على
06-22-2005, 12:29 AM
ترجمت إلى 8 لغات.. وتحتفي بجسد المرأة
http://alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/06/21/0826431.jpg
دبي-العربية.نت-نهاد أبو كشك
دأبت الروايات الجنسية التي تكتب باسم مستعار على مر التاريخ في السعي إلى إغراء دور النشر بطباعتها والقراء بقراءتها على حد سواء، غير أن هذا ليس حال رواية جنسية فاضحة خطّها قلم امرأة مسلمة تعيش في مجتمع عربي تقليدي.
فرواية "ذي آلموند" (وتعني "اللوز" الذي ينطوي على دلالات جنسية )، أشبه ما تكون بمذكرات عن الحياة الجنسية لفتاة مسلمة مراهقة، وباعت في الأسواق أكثر من 50 ألف نسخة في فرنسا وحدها منذ أن نشرتها دار أديسيون بلون قبل سنة واحدة فقط، وتم ترجمتها إلى أكثر من 8 لغات عالمية من بينها اللغة الإنجليزية.
أحداث الرواية
تدور أحداث الرواية، كما جاء في صحيفة نيويورك تايمز يوم الاثنين 20-6-2005، حول الاستغلال الجنسي الذي تتعرض له "بدرة" التي تعيش في قرية مغربية صغيرة وتكبر هناك لتكتشف أنوثتها تدريجيا. وفي الوقت الذي تبدأ فيه "بدرة" المسلمة أحلامها حول الحب الحقيقي، يُفرض عليها زوج يكبرها سنا ويمارس الجنس معها بطريقة مؤلمة محاولا إنجاب طفل منها يحمل اسمه. تهرب بدرة من زوجها إلى خالتها سلمى في مدينة طنجة وذلك في ستينيات القرن الماضي، مع خروج المستعمر الفرنسي من المغرب وما شهدته الساحة الفكرية هناك من ظهور تيارات معارضة لما كان سائدا آنذاك.
علاقة جنسية ساخنة
تتعرف بدرة على دريس، الطبيب الثري الذي درس في أوروبا، وتبدأ بينهما علاقة جنسية قوية تتعرف من خلالها على "الأسرار الغامضة" للحب والجنس. ورغم التغيرات التي تعصف بحياتها بعد علاقتها مع دريس، إلا أنها لم تكن علاقة مثالية كانت تسعى جاهدة وراءها. فقد رفض دريس الزواج بنها وبقى ما يجري بينهما أمرا طي الكتمان. ولكن دريس الذي كان يرضي رغباتها الجنسية، رغم شغفها به، لم يكن مخلصا لها أبداً. تبتعد بدرة عنه تدريجيا وتمضي في طريقها، لتلتقي به بعد عقد من الزمن في ظل ظروف مختلفة تماما.
وعلى مدار أكثر من 200 صفحة تصف فيها الكاتبة مشاهد الحب الساخنة دون أي محاولات للتلطيف والتخفيف من حدتها الأمر الذي سيبدو غير مألوفاً للقارئ العربي. وبذلك تشبه روايتها وإلى حد بعيد رواية "العاشق" لمارغريت دوراس وكتاب "الحياة الجنسية لكاثرين م" للكاتبة كاثرين ميليه. إلا أن كاتبة "اللوز". الأربعينية القادمة من شمال إفريقيا والتي استعارت اسما لنفسها وهو "نجمة" لتذيل به الرواية، يدفعها أكثر من مجرد رغبة في إثارة القارئ ودغدغة مشاعره.
تصادم الأصوليون
تقول المؤلفة إنها من خلال رسمها لشخصية تستمتع بالمتع الجسدية، إنما أرادت من جهة أن "تحتفي بالجسد بوصفه تعبيرا عن الحياة، وأن توجه، من جهة أخرى، ضربة للكبت الذي عانته المرأة المسلمة على مدار قرون عديدة".
والحق، أن ما دفعها إلى كتابة روايتها هذه، كما تقول نجمة هي "هجمات 11 سبتمبر 2001 ورد فعل واشنطن عليها،" مطلقة على ذلك تعبير "التصادم بين القوى الأصولية". وتضيف أن "ما ارتكبه الأصوليون أمر شنيع وفظيع بحيث لا يمكن محو آثاره. ولكن رد واشنطن لم يكن أقل وحشية وفظاعة وشناعة. لقد سمعت الطرفين يتحدثان فقط عن القتل وإراقة الدماء، ولم يحفل أيا منهما بجسد الإنسان".
الإسلام والمرأة
ومن هنا، فقد قررت نجمة، ومن خلال ذكرياتها الشخصية عن علاقة حب ساخنة مرت بها، أن تتناول موضوعا طالما اعتبره العالم الإسلامي أمرا "محظورا"، ألا وهو"الجنس".
وتمضي قائلة، كان "ينبغي علي التحدث عن الجسد؛ التابو الأخير الذي تتمركز فيه المحظورات السياسية والدينية. فالجسد هو المعركة الأخيرة للديمقراطية. لم أرغب في التحدث عن السياسة، بيد أنني بحثت عن موضوع راديكالي. روايتي هي صرخة احتجاج".
