مقاوم
12-06-2018, 10:37 PM
https://arabicpost.net/wp-content/uploads/2018/12/2018-12-05-lebanon-mleeta-tarling-x7a9581-900x400.jpg
مدخل مجمع حفر الأنفاق في متحف حزب الله (سام تارلنغ / ذي إندبندنت
نشرت صحيفة The Independent البريطانية، الخميس 6 ديسمبر/كانون الأول 2018، تقريراً لمراسلها ريتشارد هول، عن زيارة لأحد أنفاق حزب الله، الذي لم يستطع الجيش الإسرائيلي اكتشافه طوال السنوات الماضية.
ويقع النفق وسط غابات البلوط والصنوبر، وكثيراً ما استخدمه مقاتلو الحزب للهجوم على الجيش الإسرائيلي، ورأى «هول» داخل النفق أضواء خافتة، تقود إلى ممر ضيق وإلى غرف صغيرة، حيث الهواء بارد ورطب. وفي النفق مطبخ وغرفة نوم وفرش وغرفة للصلاة ومركز قيادة، حيث يتم إصدار الأوامر عبر خشخشة من الأصوات.
وقال مراسل الصحيفة البريطانية، هذا هو شكل نفق جماعة حزب الله من الداخل، شنَّ الجيش الإسرائيلي، العدو الأكبر لجماعة المقاتلين، عمليةً الأسبوع الجاري لتدمير مثل هذه الأنفاق، الذي اكتشف أنها تمرُّ أسفل الحدود الإسرائيلية، وصولاً إلى داخل إسرائيل. وظلَّ هذا النفق في معلم مليتا بجنوبي لبنان سرياً، طوال السنوات السبع التي استخدمه فيها مقاتلو حزب الله لشنِّ هجماتٍ ضد القوات الإسرائيلية المحتلة.
أما اليوم فقد تحوَّلَ ليصير جزءاً من مجمع متاحف تفاعلي مترامي الأطراف، أُسِّس تمجيداً لتلك المعركة.
النفق السري الذي لا يعرفون عنه شيئاً
قال أحمد منصور، وهو مُتحدّثٌ باسم المتحف: «لم تكن إسرائيل تعلم عن هذا النفق شيئاً، إلى حين افتتحناه للجمهور عام 2010. فقد ظلَّ سرياً طوال ذلك الوقت». ففي الوقت الذي تخضع فيه نشاطات حزب الله التي تجري تحت الأرض لمراقبةٍ جدية من إسرائيل، يُعَدُّ متحف مليتا بمثابة تذكرةٍ بالدور الحاسم الذي نهضت به حرب الأنفاق في ماضي الجماعة، ومن المُرجَّح أن تضطلع به في مستقبلها.
https://arabicpost.net/wp-content/uploads/2018/12/2018-12-05-lebanon-mleeta-tarling-x7a9564.jpg
مدخل مجمع حفر الأنفاق في متحف حزب الله
وبدأ العمل في النفق هنا في مليتا عام 1989، بعد سبع سنوات من احتلال إسرائيل للبنان من العام 1982 إلى العام 2000. استغرق النفق أكثر من 3 سنوات وألف رجلٍ لحفره، وعند الانتهاء منه صار نقطة تمركز مهمة للحزب، إذ سمح للمقاتلين بالتحرُّك دون أن تكشفهم الطائرات من دون طيار أو الطائرات النفاثة. قال مرشدٌ في مليتا، رفض الإفصاح عن اسمه: «كان هناك فارقٌ كبيرٌ في القوة بين الطرفين، كانت الأنفاق بسيطةً، بيد أنها فعَّالة للغاية في الوقت نفسه».
https://arabicpost.net/wp-content/uploads/2018/12/2018-12-05-lebanon-mleeta-tarling-x7a9581.jpg
الاستعداد للمعركة التالية
عندما انسحبت إسرائيل من لبنان، بدأ حزب الله سريعاً في الإعداد للمعركة التالية، وبنت الجماعة المدعومة من إيران المئات من تلك المُجمَّعات في جميع أنحاء الجنوب. وقال نيكولاس بلانفورد، مؤلف كتاب Warriors of God: Inside Hezbollah’s Thirty-Year Struggle Against Israel: «في الفترة بين عامي 2000 و2006، أنشأ حزب الله بنيةً تحتيةً شاملةً ودقيقةً للغاية، في منطقة الحدود الجنوبية للبنان، وضمَّت مستودعاتٍ وشبكاتِ أنفاق».
