المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطفال اليمن.. وأوراق الشجر ... دكتور كويتي يدعو للتبرع لاطفال اليمن



قبازرد
11-06-2018, 12:18 AM
https://alqabas.com/wp-content/uploads/2018/05/%D8%A3.%D8%AF.-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%B3%D 9%86-%D8%AF%D8%B4%D8%AA%D9%8A66.jpg

أ.د. عبدالمحسن دشتي

5 نوفمبر، 2018


بادئ ذي بدء، أود أن أقر بأن هذا المقال مستوحى من خطبة الجمعة للمفكر الإسلامي سماحة الشيخ علي حسن، متمنياً على سماحته أن يتقبّل بناء هذا المقال على روعة الفكر لديه. فوفقاً لآخر إحصائيات الوثيقة الأممية التي تتطرّق إلى المجاعة في اليمن، فإن الأمم المتحدة أطلقت أكبر نداء استغاثة بهدف توفير 2.9 مليار دولار لإنقاذ أكثر من 8 ملايين يمني (من أصل حوالي 28 مليوناً) من مجاعة محتملة.

وهذا معدل جوع لم يسبق له مثيل. ورصدت الوثيقة الأممية حالة الغذاء المتدهورة، خصوصاً بين الأطفال، إذ يحتاج قرابة 7 ملايين شخص إلى خدمات لعلاج سوء التغذية أو الوقاية منه، وبينهم 2.9 مليون شخص بحاجة إلى علاج سوء التغذية الحاد. ووصل الأمر مؤخراً إلى أن يقتات أطفال اليمن على أوراق الشجر، حيث يتم غلي هذه الأوراق في قدر من الماء الملوث لتكون هي الوجبة الرئيسة لهم.

الآن، ولكي لا نضع القضية في إطارها السياسي أو الطائفي، نضعها فقط تحت عنوان «إغاثة المنكوب»، فنحن أمام كارثة إنسانية توجب علينا قول كلمة الحق. في مثل هذا الوقت من كل عام، وفي ذكرى إحياء أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، يتجه الملايين إلى زيارة مرقده الشريف في كربلاء بمسيرات بشرية ضخمة يطلق عليها مسمى «المشاية». وخلال هذه المسيرات، يقوم كثير من المحسنين المقتدرين، وكنوع من العمل التطوعي، بتوفير موائد من الطعام لهؤلاء الزوار، حيث يصرف على هذه الموائد الملايين من الدولارات.

ومن يطلع على مقاطع الفيديو والصور في شتى وسائل التواصل الاجتماعي، يرَ أنها تتكلم عن كرم غير مسبوق.

الآن هنيئا للزائرين وهنيئا للمتطوعين. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: ماذا لو أرسل جزء من هذه الأموال الطائلة الى أطفال اليمن؟ ألن يكون هذا أرضى لله عز وجل؟ ألن يتماشى هذا مع المبادئ التي أراد الإمام الحسين (عليه السلام) أن يرسّخها؟ نحن لا نتكلم هنا عن منع إكرام الزائرين. نحن ننادي أن يكون لدينا نوع من إعادة التفكير، أن يكون هناك نوع من حسن التدبير، وحسن الاقتصاد، وهذه هي من صفات المؤمنين. قد يثير كلامنا هذا حفيظة البعض، إلا أننا نتكلم من منطلق إرضاء الله عز وجل، ومن خلال تحمّلنا المسؤولية تجاه القضايا الإنسانية.

أ.د. عبد المحسن دشتي
dradashti7@gmail.com

https://alqabas.com/599927/