قاسم
06-20-2005, 11:24 AM
وفد إعلامي كويتي زار المملكة ورصد تنامياً لأعداد السياح من دول التعاون
تايلاند- فادية الزعبي
«هل مرَّ عليك اسبوع واحد واحسست خلاله انك راض عن كل شيء في حياتك العملية والأسرية والاجتماعية»؟.
الجواب طبعا لا... فاذا لم يتعرض المرء لمنغصات في اسرته فانه حتما سيتعرض لها في عمله.. واذا نجا من هذه وتلك فانه حتما سيواجهها في الشارع وفي الاسواق وفي علاقاته واحتكاكاته بالمجتمع، فكيف يمكن للمرء ان يمض اسبوعا يكون فيه راضيا كل الرضا عن كل شيء؟
الجواب هو ان يمض ذلك الاسبوع في تايلاند... سواء في رحلة مع العائلة او بشكل فردي، او ضمن حملة سياحية، فتايلاند هي بلد الرضا بعينه، والرضا يبدأ من تكلفة الرحلة التي لا تزيد على بضعة مئات من الدنانير الى خدمات الطائرة ثم الفنادق والاسواق والمطاعم والمنتجعات حتى المستشفيات مرورا باماكن الترفيه المتنوعة.
فكل شيء في تايلاند معد بعناية ليحوز كامل رضا السياح هذا عدا ما يتمتع به التايلانديون من لطف جم يصعب او يستحيل ان تجد مثيلا له في دول اخرى.
وفيما يلي مقتطفات من رحلة رضا شملت بضعة اماكن في تايلاند عاد بعدها الفريق السائح ليسجل انه عاش اسبوعا من عمره كان خلاله راضيا كل الرضا عن كل شيء.
هدوء تشانغ ماي
بدأت رحلة الرضا التي قام بها عدد من الصحفيين العاملين بالصحف والمجالات الكويتية، التي نظمتها سفارة مملكة تايلاند في الكويت بمدينة تشانغ ماي شمال العاصمة بانكوك، ثم جزيرة لابكوكيت جنوبها وانتهت في العاصمة ذاتها.
فمن مطار بانكوك يمكن الوصول لمدينة تشانغ ماي خلال ساعة طيران واحدة بسعر 60 دولارا للفرد، وبما ان هذه المدينة مرتفعة عن سطح البحر، وتحيط بها الجبال فان درجة الحرارة فيها اقل من العاصمة ومن مدن الجنوب، اذ تتراوح درجة الحرارة فيها نهارا بين 25- 30 درجة مئوية، وهي المدينة الثانية بعد العاصمة.
مايهم السائح في هذه المدينة انها مدينة هادئة فتعداد سكانها لا يزيد على 500 الف نسمة واذا ما ضم اليها السكان المدن التابعة يصل التعداد الى 1.5 مليون نسمة، فهي مدينة تصلح قليلا للاسترخاء واستعادة هدوء النفس.. لكنها في الوقت ذاته وفرت للسياح كل احتياجاتهم من فنادق فخمة كفندق شيراتون الذي نزل به الوفد الصحفي والذي يطل على المدينة وعلى طبيعتها الخضراء ونهرها الآسر، كما وفرت لهم وسائل الترفية وعشرات المطاعم الفخمة والمتوسطة ووسائط النقل و المعاهد الصحية.
سوق ليلي
يمكن ان يمضي السائح في تشانغ ماي عدة ايام دونما ملل حيث تضم هذه المدينة عدة اسواق منها السوق الرئيسي الذي يفتتح نهارا وليلا.
وبما انه سوق شامل كبير فان معروضاته تتنوع بين الملابس، والخضار والفاكهة، والالعاب، والمفروشات، والاجهزة الكهربائية، والزهور، وغيرها من السلع واذا يصعب ضبط النفس عن شراء تلك السلع الجميلة والرخيصة والنادرة فان خير وسيلة لتمضية الوقت والاستفادة منه بعيدا عن التسوق هو الذهاب الى احد معاهدها الصحية وليكن معهد (Oasis Spa).