استُخدِمَت تلك الأنفاق بشكلٍ كبير في حرب صيف عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، التي أودت بحياة ألف مدني لبناني مقابل 44 إسرائيلياً، بحسب ما قال بلانفورد. أفضى الصراع إلى ورطةٍ، نَظر إليها حزب الله باعتبارها انتصاراً، بحسب الصحيفة البريطانية.
مدخل مجمع حفر الأنفاق في متحف حزب الله
وأضاف بلانفورد: «لقد تمكَّنوا من إطلاق الصواريخ من منشآتٍ تحت الأرض، قريبة من الحدود اللبنانية مع إسرائيل، ونجحوا في التربص للقوات الإسرائيلية التي اخترقت الأراضي اللبنانية». يمكن استخدام هذا النفق لتحقيق تأثير أكثر فتكاً في حال وقوع حرب أخرى، وهي نقطة باتت أهم في الشهور الأخيرة.
خلال السنوات القليلة الماضية، نقلت إسرائيل وحزب الله الخصومة بينهما إلى أرض المعركة في الحرب السورية، لكن مع تهادي هذا الصراع، صار لبنان محور اهتمام الطرفين.
معركة الأنفاق
راقبت إسرائيل حزب الله بتوجُّسٍ وهو يتجلَّى في الصراع السوري بشكلٍ أقوى، وزعم حسن نصر الله أنه بنى ترسانةً من الصواريخ أدق وأبعد مدى. تضيف الأنفاق العابرة للحدود بُعداً آخر إلى تهديد حزب الله، وفي حال استغلتها الجماعة، قد تغدو قادرةً على إرسال مقاتلين لمهاجمة المدن والقرى داخل إسرائيل. وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية الحفر على جانبه من الحدود، يوم الثلاثاء 4 ديسمبر/كانون الثاني، وأعلن في وقت لاحق من اليوم ذاته أنه دمَّر نفقاً، بدايته عند منزلٍ بالقرب من قرية كفركلا الحدودية، وامتد نحو 40 متراً داخل إسرائيل.
أثار الاكتشاف توتُّراتٍ على طول الحدود التي عاشت في هدوءٍ نسبي منذ عام 2006. تحدَّث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء 4 ديسمبر/كانون الأول، واصفاً الأنفاق بأنها «تعدٍّ غاشم مرفوض». وقال: «بنى حزب الله تلك الأنفاق الإرهابية العابرة للحدود بدعمٍ وتمويلٍ من إيران مباشرةً، فقد بُنِيَت لغرضٍ واحد؛ مهاجمة وقتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال الإسرائيليين». لم يلق ذلك صدىً في مليتا التي جاء رد فعلها فاتراً.
https://arabicpost.net/wp-content/uploads/2018/12/Israeli-military-digger.jpg
قوات إسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية
قال المرشد: «ربما أُنشِئت الأنفاق التي يكتشفونها الآن منذ سنوات، فهي أنفاقٌ قديمة». وأضاف: «أظنُّ أنها تشنّ حرباً نفسية أكثر من أيِّ شيءٍ آخر».
وصف منصور، المُتحدِّث باسم المتحف، الإعلان عن العملية الإسرائيلية بأنه «ضجة»، وربط توقيتها بفضيحة فساد تعصف بنتنياهو في الوقت الحالي. وقال: «موقف نتنياهو حرج. إنه يريد إثارة ضجة لصرف أذهان الناس عن القضية»، لكن نتنياهو لقي تعاطفاً في واشنطن من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
في أكتوبر/تشرين الأول، فرض ترامب عقوباتٍ جديدة على حزب الله، مُتوعِّداً بـ «استهداف، وتعطيل، وتفكيك شبكاتهم التشغيلية والتمويلية».
وقال عن الجماعة التي كانت خلف تفجير الثكنات الأميركية في بيروت عام 1983، والذي راح ضحيته 241 من مشاة البحرية: «بخلاف تنظيم القاعدة، لا توجد جماعةٌ إرهابيةٌ مُلطَّخةٌ بدماء الأميركيين أكثر من حزب الله».
في الوقت الذي تعاني فيه الجماعة من ضغوطٍ مالية بالفعل لمشاركتها في الحرب في سوريا، قد تؤدي تلك العقوبات إلى أضرارٍ أكثر من تدمير بعض الأنفاق القليلة. يقول بلانفورد: «إن تدمير أنفاق حزب الله ليس نهاية العالم. من المُحتَمَل جداً أن تكون لديهم أنفاقٌ لا تعلم إسرائيل عنها شيئاً، ولن تتمكَّن من اكتشافها».
