دشتى
06-19-2005, 03:51 PM
د. شملان يوسف العيسى
فجأة ومن دون مقدمات عادت القضية الطائفية البغيضة تطل علينا من نواب يفترض فيهم ان يمثلوا الامة كلها وليس طائفة معينة. التصريحات المثيرة والغريبة واللا مسؤولة التي اطلقها النائب حسين القلاف ضد توزير معصومة مبارك حيث قال بالحرف الواحد »ان توزير الدكتورة معصومة مبارك اهانة للطائفية الشيعية« هل يعقل ان يتفوه نائب مسؤول ورجل دين بمثل هذا الكلام غير المسؤول ضد وزيرة ستصبح بعد ايام بعد القسم زميلة له في مجلس الامة?
السؤال يبقى لماذا يطرح السيد القلاف هذه القضايا ضد وزيرة وضد وجهاء الشيعة ونوابها, ماذا يريد ان يقول لنا, لماذا يصرح بان الجو في الكويت طائفي ولن نقبل بتوزير معصومة مبارك ترضية للشيعة? لو تحدث السيد القلاف عن نفسه وعبر عن وجهة نظره الخاصة لتقبلنا وجهة نظره, رغم عدم اتفاقنا معه لكن ان يتكلم عن شيعة الكويت كلهم وهو منتخب لمنطقة معينة فذلك امر مرفوض ولايمكن للشيعة او السنة قبول مثل هذا الكلام والطرح الطائفي.
لا أحد ينكر بان لدينا مشكلة طائفية, لكن علينا ان ندرس وندقق لماذا برزت هذه المشكلة? ومن المسؤول? وما الاسباب والدوافع لانتشار مثل هذه المفاهيم غير الوطنية الان? وكيف يمكن علاج المشكلة والحفاظ على الوحدة الوطنية?
كما ذكرنا في مقال سابق بان الكويتيين حكاما ومحكومين لايعرفون الطائفية لكن المشكلة الطائفية بدأت تطل علينا بعد امتداد المد الديني في الوطن العربي والخليج بعد هزيمة 1967 وسقوط التيار القومي العربي وصعود تيارات الاسلام السياسي.
لاينكر احد بأن الانتخابات والديمقراطية في الكويت ساعدت على بروز الطائفية لان النواب المرشحين يريدون اصوات ناخبيهم لذلك ركزوا على المطالب الطائفية وكذلك فعل ابناء القبائل.
الثورة الايرانية الاسلامية ساعدت وعززت الاطروحات الطائفية حيث انجرف بعض شباب الشيعة المتحمسين لمذهبهم وراء الاطروحات الثورية التي نادت بها ايران.
ضعف الحكومة وعدم طرحها مفاهيم وطنية يلتف حولها الجميع عزز المفاهيم القبلية والطائفية واضعف التيار الكويتي المعتدل من السنة او الشيعة فالحكومة لم تلتفت لمطالب رجال الاعمال والعقلاء من شيعة الكويت الذين طرحوا مطالب بسيطة مثل بناء الحسينيات والمساجد وتوظيف المؤهلين من الشيعة لكن الحكومة بدأت تذعن وتقبل مطالب المتطرفين من السنة والشيعة من النواب مما خلق شعورا متزايدا بان الحكومة لاتحترم الا المعارضة ومن ينتقدها بشدة اما التيار الوسطي المعتدل فلا عزاء له.
اليوم بعد تحرير العراق وفوز الاغلبية الشيعية في الانتخابات وتوليهم السلطة أثيرت حفيظة تيارات الاسلام السياسي من السنة في الدول المحيطة ومنها الكويت وتم زج شباب كويتي وسعودي في عمر الورد للجهاد في العراق, تحت مسمى محاربة النصارى الاميركان والحكومة الشيعية في العراق, فوز المحافظين في الانتخابات البرلمانية في ايران واحتمال فوزهم في الرئاسة, يقوي التيارات الاسلامية الشيعية في المنطقة مما يجعل من الصعب التحكم في الامور .
الحل لهذه المشكلة هو في تأكيد مفهوم الدولة المدنية التي عمادها الدستور والقانون والمساواة والعدل واحترام حقوق الاقليات.