ينفرد هذا لمعهد الضخم عن باقي المعاهد الموجودة في تشانغ ماي البالغ عددها 50 معهدا بانه يمزج بين المساج التايلاندي التقليدي والمساج الطبي الذي تستخدم فيه الاعشاب لاضفاء مزيد من الاسترخاء على عضلات الجسم ولهذا فان العديد من الاجانب يقصدون هذا المعهد بهدف اعاد اللياقة لاجسامهم او للعلاج الطبيعي واذا رغب احد في معرفة تخصصات هذا المعهد فان لديهم موقعا على الانترنت يحمل عنوان «chiangnaioasis.com» يمكن من خلاله التعرف على كل ما يتعلق بالمعاهد الصحية حتى في الكلية التي تدرب الطلاب على العلاج الطبيعي، حيث يوجد في تشانغ ماي ثلاثة مدارس للتدريب على المساج، مدة الدورة الواحدة شهر واحد او اكثر.
بعد ساعتين من جلسة المساج في معهد «الواحة» التي تكلف حوالي 13 دينارا كويتيا يمكن للسائح ان يذهب لتناول غدائه او عشائه في احد مطاعم المدينة وليكن مطعم «كوم كان تو» الذي يقع شرق المدينة الذي تصل تكلفة وجبه الفرد الواحد فيه الى ثلاثة دنانير كويتية على الرغم من تعدد اصناف مأكولاته وعلى الرغم من ضخامة قاعته وعروض الرقص والفرق التايلاندية.
ويقول المرشد السياحي ان عدد المطاعم في بلدة تشانغ ماي يصل الى مائة مطعم تقدم الوجبات التايلاندية والفرنسية والايطالية حتى المأكولات اللبنانية والهندية.
وعودة الى اسواق المدينة نصح المرشد السياحي الا نفوت علينا فرصة شراء الملابس الحريرية حيث تشتهر المدينة بهذا النوع من القماش كما تشتهر بصناعة الاثاث الخشبي الفخم والرخيص.
فريق الفيلة لكرة القدم
في حديقة «وادي ميسا للفيلة» التي تبعد عن تشانغ ماي 45 دقيقة بالسيارة باتجاه الشمال يوجد اغرب وامتع عروض للفيلة في العالم، فالى جانب قيام فيلة هذه الحديقة وعددها 70 فيلا بحركات استعراضية دقيقة ومداعبة الجمهور، وتناول الموز وقصب السكر من يده وشكره في كل مرة يطعمه فيها شيئا ما فان مباراة كرة القدم التي يلعبها فريقان من الفيلة تفوق خيال اي كاتب قصة للاطفال.
بدأت مباراة الفيلة بصفارة الحكم فانقسم الجمهور الكبير الى مشجعين للفريق الاول، والى مشجعين للفريق الثاني الذي اطلق عليه مجموعة من جمهور السياح الاجانب اسم فريق مانشيستر يونايتد، ووسط حماس الفيلة وحركاتهم الاستفزازية للفريق الاخر تحمس الجمهور حينما وجد امامه لعبة حقيقية لكرة القدم يسدد فيها الفيل برجله او بخرطومه او برأسه الكرة للهدف ويمررها لزميله الفيل الاخر، ويقفز ويهلل حينما يحرزها هدفا، وينزوي حينما تخيب اماله، اما حارس المرمى «الفيل» فانه وان كان حجمه الضخم يسد مربع شبكة الهدف، ا لا انه كان بارعا في صد العديد من الاهداف وعلى الرغم من ذلك لم يسلم من دقة تصويب فريق الفيلة لثلاثة اهداف كان احدها ناجما عن ضربة جزاء، حقق هذه الاهداف الثلاثة فريق الفيلة ضد فريق الفيلة الاخر الذي اطلق عليه جمهور الاجانب اسم «مانشيستر يونايتد» مما جعلهم يندمون في اطلاق هذا الاسهم ويخرجون ضاحكين من هذا الاستعراض الكروي الفيلي كما لم يضحكهم اي عرض مسرحي فكاهي في العالم.
