المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حلم مطار دبي مهدد بالفشل.. والخسائر تطارد شركات الطيران الإماراتية



فيثاغورس
01-07-2019, 07:16 AM
الأحد 06-01-2019

https://www.al-sharq.com/uploads/2018/02/05/article_cover/ecabb7b65ace08945eeeb1cee57af2941bda128d.jpg

تراجع حركة السفر في مطار دبي

الدوحة – بوابة الشرق

يبدو أن سلسلة الخسائر الاقتصادية التي تطارد دبي بشكل خاص والإمارات عموماً لن تتوقف قريباً نتيجة استمرار السياسيات المتهورة التي تقوم بها الدولة.

وفي حلقة جديدة من مسلسل التراجع الاقتصادي أعلنت شركة مطارات دبي المشغلة للمطار الدولي للإمارة، الأحد، أن عدد المسافرين عبر المطار انخفض 0.8% على أساس سنوي إلى نحو 6.9 ملايين مسافر في نوفمبر الماضي.

وعلى مدى الأشهر الأحد عشر الأولى من 2018، استخدم 81.4 مليون مسافر المطار، بارتفاع 1.3%. ويعني ذلك أن المطار بحاجة لأن يكون قد تعامل مع عدد قياسي من المسافرين قدره 8.9 ملايين في ديسمبر الماضي لتحقيق هدفه المعلن للعام بأكمله البالغ 90.3 مليون مسافر، بحسب "الجزيرة نت".

وكان أكبر عدد من الركاب سافروا عبر مطار دبي في شهر واحد بلغ 8.37 ملايين مسافر في أغسطس 2018.

وشهد مطار دبي -مركز عمليات شركتي طيران الإمارات وفلاي دبي- تباطؤا في نمو حركة المسافرين هذا العام، بعد زيادات قوية سجلها على مدى 15 سنة.

وكانت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية رصدت في تقرير لها، الخميس، الأوضاع الاقتصادية في دبي التي تعمل من أجل التخلص من ركود اقتصادي استمر 4 سنوات، مؤكدة أن الأزمة الخليجية والحصار المفروض على قطر من أسباب فشل محاولات الإصلاحات الحكومية في إنعاش اقتصاد إمارة دبي خلال السنوات الأخيرة.

وكشف تقرير للصحيفة أن رجال أعمال ومسؤولين أبدوا خشيتهم من أن الأزمة التي اندلعت في 2015 بسبب انخفاض أسعار النفط لم تخف على الرغم من ارتفاع أسعار الخام العام الماضي، في حين كان متوقعاً أن يعزز ذلك الثقة في الإمارة التي تشتهر بتدوير أموال البترودولار، وفق تعبير الصحيفة.

ويرى مراسل فايننشال تايمز في دبي سيميون كير، أن التوترات مع إيران والحرب في اليمن والحصار المفروض على قطر عوامل ضاعفت وتيرة تباطؤ حركة التجارة والسياحة وأسواق التجزئة في دبي.

كما نقلت الصحيفة أيضاً عن تقارير متخصصة أن الشركات النشطة في مجالات العقارات والبناء والبيع بالتجزئة حذرت من هبوط إيراداتها بما يصل 40% هذا العام.

وأفاد التقرير نقلاً عن موقع "بيوت دوت كوم" بأن أسعار العقارات تراجعت بنسبة تقارب 30% عن ذروتها في عام 2014، مشيراً إلى أن قطاع العقارات أدى إلى تراجع سوق دبي المالي إحدى أسوأ البورصات أداء في عام 2018.

وكان حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم أصدر بياناً مطلع 2019 قال فيه إن الإمارة تتوقع تباطؤ نمو الإنفاق الحكومي خلال العام الجديد.

وفي نوفمبر 2018 قال غيث الغيث الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي إن 2018 كان عاماً صعباً على الصعيد المالي بسبب ارتفاع أسعار الوقود. وتضاعفت خسائر شركة فلاي دبي المملوكة لحكومة دبي خلال النصف الأول من العام الماضي قياساً إلى الفترة ذاتها من 2017، لتفوق ثلاثمائة مليون درهم.

وخلال النصف الأول من 2018 بلغ صافي خسائر الشركة 316.8 مليون درهم بارتفاع 122.3% عن النصف المقابل من العام 2017.

