جمال
06-23-2005, 09:33 AM
مرضى السكري يمكنهم التعامل بشكل سليم مع محتواه العالي من السكر
خير فوائد النخلة التمر الذي تتعدد أنواعه وتختلف أشكاله وألوانه، وكذلك طعمه. وعرف البشر قيمته منذ القدم، لذا اعتمدت شعوب كثيرة في السابق عليه كغذاء أساس وكفاكهة أيضاً. وتعتبر منطقة الشرق الأوسط وما حولها من أغنى مناطق العالم في إنتاجه وظل إلى قريب هو الغذاء المفضل لدى شعوبها خاصة في مناطق الجزيرة العربية، ثم قل تدريجياً تناوله والاعتماد عليه بين الأجيال الجديدة بالرغم من معرفه الناس بقيمته الغذائية العالية.
التمر غذاء غني بالمعادن والأملاح اللازمة للجسم، فعلى سبيل المثال لا الحصر، توجد في 100غرام من التمر كمية من الحديد تبلغ 1.6 ملغرام أي ضعف الكمية اللازمة يومياً، وكذلك الحال بالنسبة إلى المغنيزيوم (80 ملغ) والبوتاسيوم (650 ملغ)، كما أنه قليل المحتوى من الصوديوم إذْ به1ملغ فقط. وهذه الأملاح كلها مفيدة للقلب بهذه الصفة أي كثرة تناول البوتاسيوم والمغنيزيوم وقلة تناول الصوديوم، وأيضاً نفس الكلام على محتواه من أنواع عدة من الفيتامينات والمعادن الأخرى والأملاح والألياف التي لا داعي للاستطراد فيها.
لكن المهم اليوم بالنسبة للناس هو أمر السكر في التمر، فنسبته تبلغ 70% منه، أي أن 100غرام تحتوي على 70 غراما من السكريات البسيطة كالجلوكوز والسكروز فتعطي هذه الكمية من التمر حوالي 280 كيلو كالوري. ومشكلة التمر أن الناس يتهربون من سكرياته لكن يدركون أن كوب عصير واحد من البرتقال به نفس كمية الطاقة من السكريات، بل التفاح والموز أكثر! وشريحتين من الخبز المحمّص (التوست) تحتوي نفس كمية الطاقة في 100 غرام من التمر.
إذن أين هي المشكلة؟ ولماذا يتوهم البعض ضرر التمر بالنسبة للوزن؟ أو لمرضى السكري؟
وللإجابة هنا شقان، شق يتعلق بالناس السليمين من مرض السكري وشق يتعلق بمرضى السكري بالذات. بالنسبة للإنسان السليم بشكل عام أو الإنسان الذي لديه زيادة في الوزن فقط دون مرض السكري فإنه لا يوجد فرق بين التمر وغيره من الفواكه في تعامل الجسم مع السكريات التي فيها، أي السكريات البسيطة السهلة الهضم والأهم أنها أيضاً سهلة الامتصاص، وبالتالي ترفع نسبة السكر في الدم سريعاً، لكن هذا هو أيضاً ما يحصل مع الفواكه الأخرى وليس التمر وحده. والقول إنها تزيد الوزن دون غيرها من الفواكه بعيدٌ عن الصواب طالما كانت كمية طاقة الوجبات اليومية محسوبة ضمن المنصوح به.
أما لدى مرضى السكري فمشكلة التمر هي مشكلة العديد من الفواكه سواء بسواء وليس التمر وحده، ألا وهي الارتفاع الحاد السريع لنسبة السكر في الدم بعد تناوله مباشرة، الأمر الذي لا يحصل مع الأرز أو الخبز وغيرهما من المأكولات المحتوية على السكريات البطيئة التحلل أي المعقدة.
إذا كانت هذه هي المشكلة، فيكون أحد الحلول، إذا أصر المريض على تناول التمر، هو إعاقة الامتصاص السريع من قبل الأمعاء لسكره بعد تناوله، وهذا يتحقق بأن تُبطئ المعدة في إخراج ما بها من وجبة غذائية إلى الأمعاء، وذلك يحصل عبر تناول دهون تعمل على بطء حركة المعدة.
وحينما كان أجدادنا يتناولون التمر مع السمن أو اللبن أو كانت جداتنا يقدمن التمر محشواً باللوز أو غيره من المكسرات ربما كانوا أفضل منا في تعاملهم مع هذه المشكلة، فالسمن واللبن واللوز تحتوي على دهون تعيق خروج التمر المتناول من المعدة إلى الأمعاء وبالتالي تمتص الأمعاء سكريات التمر ببطء وهدوء، الأمر الذي لا يجبر البنكرياس على إفراز كميات عالية من الأنسولين فجأة وكذلك لا يرتفع مقدار السكر في الدم فجأة لدى المرضى لكن أيضاً ضمن حساب الدهون المتناولة بشكل دقيق.
ونحن لا نقول لمرضى السكري تناولوا التمر والسمن بإطلاق لكن كي نحل مشكلة الارتفاع السريع لنسبة السكر في الدم بعد تناول التمر يجب تناول ما يُبطئ حركة الإخراج للمعدة في دفعها الطعام إلي الأمعاء. وسنعود في الأسبوع القادم للحديث عن مرضى السكري ووجباتهم الغذائية بشكل أوسع.
التمر غذاء مفيد للغاية والمشكلة ليست فيه بل في طريقة تناوله بشكل صحي سليم من قبل مريض السكري بالذات، إذ هناك فرق بين تناوله بضع تمرات بعد أكل وجبة الغداء الصحية وتناوله نفس العدد على معدة خالية من الطعام، فهو بالأصل يعاني من مشكلة لذا لا يأخذ من النصائح الغذائية إلا ما يناسب حالته الصحية أما الإنسان السليم فله أن يتناول التمر على معدة خالية بلا ريب.
