فيثاغورس
11-11-2018, 06:59 AM
http://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1503250954105711100/1503250967000/640x480.jpg
11-11-2018
كتب المقال علي البداح
نستطيع أن نكون أفضل بلد وأجمل بلد وأقوى الدول اقتصاداً وتعليماً وصحة وإدارة، فكل الإمكانات متوافرة لدينا، لكن لا توجد حكومة قادرة على تحقيق أي من هذا، وبالطبع لا أقصد حكومة بذاتها، ولكن أقصد كل الحكومات التي أدارت البلاد في السبعين عاما الماضية.
قالها المرحوم محمد الرشيد في مجلس الأمة في الستينيات، أي قبل نصف قرن أثناء مناقشة مشكلة المجاري في الكويت، قال "لو أردتم أن تعرفوا كيف تبنى المجاري فزوروا مجاري بومبي، تلك المجاري يركض فيها الناس". مدلِّلاً على سعتها، وليست أنابيب تبدل كل فترة بعد أن تغرق البلاد بليلة ممطرة. ولم تصغ الحكومة لنداءات واقتراحات نواب الأمة، فظلّت ترسي مناقصات كل فترة لتوسعة المجاري بدون حل جذري ينهي المشكلة.
جميع بلاد العالم تعطي المجاري أهمية بالغة، وتضع الخطط الكفيلة بانسياب مياه الأمطار، وأخرى لمجاري البيوت والمصانع، وتستخدم هذه المجاري لكل التمديدات الكهربائية وأسلاك الهواتف ونظم الاتصال بطرق منظمة وأمينة، ولأن بالإمكان الحركة داخلها فإنها لا تترك مجالا لتراكم الأتربة والأوساخ، بل إن بعض المجاري أصبحت ملاجئ في زمن الحروب مثل مجاري باريس، وأشعلت خيال الأدباء والرواة عندما وصفوها وسائل للهروب أو للتواصل في الأوقات الحرجة.
المشكلة المتكررة كلما نزلت الأمطار ليست في من نفذ هذه المشروعات أو من أشرف عليها فقط، إنما في حكومة لا تعرف ما هو التخطيط، وكيف تستشرف المستقبل، ومنذ إعداد المخطط الهيكلي الأول كان المستشارون يقدمون اقتراحاتهم بشأن الطرق والمجاري، ويأتي من يخفض تلك الاقتراحات بحجة أننا لا نحتاج لكل هذا، وكان اقتراح الطرق السريعة أن تكون بستة خطوط خفضت إلى أربعة، وبعضها إلى ثلاثة فأصبحت الطرق لا تتحمل كم السيارات، ووسائل النقل الأخرى، فغصت وأصبحت أزمة مزمنة تماما كما حدث في المجاري.
كان لدينا وزارة للتخطيط، ثم أصبحت جزءا من وزارة، وتحولت إلى مجلس، لكن الاقتناع بالتخطيط واتباع رؤية واضحة لما نريد أن تكون عليه الكويت في مئة عام القادمة لا تستوعبها مخيلة الحكومة. لذلك فإننا نسير بالبركة، وكأن إنعاش الاقتصاد لا يتأتى إلا بالبناء والهدم وإعادة البناء والهدم أبد الدهر.
رغم كل البيانات والتوقعات ونخبة الخبراء الاقتصاديين في الكويت فإن كلامهم لا يعجب الحكومة، وفي مرات عديدة نظمت الكويت مؤتمرات مهمة على مر السبعين عاما الماضية، اشترك فيها كل المحبين والمهتمين بوطنهم، وخرجوا بالعشرات من التوصيات والاقتراحات، اختفت في أدراج الحكومة، ومنذ تحرير الكويت من الغزو الغاشم جلبت الحكومة عدداً من المستشارين الدوليين دفعت لهم الملايين لا يعرف إلا قليل من الوزراء أين اختفت تقارير تلك الاستشارات، ولم ير النور أي منها.
نستطيع أن نكون أفضل بلد وأجمل بلد وأقوى الدول اقتصاداً وتعليماً وصحة وإدارة، فكل الإمكانات متوافرة لدينا، لكن لا توجد حكومة قادرة على تحقيق أي من هذا، وبالطبع لا أقصد حكومة بذاتها، ولكن أقصد كل الحكومات التي أدارت البلاد في السبعين عاما الماضية.