بقى ان نعرف ان دخول هذه الحديقة وهذا الاستعراض يكلف دينارا واحدا، وان نعرف ايضا ان هذه الفيلة المدربة قامت باستعراض قدرتها ووقتها في رسم اللوحات امام الجمهور، وتضم حديقه «وادي ميسا للفيلة» معرضا للرسومات التي انجزتها الفيلة، والاغرب من ذلك ان احدى اللوحات التي رسمتها عدة فيلة مجتمعة قد باعت ادارة الحديقة نصفها لرجل اعمال تايلندي بمبلغ 39 الف دولار امريكي.
واحتفظت لنفسها بالنصف الاخر من اللوحة التي يصل طولها الكامل الى 12 مترا وعرضها 2.4 مترا، اما سعر اللوحة العادية لرسومات الفيلة فتتراوح بين ثلاثة دنانير كويتية الى 35 دينارا حسب جودتها وحجمها.
وعلى بعد بضعة كيلومترات من حديقة الفيلة يوجد حديقة الملكة سيريكيت للزهور التي تضم حوالي 15 الف نوع من النباتات والزهور منها 1128 نوعا من زهور الاوركيد الذي تشتهر به تايلند وفي هذه الحديقة يوجد مركز للمعلومات وكلية للزراعة وتعتبر اكبر حديقة للزهر في العالم.
عودة بوكيت
لم تمض على كارثة تسونامي بضعة اشهر حتى استعادت جزيرة بوكيت الواقعة جنوب تايلند حياتها، واعادت اعمار الدمار الذي لحق بها، وفي احدى اكبر مدن الجزيرة وهي مدينة باتون نزل الفريق الصحافي في فندق «هولي داي ان» الذي يعتبر تحفة في التصميم المتناغم بين الماء والخضرة وراحة النزيل.
ففي هذا الفندق الذي يضم 400 غرفة ونوادي للاطفال والكبار وخمسة مسابح حسب قول مدير الفندق «ولف جان ميوس برجر» يمكن للنزيل ان يخطو من غرفته بضع خطوات ليصبح في احد مسابح الفندق الخمسة التي تظللها الاشجار ويزينها زهر الاوركيد والفتنة البيضاء.
وقال مدير الفندق ان الادارة تعتزم توظيف عمالة تجيد اللغة العربية مع تزايد اعداد العرب القادمين للجزيرة، كما تعتزم اضافة اصناف طعام عربية تناسب اذواقهم.
وبما ان موسم العطلات الصيفية في دول مجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الاوسط يصادف موسم الامطار في تايلاند فإن سياح هذه الدول يستمتعون بالسباحة وتساقط الامطار في ان واحد تحت درجة حرارة عند 32 درجة مئوية في بوكيت.
وفي جزيرة بوكيت يوجد العديد من وسائل التسلية والاستمتاع، اذ يمكن الانطلاق من هذه الجزيرة على ظهر مركب لممارسة رياضة الغوص، فمياه الجزيرة وما حولها كجزيرة «بي .بي» غاية في الصفاء لدرجة ان راكب المركب يستطيع رؤية الاسماك على عمق بضعة امتار.
وعلى الرغم من ان تعداد منازل سكان بوكيت لا يزيد على 300 منزل، الا ان عدد السياح فيها يصل الى ثلاثة ملايين سائح في السنة، وتشتهر بوكيت بكثرة فنادقها ومطاعمها وملاهيها الليلية. اما اسواقها فغامرة بكل ما يروق للسائح من ملابس وهدايا وادوات غوص وسباحة، وامتع ما في هذه الاسواق يتمثل في مجادلة البائع. فحينما يطلب سعرا للسلعة بمقدار الف بات مثلا، يمكن للسائح ان يصر على ان السعر لا يستاهل اكثر من 500 بات، فيتنازل ويسعد الطرفان بما حققاه.