مدخل مجمع حفر الأنفاق في متحف حزب الله (سام تارلنغ / ذي إندبندنت
نشرت صحيفة The Independent البريطانية، الخميس 6 ديسمبر/كانون الأول 2018، تقريراً لمراسلها ريتشارد هول، عن زيارة لأحد أنفاق حزب الله، الذي لم يستطع الجيش الإسرائيلي اكتشافه طوال السنوات الماضية.
ويقع النفق وسط غابات البلوط والصنوبر، وكثيراً ما استخدمه مقاتلو الحزب للهجوم على الجيش الإسرائيلي، ورأى «هول» داخل النفق أضواء خافتة، تقود إلى ممر ضيق وإلى غرف صغيرة، حيث الهواء بارد ورطب. وفي النفق مطبخ وغرفة نوم وفرش وغرفة للصلاة ومركز قيادة، حيث يتم إصدار الأوامر عبر خشخشة من الأصوات.
وقال مراسل الصحيفة البريطانية، هذا هو شكل نفق جماعة حزب الله من الداخل، شنَّ الجيش الإسرائيلي، العدو الأكبر لجماعة المقاتلين، عمليةً الأسبوع الجاري لتدمير مثل هذه الأنفاق، الذي اكتشف أنها تمرُّ أسفل الحدود الإسرائيلية، وصولاً إلى داخل إسرائيل. وظلَّ هذا النفق في معلم مليتا بجنوبي لبنان سرياً، طوال السنوات السبع التي استخدمه فيها مقاتلو حزب الله لشنِّ هجماتٍ ضد القوات الإسرائيلية المحتلة.
أما اليوم فقد تحوَّلَ ليصير جزءاً من مجمع متاحف تفاعلي مترامي الأطراف، أُسِّس تمجيداً لتلك المعركة.
النفق السري الذي لا يعرفون عنه شيئاً
قال أحمد منصور، وهو مُتحدّثٌ باسم المتحف: «لم تكن إسرائيل تعلم عن هذا النفق شيئاً، إلى حين افتتحناه للجمهور عام 2010. فقد ظلَّ سرياً طوال ذلك الوقت». ففي الوقت الذي تخضع فيه نشاطات حزب الله التي تجري تحت الأرض لمراقبةٍ جدية من إسرائيل، يُعَدُّ متحف مليتا بمثابة تذكرةٍ بالدور الحاسم الذي نهضت به حرب الأنفاق في ماضي الجماعة، ومن المُرجَّح أن تضطلع به في مستقبلها.
https://arabicpost.net/wp-content/uploads/2018/12/2018-12-05-lebanon-mleeta-tarling-x7a9564.jpg
مدخل مجمع حفر الأنفاق في متحف حزب الله
وبدأ العمل في النفق هنا في مليتا عام 1989، بعد سبع سنوات من احتلال إسرائيل للبنان من العام 1982 إلى العام 2000. استغرق النفق أكثر من 3 سنوات وألف رجلٍ لحفره، وعند الانتهاء منه صار نقطة تمركز مهمة للحزب، إذ سمح للمقاتلين بالتحرُّك دون أن تكشفهم الطائرات من دون طيار أو الطائرات النفاثة. قال مرشدٌ في مليتا، رفض الإفصاح عن اسمه: «كان هناك فارقٌ كبيرٌ في القوة بين الطرفين، كانت الأنفاق بسيطةً، بيد أنها فعَّالة للغاية في الوقت نفسه».
https://arabicpost.net/wp-content/uploads/2018/12/2018-12-05-lebanon-mleeta-tarling-x7a9581.jpg
الاستعداد للمعركة التالية
عندما انسحبت إسرائيل من لبنان، بدأ حزب الله سريعاً في الإعداد للمعركة التالية، وبنت الجماعة المدعومة من إيران المئات من تلك المُجمَّعات في جميع أنحاء الجنوب. وقال نيكولاس بلانفورد، مؤلف كتاب Warriors of God: Inside Hezbollah’s Thirty-Year Struggle Against Israel: «في الفترة بين عامي 2000 و2006، أنشأ حزب الله بنيةً تحتيةً شاملةً ودقيقةً للغاية، في منطقة الحدود الجنوبية للبنان، وضمَّت مستودعاتٍ وشبكاتِ أنفاق».
