زهير
06-20-2005, 09:57 AM
الكرابلة (غرب العراق): سابرينا تافرنايس
اقتحم جنود المارينز يوم الجمعة الماضي مبنى في هذه القرية الصغيرة، ليجدوا فيه مركزا للتعذيب مجهزا بأسلاك كهربائية وأنشوطة وأصفاد يدوية وكتاب عن «الجهاد» بـ 574 صفحة. كما عثر على أربعة من الرهائن العراقيين ظهرت عليهم علامات التعرض للضرب.
وكان الجيش الأميركي قد عثر على بيوت تعذيب بعد اقتحامه مدنا ذات وجود كثيف للإرهابيين مثل الفلوجة حيث عثر عما يقرب من 20 موقع تعذيب. ولكن من النادر العثور على ضحايا بقوا على قيد الحياة ليرووا قصصهم.
وقال الرهائن المحررون انهم أبلغوا المارينز بتعرضهم للتعذيب بالصدمات والجلد بالسوط لفترة تزيد على أسبوعين خلف نوافذ من الزجاج الداكن اللون. وقال أحدهم، وهو أحمد عيسى فاضل، 19 عاما، الذي كان من منتسبي الجيش العراقي الجديد، انه اعتقل وعذب هناك لفترة 22 يوما. وكان في معظم الوقت مكمما بشريط ومقيد اليدين.
وفي مقابلة مع أحد الصحافيين قبل أربع ساعات من تحريره، قال انه لم ير وجوه خاطفيه الذين كانوا يهمسون في أذنه أحيانا قائلين «سنقتلك». وقال انهم لم يستجوبوه ولم يعرف ما الذي كانوا يريدون. كما أنه لم يتوقع ان يجري اطلاق سراحه.
وقال فاضل الذي كانت يداه منتفختين «انهم يقتلون شخصا ما كل يوم. لقد قتلوا كثيرا من الناس». ومن البيت كان يمكن أول من امس سماع اصوات اطلاق النار في الهجوم الواسع الذي شن للقضاء على معاقل المتمردين الذين تسرب كثير منهم عبر حدود العراق مع سورية.
وبينما كان المارينز يتنقلون في البيت ذي الطابق الواحد، كان الزجاج الأسود للنوافذ المحطمة يتكسر تحت أقدامهم. وقد تهدمت بعض الجدران والسقوف بشظايا التفجير قبل الاقتحام. وكانت هناك قفازات مطاطية مرمية على الأرض، وكذلك فانوس نفطي.
وكان الكتاب الضخم المكتوب بالعربية يحمل تاريخ الطبعة الأولى عام 2005، وهو بعنوان «مبادئ فلسفة الجهاد» من تأليف عبد الرحمن العلي. واشتملت فصوله على «كيف تختار الرهينة الأفضل؟» و«شرعية قطع رؤوس الكفار».
كما عثر ايضا على عدد من جوازات السفر المزورة وغطاء رأس وأقراص مسكنة للألم وأصفاد مرشدة للتفجيرات. وكانت هناك ثلاث سيارات محملة بالمتفجرات واقفة في مرآب خارج البيت، وقد فجرها جنود المارينز.
هذه هي قصة فاضل الذي كان عندما أخِذ رهينة يتناول طعام الغداء في مطبخ بيته الواقع في قرية رابوت الصحراوية الصغيرة. فقد جاءت سيارة «أوبل» وخرج منها رجلان مُلثمان مسلحان واعتقلاه بينما كانت أمه تصرخ، وقاد الخاطفون سيارتهم الى البيت، وكمموا وجه المخطوف بالشريط وحشوا أذنيه بالقطن وبدأوا بضربه.
كان تفسيره المحتمل الوحيد لاعتقاله هو انه انضم في فترة من الفترات الى الجيش العراقي الجديد فقد كان عاطلا عن العمل الأميركي، ولكن قبل تسعة اشهر عندما كانت مواصلة العمل تعني المخاطرة بحياته أمام غضب الجهاديين تخلى عن مهمته، وقال ان 10 اصدقاء من وحدته قتلوا. وكذلك عمه وابن عمه على الرغم من انهما لم يعملا جنديين. وقال فاضل ان خاطفيه كانوا يطلبون منه همسا ان يصلي خمس مرات يوميا وموفرين له الرمل بدل الماء ليغتسل. ومرة واحدة سألهم ما اذا كان بوسعه ان يرى أمه فأجابه أحدهم «لن تغادر هذا المكان حيا». ولم يكن فاضل يعرف ان في البيت رهائن آخرين. ولم يكتشف ذلك إلا بعد مغادرة الخاطفين وتمكنه من إزالة العصابة التي كانت تغطي عينيه.
