أمير الدهاء
02-08-2019, 12:25 PM
https://alqabas.com/wp-content/uploads/2019/02/02-23-780x405.jpg
محرر القبس الإلكتروني 6 فبراير، 2019
محمد أمين
غني عن القول ان صناعة الصحف حول العالم تواجه أوقاتاً صعبة. فقد أظهرت دراسة أُجريت في مارس 2018، ونشرت في مجلة «أبحاث الصحف»، أنه في الفترة من 2004 إلى 2015، خسرت صناعة الصحف الأميركية أكثر من 1800 صحيفة نتيجة لعمليات الإغلاق والاندماج.
الصحافيون يعانون من عمليات التسريح والاستحواذ، حيث يتم ترك القراء في مشهد اعلامي مُهمَل، وبدأت مُلكية الصحف المحلية تنتقل إلى ناشرين كبار يُركزون على مصالحهم التجارية، أو الاختفاء تماما.
يدرس العلماء ما قد يعنيه توقف هذه الصحف عن الصدور بالنسبة للجمهور من حيث المشاركة السياسية ومساءلة الحكومة. ووجدت الدراسات أن المناطق ذات المنافذ الإخبارية المحلية الأقل والتغطيات المتدنية، فيها مستويات أقل من المشاركة المدنية والإقبال من الناخبين.
من ناحية أخرى، تشير الدراسات إلى أن المناطق ذات التغطية المحلية الأكبر تميل إلى زيادة الإقبال في الانتخابات المحلية وخفض الإنفاق على المشاريع التقديرية للبلديات. وتشير النتائج أيضاً إلى أن الصحف قد تلعب دوراً في تشجيع المشاركة السياسية والمساءلة.
وتقدم ورقة عمل جديدة المزيد من الأدلة، حيث وجدت أن إغلاق الصحف مرتبط بزيادة تكاليف اقتراض البلديات وانخفاض الكفاءة الحكومية. وقد لخص موقع Journalist’s Resources هذه الدراسات، التي توضح أهمية إبقاء الصحف المحلية على قيد الحياة.
https://alqabas.com/wp-content/uploads/2019/02/1-37.jpg
تكاليف وضعف مشاركة
وتناولت ورقة العمل مسألة الصلة بين إغلاق الصحف المحلية وتكاليف اقتراض البلديات. وقامت بتحليل بيانات الصحف اليومية من عام 1996 إلى عام 2015 في الولايات المتحدة في ثلاث صحف. ومن أصل 1596 صحيفة تمت دراستها، اختفت 296 صحيفة أو اندمجت مع الصحف الأخرى أو أصبحت غير يومية.
وتشير هذه الورقة إلى وجود علاقة بين تراجع الأخبار المحلية وانخراط المواطنين في العمل السياسي.
وحلل المؤلفون أكثر من 10 آلاف خبر حول حملات انتخابات الرئاسة الأميركية خلال انتخابات 2010 و 2014، ووجدوا انخفاضات في حجم ومحتوى تغطية الحملة بين سنتي الانتخابات، قياساً على عدد الأخبار المنشورة والنسبة المئوية للأخبار التي تتحدث عن كلا المرشحين، وعدد الإشارات المحددة لمسائل محددة وعدد الإشارات إلى خصال المرشحيْن.
وتستخدم هذه الدراسة أساليب مشابهة لتحليل الانتخابات النصفية للكونغرس عام 2010. ويشير التحليل إلى أن المناطق التي احتدمت فيها المنافسة، والتي تغطيها وسائل إعلام صغرى تحظى بتغطية أكبر من مناطق التنافس غير الساخن. بالنظر إلى العلاقة بين هذه البيانات الإخبارية وردود المواطنين على الاستطلاع، الذي يقيس المشاركة السياسية.
وتبيّن أن الناس في المناطق ذات التغطيات الصحافية الأقل كانوا أقل ميلا للمشاركة في الاقتراع.