حدث هام في بوكيت
لا يوجد في بوكيت بل كل شرق اسيا استعراض اجمل واهم من «بوكيت فانتازيا شو» فهذا الكازينو الذي لا يقدم الا استعراضا واحدا اخذ بألباب جمهور السياح من اميركا غربا الى اليابان شرقا، حيث يقدم استعراضا يضم عشرات الراقصين وعشرات الفيلة، وعشرات الطيور من الحمام، تحكي جميعها قصة تاريخ تايلاند وملوكها، وتعرض هذه القصة مجموعة الراقصين يشاركهم بتناغم وتدريب دقيق مجموعة الفيلة والحمام الابيض.
اما المرافق المحيطة بمسرح الاستعراض فهي غاية في الجمال والروعة، منها على سبيل المثال مطعم يستوعب ستة الاف زائر في وقت واحد، ونوافير وحدائق وبرك تعيش بها اسماك الزينة الجميلة ومحلات او اكشاك لبيع الهدايا التذكارية والالعاب والملابس.
بانكوك البداية والنهاية
من مطار بانكوك بدأت اولى خطوات رحلة الفريق الصحافي الى تايلاند، ومنها كانت المغادرة.
بانكوك كأي عاصمة تزدحم بالسيارات والمباني الضخمة، وكلها تظل بالنسبة للسائح مكانا حيويا مبهرا، ففيه التسوق، والعرب يعرفون اسواقها جيدا، وينزلون عادة في منطقة «نانا» التي تحيط بها الاسواق والمطاعم والفنادق. وقد حرص اهل هذه المنطقة على تقديم الاطعمة العربية للسياح العرب حتى الشيشة، واضافوا للافتات محلاتهم جملا باللغة العربية تشير الى سلعهم.
وفي بانكوك يعيش المقتدر على الانفاق والقليل القدرة، فهناك المطاعم الفاخرة والمطاعم الجوالة على عربة، ولا بأس بجولة نهرية في قارب يتعرف خلالها السائح الى المنازل التراثية لاهل بانكوك المبنية من الخشب على ضفاف النهر.
وفي هذه المدينة يعقد رجال الاعمال العرب صفقاتهم، ويعتبرونها نقطة انطلاق لباقي دول شرق اسيا، او نقطة التقائهم معا.
ولا تحتكر المدينة عملية تملك العقار على مواطنيها فقط، فهناك مجمعات سكنية في وسط العاصمة يمكن للاجانب تملك شقق فيها حيث تشكل هذه المجمعات مدنا مصغرة تترواح فيها قيمة الشقة ما بين مليون بات الى خمسة ملايين. «ما بين 8 الاف دينار كويتي الى 41 الف دينار».
مستشفيات بانكوك
حققت مستشفيات بانكوك في السنوات الاخيرة شهرة كبيرة لدى مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، فمهارة اطباء تايلاند، وضخامة وتطور مستشفياتها اجتذبت اليها السياحة العلاجية من دول المنطقة، فهناك العمليات الكبيرة في القلب، والدماغ والباطنية، وهناك علاجات الاسنان بشتى انواعها، وهناك علاجات الامراض الجلدية وغيرها من الامراض وكل ذلك بأسعار زهيدة اذا ما قيست بمستشفات الدول المتقدمة، ولا تقل عنها مهارة ودقة.
من هذه المستشفيات مستشفى بانكوك، ومستشفى «بام رن جراد» الذي كان يسمى بالمستشفى الامريكي سابقا.
في الختام يمكن تقديم بعض المعلومات التي قد تفيد السائح منها على سبيل المثال ان الدينار الكويتي الواحد يساوي 120 باتا تايلانديا، وان بامكان السائح ان يستأجر سيارة فان او باصا صغيرا مكيفا وجديدا مع السائق بمبلغ 2000 بات في اليوم ينقله اينما شاء وعلى السائح تسديد سعر الوقود.
وهناك مساجد للمسلمين، ومطاعم تقدم اللحوم المناسبة لهم.
