تشكرات
01-05-2019, 06:58 AM
الحياة بعد الستين
https://alqabas.com/wp-content/uploads/2018/04/%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D9%8A%D8%AF66_1.jpg
نفيعة الزويد
3 يناير، 2019
يقول فيلكس فنيون لكل شخص ثلاثة «شباب»: شباب الجسم، شباب القلب، وشباب العقل، ولكن بكل اسف فالثلاثة لا يلتقون أبداً. في أحد مقالات د. صلاح العتيقي وقد قيل له:
إن الحياة قصيرة ومتعها قليلة لمن تجاوز عمره الستين سنة، ولم يبق لهم سوى متعة الأكل ومن ثم تأتي أوامر الأطباء بالابتعاد عن الملح والسكر والدهون والبقول واللحوم والفلفل مع الالتزام بالخس والرياضة، وكل منها ليس بمزاج إنسان الستين، أنا شخصياً سأرد عن ذلك الإنسان المعذب في معدته، وكما قال جبران وشكسبير لطالما الانسان على قيد الحياة، فنجده «يشقى الإنسان برغباته وجسده»، ولكن شقاء إنسان ذي الستين عاماً صعب جداً، ويحلم وهو نائم بجانب أحلام اليقظة نهاراً ليسابق عجلة الزمن وليسترد طاقته وإرادته، ولكن سأقول له إن كنت لا تستطيع المقاومة فاستسلم، وأقول لهؤلاء كُلْوا ما تشتهون واشربوا ما تشاؤون وما يحلو لكم واستمتعوا بما تبقى لكم من وقت ولا تحرموا أنفسكم شيئاً ولا تخشوا ملامة طبيب ولا صديق ولا من مجتمع، فأحلامكم بالستين سفرة قصيرة أو زيارة ديوانية يومياً لساعة من باب تغيير الروتين.
والآن أقول لك أكملها بما لذ وطاب من مأكولات الدنيا، فهل أنت خائف على رشاقتك وأنت بالستين… وما فوق، إذ الحيوية والقوة هنا ليسا بالجسد بل بالروح الجميلة والنظرة الحلوة للحياة، وكما يقولون «فِلْها ولا تحاتي»، بل واشعر بالفخر بأنك تجاوزت مخاوف لا تطيل العمر ولا تقصره، وكما قال عمر الخيام «فما أطال النوم عمراً، ولا قصر في الأعمار طول السهر»، لذا استمتع بحياتك، فعمرك الذهبي امامك وليس وراءك، لأنه خلاصة تجاربك وحرمانك بالسابق.
***
قال «نتمنى»، وفي التمني شقاء، وتنادي يا ليت كانوا وكنا، نتمنى وما التمني سوى مهماز، دهر يحثنا للمسير، فصغيراً قد كنت أطلب لو كنت كبيراً ولي صفات الكبير، وكبيراً لو عدت طفلاً صغيراً واسترددت نفسي نعيم الصغير.
نفيعة الزويد
https://alqabas.com/621920/
https://alqabas.com/wp-content/uploads/2018/04/%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D9%8A%D8%AF66_1.jpg
نفيعة الزويد
3 يناير، 2019
يقول فيلكس فنيون لكل شخص ثلاثة «شباب»: شباب الجسم، شباب القلب، وشباب العقل، ولكن بكل اسف فالثلاثة لا يلتقون أبداً. في أحد مقالات د. صلاح العتيقي وقد قيل له:
إن الحياة قصيرة ومتعها قليلة لمن تجاوز عمره الستين سنة، ولم يبق لهم سوى متعة الأكل ومن ثم تأتي أوامر الأطباء بالابتعاد عن الملح والسكر والدهون والبقول واللحوم والفلفل مع الالتزام بالخس والرياضة، وكل منها ليس بمزاج إنسان الستين، أنا شخصياً سأرد عن ذلك الإنسان المعذب في معدته، وكما قال جبران وشكسبير لطالما الانسان على قيد الحياة، فنجده «يشقى الإنسان برغباته وجسده»، ولكن شقاء إنسان ذي الستين عاماً صعب جداً، ويحلم وهو نائم بجانب أحلام اليقظة نهاراً ليسابق عجلة الزمن وليسترد طاقته وإرادته، ولكن سأقول له إن كنت لا تستطيع المقاومة فاستسلم، وأقول لهؤلاء كُلْوا ما تشتهون واشربوا ما تشاؤون وما يحلو لكم واستمتعوا بما تبقى لكم من وقت ولا تحرموا أنفسكم شيئاً ولا تخشوا ملامة طبيب ولا صديق ولا من مجتمع، فأحلامكم بالستين سفرة قصيرة أو زيارة ديوانية يومياً لساعة من باب تغيير الروتين.
والآن أقول لك أكملها بما لذ وطاب من مأكولات الدنيا، فهل أنت خائف على رشاقتك وأنت بالستين… وما فوق، إذ الحيوية والقوة هنا ليسا بالجسد بل بالروح الجميلة والنظرة الحلوة للحياة، وكما يقولون «فِلْها ولا تحاتي»، بل واشعر بالفخر بأنك تجاوزت مخاوف لا تطيل العمر ولا تقصره، وكما قال عمر الخيام «فما أطال النوم عمراً، ولا قصر في الأعمار طول السهر»، لذا استمتع بحياتك، فعمرك الذهبي امامك وليس وراءك، لأنه خلاصة تجاربك وحرمانك بالسابق.
***
قال «نتمنى»، وفي التمني شقاء، وتنادي يا ليت كانوا وكنا، نتمنى وما التمني سوى مهماز، دهر يحثنا للمسير، فصغيراً قد كنت أطلب لو كنت كبيراً ولي صفات الكبير، وكبيراً لو عدت طفلاً صغيراً واسترددت نفسي نعيم الصغير.
نفيعة الزويد
https://alqabas.com/621920/