دشتى
06-19-2005, 03:48 PM
أزواج يرفعون دعاوى على... "زوجتهم"!
القاهرة - مجدي رجب
هل هو الملل الزوجي?!.. أم الفقر?!.. أم الجهل?!.. أم الطمع والتعطش لمباهج الحياة?!.. هل هو التوق إلى الحرية?!.. أم هو تعبير عن الكراهية والرغبة في الانتقام?!.. هل لديهن ما يبرر?!.. أم هو جنون وطيش نساء, ذلك الذي يدفعهن إلى الجمع بين الأزواج?!
بعضهن قلن بصراحة تقترب من هلوسة الحمى: وما المانع?! ولماذا تمنعوننا من حق تمارسونه أنتم?!.. لماذا لا نجمع بين الأزواج كما تجمعون بين الزوجات?!
من المجنون?!
كان المشهد مثيراً جداً.. واحتار الأهالي الذين يقطنون المنطقة والمارة في الشارع الرئيسي في تفسيره.. فجأة.. ثار رجل في الأربعين من عمره واتجه صوب آخر يسير مع زوجته وطفله الصغير, وأمسك بهما وكأنه يبحث عنهما منذ زمن وهو يصرخ »هذه زوجتي الخائنة لا تتركوها تهرب.. أرجوكم ساعدوني في القبض عليها وتقديمها للبوليس«.. الرجل الآخر كانت دهشته أكبر وسخريته من المشهد تشي بمرارة شديدة, ولأنه ظن أن بطل هذا المشهد مجنون خارج لتوه من مستشفى الأمراض العقلية أو مدمن أذهب عقله مخدر طائش, فقد أخذ يربت على كتفه وهو يقول له: »هدئ من روعك لا تغضب.. سأتركها لك حين أعود إلى منزلي«.. فهم الرجل مغزى ما يقوله غريمه, فوجه إليه كلمة مباغتة: أنا لست مجنوناً.. أنت الذي خطف زوجتي.. سأقدمك للبوليس.. أليس كذلك يا زوجتي!!
كانت السيدة موضوع الشجار تعيش مشهداً كئيباً لم تتوقعه أبداً.. شردت كثيراً, وحين حاولت الهرب لم تستطع, حيث بدا للحضور أن ثمة شيئاً ما غامضاً في الموضوع, من هنا أصر على أن يذهب بزوجته إلى قسم البوليس ومعهم الرجل الآخر الذي اعترض طريقهما.. حاولت الزوجة إفهام زوجها أن الرجل مجنون بالفعل وأنها لا تعرفه ولم تقابله في حياتها مرة واحدة, لكن الجميع أيد الزوج واتجه الجميع إلى قسم البوليس حيث انكشفت المفاجأة الكبرى.. فالزوجة متزوجة من أربعة رجال في آن واحد.
تقدم الرجل الغامض صوب رئيس مباحث »بولاق الدكرور« وقال: كنت أسير في شارع »ناهيا« هائماً على وجهي, متأثراً بغياب زوجتي عني منذ عامين ونصف, وفجأة وجدتها تسير مع رجل آخر ومعهما طفل.. لم أصدق نفسي, فقد خيل إلي أنني نائم وأن صورتها تطاردني.. لم أتعجل الأمر.. سرت خلف زوجتي ومرافقها.. الصوت صوتها.. الابتسامة.. الجسم.. وكل التفاصيل كما عرفتها.. لكنني أخذت أسأل نفسي ترى من هذا الذي يسير إلى جوارها? هذا الرجل ليس قريباً لها.. ماذا حدث?!.. أعدت التدقيق فيها من جديد وتأكدت أنها زوجتي »سماح« التي عشت معها ثلاث سنوات بالتمام والكمال.. لم أضربها يوماً.. لم أوجه لها سباباً.. لم أبخل عليها بشيء أبداً فقد كنت أعمل في إحدى الشركات وأبذل قصارى جهدي لتحسين دخلي لكن زوجتي كانت دوماً متطلعة.. تريد أن تعيش مثل »الهوانم«.
لا يصدق
اعتقدت انها ذهبت الى منزل اسرتها لكن خاب ظني حين سألت عنها ولم اجدها... بحثت عنها في كل مكان.. في اقسام البوليس وفي المستشفيات.. حتى سمعت من احدى الجارات ان رجلاً اخر كان يتردد على منزلي في غيابي وربما تكون هربت معه.. عندها جن جنوني ولم اصدق ما سمعته لكن الواقع اكده.. فجأة عثرت عليها وها هي امامكم تحفظوا عليها حتى اقدم لكم الدليل على صدق كلامي »وثيقة عقد القران« وصورا فوتوغرافية تؤكد انها زوجتي..