وبسبب النوافذ الداكنة كان الظلام يلف البيت دائما. وقال فاضل انه كان يتلقى وجبة واحدة في اليوم، وكان يسمح له باستخدام حمام خلف البيت عند الضرورة. وعندما اقتحم المارينز البيت كان أحد الأسرى يضطجع تحت السلم، وقد تعرض الى ضرب مبرح. وفي البداية اعتقدوا انه ميت.
أما الآخرون الذين تعرضوا للضرب أيضا فكانوا يتميزون بالهزال. وكان فاضل أحسن حالا. وقد نقل الثلاثة الآخرون بهليكوبتر طبية الى المستشفى في مدينة بلد. ولكن فاضل ما يزال يشعر بالأذى الشديد الذي تعرض له، حيث هناك علامات تعذيب على ظهره وآثار حروق الصدمات الكهربائية على بشرته.
وقال انه عندما كان يتعرض للصدمات كان يشعر بأن «روحه تنتزع من جسده». واضاف انه عندما كان يبدأ بالصراخ جراء آلام الصدمات يبدأون بضربه.
وما يزال فاضل في قاعدة للمارينز الى الجنوب من بلدة القائم، قرب الحدود مع سورية، منذ تحريره، كما أن أمه لا تعرف حتى الآن انه ما يزال على قيد الحياة. وعندما ذكر اسمها أحنى رأسه وبدأ بالبكاء ماسحا وجهه بالبدلة الرياضية التي أعطاها المارينز اياه.
وطلب من أحد الصحافيين المساعدة على نقله الى مدينة أخرى بسبب المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها عائلته في بيتهم الحالي. وتوسل ألا تلتقط له صورة ولا حتى للندوب الموجودة في ظهره، وقال ان الخاطفين أخذوا صورا له.
وأكد فاضل ان مدينته كانت على الدوام مدينة رائعة ولكن المتطرفين حولوها الى جحيم. وأضاف وعيناه مغرورقتان بالدموع «هؤلاء القلة دمروها. انهم يقتلون كل من يأخذونه، وغالبا ما يكون هذا حدثا يوميا».
اقتحم جنود المارينز يوم الجمعة الماضي مبنى في هذه القرية الصغيرة، ليجدوا فيه مركزا للتعذيب مجهزا بأسلاك كهربائية وأنشوطة وأصفاد يدوية وكتاب عن «الجهاد» بـ 574 صفحة. كما عثر على أربعة من الرهائن العراقيين ظهرت عليهم علامات التعرض للضرب.
وكان الجيش الأميركي قد عثر على بيوت تعذيب بعد اقتحامه مدنا ذات وجود كثيف للإرهابيين مثل الفلوجة حيث عثر عما يقرب من 20 موقع تعذيب. ولكن من النادر العثور على ضحايا بقوا على قيد الحياة ليرووا قصصهم.
وقال الرهائن المحررون انهم أبلغوا المارينز بتعرضهم للتعذيب بالصدمات والجلد بالسوط لفترة تزيد على أسبوعين خلف نوافذ من الزجاج الداكن اللون. وقال أحدهم، وهو أحمد عيسى فاضل، 19 عاما، الذي كان من منتسبي الجيش العراقي الجديد، انه اعتقل وعذب هناك لفترة 22 يوما. وكان في معظم الوقت مكمما بشريط ومقيد اليدين.
وفي مقابلة مع أحد الصحافيين قبل أربع ساعات من تحريره، قال انه لم ير وجوه خاطفيه الذين كانوا يهمسون في أذنه أحيانا قائلين «سنقتلك». وقال انهم لم يستجوبوه ولم يعرف ما الذي كانوا يريدون. كما أنه لم يتوقع ان يجري اطلاق سراحه.
وقال فاضل الذي كانت يداه منتفختين «انهم يقتلون شخصا ما كل يوم. لقد قتلوا كثيرا من الناس». ومن البيت كان يمكن أول من امس سماع اصوات اطلاق النار في الهجوم الواسع الذي شن للقضاء على معاقل المتمردين الذين تسرب كثير منهم عبر حدود العراق مع سورية.
وبينما كان المارينز يتنقلون في البيت ذي الطابق الواحد، كان الزجاج الأسود للنوافذ المحطمة يتكسر تحت أقدامهم. وقد تهدمت بعض الجدران والسقوف بشظايا التفجير قبل الاقتحام. وكانت هناك قفازات مطاطية مرمية على الأرض، وكذلك فانوس نفطي.
