مسافر
01-04-2019, 08:24 PM
لندن - عربي21 - محمد عبد السلام# الجمعة، 04 يناير 2019
https://www.arabi21.com/Content/Upload/large/120194174237361.jpg
الإطاحة بتركي الدخيل من "العربية".. نهاية عهد وبداية آخر - (انترنت)
حصلت "عربي21" على التفاصيل الكاملة لما حدث داخل قناة العربية السعودية في اليوم الأول من العام الجديد 2019، حيث تمت إقالة المدير العام تركي الدخيل وإعادة الإدارة السابقة التي كان قد أطاح بها الأمير محمد بن سلمان في أعقاب استيلائه على مجموعة "أم بي سي" بأكملها والتي تتبع لها قناة العربية الاخبارية.
وبحسب المعلومات التي أفاد بها مصدر مطلع داخل القناة فإن حالة من الارتياح الواسع سادت أوساط الصحفيين والمذيعين والعاملين في القناة في أعقاب الإعلان عن إقالة الدخيل وعودة الإدارة السابقة التي تتمثل بكل من عبد الرحمن الراشد والدكتور نبيل الخطيب، فضلاً عن أن الحديث داخل القناة بدأ يدور بشكل علني عن تغيير جذري مرتقب في السياسات الاعلامية للقناة، وإن كانت بطبيعة الحال ستظل تعبر عن وجهة النظر الرسمية في السعودية وتروج لها.
وكانت قناة العربية أعلنت رسمياً استقالة الدخيل صباح الثلاثاء الماضي وسط معلومات عن قرار رسمي وشيك بتعيينه سفيراً للسعودية لدى الإمارات، فيما تم تعيين الدكتور نبيل الخطيب خلفاً له كمدير عام للقناة، كما أعلنت "العربية" ولأول مرة في تاريخها عن تأسيس مجلس تحرير يُعنى بتحديد السياسات العامة لها ويرأسه مديرها السابق الصحفي السعودي عبد الرحمن الراشد.
والراشد يُعتبر الرجل الأبرز الذي مر على قناة العربية حيث شغل منصب المدير العام لها لأكثر من 15 عاماً قبل أن يستقيل في كانون الثاني/ يناير 2015 بعد فترة وجيزة من تولي الملك سلمان الحكم في السعودية، ليتولى الدخيل المنصب بعده، ليتبين لاحقاً بأن الدخيل هو أحد الأصدقاء المقربين من محمد بن سلمان، كما أنه -أي الدخيل- كان أحد اللاعبين المهمين في تشكيل التحالف بين ابن سلمان والشيخ محمد بن زايد بحكم العلاقة السابقة التي تجمعه بالاثنين.
أما الدكتور نبيل الخطيب فهو -بحسب المعلومات التي جمعتها "عربي21"- إعلامي فلسطيني محسوب سياسياً على حركة فتح، وهو شقيق الوزير السابق في السلطة الفلسطينية غسان الخطيب، وكان قد عمل رئيساً للتحرير في قناة العربية طوال السنوات التي شغل فيها الراشد منصب المدير العام، لكنه استقال من منصبه بعد شهور قليلة من تعيين الدخيل مديراً عاماً وسافر إلى كندا للعيش مع عائلته، إلى أن عاد أخيراً كمدير عام للقناة خلفاً للدخيل.
وأكد مصدر وثيق الاطلاع داخل "العربية" في حديث خاص لـ"عربي21" أن "انقلاباً شاملاً شهدته القناة يوم الثلاثاء الماضي يُنهي عهد الدخيل"، مشيراً إلى أن "الدخيل وفريقه فشلوا في تحقيق أي إنجاز للقناة، وبات واضحاً بأن السعودية استدعت الطاقم السابق في محاولة لإنقاذ القناة التي فقدت مشاهديها وفشلت في التعامل مع الأزمات، وآخرها أزمة خاشقجي".