وتبحث الدراسة في الروابط بين البيئة الإعلامية المحلية والإقبال على الانتخابات المحلية في سويسرا. ووجدت أن سمات معينة لسوق الصحف مرتبطة بالاقتراع. وهذه العوامل هي جمهور الصحف والانسجام بين القراء والصحيفة.
وتبيّن من دراسة بيانات 384 بلدية في الدراسة أن المناطق التي توجد بها صحف أكثر وذات توجه محلي للمحتوى، لها نسبة مشاركة أعلى في الانتخابات.
وتتناول الدراسة الارتباط بين الصحف المحلية والوطنية من جهة، والمساءلة السياسية من جهة أخرى، لا سيما ما يتعلق بنفقات الأشغال العامة المحلية. وذلك، باستخدام بيانات التوزيع لـ105 صحف يابانية، ووجد أن الزيادات في الحصة السوقية للصحف المحلية المتداولة داخل إحدى المحافظات ترتبط بانخفاض في الإنفاق على الأشغال العامة، لا سيما الإنفاق على المشاريع التقديرية للحكومات المحلية.
تراجع المشاركة المحلية
استعرضت دراسة متخصصة الروابط بين إغلاق صحف في سياتل ودنفر، وتراجع المشاركة المدنية بين السكان.
وبحثت الدراسة في بيانات التعداد السكاني من 2008 و2009، ومقارنة المشاركة المدنية للمواطنين في المناطق، التي فقدت صحيفة في العام التالي مع الناس في المدن التي لم تفقد.
وتم قياس المشاركة المدنية من خلال الردود على الأسئلة حول الاتصال مع المسؤولين، والعضوية في المنظمات الأهلية وغير ذلك.
ولقد كان حجم تراجع المشاركة المدنية في سياتل ودنفر أكبر مما هو في المعدل على مستوى البلاد ككل. وهذا يشير إلى أن قضايا القياس أو غيرها من المتغيرات الوطنية مثل الظروف السياسية أو الاقتصادية لا يمكنها تفسير هذا المتغير.
محرر القبس الإلكتروني 6 فبراير، 2019
محمد أمين
غني عن القول ان صناعة الصحف حول العالم تواجه أوقاتاً صعبة. فقد أظهرت دراسة أُجريت في مارس 2018، ونشرت في مجلة «أبحاث الصحف»، أنه في الفترة من 2004 إلى 2015، خسرت صناعة الصحف الأميركية أكثر من 1800 صحيفة نتيجة لعمليات الإغلاق والاندماج.
الصحافيون يعانون من عمليات التسريح والاستحواذ، حيث يتم ترك القراء في مشهد اعلامي مُهمَل، وبدأت مُلكية الصحف المحلية تنتقل إلى ناشرين كبار يُركزون على مصالحهم التجارية، أو الاختفاء تماما.
يدرس العلماء ما قد يعنيه توقف هذه الصحف عن الصدور بالنسبة للجمهور من حيث المشاركة السياسية ومساءلة الحكومة. ووجدت الدراسات أن المناطق ذات المنافذ الإخبارية المحلية الأقل والتغطيات المتدنية، فيها مستويات أقل من المشاركة المدنية والإقبال من الناخبين.
من ناحية أخرى، تشير الدراسات إلى أن المناطق ذات التغطية المحلية الأكبر تميل إلى زيادة الإقبال في الانتخابات المحلية وخفض الإنفاق على المشاريع التقديرية للبلديات. وتشير النتائج أيضاً إلى أن الصحف قد تلعب دوراً في تشجيع المشاركة السياسية والمساءلة.