ومسك الختام ان السائح يمضي اسبوعا او ا كثر في تايلاند وهو راض كل الرضا عن كل شيء.
تايلاند- فادية الزعبي
«هل مرَّ عليك اسبوع واحد واحسست خلاله انك راض عن كل شيء في حياتك العملية والأسرية والاجتماعية»؟.
الجواب طبعا لا... فاذا لم يتعرض المرء لمنغصات في اسرته فانه حتما سيتعرض لها في عمله.. واذا نجا من هذه وتلك فانه حتما سيواجهها في الشارع وفي الاسواق وفي علاقاته واحتكاكاته بالمجتمع، فكيف يمكن للمرء ان يمض اسبوعا يكون فيه راضيا كل الرضا عن كل شيء؟
الجواب هو ان يمض ذلك الاسبوع في تايلاند... سواء في رحلة مع العائلة او بشكل فردي، او ضمن حملة سياحية، فتايلاند هي بلد الرضا بعينه، والرضا يبدأ من تكلفة الرحلة التي لا تزيد على بضعة مئات من الدنانير الى خدمات الطائرة ثم الفنادق والاسواق والمطاعم والمنتجعات حتى المستشفيات مرورا باماكن الترفيه المتنوعة.
فكل شيء في تايلاند معد بعناية ليحوز كامل رضا السياح هذا عدا ما يتمتع به التايلانديون من لطف جم يصعب او يستحيل ان تجد مثيلا له في دول اخرى.
وفيما يلي مقتطفات من رحلة رضا شملت بضعة اماكن في تايلاند عاد بعدها الفريق السائح ليسجل انه عاش اسبوعا من عمره كان خلاله راضيا كل الرضا عن كل شيء.
هدوء تشانغ ماي
بدأت رحلة الرضا التي قام بها عدد من الصحفيين العاملين بالصحف والمجالات الكويتية، التي نظمتها سفارة مملكة تايلاند في الكويت بمدينة تشانغ ماي شمال العاصمة بانكوك، ثم جزيرة لابكوكيت جنوبها وانتهت في العاصمة ذاتها.
فمن مطار بانكوك يمكن الوصول لمدينة تشانغ ماي خلال ساعة طيران واحدة بسعر 60 دولارا للفرد، وبما ان هذه المدينة مرتفعة عن سطح البحر، وتحيط بها الجبال فان درجة الحرارة فيها اقل من العاصمة ومن مدن الجنوب، اذ تتراوح درجة الحرارة فيها نهارا بين 25- 30 درجة مئوية، وهي المدينة الثانية بعد العاصمة.
مايهم السائح في هذه المدينة انها مدينة هادئة فتعداد سكانها لا يزيد على 500 الف نسمة واذا ما ضم اليها السكان المدن التابعة يصل التعداد الى 1.5 مليون نسمة، فهي مدينة تصلح قليلا للاسترخاء واستعادة هدوء النفس.. لكنها في الوقت ذاته وفرت للسياح كل احتياجاتهم من فنادق فخمة كفندق شيراتون الذي نزل به الوفد الصحفي والذي يطل على المدينة وعلى طبيعتها الخضراء ونهرها الآسر، كما وفرت لهم وسائل الترفية وعشرات المطاعم الفخمة والمتوسطة ووسائط النقل و المعاهد الصحية.
سوق ليلي
يمكن ان يمضي السائح في تشانغ ماي عدة ايام دونما ملل حيث تضم هذه المدينة عدة اسواق منها السوق الرئيسي الذي يفتتح نهارا وليلا.
وبما انه سوق شامل كبير فان معروضاته تتنوع بين الملابس، والخضار والفاكهة، والالعاب، والمفروشات، والاجهزة الكهربائية، والزهور، وغيرها من السلع واذا يصعب ضبط النفس عن شراء تلك السلع الجميلة والرخيصة والنادرة فان خير وسيلة لتمضية الوقت والاستفادة منه بعيدا عن التسوق هو الذهاب الى احد معاهدها الصحية وليكن معهد (Oasis Spa).