سمح له رئيس المباحث ان يذهب الى منزله كي يأتي بالوثائق لكن الرجل الاخر كذب الاول وقال: هذه زوجتي تزوجتها عن طريق اهلها حيث تقدمت لخطبتها مثلما يفعل اي انسان يعثر على نصفه الاخر وتزوجنا بشكل طبيعي جداً وانجبت منها ولدا عشت كل حياتي من اجله.. هذا رجل مجنون لا تصدقوه فانا احمل في جيبي وثيقة زواجي منها.. ووضع الرجل يده في ملابسه.. اخرج وثيقة زواجه وقدمها لرئيس المباحث الذي نظر الى الزوجة وقال لها: »ماذا تقولين? قالت: نعم هذا هو زوجي الذي اعترف بأنني تزوجته عن قناعة.
وقبل ان تكمل حديثها كان زوجها الاول قد عاد وفي يده وثيقة الزواج »والبوم« كبير من الصور وبعض الجيران وكان هذا الامر صدمة للرجلين معا فقد انهارت الزوجة وهي تعترف بانها بالفعل تزوجت من زوجها الاول لكنها لم تعش معه لحظة سعادة واحدة في السنوات الثلاث التي هي عمر زواجها وحين طلبت الطلاق منه رفض تطليقها ففكرت في الهرب وقررت الزواج بآخر يعوضها عن عذاب الاول.
وانفجرت موجات الجنون وراحت تقول: ليس هذا فحسب.. لقد تزوجت من بعدهما بزوجين ثالث ورابع.. ماذا كنتم تريدون مني ان افعل في حظي العاثر فكل زوج اسوأ من الذي قبله ولا يريدون تطليقي فقد وجدت ضالتي في الحياة وقررت تعدد الازواج لانه لم يكن من الممكن ان احصل على حريتي من ازواجي?
تفاصيل هذه الواقعة انتهت في اروقة محاكم الجيزة حيث حوكمت الزوجة بتهم: الزوير في محررات رسمية وارتكاب جريمة الزنا عن طريق الجمع بين اربعة ازواج في وقت واحد ولم يزل مصير الطفل معلقاً حتى الان.
لأنه مسافر
تخرج في كلية الطب وتخصص في الجراحة سافر الى السعودية ليعمل في احد المستشفيات المعروفة. وهناك التقى فتاة سورية تنتمي الى اسرة دمشقية ذات اصول عريقة ربطت الصداقة بين والد الفتاة والطبيب وتعززت بالسهرات التي كانت تجمعهما.. وحين رأى الطبيب المصري الفتاة ايقن انها الفتاة التي كانت تداعب احلامه منذ كان يدرس في كلية الطب جامعة عين شمس.
وعلى الفور طلب يدها ووافق الوالد ووافقت هي وتم عقد القران في القاهرة.. وحتى يثبت لها حسن نيته كتب لها مبلغاً كبيراً كمؤخر صداق.. واثناء قضائه شهر العسل معها اشترى لها شقتين: احداهما في مدينة نصر والاخرى في الهرم.
سافر من دونها.. وفي كل صباح كانت تهاتفه »انا بخير حبيبي.. شو اخبارك خلي بالك على نفسك«.. تعود على هذه المحادثة اليومية حتى اصبحت مثل قهوة الصباح.
فجأة.. انقطع الصوت اخذ يبحث عن صوتها في كل مكان عبر هاتف المنزل لكن الزوجة اختفت تماماً.. تحدث مع والدها في دمشق فلم يعثر لديه على اجابة شافية.. حزم حقائبه وعاد الى القاهرة ليكتشف المصيبة زوجته باعت شقة مدينة نصر على الرغم من انها لا تملك سند ملكية ولا حتى توكيلاً عنه.
انطلق الزوج الى شقة الهرم وعلامات الاستفهام تحوم في راسه.. ترى هل هناك المزيد من المفاجآت? هكذا اخذ يسأل نفسه.. لم يستغرق الامر طويلاً حتى وصل. ها هي العمارة التي كان يحلم بالاقامة فيها مع زوجته وقف امامها.. تثاقلت قدماه.. اقترب من البواب الذي قابله بدهشة وحين سأله عن زوجته قال انها ذهبت للمصيف مع زوجها!.. مع زوجها?? هكذا سأل الطبيب البواب!! واضاف: هل نسيتني يا عم احمد? قال له: استغفر الله يا بيه.. كيف انساك وانت صاحب فضل كبير علي? »الهانم« فعلا سافرت مع زوجها«.
لم يصدق الرجل ما سمعه حتى علم ان زوجته انتهزت فرصة سفره وقامت برفع قضية طلاق ضده مستندة الى انه هجرها وسافر للعمل خارج البلاد دون ان يسمح لها بمرافقته.