سيقول قائل ولكن تطورت عندنا أمور كثيرة، وأقول نعم هناك ومضات بسيطة في بعض المؤسسات لكنها لا تصل إلى المستوى اللائق، ولم نقترب حتى اقتراب من أي دولة فيها إدارة ناجحة. مشروع النهضة الشاملة للكويت لم يبدأ بعد.
http://www.aljarida.com/articles/1541865133952381300/
11-11-2018
كتب المقال علي البداح
نستطيع أن نكون أفضل بلد وأجمل بلد وأقوى الدول اقتصاداً وتعليماً وصحة وإدارة، فكل الإمكانات متوافرة لدينا، لكن لا توجد حكومة قادرة على تحقيق أي من هذا، وبالطبع لا أقصد حكومة بذاتها، ولكن أقصد كل الحكومات التي أدارت البلاد في السبعين عاما الماضية.
قالها المرحوم محمد الرشيد في مجلس الأمة في الستينيات، أي قبل نصف قرن أثناء مناقشة مشكلة المجاري في الكويت، قال "لو أردتم أن تعرفوا كيف تبنى المجاري فزوروا مجاري بومبي، تلك المجاري يركض فيها الناس". مدلِّلاً على سعتها، وليست أنابيب تبدل كل فترة بعد أن تغرق البلاد بليلة ممطرة. ولم تصغ الحكومة لنداءات واقتراحات نواب الأمة، فظلّت ترسي مناقصات كل فترة لتوسعة المجاري بدون حل جذري ينهي المشكلة.
جميع بلاد العالم تعطي المجاري أهمية بالغة، وتضع الخطط الكفيلة بانسياب مياه الأمطار، وأخرى لمجاري البيوت والمصانع، وتستخدم هذه المجاري لكل التمديدات الكهربائية وأسلاك الهواتف ونظم الاتصال بطرق منظمة وأمينة، ولأن بالإمكان الحركة داخلها فإنها لا تترك مجالا لتراكم الأتربة والأوساخ، بل إن بعض المجاري أصبحت ملاجئ في زمن الحروب مثل مجاري باريس، وأشعلت خيال الأدباء والرواة عندما وصفوها وسائل للهروب أو للتواصل في الأوقات الحرجة.
المشكلة المتكررة كلما نزلت الأمطار ليست في من نفذ هذه المشروعات أو من أشرف عليها فقط، إنما في حكومة لا تعرف ما هو التخطيط، وكيف تستشرف المستقبل، ومنذ إعداد المخطط الهيكلي الأول كان المستشارون يقدمون اقتراحاتهم بشأن الطرق والمجاري، ويأتي من يخفض تلك الاقتراحات بحجة أننا لا نحتاج لكل هذا، وكان اقتراح الطرق السريعة أن تكون بستة خطوط خفضت إلى أربعة، وبعضها إلى ثلاثة فأصبحت الطرق لا تتحمل كم السيارات، ووسائل النقل الأخرى، فغصت وأصبحت أزمة مزمنة تماما كما حدث في المجاري.
كان لدينا وزارة للتخطيط، ثم أصبحت جزءا من وزارة، وتحولت إلى مجلس، لكن الاقتناع بالتخطيط واتباع رؤية واضحة لما نريد أن تكون عليه الكويت في مئة عام القادمة لا تستوعبها مخيلة الحكومة. لذلك فإننا نسير بالبركة، وكأن إنعاش الاقتصاد لا يتأتى إلا بالبناء والهدم وإعادة البناء والهدم أبد الدهر.
رغم كل البيانات والتوقعات ونخبة الخبراء الاقتصاديين في الكويت فإن كلامهم لا يعجب الحكومة، وفي مرات عديدة نظمت الكويت مؤتمرات مهمة على مر السبعين عاما الماضية، اشترك فيها كل المحبين والمهتمين بوطنهم، وخرجوا بالعشرات من التوصيات والاقتراحات، اختفت في أدراج الحكومة، ومنذ تحرير الكويت من الغزو الغاشم جلبت الحكومة عدداً من المستشارين الدوليين دفعت لهم الملايين لا يعرف إلا قليل من الوزراء أين اختفت تقارير تلك الاستشارات، ولم ير النور أي منها.
نستطيع أن نكون أفضل بلد وأجمل بلد وأقوى الدول اقتصاداً وتعليماً وصحة وإدارة، فكل الإمكانات متوافرة لدينا، لكن لا توجد حكومة قادرة على تحقيق أي من هذا، وبالطبع لا أقصد حكومة بذاتها، ولكن أقصد كل الحكومات التي أدارت البلاد في السبعين عاما الماضية.
سيقول قائل ولكن تطورت عندنا أمور كثيرة، وأقول نعم هناك ومضات بسيطة في بعض المؤسسات لكنها لا تصل إلى المستوى اللائق، ولم نقترب حتى اقتراب من أي دولة فيها إدارة ناجحة. مشروع النهضة الشاملة للكويت لم يبدأ بعد.
http://www.aljarida.com/articles/1541865133952381300/