وكانت خسائر الشركة قد وصلت إلى 142.5 مليون درهم بنهاية يونيو من 2017، بارتفاع 59% عن عام 2016، ما يظهر أن هذه الخسائر في تفاقم مستمر.

أما شركة الاتحاد للطيران المملوكة لأبوظبي فقد أعلنت في يوليو 2018 عن فصل جديد من إعادة الهيكلة التي تنفذها منذ انزلاقها في الخسارة عام 2016، وقالت وكالة رويترز للأنباء إن أبو ظبي تخلت عن هدفها في أن تصبح مركزاً رئيسياً لرحلات الطيران بجانب دبي.

وذكرت رويترز أن الاتحاد للطيران ستصبح شركة طيران متوسطة الحجم تركز على الرحلات المباشرة، في محاولة للعودة إلى الربحية.

وتكبدت الاتحاد للطيران عام 2017 خسارة سنوية قدرها 1.52 مليار دولار، وكانت قد خسرت 1.87 مليار عام 2016.

شركة فلاي دبي تسير في ذات الاتجاه السلبي، حيث تضاعفت خسائر شركة "فلاي دبي" المملوكة لحكومة دبي خلال النصف الأول من عام 2018 قياساً إلى الفترة ذاتها من العام الماضي، لتفوق 300 مليون درهم.

وخلال النصف الأول من 2018 بلغ صافي خسائر الشركة 316.8 مليون درهم (86.24 مليون دولار) بارتفاع 122.3% عن النصف المقابل من العام 2017.

وكانت خسائر الشركة قد وصلت إلى 142.5 مليون درهم بنهاية يونيو من عام 2017، بارتفاع 59% عن عام 2016، ما يظهر أن هذه الخسائر في تفاقم مستمر.

العقارات كغيرها من قطاعات مختلفة تأثرت سلبياً بشكل كبير في دبي، فقطاع العقارات التي تُعد -إلى جانب قطاعات خدمية أخرى- قاطرة الاقتصاد في دبي حيث يسهم بنحو 20% من الناتج المحلي للإمارة، يوشك أن ينهار.

وتشير بيانات لمصرف الإمارات المركزي بحسب تقرير نشرته وسائل إعلام في دسمبر الماضي إلى أن أسعار العقارات السكنية في دبي تراجعت بالربع الثالث من العام الماضي بنحو 7.4% مقارنة بالفترة ذاتها من 2017، لينضاف ذلك إلى انخفاض آخر بنحو 6% شوهد خلال الربع الثاني من 2018 بسبب اختلال ميزان العرض والطلب.

وحققت بورصة دبي أسوأ أداء بين البورصات العالمية خلال 2018، بحسب بلومبيرغ، كما أن الحصيلة الإجمالية لنتائج الشركات المدرجة بسوق دبي المالي بنهاية الربع الثالث 2018 أظهرت تراجعا في أرباح هذه الشركات بنسبة 12 % قياسا للفترة المماثلة من العام السابق، متأثرة بهبوط أرباح قطاع "العقارات والإنشاءات" على وجه التحديد، وفق موقع أرقام الإخباري.

وفيما يتعلق بالسياحة في دبي، فقد أظهرت بيانات رسمية توقف نمو عدد الزوار الأجانب للإمارة في الشهور التسعة الأولى من 2018. بعد أن كان يضخ نحو 30 مليار دولار في اقتصاد الإمارة وفقاً لأرقام العام 2017.

وكما يقول المدير العام لشركة نماء للاستشارات المالية طه عبد الغني في حديث سابق للجزيرة فإن "حصار قطر جاء بنتائج عكسية على الإمارات، حيث باتت الاستثمارات تهرب منها، كما أن القطاع العقاري الذي يشكل قاطرة الاقتصاد يعيش على وقع أزمة كبيرة وأخذ معه القطاعين السياحي والتجاري"، مؤكداً أن حالة الخوف باتت تسيطر على المستثمرين بسبب الأحداث السياسية، مما انعكس سلبا على بورصتي دبي وأبو ظبي.

ويعتقد أن "دخول الإمارات في نزاعات بعدد من الدول غيَر من نظرة المستثمر والسائح للإمارات ودبي من دولة مسالمة وواحة للأمان والاستثمار إلى دولة مضطربة".