ويقول المصدر إن الأهم من إقالة الدخيل هو إقالة الصحفي السعودي فارس بن حزام الذي كان الذراع اليمنى للدخيل طوال السنوات الأربع الماضية، والذي كان المتصرف الأول والأخير بالقناة، كما كان يُملي على الصحافيين والمراسلين السياسات، وهو واحد من المجموعة الإعلامية المقربة من محمد بن سلمان، كما أنه أحد العاملين مع الدخيل في "مركز المسبار" الذي تموله الإمارات، وذلك منذ ما قبل توليه إدارة العربية.
كما أطيح بالرجل الثاني في قناة العربية، والذي ظل متمترساً في منصبه منذ تأسيس القناة في العام 2003، وهو نائب المدير العام نخلة الحاج، وهو صحافي لبناني يعمل في العربية منذ تأسيسها، وكان الرجل الثاني فيها منذ كان عبد الرحمن الراشد مديراً، وظل في منصبه بعد تولي الدخيل لإدارة القناة.
لكن مصادر "عربي21" تؤكد بأن الحاج لم تتم إقالته بشكل نهائي وإنما انتقل للعمل في قناة "أم بي سي"، ما يعني أنه غادر العربية لكنه ظل ضمن المجموعة التلفزيونية، لكن الأهم هو أن قناة (mbc) ترفيهية وليست إخبارية ولا سياسية.
وبإقالة كل من الدخيل والحاج وفارس بن حزام ثمة توقعات بأن تشهد قناة "العربية" جملة إقالات أخرى لاحقاً بعد أن تجري الإدارة الجديدة، أو الإدارة العائدة، مراجعاتها لما حدث في القناة خلال السنوات الأربع الماضية، ومن تم تعيينهم خلال هذه الفترة من المحسوبين على الدخيل.
كما كانت قناة "العربية" قد أقالت عدداً كبيراً من العاملين في أعقاب تولي الدخيل إدارتها، كان أغلبهم من المحسوبين على الراشد أو من أصدقائه، وهو ما أشاع أنباء داخل القناة بأن بعض هؤلاء يمكن أن يعودوا خلال الأسابيع أو الشهور القادمة.
ويقول المصدر الذي تحدث لــ"عربي21" إن المهمة التي أوكلت للراشد والخطيب حالياً هي إعادة قناة العربية إلى سابق عهدها عندما كانت تخاطب كل المنطقة العربية، وخاصة منطقة الخليج، بينما تحولت إلى قناة سعودية بحتة خلال فترة إدارة الدخيل وفارس بن حزام لها، وأصبحت أقرب إلى قناة "الإخبارية" التابعة للتلفزيون السعودي.
كما يشير المصدر إلى أن "العربية" تواجه انتقادات واسعة في أوساط السعوديين المؤيدين للملك سلمان وابنه منذ بدأت أزمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في بداية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كما أثارت تغطيتها السخرية بين الحين والآخر، حيث كان أول تعاط للقناة مع الأزمة عندما قالت بأن "قطر تتحمل مسؤولية اختفاء خاشقجي"، وبعدها بفترة وجيزة اعترفت السعودية بأن الرجل تم قتله من قبل مسؤولين سعوديين داخل القنصلية، كما نشر الدخيل مقالاً بالعربية والانجليزية بعدها يُهدد فيه بقطع النفط السعودي عن الولايات المتحدة إذا استمرت في موقفها من قضية خاشقجي، كما زعمت بأن أحد أعضاء فريق الاغتيال ليس سوى سائح سعودي كان يمضي وقته في الاستجمام باسطنبول قبل أن يعترف النائب العام بأنه أحد أعضاء فريق الاغتيال.