لأنه في السجن
ولا تتوقف قصص النساء في الجمع بين اكثر من زوج في وقت واحد فقد فوجىء رئيس مباحث بولاق بسائق يدخل عليه وهو في حالة عصبية.. اجلسه امامه وطلب منه ان يتحدث عن مشكلته.. قال: زوجتي متزوجة.. صمت رئيس المباحث برهة ثم قال له: كيف? فقال تعرفت عليها عن طريق الميكروباص ولانها جميلة فقد تعلقت بها وبعد ان وصلت الى محطتها نزلت واعتقدت انني لن التقى بها مرة ثانية.. لكنني فوجئت بها تركب معي للمرة الثانية ثم الثالثة حتى اصبحت زبونة دائمة. توطدت علاقتنا..
قالت لي انها ارملة وان زوجها مات منذ فترة وترك لها ثلاثة اطفال وهي لا تستطيع الحياة في الحي الشعبي الذي تعيش فيه لان نظرات الناس تلتهم جسدها في الشارع وتريد ان تعثر على »ابن الحلال« الذي يحميها ويظلل عليها.. كبرت المسألة في رأسي وطلبت الزواج منها خصوصاً بعد ان علمت انها تمتلك شقة تقيم فيها ورحبت هي بل وطلبت مني ان ارشح عريسا لصديقتها التي تمر بنفس الظروف.. واخذت صديقي للزواج من صديقتها.. وتم الزواج واقمت معها في شقتها.. واقام صديقي مع زوجته التي هي صديقتها.
لكنني لاحظت ان الناس تنظر الى نظرة سيئة فشككت في الامر وبدأت في جمع التحريات عن زوجتي وهالني ما سمعته.. لقد اكتشفت ان زوجتي مازالت في عصمة رجل اخر يقضي عقوبة الاشغال في قضية مخدرات. والمدهش ان زوجة صديقي هي الاخرى متزوجة. على الفور تم استدعاء المتهمتين وفي التحقيقات اعترفتا بانهما بالفعل تزوجتا من الصديقين وهما في عصمة رجلين اخرين. كما يفعل الرجل الذي يجمع بين اربع سيدات في وقت واحد, وحجتهما في ذلك حماية نفسيهما من كلام الناس!!
»نصف دستة«اما سلوى.. ابنة العائلة الراقية.. فقصتها تختلف عن النماذج السابقة وهي حاضرة في اذهان اهالي منطقة مصر الجديدة.. تقدم زوجها ببلاغ عن غيابها ثم فوجئ رجال المباحث ان هناك ستة بلاغات عن غياب زوجة تحمل اسماء مختلفة لكنها بنفس المواصفات.. كانت سلوى هي الابنة المدللة لدى اسرتها لجمالها وانوثتها الطاغية, تدرجت في مراحل التعليم المختلفة.. كان يسرها سماع كلمات الغزل من الرجال..
قررت ان تستغل هذا الجمال.. وتهافت الرجال عليها فهداها تفكيرها الى الزواج من رجال الاعمال الاثرياء وكان اول زوج لها رجل يكبرها بأكثر من 20 عاما حيث غرق في جمالها وانوثتها واغدق عليها المال الكثير والمجوهرات الثمينة واشترى لها شقة في مصر الجديدة مجهزة بأرقى الاثاث.. وظلت معه تنهل من ماله الكثير والكثير.. وفي احدى المناسبات تعرفت على ثري آخر امطرها بارق كلمات الغزل.. ففكرت في استغلال الرجل الثاني.. فهربت من زوجها الاول وتزوجت الرجل لثاني مرة.. واخذت منه ما خف وزنه وغلا ثمنه نظير التمتع بهذا الجمال واستهوتها لعبة اصطياد الاثرياء.. فكان الزواج الثالث من رجل اعمال ايضا اغدق عليها المال الوفير.. واستمرت في الزواج من الرابع والخامس والسادس.. وكانت تستخدم اسلوبا شيطانياً في الهروب من ازواجها الستة حيث كانت تستخرج بطاقة شخصية جديدة لها مع كل زواج.. باسم مختلف وبصورة شخصية لها مختلفة عن سابقتها حيث كانت تغير لون شعرها باستمرار ومع وضع العدسات الملونة المختلفة حسب لون شعرها.