وتقدم ورقة عمل جديدة المزيد من الأدلة، حيث وجدت أن إغلاق الصحف مرتبط بزيادة تكاليف اقتراض البلديات وانخفاض الكفاءة الحكومية. وقد لخص موقع Journalist’s Resources هذه الدراسات، التي توضح أهمية إبقاء الصحف المحلية على قيد الحياة.
https://alqabas.com/wp-content/uploads/2019/02/1-37.jpg
تكاليف وضعف مشاركة
وتناولت ورقة العمل مسألة الصلة بين إغلاق الصحف المحلية وتكاليف اقتراض البلديات. وقامت بتحليل بيانات الصحف اليومية من عام 1996 إلى عام 2015 في الولايات المتحدة في ثلاث صحف. ومن أصل 1596 صحيفة تمت دراستها، اختفت 296 صحيفة أو اندمجت مع الصحف الأخرى أو أصبحت غير يومية.
وتشير هذه الورقة إلى وجود علاقة بين تراجع الأخبار المحلية وانخراط المواطنين في العمل السياسي.
وحلل المؤلفون أكثر من 10 آلاف خبر حول حملات انتخابات الرئاسة الأميركية خلال انتخابات 2010 و 2014، ووجدوا انخفاضات في حجم ومحتوى تغطية الحملة بين سنتي الانتخابات، قياساً على عدد الأخبار المنشورة والنسبة المئوية للأخبار التي تتحدث عن كلا المرشحين، وعدد الإشارات المحددة لمسائل محددة وعدد الإشارات إلى خصال المرشحيْن.
وتستخدم هذه الدراسة أساليب مشابهة لتحليل الانتخابات النصفية للكونغرس عام 2010. ويشير التحليل إلى أن المناطق التي احتدمت فيها المنافسة، والتي تغطيها وسائل إعلام صغرى تحظى بتغطية أكبر من مناطق التنافس غير الساخن. بالنظر إلى العلاقة بين هذه البيانات الإخبارية وردود المواطنين على الاستطلاع، الذي يقيس المشاركة السياسية.
وتبيّن أن الناس في المناطق ذات التغطيات الصحافية الأقل كانوا أقل ميلا للمشاركة في الاقتراع.
وتبحث الدراسة في الروابط بين البيئة الإعلامية المحلية والإقبال على الانتخابات المحلية في سويسرا. ووجدت أن سمات معينة لسوق الصحف مرتبطة بالاقتراع. وهذه العوامل هي جمهور الصحف والانسجام بين القراء والصحيفة.
وتبيّن من دراسة بيانات 384 بلدية في الدراسة أن المناطق التي توجد بها صحف أكثر وذات توجه محلي للمحتوى، لها نسبة مشاركة أعلى في الانتخابات.
وتتناول الدراسة الارتباط بين الصحف المحلية والوطنية من جهة، والمساءلة السياسية من جهة أخرى، لا سيما ما يتعلق بنفقات الأشغال العامة المحلية. وذلك، باستخدام بيانات التوزيع لـ105 صحف يابانية، ووجد أن الزيادات في الحصة السوقية للصحف المحلية المتداولة داخل إحدى المحافظات ترتبط بانخفاض في الإنفاق على الأشغال العامة، لا سيما الإنفاق على المشاريع التقديرية للحكومات المحلية.
تراجع المشاركة المحلية
استعرضت دراسة متخصصة الروابط بين إغلاق صحف في سياتل ودنفر، وتراجع المشاركة المدنية بين السكان.
وبحثت الدراسة في بيانات التعداد السكاني من 2008 و2009، ومقارنة المشاركة المدنية للمواطنين في المناطق، التي فقدت صحيفة في العام التالي مع الناس في المدن التي لم تفقد.
وتم قياس المشاركة المدنية من خلال الردود على الأسئلة حول الاتصال مع المسؤولين، والعضوية في المنظمات الأهلية وغير ذلك.
ولقد كان حجم تراجع المشاركة المدنية في سياتل ودنفر أكبر مما هو في المعدل على مستوى البلاد ككل. وهذا يشير إلى أن قضايا القياس أو غيرها من المتغيرات الوطنية مثل الظروف السياسية أو الاقتصادية لا يمكنها تفسير هذا المتغير.