وفور استقالة الدخيل من "العربية" انتشرت أنباء عن تعيينه سفيراً للسعودية لدى الإمارات، وهو ما فسَّره المصدر الذي تحدث لــ"عربي21" بأنه "محاولة من السعودية لعدم إغضاب ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، حيث أن الدخيل أحد المقربين منه وكان يسود الاعتقاد بأنه عمل مستشاراً له قبل أن يتولى إدارة العربية، وهو ما يعني أن الرياض أرادت إبقاء رجل الإمارات في الإمارات وبمنصب رفيع إرضاء للإمارات أيضاً".
https://www.arabi21.com/Content/Upload/large/120194174237361.jpg
الإطاحة بتركي الدخيل من "العربية".. نهاية عهد وبداية آخر - (انترنت)
حصلت "عربي21" على التفاصيل الكاملة لما حدث داخل قناة العربية السعودية في اليوم الأول من العام الجديد 2019، حيث تمت إقالة المدير العام تركي الدخيل وإعادة الإدارة السابقة التي كان قد أطاح بها الأمير محمد بن سلمان في أعقاب استيلائه على مجموعة "أم بي سي" بأكملها والتي تتبع لها قناة العربية الاخبارية.
وبحسب المعلومات التي أفاد بها مصدر مطلع داخل القناة فإن حالة من الارتياح الواسع سادت أوساط الصحفيين والمذيعين والعاملين في القناة في أعقاب الإعلان عن إقالة الدخيل وعودة الإدارة السابقة التي تتمثل بكل من عبد الرحمن الراشد والدكتور نبيل الخطيب، فضلاً عن أن الحديث داخل القناة بدأ يدور بشكل علني عن تغيير جذري مرتقب في السياسات الاعلامية للقناة، وإن كانت بطبيعة الحال ستظل تعبر عن وجهة النظر الرسمية في السعودية وتروج لها.
وكانت قناة العربية أعلنت رسمياً استقالة الدخيل صباح الثلاثاء الماضي وسط معلومات عن قرار رسمي وشيك بتعيينه سفيراً للسعودية لدى الإمارات، فيما تم تعيين الدكتور نبيل الخطيب خلفاً له كمدير عام للقناة، كما أعلنت "العربية" ولأول مرة في تاريخها عن تأسيس مجلس تحرير يُعنى بتحديد السياسات العامة لها ويرأسه مديرها السابق الصحفي السعودي عبد الرحمن الراشد.
والراشد يُعتبر الرجل الأبرز الذي مر على قناة العربية حيث شغل منصب المدير العام لها لأكثر من 15 عاماً قبل أن يستقيل في كانون الثاني/ يناير 2015 بعد فترة وجيزة من تولي الملك سلمان الحكم في السعودية، ليتولى الدخيل المنصب بعده، ليتبين لاحقاً بأن الدخيل هو أحد الأصدقاء المقربين من محمد بن سلمان، كما أنه -أي الدخيل- كان أحد اللاعبين المهمين في تشكيل التحالف بين ابن سلمان والشيخ محمد بن زايد بحكم العلاقة السابقة التي تجمعه بالاثنين.
أما الدكتور نبيل الخطيب فهو -بحسب المعلومات التي جمعتها "عربي21"- إعلامي فلسطيني محسوب سياسياً على حركة فتح، وهو شقيق الوزير السابق في السلطة الفلسطينية غسان الخطيب، وكان قد عمل رئيساً للتحرير في قناة العربية طوال السنوات التي شغل فيها الراشد منصب المدير العام، لكنه استقال من منصبه بعد شهور قليلة من تعيين الدخيل مديراً عاماً وسافر إلى كندا للعيش مع عائلته، إلى أن عاد أخيراً كمدير عام للقناة خلفاً للدخيل.
وأكد مصدر وثيق الاطلاع داخل "العربية" في حديث خاص لـ"عربي21" أن "انقلاباً شاملاً شهدته القناة يوم الثلاثاء الماضي يُنهي عهد الدخيل"، مشيراً إلى أن "الدخيل وفريقه فشلوا في تحقيق أي إنجاز للقناة، وبات واضحاً بأن السعودية استدعت الطاقم السابق في محاولة لإنقاذ القناة التي فقدت مشاهديها وفشلت في التعامل مع الأزمات، وآخرها أزمة خاشقجي".
