سياسى
06-20-2005, 11:57 AM
أذان بين شبابيك العنابر.. سجاجيد للصلاة مفروشة في الممرات
مطالب عاجلة لمضاعفة عدد المرشدين المسلمين بالسجون.. أذان بين شبابيك العنابر.. سجاجيد للصلاة مفروشة في الممرات وساحات التجول اليومية.. طلب متزايد على المصاحف وتعديل أوقات العَشَاء في شهر رمضان لتتوافق مع وقت الإفطار.
كل التقارير والأبحاث الواردة من وعن السجون الفرنسية في السنوات الأخيرة تشير إلى أن الإسلام أصبح الديانة المهيمنة في السجون، وأن المسلمين -فرنسيين كانوا أم مهاجرين من بلدان إسلامية- يشكلون الكثافة الأولى بالسجون، وأنهم بصدد تركيز "مملكتهم" على حد تعبير أحد المرشدين المسلمين بالسجون الفرنسية.
ككل يوم جمعة يقوم "مامدو سانقو" وهو مرشد ديني فرنسي مسلم من أصول أفريقية بجمع حوالي 600 من أصل 800 سجين من مركز الإيقاف في جهة "الفالدواز" بغرب باريس للصلاة بهم، ثم ينتقل إلى سجن "مدينة بواسي" في ضواحي العاصمة الذي يعرف بسجنائه أصحاب "الأحكام الثقيلة".
"سانقو" الذي يرأس أيضا إحدى الجمعيات المالية المسلمة في فرنسا يقول لـ"إسلام أون لاين.نت" الأحد 19-6-2005: "في هذا السجن أصلي أيضا بالمسلمين الذين يشكلون 80% من النزلاء".
وأضاف: "هذا الوضع لا يشرف المسلمين ولا الإسلام في فرنسا؛ فالسجون أصبحت مملكة إسلامية، والأمر يتطلب وقفة حقيقية عند الأسباب التي تجعل المسلمين يمثلون هذه الكثافة في السجون".
وهذه الكثافة في عدد السجناء لا يقابلها العدد الكافي من المرشدين الدينيين المسلمين. ويقول "سانقو": "إن هذا السبب يدفعني إلى الانتقال من سجن إلى سجن كل يوم جمعة لتعويض هذا النقص".
وتشير الإحصائيات إلى ضرورة مضاعفة عدد المرشدين المسلمين في السجون؛ حيث يبلغ عددهم في الوقت الحالي 69 مرشدا يغطون 185 سجنا، في حين يبلغ عدد المرشدين الكاثوليك نحو 500 مرشد.
الديانة رقم 1
الإسلام أصبح يشكل الديانة رقم واحد في السجون الفرنسية وفق عديد من الدراسات، أحدثها البحث الميداني الاجتماعي الذي أنجزه "فرهاد خوسرخوفار" الباحث الفرنسي من أصل إيراني، وظهرت نتائجه في كتاب "الإسلام في السجون (الفرنسية)"؛ حيث يشير الباحث إلى أنه من جملة 60 ألفا و775 سجينا فرنسيا هناك حوالي 70% من المسلمين.
وتختلف النسبة من سجن إلى آخر؛ حيث يشكل المسلمون ما بين 50% و80% من المساجين في السجون القريبة من المراكز الحضرية التي توصف بأنها ذات حساسية بالغة.
ويقول "خسروخوار": "بالطبع لا تتوفر إحصاءات دقيقة؛ لأنه يمنع في فرنسا إحصاء الأشخاص على أساس انتمائهم الديني. لكن الأسماء العربية ولون البشرة وعدم أكل لحم الخنزير، كلها مؤشرات تدل على أن أغلب السجناء من المسلمين رغم أنهم لا يمثلون إلا 10% فقط من نسبة سكان فرنسا".
ويضيف أن "الإسلام أيضا ديانة مغرية لغير المسلمين من المساجين؛ إذ لا يمر أسبوع واحد إلا ويحضر سجين مسيحي إلى الإدارة لمطالبتها بتوفير اللحم الحلال له؛ لأنه أصبح مسلما".
فشل الاندماج
ولم تملك أي جمعية من الجمعيات المسلمة الناشطة في فرنسا التي التقتهم "إسلام أون لاين.نت" تفسيرا واضحا لارتفاع نسبة المسلمين بين السجناء، غير أن هناك إجماعا على أن الأمر يتعلق بفشل ذريع لسياسة الاندماج الفرنسية للمسلمين.
ويقول عمار الأصفر مسئول المرشدين الدينيين في السجون الفرنسية ومسئول هذا الملف في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: "بالقطع، فإن كل الحكومات الفرنسية المتعاقبة لم تنجح في وضع سياسة اندماجية واضحة".
ورأى أن الحكومات الفرنسية "تتحمل مسئوليتها في وضع برامج مبنية أساسا على نفي الخصوصيات ومسح الهوية، والدعوة إلى انصهار الجميع فيما يسمى بماكينة الإدماج".