خير فوائد النخلة التمر الذي تتعدد أنواعه وتختلف أشكاله وألوانه، وكذلك طعمه. وعرف البشر قيمته منذ القدم، لذا اعتمدت شعوب كثيرة في السابق عليه كغذاء أساس وكفاكهة أيضاً. وتعتبر منطقة الشرق الأوسط وما حولها من أغنى مناطق العالم في إنتاجه وظل إلى قريب هو الغذاء المفضل لدى شعوبها خاصة في مناطق الجزيرة العربية، ثم قل تدريجياً تناوله والاعتماد عليه بين الأجيال الجديدة بالرغم من معرفه الناس بقيمته الغذائية العالية.
التمر غذاء غني بالمعادن والأملاح اللازمة للجسم، فعلى سبيل المثال لا الحصر، توجد في 100غرام من التمر كمية من الحديد تبلغ 1.6 ملغرام أي ضعف الكمية اللازمة يومياً، وكذلك الحال بالنسبة إلى المغنيزيوم (80 ملغ) والبوتاسيوم (650 ملغ)، كما أنه قليل المحتوى من الصوديوم إذْ به1ملغ فقط. وهذه الأملاح كلها مفيدة للقلب بهذه الصفة أي كثرة تناول البوتاسيوم والمغنيزيوم وقلة تناول الصوديوم، وأيضاً نفس الكلام على محتواه من أنواع عدة من الفيتامينات والمعادن الأخرى والأملاح والألياف التي لا داعي للاستطراد فيها.
لكن المهم اليوم بالنسبة للناس هو أمر السكر في التمر، فنسبته تبلغ 70% منه، أي أن 100غرام تحتوي على 70 غراما من السكريات البسيطة كالجلوكوز والسكروز فتعطي هذه الكمية من التمر حوالي 280 كيلو كالوري. ومشكلة التمر أن الناس يتهربون من سكرياته لكن يدركون أن كوب عصير واحد من البرتقال به نفس كمية الطاقة من السكريات، بل التفاح والموز أكثر! وشريحتين من الخبز المحمّص (التوست) تحتوي نفس كمية الطاقة في 100 غرام من التمر.
إذن أين هي المشكلة؟ ولماذا يتوهم البعض ضرر التمر بالنسبة للوزن؟ أو لمرضى السكري؟
وللإجابة هنا شقان، شق يتعلق بالناس السليمين من مرض السكري وشق يتعلق بمرضى السكري بالذات. بالنسبة للإنسان السليم بشكل عام أو الإنسان الذي لديه زيادة في الوزن فقط دون مرض السكري فإنه لا يوجد فرق بين التمر وغيره من الفواكه في تعامل الجسم مع السكريات التي فيها، أي السكريات البسيطة السهلة الهضم والأهم أنها أيضاً سهلة الامتصاص، وبالتالي ترفع نسبة السكر في الدم سريعاً، لكن هذا هو أيضاً ما يحصل مع الفواكه الأخرى وليس التمر وحده. والقول إنها تزيد الوزن دون غيرها من الفواكه بعيدٌ عن الصواب طالما كانت كمية طاقة الوجبات اليومية محسوبة ضمن المنصوح به.
أما لدى مرضى السكري فمشكلة التمر هي مشكلة العديد من الفواكه سواء بسواء وليس التمر وحده، ألا وهي الارتفاع الحاد السريع لنسبة السكر في الدم بعد تناوله مباشرة، الأمر الذي لا يحصل مع الأرز أو الخبز وغيرهما من المأكولات المحتوية على السكريات البطيئة التحلل أي المعقدة.
إذا كانت هذه هي المشكلة، فيكون أحد الحلول، إذا أصر المريض على تناول التمر، هو إعاقة الامتصاص السريع من قبل الأمعاء لسكره بعد تناوله، وهذا يتحقق بأن تُبطئ المعدة في إخراج ما بها من وجبة غذائية إلى الأمعاء، وذلك يحصل عبر تناول دهون تعمل على بطء حركة المعدة.
وحينما كان أجدادنا يتناولون التمر مع السمن أو اللبن أو كانت جداتنا يقدمن التمر محشواً باللوز أو غيره من المكسرات ربما كانوا أفضل منا في تعاملهم مع هذه المشكلة، فالسمن واللبن واللوز تحتوي على دهون تعيق خروج التمر المتناول من المعدة إلى الأمعاء وبالتالي تمتص الأمعاء سكريات التمر ببطء وهدوء، الأمر الذي لا يجبر البنكرياس على إفراز كميات عالية من الأنسولين فجأة وكذلك لا يرتفع مقدار السكر في الدم فجأة لدى المرضى لكن أيضاً ضمن حساب الدهون المتناولة بشكل دقيق.
ونحن لا نقول لمرضى السكري تناولوا التمر والسمن بإطلاق لكن كي نحل مشكلة الارتفاع السريع لنسبة السكر في الدم بعد تناول التمر يجب تناول ما يُبطئ حركة الإخراج للمعدة في دفعها الطعام إلي الأمعاء. وسنعود في الأسبوع القادم للحديث عن مرضى السكري ووجباتهم الغذائية بشكل أوسع.
التمر غذاء مفيد للغاية والمشكلة ليست فيه بل في طريقة تناوله بشكل صحي سليم من قبل مريض السكري بالذات، إذ هناك فرق بين تناوله بضع تمرات بعد أكل وجبة الغداء الصحية وتناوله نفس العدد على معدة خالية من الطعام، فهو بالأصل يعاني من مشكلة لذا لا يأخذ من النصائح الغذائية إلا ما يناسب حالته الصحية أما الإنسان السليم فله أن يتناول التمر على معدة خالية بلا ريب.