تعددت البلاغات امام رجال المباحث عن غياب الزوجة حتى وصلت ستة بلاغات بأسماء مختلفة وان تشابهت الاوصاف, بدأ عمل التحريات اللازمة حول الاسماء المتعددة والاوصاف المتشابهة.. وفي احدى الحفلات بمنتجع شرم الشيخ حيث كانت تقضي سلوى مع زوجها السادس شهر العسل, تعرف عليها صديق لاحد ازواجها وكان يعرف باختفائها فقام على الفور بالاتصال بصديقه ليخبره بوجود زوجته في المنتجع.. سافر الزوج على وجه السرعة وعثر على زوجته, وكانت مفاجأة ادهشت الزوج السادس عندما تقدم احد الازواج الخمسة وامسك بيدها وراح يلطمها على وجهها فأثار حفيظة الحاضرين مستفسرين عن ذلك التصرف.. واخذ الزوج السادس يدافع عن زوجته, وحدث هرج كبير بالمنتج وحضرت الشرطة واخذت الزوجين وسلوى لقسم الشرطة وتوالت المفاجآت حيث اظهر الزوجان وثيقة الزواج من سلوى.. فانهارت واعترفت بتفاصيل جريمتها.
انحلال اخلاقي
ويرى اسامة عبد المنعم محامي بالاستئناف ان زواج المرأة باكثر من رجل يرجع الى الانحلال الخلقي وقلة الوازع الديني في المجتمع, وايضا اجبار الفتيات الصغيرات على الزواج من اجانب اكبر منهن سنا, مما يجعل هذا الزوج يأخذ ما يريده من الفتاة ثم يتركها ويسافر دون ان يطلقها ودون ان يترك له عنوانا وبالتالي في هذه الحالة لم تستدل المحكة عليه, وهنا ترفع الفتاة دعوى للتطليق بالمحاكم فوق السنوات الخمس.. وهنا تمل الفتاة وتبدأ في اجراءات الزواج الثاني دون تطليق.
ويرى اسامة ان اختفاء المحاكم الشرعية التي كان من اختصاصها النظر في قضايا الاحوال الشخصية والزواج هو السبب في تكديس المحاكم بكثير من قضايا الاحوال الشخصية التي تطول مدة النظر فيها ولا تصل الزوجة الى حكم الا بعد عدة سنوات.
ويقول محمد المهدي- المحامي بالنقض- يعتبر زواج من تتزوج بآخر وهي على ذمة زوجها الاول باطلا وغير شرعي, وذلك يوقع هذه المرأة تحت عقوبة جنائية وتصبح جريمة زنا ولكنها اذا طلقت فعليها ان تنتظر 60 يوما وهي مدة النقض حتى يصبح حكم الاستئناف نهائيا ويعلن الزوج بذلك في محل اقامته وبعد ذلك يحل لها ان تتزوج من اخر حتى يصبح الزواج سليماً.
الوعي القانوني
ويرى د. علي فهمي الرئيس الاسبق لمركز البحوث الاجتماعية والجنائية ان تعدد الازواج ليس جديدا, فقد كان يحدث في الماضي, ولكنه لم يكن يجد هذا الاهتمام من قبل اجهزة الاعلام.. والسؤال هو لماذا يحدث هذا التعدد الزوجي اساساً?
اولاً: تعدد الزواج بالنسبة لبعض السيدات لا يمكن ان اعتبره ظاهرة لانه لا يصدر الا من عدد بالغ الضآلة من النساء.
ثانياً: ان هناك من الاشارات التاريخية ما يؤكد وجود حوادث مماثلة من هذا النوع خلال القرون الماضية.
ثالثا: ان تسليط الضوء اعلاميا على هذه الحوادث هو الذي يوحي للمرء انها كثيرة وتكاد تصل الى حد الظاهرة.
رابعاً: في مثل هذه الحوادث لابد من الافتراض ان وراءها اسباباً كثيرة مهمة وبديلة من اهمها ان الزواج يتم في الغالب بدون الاساس الحقيقي الذي يقوم عليه وهو الحب المتبادل, ففي كثير من الحالات قد تجبر البنت على الزواج من شخص لا تحبه او على عدم الزواج ممن تحبه لاسباب كثيرة, وفي هذه الحالة يكون من المتوقع ان هذه الفتاة لا ترضى بهذا الزواج الذي فرض عليها وتفكر في الخيانة او الهروب من العلاقة الزوجية باي وسيلة ويصور لها جهلها بالقانون انه يمكن ان تتزوج خفية, واذا كان الزوج الاول غائبا عن المسرح وتعلم ان الطلاق في يد الرجل وانه كثيرا ما يرفض ان يطلق, ونعلم ان الاجراءات القانونية مطولة فان هذا يجعل بعض النساء يلجأن الى هذا السلوك الطائش المخالف للشرع والقانون.
ان الوعي القانوني لدى غالبية الناس ضعيف او خاطئ فبعض النسوة لا يعرفن ان اتخاذ زوج ثان في الحلال يعد جريمة وكثيرات منهن يعتقدن انه زواج شرعي وانه ليس من وظيفة المأذون التحري عن الزوجة ولكنه يقبل المعلومات التي تدلي بها ويسلم بصدقها ويعقد الزواج.