وأضاف الأصفر أن "الشباب من أصول مسلمة معرضون أكثر من غيرهم للأزمات النفسية وللفشل الأسري والإخفاق الدراسي".
الشباب والأصولية
وفي أحدث تقرير لها صدر في يناير 2005 تحدثت "الجمعية الوطنية لزوار السجون بفرنسا" -وهي جمعية تطوعية تتابع أحوال السجون- عن معضلة أخرى، وهي أن معظم السجناء المسلمين هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، وينحدرون أساسا من أسر فقيرة.
لكن التقرير نبه إلى ما أسماه "بانتشار الأصولية الدينية في السجون"، وهو أمر نبهت إليه أيضا أواخر عام 2004 "نيكولا قيدج" وزيرة حقوق الضحايا التي أطلقت حينها التحذيرات من انتشار "السلفية الجهادية في السجون".
ويؤيد الباحث الفرنسي في الإسلاميات "جيل كيبيل" تصريحات الوزيرة نيكولا؛ حيث قال: إن "خالد خلخال" -أشهر الأشخاص الذين تورطوا في قضايا إرهابية في فرنسا في السنوات القليلة الماضية بحسب السلطات- اعتنق أفكاره في أحد السجون الفرنسية بعد أن دخله كشاب مستهتر قادم من الأحياء القصديرية لمدينة ليون.
لكن المرشدين الدينيين المسلمين في السجون يقللون من قيمة هذه التصريحات، ويعتبرونها "تزيد من معاناة مساجين من المفترض أنهم ضحايا".
التطرف الأصولي
ومن المفارقات أن سلطات السجون الفرنسية تحاول محاصرة ما تسميه التطرف الأصولي في العنابر إلى حد منع "سجاجيد" الصلاة أحيانا، لكن هذه السلطات نفسها لا تجد أفضل من "المتشددين الأصوليين" -المسموعة كلمتهم عادة- للدعوة إلى استتباب الأمن بين السجناء عندما تنشب الخصومات بين المنحرفين منهم، كما يقول الأصفر.
كما تشكل الصلاة الجماعية على سبيل المثال مشكلة عويصة، تحدثت عنها جريدة "لوموند" يوم 4-4-2005، عندما أبرزت على صفحاتها قضية مركز الإيقاف "فالري مارقيوس" بجنوب باريس الذي يشكل المسلمون نصف نزلائه.
وقالت "لوموند" حينها: إنه في يوم 24-3-2005 أنصفت المحكمة الإدارية بمنطقة فرساي جنوب باريس سجينا تعرض لعقوبة الحبس ثمانية أيام بسبب إقامته صلاة جماعية في باحة النزهة في مركز الإيقاف.
مطالب عاجلة لمضاعفة عدد المرشدين المسلمين بالسجون.. أذان بين شبابيك العنابر.. سجاجيد للصلاة مفروشة في الممرات وساحات التجول اليومية.. طلب متزايد على المصاحف وتعديل أوقات العَشَاء في شهر رمضان لتتوافق مع وقت الإفطار.
كل التقارير والأبحاث الواردة من وعن السجون الفرنسية في السنوات الأخيرة تشير إلى أن الإسلام أصبح الديانة المهيمنة في السجون، وأن المسلمين -فرنسيين كانوا أم مهاجرين من بلدان إسلامية- يشكلون الكثافة الأولى بالسجون، وأنهم بصدد تركيز "مملكتهم" على حد تعبير أحد المرشدين المسلمين بالسجون الفرنسية.
ككل يوم جمعة يقوم "مامدو سانقو" وهو مرشد ديني فرنسي مسلم من أصول أفريقية بجمع حوالي 600 من أصل 800 سجين من مركز الإيقاف في جهة "الفالدواز" بغرب باريس للصلاة بهم، ثم ينتقل إلى سجن "مدينة بواسي" في ضواحي العاصمة الذي يعرف بسجنائه أصحاب "الأحكام الثقيلة".
"سانقو" الذي يرأس أيضا إحدى الجمعيات المالية المسلمة في فرنسا يقول لـ"إسلام أون لاين.نت" الأحد 19-6-2005: "في هذا السجن أصلي أيضا بالمسلمين الذين يشكلون 80% من النزلاء".
وأضاف: "هذا الوضع لا يشرف المسلمين ولا الإسلام في فرنسا؛ فالسجون أصبحت مملكة إسلامية، والأمر يتطلب وقفة حقيقية عند الأسباب التي تجعل المسلمين يمثلون هذه الكثافة في السجون".
وهذه الكثافة في عدد السجناء لا يقابلها العدد الكافي من المرشدين الدينيين المسلمين. ويقول "سانقو": "إن هذا السبب يدفعني إلى الانتقال من سجن إلى سجن كل يوم جمعة لتعويض هذا النقص".
وتشير الإحصائيات إلى ضرورة مضاعفة عدد المرشدين المسلمين في السجون؛ حيث يبلغ عددهم في الوقت الحالي 69 مرشدا يغطون 185 سجنا، في حين يبلغ عدد المرشدين الكاثوليك نحو 500 مرشد.