ينفرد هذا لمعهد الضخم عن باقي المعاهد الموجودة في تشانغ ماي البالغ عددها 50 معهدا بانه يمزج بين المساج التايلاندي التقليدي والمساج الطبي الذي تستخدم فيه الاعشاب لاضفاء مزيد من الاسترخاء على عضلات الجسم ولهذا فان العديد من الاجانب يقصدون هذا المعهد بهدف اعاد اللياقة لاجسامهم او للعلاج الطبيعي واذا رغب احد في معرفة تخصصات هذا المعهد فان لديهم موقعا على الانترنت يحمل عنوان «chiangnaioasis.com» يمكن من خلاله التعرف على كل ما يتعلق بالمعاهد الصحية حتى في الكلية التي تدرب الطلاب على العلاج الطبيعي، حيث يوجد في تشانغ ماي ثلاثة مدارس للتدريب على المساج، مدة الدورة الواحدة شهر واحد او اكثر.
بعد ساعتين من جلسة المساج في معهد «الواحة» التي تكلف حوالي 13 دينارا كويتيا يمكن للسائح ان يذهب لتناول غدائه او عشائه في احد مطاعم المدينة وليكن مطعم «كوم كان تو» الذي يقع شرق المدينة الذي تصل تكلفة وجبه الفرد الواحد فيه الى ثلاثة دنانير كويتية على الرغم من تعدد اصناف مأكولاته وعلى الرغم من ضخامة قاعته وعروض الرقص والفرق التايلاندية.
ويقول المرشد السياحي ان عدد المطاعم في بلدة تشانغ ماي يصل الى مائة مطعم تقدم الوجبات التايلاندية والفرنسية والايطالية حتى المأكولات اللبنانية والهندية.
وعودة الى اسواق المدينة نصح المرشد السياحي الا نفوت علينا فرصة شراء الملابس الحريرية حيث تشتهر المدينة بهذا النوع من القماش كما تشتهر بصناعة الاثاث الخشبي الفخم والرخيص.
فريق الفيلة لكرة القدم
في حديقة «وادي ميسا للفيلة» التي تبعد عن تشانغ ماي 45 دقيقة بالسيارة باتجاه الشمال يوجد اغرب وامتع عروض للفيلة في العالم، فالى جانب قيام فيلة هذه الحديقة وعددها 70 فيلا بحركات استعراضية دقيقة ومداعبة الجمهور، وتناول الموز وقصب السكر من يده وشكره في كل مرة يطعمه فيها شيئا ما فان مباراة كرة القدم التي يلعبها فريقان من الفيلة تفوق خيال اي كاتب قصة للاطفال.
بدأت مباراة الفيلة بصفارة الحكم فانقسم الجمهور الكبير الى مشجعين للفريق الاول، والى مشجعين للفريق الثاني الذي اطلق عليه مجموعة من جمهور السياح الاجانب اسم فريق مانشيستر يونايتد، ووسط حماس الفيلة وحركاتهم الاستفزازية للفريق الاخر تحمس الجمهور حينما وجد امامه لعبة حقيقية لكرة القدم يسدد فيها الفيل برجله او بخرطومه او برأسه الكرة للهدف ويمررها لزميله الفيل الاخر، ويقفز ويهلل حينما يحرزها هدفا، وينزوي حينما تخيب اماله، اما حارس المرمى «الفيل» فانه وان كان حجمه الضخم يسد مربع شبكة الهدف، ا لا انه كان بارعا في صد العديد من الاهداف وعلى الرغم من ذلك لم يسلم من دقة تصويب فريق الفيلة لثلاثة اهداف كان احدها ناجما عن ضربة جزاء، حقق هذه الاهداف الثلاثة فريق الفيلة ضد فريق الفيلة الاخر الذي اطلق عليه جمهور الاجانب اسم «مانشيستر يونايتد» مما جعلهم يندمون في اطلاق هذا الاسهم ويخرجون ضاحكين من هذا الاستعراض الكروي الفيلي كما لم يضحكهم اي عرض مسرحي فكاهي في العالم.