القاهرة - مجدي رجب
هل هو الملل الزوجي?!.. أم الفقر?!.. أم الجهل?!.. أم الطمع والتعطش لمباهج الحياة?!.. هل هو التوق إلى الحرية?!.. أم هو تعبير عن الكراهية والرغبة في الانتقام?!.. هل لديهن ما يبرر?!.. أم هو جنون وطيش نساء, ذلك الذي يدفعهن إلى الجمع بين الأزواج?!
بعضهن قلن بصراحة تقترب من هلوسة الحمى: وما المانع?! ولماذا تمنعوننا من حق تمارسونه أنتم?!.. لماذا لا نجمع بين الأزواج كما تجمعون بين الزوجات?!
من المجنون?!
كان المشهد مثيراً جداً.. واحتار الأهالي الذين يقطنون المنطقة والمارة في الشارع الرئيسي في تفسيره.. فجأة.. ثار رجل في الأربعين من عمره واتجه صوب آخر يسير مع زوجته وطفله الصغير, وأمسك بهما وكأنه يبحث عنهما منذ زمن وهو يصرخ »هذه زوجتي الخائنة لا تتركوها تهرب.. أرجوكم ساعدوني في القبض عليها وتقديمها للبوليس«.. الرجل الآخر كانت دهشته أكبر وسخريته من المشهد تشي بمرارة شديدة, ولأنه ظن أن بطل هذا المشهد مجنون خارج لتوه من مستشفى الأمراض العقلية أو مدمن أذهب عقله مخدر طائش, فقد أخذ يربت على كتفه وهو يقول له: »هدئ من روعك لا تغضب.. سأتركها لك حين أعود إلى منزلي«.. فهم الرجل مغزى ما يقوله غريمه, فوجه إليه كلمة مباغتة: أنا لست مجنوناً.. أنت الذي خطف زوجتي.. سأقدمك للبوليس.. أليس كذلك يا زوجتي!!
كانت السيدة موضوع الشجار تعيش مشهداً كئيباً لم تتوقعه أبداً.. شردت كثيراً, وحين حاولت الهرب لم تستطع, حيث بدا للحضور أن ثمة شيئاً ما غامضاً في الموضوع, من هنا أصر على أن يذهب بزوجته إلى قسم البوليس ومعهم الرجل الآخر الذي اعترض طريقهما.. حاولت الزوجة إفهام زوجها أن الرجل مجنون بالفعل وأنها لا تعرفه ولم تقابله في حياتها مرة واحدة, لكن الجميع أيد الزوج واتجه الجميع إلى قسم البوليس حيث انكشفت المفاجأة الكبرى.. فالزوجة متزوجة من أربعة رجال في آن واحد.
تقدم الرجل الغامض صوب رئيس مباحث »بولاق الدكرور« وقال: كنت أسير في شارع »ناهيا« هائماً على وجهي, متأثراً بغياب زوجتي عني منذ عامين ونصف, وفجأة وجدتها تسير مع رجل آخر ومعهما طفل.. لم أصدق نفسي, فقد خيل إلي أنني نائم وأن صورتها تطاردني.. لم أتعجل الأمر.. سرت خلف زوجتي ومرافقها.. الصوت صوتها.. الابتسامة.. الجسم.. وكل التفاصيل كما عرفتها.. لكنني أخذت أسأل نفسي ترى من هذا الذي يسير إلى جوارها? هذا الرجل ليس قريباً لها.. ماذا حدث?!.. أعدت التدقيق فيها من جديد وتأكدت أنها زوجتي »سماح« التي عشت معها ثلاث سنوات بالتمام والكمال.. لم أضربها يوماً.. لم أوجه لها سباباً.. لم أبخل عليها بشيء أبداً فقد كنت أعمل في إحدى الشركات وأبذل قصارى جهدي لتحسين دخلي لكن زوجتي كانت دوماً متطلعة.. تريد أن تعيش مثل »الهوانم«.
لا يصدق
اعتقدت انها ذهبت الى منزل اسرتها لكن خاب ظني حين سألت عنها ولم اجدها... بحثت عنها في كل مكان.. في اقسام البوليس وفي المستشفيات.. حتى سمعت من احدى الجارات ان رجلاً اخر كان يتردد على منزلي في غيابي وربما تكون هربت معه.. عندها جن جنوني ولم اصدق ما سمعته لكن الواقع اكده.. فجأة عثرت عليها وها هي امامكم تحفظوا عليها حتى اقدم لكم الدليل على صدق كلامي »وثيقة عقد القران« وصورا فوتوغرافية تؤكد انها زوجتي..