استُخدِمَت تلك الأنفاق بشكلٍ كبير في حرب صيف عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، التي أودت بحياة ألف مدني لبناني مقابل 44 إسرائيلياً، بحسب ما قال بلانفورد. أفضى الصراع إلى ورطةٍ، نَظر إليها حزب الله باعتبارها انتصاراً، بحسب الصحيفة البريطانية.
مدخل مجمع حفر الأنفاق في متحف حزب الله
وأضاف بلانفورد: «لقد تمكَّنوا من إطلاق الصواريخ من منشآتٍ تحت الأرض، قريبة من الحدود اللبنانية مع إسرائيل، ونجحوا في التربص للقوات الإسرائيلية التي اخترقت الأراضي اللبنانية». يمكن استخدام هذا النفق لتحقيق تأثير أكثر فتكاً في حال وقوع حرب أخرى، وهي نقطة باتت أهم في الشهور الأخيرة.
خلال السنوات القليلة الماضية، نقلت إسرائيل وحزب الله الخصومة بينهما إلى أرض المعركة في الحرب السورية، لكن مع تهادي هذا الصراع، صار لبنان محور اهتمام الطرفين.
معركة الأنفاق
راقبت إسرائيل حزب الله بتوجُّسٍ وهو يتجلَّى في الصراع السوري بشكلٍ أقوى، وزعم حسن نصر الله أنه بنى ترسانةً من الصواريخ أدق وأبعد مدى. تضيف الأنفاق العابرة للحدود بُعداً آخر إلى تهديد حزب الله، وفي حال استغلتها الجماعة، قد تغدو قادرةً على إرسال مقاتلين لمهاجمة المدن والقرى داخل إسرائيل. وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية الحفر على جانبه من الحدود، يوم الثلاثاء 4 ديسمبر/كانون الثاني، وأعلن في وقت لاحق من اليوم ذاته أنه دمَّر نفقاً، بدايته عند منزلٍ بالقرب من قرية كفركلا الحدودية، وامتد نحو 40 متراً داخل إسرائيل.
أثار الاكتشاف توتُّراتٍ على طول الحدود التي عاشت في هدوءٍ نسبي منذ عام 2006. تحدَّث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء 4 ديسمبر/كانون الأول، واصفاً الأنفاق بأنها «تعدٍّ غاشم مرفوض». وقال: «بنى حزب الله تلك الأنفاق الإرهابية العابرة للحدود بدعمٍ وتمويلٍ من إيران مباشرةً، فقد بُنِيَت لغرضٍ واحد؛ مهاجمة وقتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال الإسرائيليين». لم يلق ذلك صدىً في مليتا التي جاء رد فعلها فاتراً.
https://arabicpost.net/wp-content/uploads/2018/12/Israeli-military-digger.jpg
قوات إسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية
قال المرشد: «ربما أُنشِئت الأنفاق التي يكتشفونها الآن منذ سنوات، فهي أنفاقٌ قديمة». وأضاف: «أظنُّ أنها تشنّ حرباً نفسية أكثر من أيِّ شيءٍ آخر».
وصف منصور، المُتحدِّث باسم المتحف، الإعلان عن العملية الإسرائيلية بأنه «ضجة»، وربط توقيتها بفضيحة فساد تعصف بنتنياهو في الوقت الحالي. وقال: «موقف نتنياهو حرج. إنه يريد إثارة ضجة لصرف أذهان الناس عن القضية»، لكن نتنياهو لقي تعاطفاً في واشنطن من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
في أكتوبر/تشرين الأول، فرض ترامب عقوباتٍ جديدة على حزب الله، مُتوعِّداً بـ «استهداف، وتعطيل، وتفكيك شبكاتهم التشغيلية والتمويلية».
وقال عن الجماعة التي كانت خلف تفجير الثكنات الأميركية في بيروت عام 1983، والذي راح ضحيته 241 من مشاة البحرية: «بخلاف تنظيم القاعدة، لا توجد جماعةٌ إرهابيةٌ مُلطَّخةٌ بدماء الأميركيين أكثر من حزب الله».
في الوقت الذي تعاني فيه الجماعة من ضغوطٍ مالية بالفعل لمشاركتها في الحرب في سوريا، قد تؤدي تلك العقوبات إلى أضرارٍ أكثر من تدمير بعض الأنفاق القليلة. يقول بلانفورد: «إن تدمير أنفاق حزب الله ليس نهاية العالم. من المُحتَمَل جداً أن تكون لديهم أنفاقٌ لا تعلم إسرائيل عنها شيئاً، ولن تتمكَّن من اكتشافها».