ويقول المصدر إن الأهم من إقالة الدخيل هو إقالة الصحفي السعودي فارس بن حزام الذي كان الذراع اليمنى للدخيل طوال السنوات الأربع الماضية، والذي كان المتصرف الأول والأخير بالقناة، كما كان يُملي على الصحافيين والمراسلين السياسات، وهو واحد من المجموعة الإعلامية المقربة من محمد بن سلمان، كما أنه أحد العاملين مع الدخيل في "مركز المسبار" الذي تموله الإمارات، وذلك منذ ما قبل توليه إدارة العربية.
كما أطيح بالرجل الثاني في قناة العربية، والذي ظل متمترساً في منصبه منذ تأسيس القناة في العام 2003، وهو نائب المدير العام نخلة الحاج، وهو صحافي لبناني يعمل في العربية منذ تأسيسها، وكان الرجل الثاني فيها منذ كان عبد الرحمن الراشد مديراً، وظل في منصبه بعد تولي الدخيل لإدارة القناة.
لكن مصادر "عربي21" تؤكد بأن الحاج لم تتم إقالته بشكل نهائي وإنما انتقل للعمل في قناة "أم بي سي"، ما يعني أنه غادر العربية لكنه ظل ضمن المجموعة التلفزيونية، لكن الأهم هو أن قناة (mbc) ترفيهية وليست إخبارية ولا سياسية.
وبإقالة كل من الدخيل والحاج وفارس بن حزام ثمة توقعات بأن تشهد قناة "العربية" جملة إقالات أخرى لاحقاً بعد أن تجري الإدارة الجديدة، أو الإدارة العائدة، مراجعاتها لما حدث في القناة خلال السنوات الأربع الماضية، ومن تم تعيينهم خلال هذه الفترة من المحسوبين على الدخيل.
كما كانت قناة "العربية" قد أقالت عدداً كبيراً من العاملين في أعقاب تولي الدخيل إدارتها، كان أغلبهم من المحسوبين على الراشد أو من أصدقائه، وهو ما أشاع أنباء داخل القناة بأن بعض هؤلاء يمكن أن يعودوا خلال الأسابيع أو الشهور القادمة.
ويقول المصدر الذي تحدث لــ"عربي21" إن المهمة التي أوكلت للراشد والخطيب حالياً هي إعادة قناة العربية إلى سابق عهدها عندما كانت تخاطب كل المنطقة العربية، وخاصة منطقة الخليج، بينما تحولت إلى قناة سعودية بحتة خلال فترة إدارة الدخيل وفارس بن حزام لها، وأصبحت أقرب إلى قناة "الإخبارية" التابعة للتلفزيون السعودي.
كما يشير المصدر إلى أن "العربية" تواجه انتقادات واسعة في أوساط السعوديين المؤيدين للملك سلمان وابنه منذ بدأت أزمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في بداية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كما أثارت تغطيتها السخرية بين الحين والآخر، حيث كان أول تعاط للقناة مع الأزمة عندما قالت بأن "قطر تتحمل مسؤولية اختفاء خاشقجي"، وبعدها بفترة وجيزة اعترفت السعودية بأن الرجل تم قتله من قبل مسؤولين سعوديين داخل القنصلية، كما نشر الدخيل مقالاً بالعربية والانجليزية بعدها يُهدد فيه بقطع النفط السعودي عن الولايات المتحدة إذا استمرت في موقفها من قضية خاشقجي، كما زعمت بأن أحد أعضاء فريق الاغتيال ليس سوى سائح سعودي كان يمضي وقته في الاستجمام باسطنبول قبل أن يعترف النائب العام بأنه أحد أعضاء فريق الاغتيال.
وفور استقالة الدخيل من "العربية" انتشرت أنباء عن تعيينه سفيراً للسعودية لدى الإمارات، وهو ما فسَّره المصدر الذي تحدث لــ"عربي21" بأنه "محاولة من السعودية لعدم إغضاب ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، حيث أن الدخيل أحد المقربين منه وكان يسود الاعتقاد بأنه عمل مستشاراً له قبل أن يتولى إدارة العربية، وهو ما يعني أن الرياض أرادت إبقاء رجل الإمارات في الإمارات وبمنصب رفيع إرضاء للإمارات أيضاً".