الحريري بذكرى واحدة مهما كانت مهمة، الذي اذكره والغصة في حلقي اني عرفت في حياتي رفيق الحريري، ولقد كان رجلا استثنائيا في كل لحظة مرت على رفقتنا معا.

> ماذا تقولين للرئيس الحريري اليوم وهو في عالم الحق؟

- اقول له في عالم الحق: «يا رفيق دربي، يا احب الناس، يا شهيد الشهيداء، انا من بعدك في يتم اقسى من الموت على قلوب المحبين وفوق كل الكلمات».

يا رفيق الايام الغالية، انت معي في كل مكان.

اذكر باحة محمد الامين في ساحة الحرية، واذكر كل تلك الاعلام مرفوعة لوطننا لبنان، تحييك وتطالب بمعرفة الحقيقة، فابتسم وابكي واهتف من اعماق الاعماق: إنا لله وإنا إليه راجعون.

هاشم
06-27-2005, 04:29 PM
الله يرحم رفيق الحريرى ، بس السؤال المطروح ليش زوجته نازك الحريرى كانت تعيش فى فرنسا تاركة زوجها لوحده فى بيروت ؟

ثم تأتى وتبكي عليه

شخصيا لا أصدق دموعها