* استاد في جامعة الكويت
فجأة ومن دون مقدمات عادت القضية الطائفية البغيضة تطل علينا من نواب يفترض فيهم ان يمثلوا الامة كلها وليس طائفة معينة. التصريحات المثيرة والغريبة واللا مسؤولة التي اطلقها النائب حسين القلاف ضد توزير معصومة مبارك حيث قال بالحرف الواحد »ان توزير الدكتورة معصومة مبارك اهانة للطائفية الشيعية« هل يعقل ان يتفوه نائب مسؤول ورجل دين بمثل هذا الكلام غير المسؤول ضد وزيرة ستصبح بعد ايام بعد القسم زميلة له في مجلس الامة?
السؤال يبقى لماذا يطرح السيد القلاف هذه القضايا ضد وزيرة وضد وجهاء الشيعة ونوابها, ماذا يريد ان يقول لنا, لماذا يصرح بان الجو في الكويت طائفي ولن نقبل بتوزير معصومة مبارك ترضية للشيعة? لو تحدث السيد القلاف عن نفسه وعبر عن وجهة نظره الخاصة لتقبلنا وجهة نظره, رغم عدم اتفاقنا معه لكن ان يتكلم عن شيعة الكويت كلهم وهو منتخب لمنطقة معينة فذلك امر مرفوض ولايمكن للشيعة او السنة قبول مثل هذا الكلام والطرح الطائفي.
لا أحد ينكر بان لدينا مشكلة طائفية, لكن علينا ان ندرس وندقق لماذا برزت هذه المشكلة? ومن المسؤول? وما الاسباب والدوافع لانتشار مثل هذه المفاهيم غير الوطنية الان? وكيف يمكن علاج المشكلة والحفاظ على الوحدة الوطنية?
كما ذكرنا في مقال سابق بان الكويتيين حكاما ومحكومين لايعرفون الطائفية لكن المشكلة الطائفية بدأت تطل علينا بعد امتداد المد الديني في الوطن العربي والخليج بعد هزيمة 1967 وسقوط التيار القومي العربي وصعود تيارات الاسلام السياسي.
لاينكر احد بأن الانتخابات والديمقراطية في الكويت ساعدت على بروز الطائفية لان النواب المرشحين يريدون اصوات ناخبيهم لذلك ركزوا على المطالب الطائفية وكذلك فعل ابناء القبائل.
الثورة الايرانية الاسلامية ساعدت وعززت الاطروحات الطائفية حيث انجرف بعض شباب الشيعة المتحمسين لمذهبهم وراء الاطروحات الثورية التي نادت بها ايران.
ضعف الحكومة وعدم طرحها مفاهيم وطنية يلتف حولها الجميع عزز المفاهيم القبلية والطائفية واضعف التيار الكويتي المعتدل من السنة او الشيعة فالحكومة لم تلتفت لمطالب رجال الاعمال والعقلاء من شيعة الكويت الذين طرحوا مطالب بسيطة مثل بناء الحسينيات والمساجد وتوظيف المؤهلين من الشيعة لكن الحكومة بدأت تذعن وتقبل مطالب المتطرفين من السنة والشيعة من النواب مما خلق شعورا متزايدا بان الحكومة لاتحترم الا المعارضة ومن ينتقدها بشدة اما التيار الوسطي المعتدل فلا عزاء له.
اليوم بعد تحرير العراق وفوز الاغلبية الشيعية في الانتخابات وتوليهم السلطة أثيرت حفيظة تيارات الاسلام السياسي من السنة في الدول المحيطة ومنها الكويت وتم زج شباب كويتي وسعودي في عمر الورد للجهاد في العراق, تحت مسمى محاربة النصارى الاميركان والحكومة الشيعية في العراق, فوز المحافظين في الانتخابات البرلمانية في ايران واحتمال فوزهم في الرئاسة, يقوي التيارات الاسلامية الشيعية في المنطقة مما يجعل من الصعب التحكم في الامور .
الحل لهذه المشكلة هو في تأكيد مفهوم الدولة المدنية التي عمادها الدستور والقانون والمساواة والعدل واحترام حقوق الاقليات.
* استاد في جامعة الكويت