المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احتجاز الرهائن نوع من «الجهاد».. والقتل بالسيف لدى «القاعدة» أفضل



سلسبيل
06-22-2005, 07:00 AM
على ضوء اكتشاف مخابئ تعذيب وكتاب يحث على الخطف وقطع الرؤوس غرب العراق

لندن : مشاري الذايدي

أثار خبر عثور القوات الأميركية في بلدة«الكرابلة» غرب العراق على مركز تعذيب ومحتجزين في حالات مزرية وكتاب خاص عن عمليات القتل والخطف، فضول بعض المتابعين.
وجاء في التقرير ان قوات المارينز عثرت على مركز للتعذيب مجهز بأسلاك كهربائية وأناشيط وأصفاد يدوية وكتاب عن «الجهاد» يقع في 574 صفحة، ألفه شخص يدعى عبد الرحمن العلي، وفيه فصول عن «كيف تختار الرهينة الأفضل؟»، و«شرعية قطع رؤوس الكفار». كما عثر على أربعة من الرهائن العراقيين ظهرت عليهم علامات التعرض للضرب. وهي من المرات النادرة في مثل هذه الحالات يعثر فيها على ناجين أحياء، وبعضهم كان في حالة تشرف على الهلاك، مثل احمد عيسى فاضل، 19 عاما، الذي خطف من امام بيت اهله، بحجة أنه تطوع في السابق في صفوف القوات العراقية، وتحدث لمحرريه عن حالات الاعدام اليومية التي كان الخاطفون ينفذونها، وأنه كان ينتظر دوره بعد ان اشبعوه تعذيبا وضربا.

واثار اسم الكتاب «مبادئ فلسفة الجهاد»، واسم مؤلفه عبد الرحمن العلي، انتباه بعض المراقبين، حيث لم يشتهر مؤلف اصولي بهذا الاسم، ولا يعرف كاتب او منظر يحمل اسم عبد الرحمن العلي، الامر الذي جعل الباحث العراقي رشيد الخيون وهو مهتم بالاصوليات في العراق، يرجح أنه اسم مستعار غير معروف.

يشار الى ان بعض المؤلفات او الرسائل المساندة للعمل العسكري وعمليات الخطف والتفجير عادة ما تكتب باسماء مستعارة ولا تكشف هذه الاسماء الا في حالتين: عند شعور المؤلف بالبعد عن قبضة السلطات الأمنية، مثل ايمن الظواهري، او عند انفضاح امر المؤلف، مثل السعودي فارس آل شويل الزهراني، الذي كان يكتب رسائله تحت اسم ابو جندل الازدي، ومثل كتابه «الباعث على قتل ضباط المباحث».

وفارس هو عضو في اللجنة الشرعية التابعة للقاعدة في السعودية، وقد القي القبض عليه جنوب السعودية. وقد درجت الجماعات العسكرية الاصولية، على عمليات الخطف كجزء من قائمة وتشكيلة الاعمال الردعية العنفية التي تقوم بها، ولها في ذلك تسويغاتها الدينية ومبرراتها التكتيكية، ففي مجلة «المجاهدون» الاصولية، التي كانت تنشر مقالات «المنظر الجهادي» و«شيخ» أبو مصعب الزرقاوي المدعو ابي محمد المقدسي، وردت دراسة مثيرة حول جدوى وشرعية اعمال الخطف والمقايضة، ومما جاء في هذه الدراسة المقتضبة في عدد المجلة (66)، نصائح عملية لانجاح عمليات الخطف.

فمثلا النصح بتقسيم «مجموعات العمل الى ثلاث هي: مجموعة الاستطلاع، ومجموعة التجهيز، ومجموعة التنفيذ»، وان عملية احتجاز الرهائن أو تحريرهم، تعتبر من العمليات المعقدة التي تحتاج إلى قرار سريع وحاسم. كما وردت صفات مفصلة يجب توفرها في كل مجموعة، فصفات مجموعة التنفيذ: «القدرة البدنية العالية، والمهارة في التسديد والتصويب، وحب الشهادة، والاقدام، والمباغتة التكتيكية، وقابلية الحركة والاختفاء، والاخلاص، والسرية...». وحول مهام مجموعة التنفيذ ورد انها: القيام بتنفيذ العملية المنوطة بهم على وجه الدقة والسرعة، وعدم الاجتهاد في تنفيذ عمليات أخرى، أو تعدي ما أمروا القيام به. وعن مهام مجموعة الاستطلاع جاء: تأمين أكبر قدر من تفاصيل المعلومات، تحديد حالة الحراسة وانتشار القوة، تحديد حالة الطقس وطبيعة الأرض.

وبالنسبة للكتاب الذي عثر عليه في مقر التعذيب في بلدة الكرابلة، يلفت النظر في فصول هذا الكتاب المجهول المؤلف، الى أنه أفرد فصلا خاصا لـ«شرعية» قطع الرؤوس، في ما يبدو انه حرص خاص على تنفيذ عمليات الاعدام للرهائن على هذه الطريقة، اي قطع الرأس بالسيف او ما شابهه. وقد جاء في موقع «التوحيد والجهاد» على الإنترنت التابع لابي محمد المقدسي فتوى خاصة حول شرعية وتفضيل القتل عبر قطع الرأس بالسيف، استنادا الى فتوى قديمة نقلا عن الفقيه المالكي ابن عبد البر الذي توفي (463 هجرية). يشار الى ان بلدة الكرابلة تقع بالقرب من مدينة القائم الحدودية مع سورية، ومدينة القائم كانت قد شهدت مواجهات شرسة بين القوات العراقية والمتعددة وبين مجموعات مسلحة يعتقد انها اصولية. والكرابلة عشيرة عراقية من إحدى عشائر قبيلة العقيدات الواسعة الانتشار في المنطقة.