بقى ان نعرف ان دخول هذه الحديقة وهذا الاستعراض يكلف دينارا واحدا، وان نعرف ايضا ان هذه الفيلة المدربة قامت باستعراض قدرتها ووقتها في رسم اللوحات امام الجمهور، وتضم حديقه «وادي ميسا للفيلة» معرضا للرسومات التي انجزتها الفيلة، والاغرب من ذلك ان احدى اللوحات التي رسمتها عدة فيلة مجتمعة قد باعت ادارة الحديقة نصفها لرجل اعمال تايلندي بمبلغ 39 الف دولار امريكي.
واحتفظت لنفسها بالنصف الاخر من اللوحة التي يصل طولها الكامل الى 12 مترا وعرضها 2.4 مترا، اما سعر اللوحة العادية لرسومات الفيلة فتتراوح بين ثلاثة دنانير كويتية الى 35 دينارا حسب جودتها وحجمها.
وعلى بعد بضعة كيلومترات من حديقة الفيلة يوجد حديقة الملكة سيريكيت للزهور التي تضم حوالي 15 الف نوع من النباتات والزهور منها 1128 نوعا من زهور الاوركيد الذي تشتهر به تايلند وفي هذه الحديقة يوجد مركز للمعلومات وكلية للزراعة وتعتبر اكبر حديقة للزهر في العالم.
عودة بوكيت
لم تمض على كارثة تسونامي بضعة اشهر حتى استعادت جزيرة بوكيت الواقعة جنوب تايلند حياتها، واعادت اعمار الدمار الذي لحق بها، وفي احدى اكبر مدن الجزيرة وهي مدينة باتون نزل الفريق الصحافي في فندق «هولي داي ان» الذي يعتبر تحفة في التصميم المتناغم بين الماء والخضرة وراحة النزيل.
ففي هذا الفندق الذي يضم 400 غرفة ونوادي للاطفال والكبار وخمسة مسابح حسب قول مدير الفندق «ولف جان ميوس برجر» يمكن للنزيل ان يخطو من غرفته بضع خطوات ليصبح في احد مسابح الفندق الخمسة التي تظللها الاشجار ويزينها زهر الاوركيد والفتنة البيضاء.
وقال مدير الفندق ان الادارة تعتزم توظيف عمالة تجيد اللغة العربية مع تزايد اعداد العرب القادمين للجزيرة، كما تعتزم اضافة اصناف طعام عربية تناسب اذواقهم.
وبما ان موسم العطلات الصيفية في دول مجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الاوسط يصادف موسم الامطار في تايلاند فإن سياح هذه الدول يستمتعون بالسباحة وتساقط الامطار في ان واحد تحت درجة حرارة عند 32 درجة مئوية في بوكيت.
وفي جزيرة بوكيت يوجد العديد من وسائل التسلية والاستمتاع، اذ يمكن الانطلاق من هذه الجزيرة على ظهر مركب لممارسة رياضة الغوص، فمياه الجزيرة وما حولها كجزيرة «بي .بي» غاية في الصفاء لدرجة ان راكب المركب يستطيع رؤية الاسماك على عمق بضعة امتار.
وعلى الرغم من ان تعداد منازل سكان بوكيت لا يزيد على 300 منزل، الا ان عدد السياح فيها يصل الى ثلاثة ملايين سائح في السنة، وتشتهر بوكيت بكثرة فنادقها ومطاعمها وملاهيها الليلية. اما اسواقها فغامرة بكل ما يروق للسائح من ملابس وهدايا وادوات غوص وسباحة، وامتع ما في هذه الاسواق يتمثل في مجادلة البائع. فحينما يطلب سعرا للسلعة بمقدار الف بات مثلا، يمكن للسائح ان يصر على ان السعر لا يستاهل اكثر من 500 بات، فيتنازل ويسعد الطرفان بما حققاه.