وتقول نجمة إن "نحو 40% من روايتها جاء من سيرتها الشخصية"، وما يبقى من الرواية اعتبرته واقعيا تماما. وتضيف أنها "شهادة تدليها إحدى المدافعات عن حقوق المرأة، وتستند إلى تجارب العمات والجارات والأقرباء والنساء كلهم. وشعرت بواجب أخلاقي أن أقول ما تمر به المرأة".
وتقول نجمة إن ما يجري في العالم الآن يؤلمها ولا يمت بصلة إلى التعاليم الإسلامية والإسلام بريء من الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة اليوم. وتلقي نجمة اللوم على "المجتمع والتأويل الخاطئ لتعاليم الدين".
وتقول نجمة أن نتاج كل ذلك هو شلل في التفكير الحر داخل المجتمعات العربية واستمرارية سيطرة الذكور على الإناث، وكل "خطوة تخطوها المرأة نحو حريتها يعد تهديدا لسلطتهم". وتصف العالم العربي برجل عجوز مريض يأكله الغرغرينا والأمية والفقر والأصوليون والاستبداد.
ومضت تقول إن "مرض العالم العربي يكمن في أنهم لا يعرفون الكيفية التي ينبغي أن يعيشوا بها حالة الحب. فالناس يشاهدون المسلسلات التلفزيونية نتيجة الإحباط. وهم يحلمون بالحب ويستمعون إلى الأغاني وهم عاطفيون إلا أنهم يفتقدون إلى الحنان. يقدرون قصائد الحب الجميلة، لكن قلوبهم تفتقر إلى الشجاعة".
ورغم أن نجمة لم تتوقع أن تنشر روايتها التي كتبتها باللغة الفرنسية، لاعتقادها أن التطرق لموضوع الجنس بلغة غير العربية سيجعله أمرا أقل حدة، وتقول حتى "لو أنني كتبتها بالعربية لما كُتب لها النشر أبدا، فقد مر ألف عام منذ أن كتب العرب بانفتاح عن الجنس".
ورفضت المؤلفة أن تنشر الرواية باسمها الحقيقي أو حتى التعريف بجنسيتها مكتفية بالقول إنها من شمال إفريقيا. وأوضحت أن اختيارها اسم "نجمة" هو تقدير للشاعر الجزائري كاتب ياسين الذي عنون أحد دواوينه بهذا الاسم، هذا فضلا عن أن النجمة رمز إسلامي.
http://alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/06/21/0826431.jpg
دبي-العربية.نت-نهاد أبو كشك
دأبت الروايات الجنسية التي تكتب باسم مستعار على مر التاريخ في السعي إلى إغراء دور النشر بطباعتها والقراء بقراءتها على حد سواء، غير أن هذا ليس حال رواية جنسية فاضحة خطّها قلم امرأة مسلمة تعيش في مجتمع عربي تقليدي.
فرواية "ذي آلموند" (وتعني "اللوز" الذي ينطوي على دلالات جنسية )، أشبه ما تكون بمذكرات عن الحياة الجنسية لفتاة مسلمة مراهقة، وباعت في الأسواق أكثر من 50 ألف نسخة في فرنسا وحدها منذ أن نشرتها دار أديسيون بلون قبل سنة واحدة فقط، وتم ترجمتها إلى أكثر من 8 لغات عالمية من بينها اللغة الإنجليزية.
أحداث الرواية
تدور أحداث الرواية، كما جاء في صحيفة نيويورك تايمز يوم الاثنين 20-6-2005، حول الاستغلال الجنسي الذي تتعرض له "بدرة" التي تعيش في قرية مغربية صغيرة وتكبر هناك لتكتشف أنوثتها تدريجيا. وفي الوقت الذي تبدأ فيه "بدرة" المسلمة أحلامها حول الحب الحقيقي، يُفرض عليها زوج يكبرها سنا ويمارس الجنس معها بطريقة مؤلمة محاولا إنجاب طفل منها يحمل اسمه. تهرب بدرة من زوجها إلى خالتها سلمى في مدينة طنجة وذلك في ستينيات القرن الماضي، مع خروج المستعمر الفرنسي من المغرب وما شهدته الساحة الفكرية هناك من ظهور تيارات معارضة لما كان سائدا آنذاك.
علاقة جنسية ساخنة
تتعرف بدرة على دريس، الطبيب الثري الذي درس في أوروبا، وتبدأ بينهما علاقة جنسية قوية تتعرف من خلالها على "الأسرار الغامضة" للحب والجنس. ورغم التغيرات التي تعصف بحياتها بعد علاقتها مع دريس، إلا أنها لم تكن علاقة مثالية كانت تسعى جاهدة وراءها. فقد رفض دريس الزواج بنها وبقى ما يجري بينهما أمرا طي الكتمان. ولكن دريس الذي كان يرضي رغباتها الجنسية، رغم شغفها به، لم يكن مخلصا لها أبداً. تبتعد بدرة عنه تدريجيا وتمضي في طريقها، لتلتقي به بعد عقد من الزمن في ظل ظروف مختلفة تماما.