سمح له رئيس المباحث ان يذهب الى منزله كي يأتي بالوثائق لكن الرجل الاخر كذب الاول وقال: هذه زوجتي تزوجتها عن طريق اهلها حيث تقدمت لخطبتها مثلما يفعل اي انسان يعثر على نصفه الاخر وتزوجنا بشكل طبيعي جداً وانجبت منها ولدا عشت كل حياتي من اجله.. هذا رجل مجنون لا تصدقوه فانا احمل في جيبي وثيقة زواجي منها.. ووضع الرجل يده في ملابسه.. اخرج وثيقة زواجه وقدمها لرئيس المباحث الذي نظر الى الزوجة وقال لها: »ماذا تقولين? قالت: نعم هذا هو زوجي الذي اعترف بأنني تزوجته عن قناعة.
وقبل ان تكمل حديثها كان زوجها الاول قد عاد وفي يده وثيقة الزواج »والبوم« كبير من الصور وبعض الجيران وكان هذا الامر صدمة للرجلين معا فقد انهارت الزوجة وهي تعترف بانها بالفعل تزوجت من زوجها الاول لكنها لم تعش معه لحظة سعادة واحدة في السنوات الثلاث التي هي عمر زواجها وحين طلبت الطلاق منه رفض تطليقها ففكرت في الهرب وقررت الزواج بآخر يعوضها عن عذاب الاول.
وانفجرت موجات الجنون وراحت تقول: ليس هذا فحسب.. لقد تزوجت من بعدهما بزوجين ثالث ورابع.. ماذا كنتم تريدون مني ان افعل في حظي العاثر فكل زوج اسوأ من الذي قبله ولا يريدون تطليقي فقد وجدت ضالتي في الحياة وقررت تعدد الازواج لانه لم يكن من الممكن ان احصل على حريتي من ازواجي?
تفاصيل هذه الواقعة انتهت في اروقة محاكم الجيزة حيث حوكمت الزوجة بتهم: الزوير في محررات رسمية وارتكاب جريمة الزنا عن طريق الجمع بين اربعة ازواج في وقت واحد ولم يزل مصير الطفل معلقاً حتى الان.
لأنه مسافر
تخرج في كلية الطب وتخصص في الجراحة سافر الى السعودية ليعمل في احد المستشفيات المعروفة. وهناك التقى فتاة سورية تنتمي الى اسرة دمشقية ذات اصول عريقة ربطت الصداقة بين والد الفتاة والطبيب وتعززت بالسهرات التي كانت تجمعهما.. وحين رأى الطبيب المصري الفتاة ايقن انها الفتاة التي كانت تداعب احلامه منذ كان يدرس في كلية الطب جامعة عين شمس.
وعلى الفور طلب يدها ووافق الوالد ووافقت هي وتم عقد القران في القاهرة.. وحتى يثبت لها حسن نيته كتب لها مبلغاً كبيراً كمؤخر صداق.. واثناء قضائه شهر العسل معها اشترى لها شقتين: احداهما في مدينة نصر والاخرى في الهرم.
سافر من دونها.. وفي كل صباح كانت تهاتفه »انا بخير حبيبي.. شو اخبارك خلي بالك على نفسك«.. تعود على هذه المحادثة اليومية حتى اصبحت مثل قهوة الصباح.
فجأة.. انقطع الصوت اخذ يبحث عن صوتها في كل مكان عبر هاتف المنزل لكن الزوجة اختفت تماماً.. تحدث مع والدها في دمشق فلم يعثر لديه على اجابة شافية.. حزم حقائبه وعاد الى القاهرة ليكتشف المصيبة زوجته باعت شقة مدينة نصر على الرغم من انها لا تملك سند ملكية ولا حتى توكيلاً عنه.
انطلق الزوج الى شقة الهرم وعلامات الاستفهام تحوم في راسه.. ترى هل هناك المزيد من المفاجآت? هكذا اخذ يسأل نفسه.. لم يستغرق الامر طويلاً حتى وصل. ها هي العمارة التي كان يحلم بالاقامة فيها مع زوجته وقف امامها.. تثاقلت قدماه.. اقترب من البواب الذي قابله بدهشة وحين سأله عن زوجته قال انها ذهبت للمصيف مع زوجها!.. مع زوجها?? هكذا سأل الطبيب البواب!! واضاف: هل نسيتني يا عم احمد? قال له: استغفر الله يا بيه.. كيف انساك وانت صاحب فضل كبير علي? »الهانم« فعلا سافرت مع زوجها«.
لم يصدق الرجل ما سمعه حتى علم ان زوجته انتهزت فرصة سفره وقامت برفع قضية طلاق ضده مستندة الى انه هجرها وسافر للعمل خارج البلاد دون ان يسمح لها بمرافقته.