وكان الكتاب الضخم المكتوب بالعربية يحمل تاريخ الطبعة الأولى عام 2005، وهو بعنوان «مبادئ فلسفة الجهاد» من تأليف عبد الرحمن العلي. واشتملت فصوله على «كيف تختار الرهينة الأفضل؟» و«شرعية قطع رؤوس الكفار».
كما عثر ايضا على عدد من جوازات السفر المزورة وغطاء رأس وأقراص مسكنة للألم وأصفاد مرشدة للتفجيرات. وكانت هناك ثلاث سيارات محملة بالمتفجرات واقفة في مرآب خارج البيت، وقد فجرها جنود المارينز.
هذه هي قصة فاضل الذي كان عندما أخِذ رهينة يتناول طعام الغداء في مطبخ بيته الواقع في قرية رابوت الصحراوية الصغيرة. فقد جاءت سيارة «أوبل» وخرج منها رجلان مُلثمان مسلحان واعتقلاه بينما كانت أمه تصرخ، وقاد الخاطفون سيارتهم الى البيت، وكمموا وجه المخطوف بالشريط وحشوا أذنيه بالقطن وبدأوا بضربه.
كان تفسيره المحتمل الوحيد لاعتقاله هو انه انضم في فترة من الفترات الى الجيش العراقي الجديد فقد كان عاطلا عن العمل الأميركي، ولكن قبل تسعة اشهر عندما كانت مواصلة العمل تعني المخاطرة بحياته أمام غضب الجهاديين تخلى عن مهمته، وقال ان 10 اصدقاء من وحدته قتلوا. وكذلك عمه وابن عمه على الرغم من انهما لم يعملا جنديين. وقال فاضل ان خاطفيه كانوا يطلبون منه همسا ان يصلي خمس مرات يوميا وموفرين له الرمل بدل الماء ليغتسل. ومرة واحدة سألهم ما اذا كان بوسعه ان يرى أمه فأجابه أحدهم «لن تغادر هذا المكان حيا». ولم يكن فاضل يعرف ان في البيت رهائن آخرين. ولم يكتشف ذلك إلا بعد مغادرة الخاطفين وتمكنه من إزالة العصابة التي كانت تغطي عينيه.
وبسبب النوافذ الداكنة كان الظلام يلف البيت دائما. وقال فاضل انه كان يتلقى وجبة واحدة في اليوم، وكان يسمح له باستخدام حمام خلف البيت عند الضرورة. وعندما اقتحم المارينز البيت كان أحد الأسرى يضطجع تحت السلم، وقد تعرض الى ضرب مبرح. وفي البداية اعتقدوا انه ميت.
أما الآخرون الذين تعرضوا للضرب أيضا فكانوا يتميزون بالهزال. وكان فاضل أحسن حالا. وقد نقل الثلاثة الآخرون بهليكوبتر طبية الى المستشفى في مدينة بلد. ولكن فاضل ما يزال يشعر بالأذى الشديد الذي تعرض له، حيث هناك علامات تعذيب على ظهره وآثار حروق الصدمات الكهربائية على بشرته.
وقال انه عندما كان يتعرض للصدمات كان يشعر بأن «روحه تنتزع من جسده». واضاف انه عندما كان يبدأ بالصراخ جراء آلام الصدمات يبدأون بضربه.
وما يزال فاضل في قاعدة للمارينز الى الجنوب من بلدة القائم، قرب الحدود مع سورية، منذ تحريره، كما أن أمه لا تعرف حتى الآن انه ما يزال على قيد الحياة. وعندما ذكر اسمها أحنى رأسه وبدأ بالبكاء ماسحا وجهه بالبدلة الرياضية التي أعطاها المارينز اياه.
وطلب من أحد الصحافيين المساعدة على نقله الى مدينة أخرى بسبب المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها عائلته في بيتهم الحالي. وتوسل ألا تلتقط له صورة ولا حتى للندوب الموجودة في ظهره، وقال ان الخاطفين أخذوا صورا له.
وأكد فاضل ان مدينته كانت على الدوام مدينة رائعة ولكن المتطرفين حولوها الى جحيم. وأضاف وعيناه مغرورقتان بالدموع «هؤلاء القلة دمروها. انهم يقتلون كل من يأخذونه، وغالبا ما يكون هذا حدثا يوميا».