وعلى مدار أكثر من 200 صفحة تصف فيها الكاتبة مشاهد الحب الساخنة دون أي محاولات للتلطيف والتخفيف من حدتها الأمر الذي سيبدو غير مألوفاً للقارئ العربي. وبذلك تشبه روايتها وإلى حد بعيد رواية "العاشق" لمارغريت دوراس وكتاب "الحياة الجنسية لكاثرين م" للكاتبة كاثرين ميليه. إلا أن كاتبة "اللوز". الأربعينية القادمة من شمال إفريقيا والتي استعارت اسما لنفسها وهو "نجمة" لتذيل به الرواية، يدفعها أكثر من مجرد رغبة في إثارة القارئ ودغدغة مشاعره.
تصادم الأصوليون
تقول المؤلفة إنها من خلال رسمها لشخصية تستمتع بالمتع الجسدية، إنما أرادت من جهة أن "تحتفي بالجسد بوصفه تعبيرا عن الحياة، وأن توجه، من جهة أخرى، ضربة للكبت الذي عانته المرأة المسلمة على مدار قرون عديدة".
والحق، أن ما دفعها إلى كتابة روايتها هذه، كما تقول نجمة هي "هجمات 11 سبتمبر 2001 ورد فعل واشنطن عليها،" مطلقة على ذلك تعبير "التصادم بين القوى الأصولية". وتضيف أن "ما ارتكبه الأصوليون أمر شنيع وفظيع بحيث لا يمكن محو آثاره. ولكن رد واشنطن لم يكن أقل وحشية وفظاعة وشناعة. لقد سمعت الطرفين يتحدثان فقط عن القتل وإراقة الدماء، ولم يحفل أيا منهما بجسد الإنسان".
الإسلام والمرأة
ومن هنا، فقد قررت نجمة، ومن خلال ذكرياتها الشخصية عن علاقة حب ساخنة مرت بها، أن تتناول موضوعا طالما اعتبره العالم الإسلامي أمرا "محظورا"، ألا وهو"الجنس".
وتمضي قائلة، كان "ينبغي علي التحدث عن الجسد؛ التابو الأخير الذي تتمركز فيه المحظورات السياسية والدينية. فالجسد هو المعركة الأخيرة للديمقراطية. لم أرغب في التحدث عن السياسة، بيد أنني بحثت عن موضوع راديكالي. روايتي هي صرخة احتجاج".
وتقول نجمة إن "نحو 40% من روايتها جاء من سيرتها الشخصية"، وما يبقى من الرواية اعتبرته واقعيا تماما. وتضيف أنها "شهادة تدليها إحدى المدافعات عن حقوق المرأة، وتستند إلى تجارب العمات والجارات والأقرباء والنساء كلهم. وشعرت بواجب أخلاقي أن أقول ما تمر به المرأة".
وتقول نجمة إن ما يجري في العالم الآن يؤلمها ولا يمت بصلة إلى التعاليم الإسلامية والإسلام بريء من الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة اليوم. وتلقي نجمة اللوم على "المجتمع والتأويل الخاطئ لتعاليم الدين".
وتقول نجمة أن نتاج كل ذلك هو شلل في التفكير الحر داخل المجتمعات العربية واستمرارية سيطرة الذكور على الإناث، وكل "خطوة تخطوها المرأة نحو حريتها يعد تهديدا لسلطتهم". وتصف العالم العربي برجل عجوز مريض يأكله الغرغرينا والأمية والفقر والأصوليون والاستبداد.
ومضت تقول إن "مرض العالم العربي يكمن في أنهم لا يعرفون الكيفية التي ينبغي أن يعيشوا بها حالة الحب. فالناس يشاهدون المسلسلات التلفزيونية نتيجة الإحباط. وهم يحلمون بالحب ويستمعون إلى الأغاني وهم عاطفيون إلا أنهم يفتقدون إلى الحنان. يقدرون قصائد الحب الجميلة، لكن قلوبهم تفتقر إلى الشجاعة".
ورغم أن نجمة لم تتوقع أن تنشر روايتها التي كتبتها باللغة الفرنسية، لاعتقادها أن التطرق لموضوع الجنس بلغة غير العربية سيجعله أمرا أقل حدة، وتقول حتى "لو أنني كتبتها بالعربية لما كُتب لها النشر أبدا، فقد مر ألف عام منذ أن كتب العرب بانفتاح عن الجنس".
ورفضت المؤلفة أن تنشر الرواية باسمها الحقيقي أو حتى التعريف بجنسيتها مكتفية بالقول إنها من شمال إفريقيا. وأوضحت أن اختيارها اسم "نجمة" هو تقدير للشاعر الجزائري كاتب ياسين الذي عنون أحد دواوينه بهذا الاسم، هذا فضلا عن أن النجمة رمز إسلامي.