لأنه في السجن
ولا تتوقف قصص النساء في الجمع بين اكثر من زوج في وقت واحد فقد فوجىء رئيس مباحث بولاق بسائق يدخل عليه وهو في حالة عصبية.. اجلسه امامه وطلب منه ان يتحدث عن مشكلته.. قال: زوجتي متزوجة.. صمت رئيس المباحث برهة ثم قال له: كيف? فقال تعرفت عليها عن طريق الميكروباص ولانها جميلة فقد تعلقت بها وبعد ان وصلت الى محطتها نزلت واعتقدت انني لن التقى بها مرة ثانية.. لكنني فوجئت بها تركب معي للمرة الثانية ثم الثالثة حتى اصبحت زبونة دائمة. توطدت علاقتنا..
قالت لي انها ارملة وان زوجها مات منذ فترة وترك لها ثلاثة اطفال وهي لا تستطيع الحياة في الحي الشعبي الذي تعيش فيه لان نظرات الناس تلتهم جسدها في الشارع وتريد ان تعثر على »ابن الحلال« الذي يحميها ويظلل عليها.. كبرت المسألة في رأسي وطلبت الزواج منها خصوصاً بعد ان علمت انها تمتلك شقة تقيم فيها ورحبت هي بل وطلبت مني ان ارشح عريسا لصديقتها التي تمر بنفس الظروف.. واخذت صديقي للزواج من صديقتها.. وتم الزواج واقمت معها في شقتها.. واقام صديقي مع زوجته التي هي صديقتها.
لكنني لاحظت ان الناس تنظر الى نظرة سيئة فشككت في الامر وبدأت في جمع التحريات عن زوجتي وهالني ما سمعته.. لقد اكتشفت ان زوجتي مازالت في عصمة رجل اخر يقضي عقوبة الاشغال في قضية مخدرات. والمدهش ان زوجة صديقي هي الاخرى متزوجة. على الفور تم استدعاء المتهمتين وفي التحقيقات اعترفتا بانهما بالفعل تزوجتا من الصديقين وهما في عصمة رجلين اخرين. كما يفعل الرجل الذي يجمع بين اربع سيدات في وقت واحد, وحجتهما في ذلك حماية نفسيهما من كلام الناس!!
»نصف دستة«اما سلوى.. ابنة العائلة الراقية.. فقصتها تختلف عن النماذج السابقة وهي حاضرة في اذهان اهالي منطقة مصر الجديدة.. تقدم زوجها ببلاغ عن غيابها ثم فوجئ رجال المباحث ان هناك ستة بلاغات عن غياب زوجة تحمل اسماء مختلفة لكنها بنفس المواصفات.. كانت سلوى هي الابنة المدللة لدى اسرتها لجمالها وانوثتها الطاغية, تدرجت في مراحل التعليم المختلفة.. كان يسرها سماع كلمات الغزل من الرجال..
قررت ان تستغل هذا الجمال.. وتهافت الرجال عليها فهداها تفكيرها الى الزواج من رجال الاعمال الاثرياء وكان اول زوج لها رجل يكبرها بأكثر من 20 عاما حيث غرق في جمالها وانوثتها واغدق عليها المال الكثير والمجوهرات الثمينة واشترى لها شقة في مصر الجديدة مجهزة بأرقى الاثاث.. وظلت معه تنهل من ماله الكثير والكثير.. وفي احدى المناسبات تعرفت على ثري آخر امطرها بارق كلمات الغزل.. ففكرت في استغلال الرجل الثاني.. فهربت من زوجها الاول وتزوجت الرجل لثاني مرة.. واخذت منه ما خف وزنه وغلا ثمنه نظير التمتع بهذا الجمال واستهوتها لعبة اصطياد الاثرياء.. فكان الزواج الثالث من رجل اعمال ايضا اغدق عليها المال الوفير.. واستمرت في الزواج من الرابع والخامس والسادس.. وكانت تستخدم اسلوبا شيطانياً في الهروب من ازواجها الستة حيث كانت تستخرج بطاقة شخصية جديدة لها مع كل زواج.. باسم مختلف وبصورة شخصية لها مختلفة عن سابقتها حيث كانت تغير لون شعرها باستمرار ومع وضع العدسات الملونة المختلفة حسب لون شعرها.