حدث هام في بوكيت
لا يوجد في بوكيت بل كل شرق اسيا استعراض اجمل واهم من «بوكيت فانتازيا شو» فهذا الكازينو الذي لا يقدم الا استعراضا واحدا اخذ بألباب جمهور السياح من اميركا غربا الى اليابان شرقا، حيث يقدم استعراضا يضم عشرات الراقصين وعشرات الفيلة، وعشرات الطيور من الحمام، تحكي جميعها قصة تاريخ تايلاند وملوكها، وتعرض هذه القصة مجموعة الراقصين يشاركهم بتناغم وتدريب دقيق مجموعة الفيلة والحمام الابيض.
اما المرافق المحيطة بمسرح الاستعراض فهي غاية في الجمال والروعة، منها على سبيل المثال مطعم يستوعب ستة الاف زائر في وقت واحد، ونوافير وحدائق وبرك تعيش بها اسماك الزينة الجميلة ومحلات او اكشاك لبيع الهدايا التذكارية والالعاب والملابس.
بانكوك البداية والنهاية
من مطار بانكوك بدأت اولى خطوات رحلة الفريق الصحافي الى تايلاند، ومنها كانت المغادرة.
بانكوك كأي عاصمة تزدحم بالسيارات والمباني الضخمة، وكلها تظل بالنسبة للسائح مكانا حيويا مبهرا، ففيه التسوق، والعرب يعرفون اسواقها جيدا، وينزلون عادة في منطقة «نانا» التي تحيط بها الاسواق والمطاعم والفنادق. وقد حرص اهل هذه المنطقة على تقديم الاطعمة العربية للسياح العرب حتى الشيشة، واضافوا للافتات محلاتهم جملا باللغة العربية تشير الى سلعهم.
وفي بانكوك يعيش المقتدر على الانفاق والقليل القدرة، فهناك المطاعم الفاخرة والمطاعم الجوالة على عربة، ولا بأس بجولة نهرية في قارب يتعرف خلالها السائح الى المنازل التراثية لاهل بانكوك المبنية من الخشب على ضفاف النهر.
وفي هذه المدينة يعقد رجال الاعمال العرب صفقاتهم، ويعتبرونها نقطة انطلاق لباقي دول شرق اسيا، او نقطة التقائهم معا.
ولا تحتكر المدينة عملية تملك العقار على مواطنيها فقط، فهناك مجمعات سكنية في وسط العاصمة يمكن للاجانب تملك شقق فيها حيث تشكل هذه المجمعات مدنا مصغرة تترواح فيها قيمة الشقة ما بين مليون بات الى خمسة ملايين. «ما بين 8 الاف دينار كويتي الى 41 الف دينار».
مستشفيات بانكوك
حققت مستشفيات بانكوك في السنوات الاخيرة شهرة كبيرة لدى مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، فمهارة اطباء تايلاند، وضخامة وتطور مستشفياتها اجتذبت اليها السياحة العلاجية من دول المنطقة، فهناك العمليات الكبيرة في القلب، والدماغ والباطنية، وهناك علاجات الاسنان بشتى انواعها، وهناك علاجات الامراض الجلدية وغيرها من الامراض وكل ذلك بأسعار زهيدة اذا ما قيست بمستشفات الدول المتقدمة، ولا تقل عنها مهارة ودقة.
من هذه المستشفيات مستشفى بانكوك، ومستشفى «بام رن جراد» الذي كان يسمى بالمستشفى الامريكي سابقا.
في الختام يمكن تقديم بعض المعلومات التي قد تفيد السائح منها على سبيل المثال ان الدينار الكويتي الواحد يساوي 120 باتا تايلانديا، وان بامكان السائح ان يستأجر سيارة فان او باصا صغيرا مكيفا وجديدا مع السائق بمبلغ 2000 بات في اليوم ينقله اينما شاء وعلى السائح تسديد سعر الوقود.
وهناك مساجد للمسلمين، ومطاعم تقدم اللحوم المناسبة لهم.
ومسك الختام ان السائح يمضي اسبوعا او ا كثر في تايلاند وهو راض كل الرضا عن كل شيء.