الديانة رقم 1
الإسلام أصبح يشكل الديانة رقم واحد في السجون الفرنسية وفق عديد من الدراسات، أحدثها البحث الميداني الاجتماعي الذي أنجزه "فرهاد خوسرخوفار" الباحث الفرنسي من أصل إيراني، وظهرت نتائجه في كتاب "الإسلام في السجون (الفرنسية)"؛ حيث يشير الباحث إلى أنه من جملة 60 ألفا و775 سجينا فرنسيا هناك حوالي 70% من المسلمين.
وتختلف النسبة من سجن إلى آخر؛ حيث يشكل المسلمون ما بين 50% و80% من المساجين في السجون القريبة من المراكز الحضرية التي توصف بأنها ذات حساسية بالغة.
ويقول "خسروخوار": "بالطبع لا تتوفر إحصاءات دقيقة؛ لأنه يمنع في فرنسا إحصاء الأشخاص على أساس انتمائهم الديني. لكن الأسماء العربية ولون البشرة وعدم أكل لحم الخنزير، كلها مؤشرات تدل على أن أغلب السجناء من المسلمين رغم أنهم لا يمثلون إلا 10% فقط من نسبة سكان فرنسا".
ويضيف أن "الإسلام أيضا ديانة مغرية لغير المسلمين من المساجين؛ إذ لا يمر أسبوع واحد إلا ويحضر سجين مسيحي إلى الإدارة لمطالبتها بتوفير اللحم الحلال له؛ لأنه أصبح مسلما".
فشل الاندماج
ولم تملك أي جمعية من الجمعيات المسلمة الناشطة في فرنسا التي التقتهم "إسلام أون لاين.نت" تفسيرا واضحا لارتفاع نسبة المسلمين بين السجناء، غير أن هناك إجماعا على أن الأمر يتعلق بفشل ذريع لسياسة الاندماج الفرنسية للمسلمين.
ويقول عمار الأصفر مسئول المرشدين الدينيين في السجون الفرنسية ومسئول هذا الملف في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: "بالقطع، فإن كل الحكومات الفرنسية المتعاقبة لم تنجح في وضع سياسة اندماجية واضحة".
ورأى أن الحكومات الفرنسية "تتحمل مسئوليتها في وضع برامج مبنية أساسا على نفي الخصوصيات ومسح الهوية، والدعوة إلى انصهار الجميع فيما يسمى بماكينة الإدماج".
وأضاف الأصفر أن "الشباب من أصول مسلمة معرضون أكثر من غيرهم للأزمات النفسية وللفشل الأسري والإخفاق الدراسي".
الشباب والأصولية
وفي أحدث تقرير لها صدر في يناير 2005 تحدثت "الجمعية الوطنية لزوار السجون بفرنسا" -وهي جمعية تطوعية تتابع أحوال السجون- عن معضلة أخرى، وهي أن معظم السجناء المسلمين هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، وينحدرون أساسا من أسر فقيرة.
لكن التقرير نبه إلى ما أسماه "بانتشار الأصولية الدينية في السجون"، وهو أمر نبهت إليه أيضا أواخر عام 2004 "نيكولا قيدج" وزيرة حقوق الضحايا التي أطلقت حينها التحذيرات من انتشار "السلفية الجهادية في السجون".
ويؤيد الباحث الفرنسي في الإسلاميات "جيل كيبيل" تصريحات الوزيرة نيكولا؛ حيث قال: إن "خالد خلخال" -أشهر الأشخاص الذين تورطوا في قضايا إرهابية في فرنسا في السنوات القليلة الماضية بحسب السلطات- اعتنق أفكاره في أحد السجون الفرنسية بعد أن دخله كشاب مستهتر قادم من الأحياء القصديرية لمدينة ليون.
لكن المرشدين الدينيين المسلمين في السجون يقللون من قيمة هذه التصريحات، ويعتبرونها "تزيد من معاناة مساجين من المفترض أنهم ضحايا".
التطرف الأصولي
ومن المفارقات أن سلطات السجون الفرنسية تحاول محاصرة ما تسميه التطرف الأصولي في العنابر إلى حد منع "سجاجيد" الصلاة أحيانا، لكن هذه السلطات نفسها لا تجد أفضل من "المتشددين الأصوليين" -المسموعة كلمتهم عادة- للدعوة إلى استتباب الأمن بين السجناء عندما تنشب الخصومات بين المنحرفين منهم، كما يقول الأصفر.
كما تشكل الصلاة الجماعية على سبيل المثال مشكلة عويصة، تحدثت عنها جريدة "لوموند" يوم 4-4-2005، عندما أبرزت على صفحاتها قضية مركز الإيقاف "فالري مارقيوس" بجنوب باريس الذي يشكل المسلمون نصف نزلائه.
وقالت "لوموند" حينها: إنه في يوم 24-3-2005 أنصفت المحكمة الإدارية بمنطقة فرساي جنوب باريس سجينا تعرض لعقوبة الحبس ثمانية أيام بسبب إقامته صلاة جماعية في باحة النزهة في مركز الإيقاف.