تعددت البلاغات امام رجال المباحث عن غياب الزوجة حتى وصلت ستة بلاغات بأسماء مختلفة وان تشابهت الاوصاف, بدأ عمل التحريات اللازمة حول الاسماء المتعددة والاوصاف المتشابهة.. وفي احدى الحفلات بمنتجع شرم الشيخ حيث كانت تقضي سلوى مع زوجها السادس شهر العسل, تعرف عليها صديق لاحد ازواجها وكان يعرف باختفائها فقام على الفور بالاتصال بصديقه ليخبره بوجود زوجته في المنتجع.. سافر الزوج على وجه السرعة وعثر على زوجته, وكانت مفاجأة ادهشت الزوج السادس عندما تقدم احد الازواج الخمسة وامسك بيدها وراح يلطمها على وجهها فأثار حفيظة الحاضرين مستفسرين عن ذلك التصرف.. واخذ الزوج السادس يدافع عن زوجته, وحدث هرج كبير بالمنتج وحضرت الشرطة واخذت الزوجين وسلوى لقسم الشرطة وتوالت المفاجآت حيث اظهر الزوجان وثيقة الزواج من سلوى.. فانهارت واعترفت بتفاصيل جريمتها.
انحلال اخلاقي
ويرى اسامة عبد المنعم محامي بالاستئناف ان زواج المرأة باكثر من رجل يرجع الى الانحلال الخلقي وقلة الوازع الديني في المجتمع, وايضا اجبار الفتيات الصغيرات على الزواج من اجانب اكبر منهن سنا, مما يجعل هذا الزوج يأخذ ما يريده من الفتاة ثم يتركها ويسافر دون ان يطلقها ودون ان يترك له عنوانا وبالتالي في هذه الحالة لم تستدل المحكة عليه, وهنا ترفع الفتاة دعوى للتطليق بالمحاكم فوق السنوات الخمس.. وهنا تمل الفتاة وتبدأ في اجراءات الزواج الثاني دون تطليق.
ويرى اسامة ان اختفاء المحاكم الشرعية التي كان من اختصاصها النظر في قضايا الاحوال الشخصية والزواج هو السبب في تكديس المحاكم بكثير من قضايا الاحوال الشخصية التي تطول مدة النظر فيها ولا تصل الزوجة الى حكم الا بعد عدة سنوات.
ويقول محمد المهدي- المحامي بالنقض- يعتبر زواج من تتزوج بآخر وهي على ذمة زوجها الاول باطلا وغير شرعي, وذلك يوقع هذه المرأة تحت عقوبة جنائية وتصبح جريمة زنا ولكنها اذا طلقت فعليها ان تنتظر 60 يوما وهي مدة النقض حتى يصبح حكم الاستئناف نهائيا ويعلن الزوج بذلك في محل اقامته وبعد ذلك يحل لها ان تتزوج من اخر حتى يصبح الزواج سليماً.
الوعي القانوني
ويرى د. علي فهمي الرئيس الاسبق لمركز البحوث الاجتماعية والجنائية ان تعدد الازواج ليس جديدا, فقد كان يحدث في الماضي, ولكنه لم يكن يجد هذا الاهتمام من قبل اجهزة الاعلام.. والسؤال هو لماذا يحدث هذا التعدد الزوجي اساساً?
اولاً: تعدد الزواج بالنسبة لبعض السيدات لا يمكن ان اعتبره ظاهرة لانه لا يصدر الا من عدد بالغ الضآلة من النساء.
ثانياً: ان هناك من الاشارات التاريخية ما يؤكد وجود حوادث مماثلة من هذا النوع خلال القرون الماضية.
ثالثا: ان تسليط الضوء اعلاميا على هذه الحوادث هو الذي يوحي للمرء انها كثيرة وتكاد تصل الى حد الظاهرة.
رابعاً: في مثل هذه الحوادث لابد من الافتراض ان وراءها اسباباً كثيرة مهمة وبديلة من اهمها ان الزواج يتم في الغالب بدون الاساس الحقيقي الذي يقوم عليه وهو الحب المتبادل, ففي كثير من الحالات قد تجبر البنت على الزواج من شخص لا تحبه او على عدم الزواج ممن تحبه لاسباب كثيرة, وفي هذه الحالة يكون من المتوقع ان هذه الفتاة لا ترضى بهذا الزواج الذي فرض عليها وتفكر في الخيانة او الهروب من العلاقة الزوجية باي وسيلة ويصور لها جهلها بالقانون انه يمكن ان تتزوج خفية, واذا كان الزوج الاول غائبا عن المسرح وتعلم ان الطلاق في يد الرجل وانه كثيرا ما يرفض ان يطلق, ونعلم ان الاجراءات القانونية مطولة فان هذا يجعل بعض النساء يلجأن الى هذا السلوك الطائش المخالف للشرع والقانون.
ان الوعي القانوني لدى غالبية الناس ضعيف او خاطئ فبعض النسوة لا يعرفن ان اتخاذ زوج ثان في الحلال يعد جريمة وكثيرات منهن يعتقدن انه زواج شرعي وانه ليس من وظيفة المأذون التحري عن الزوجة ولكنه يقبل المعلومات التي تدلي بها ويسلم بصدقها ويعقد الزواج.