زوربا
06-19-2005, 12:19 AM
قناة العربية
اسم البرنامج: مقابلة خاصة
مقدم الحلقة: نجوى قاسم
تاريخ الحلقة: الأربعاء 15/6/2005
ضيف الحلقة: أكبر هاشمي رفسنجاني (رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، والمرشح الرئاسي)
نجوى قاسم: مساء الخير أهلاً بكل مشاهدي العربية إلى هذا اللقاء الذي خص به الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني قناة العربية به.
الشيخ رفسنجاني بدا للحظة وكأنه انسحب من مراكز صنع القرار في إيران إلا أنه في الحقيقة ظل في قلب الحدث يرسم خطوطه ويضع أسس مهامه.
الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني الحاضر الغائب في مجمل الخريطة السياسية الإيرانية أثار موقعه الحقيقي في السلطة في إيران الكثير من الجدل وصف بأنه الرجل القوي والرجل الأول والأهم في تركيبة النظام على الرغم من أنه لم يكن يوماً الرجل الأول، اليوم هو رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، مرشح من جديد لرئاسة الجمهورية وصاحب الحظوظ الأوفر في الفوز بها.
مساء الخير سماحة الشيخ.
الشباب ودعوات مقاطعة الانتخابات
نبدأ من الانتخابات سماحة الشيخ هل تتوقع مشاركة كبيرة مع دعوات المقاطعة خاصة بين الشباب؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نتوقع مشاركة أغلبية الشعب الإيراني وبنسبة جيدة.
نجوى قاسم: رغم كل دعوات المقاطعة الموجهة وبعض التجاوب الذي تلاقيه بين شرائح كبيرة؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نعم ربما لن يشارك بعض الناخبين لكن هذا ليس أمراً جديداً إلا أن الأغلبية ستشارك.
نجوى قاسم: هب أن النتيجة ستُحسم من الدورة الأولى؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: استطلاعات الرأي تشير إلى شيء من هذا، لكن لا يمكننا الاعتماد بشكل مطلق على استطلاعات الرأي في إيران لعدم دقتها.
نجوى قاسم: الشيخ متفائل بالمشاركة كما هو على ما يبدو متفائل بتوقعات المراقبين بأنه المحظوظ الأول في هذه الانتخابات، هل يعد الشيخ رفسنجاني هذا الشباب الإيراني بتحقيق ما وعد به ولم يتحقق في السنوات الماضية؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني:
الوعود التي طرحتها نابعة من السياسات العامة للدولة والتي أقرها سابقاً مجلس تشخيص مصلحة النظام وأدرجت في الخطة الخمسية الرابعة وأرى أنها قابلة للتحقق والإنجاز عبر استخدام الصلاحيات التي تتمتع بها الحكومة
عوّدت نفسي ألا أعد بما أشك في قدرتي على إنجازه والقيام به، الوعود التي طرحتها نابعة من السياسات العامة للدولة والتي أقرها سابقاً مجلس تشخيص مصلحة النظام وأدرجت في الخطة الخمسية الرابعة وأرى أنها قابلة للتحقق والإنجاز عبر استخدام الصلاحيات التي تتمتع بها الحكومة.
نجوى قاسم: هل هذا الأمر يشمل الاقتصاد والإصلاح والسياسة ومطالب الشباب؟
وثيقة الميثاق مع الشعب
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نعم لقد أعددت وثيقة سُميت الميثاق مع الشعب تضمنت أربعة عشر فصلاً وشملت كل هذه القضايا.
نجوى قاسم: هناك من قال في السنوات الماضية: إن دور رئيس الجمهورية ليس كما يجب يكاد يكون مهمشاً، هل توافق هذا الرأي؟ وهل ستعمل كما إعادة الاعتبار لمنصب رئيس الجمهورية في حال الفوز؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: خلال فترة ولايتي السابقتين في رئاسة الجمهورية لم أجد أن هناك مشكلة في أداء الدور الوظيفي لرئيس الجمهورية في إطار الدستور وأتوقع أن تكون الفترة القادمة كما كان عليه الأمر في السابق في إطار الدستور.
نجوى قاسم: يعني بهذا المعنى على من تضع المسؤولية في التشنج الذي أثّر على الأداء في البلاد في السنوات الماضية؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: عليكم سؤال المعنيين عن ذلك.
نجوى قاسم: هل هذا يعني أن الشيخ رفسنجاني سيتمكن من التوفيق بين الخيارات الشعبية وتحديات الحكومة والبرلمان وباقي المؤسسات التابعة للدولة؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: الأغلبية في البرلمان تدعمني وهذا يعني أن إمكانية التنسيق مع البرلمان قائمة، القائد أيضاً الذي يتمتع بصلاحيات واسعة ودور كبير في بلادنا وتربطني به علاقة حميمة أيضاً فنحن ومنذ خمسين عاماً كنا معاً في مرحلة النضال ثم في مرحلة العمل المشترك بعد انتصار الثورة ولا أتصور وجود من يريد عرقلة مسيرتنا وقيامنا بواجبنا.
نجوى قاسم: هل سيعطي الشيخ رفسنجاني دوراً أكبر للتكنوقراط؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: في المجتمع الإيراني اليوم الكثير من العلماء إضافة إلى نحو ثلاثة ملايين طالب جامعي وملايين الخريجين بينهم نساء حيث أن عدد الخريجات في جامعاتنا كبير جداً لذلك من الطبيعي إفساح المجال أمام أصحاب الكفاءات.
حضور المرأة الإيرانية دون الترشح للرئاسة
نجوى قاسم: وبالنسبة للمرأة بماذا تعد المرأة الإيرانية التي تريد المزيد والتي أثارت مسألة ترشحها للرئاسة جدلاً كبيراً في فترة ترشيح الأسماء؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: فيما يتعلق بحضور المرأة الإيرانية في المعترك الانتخابي وإمكانية الترشح في الرئاسة تعلمون أن مجلس صيانة الدستور هو الذي يتمتع حصرياً بحق تفسير الدستور، هذا المجلس يرى حسب تفسيره أنه لا يحق للمرأة الترشح لكن وفي الميادين الأخرى لا حدود لنشاط المرأة فالمرأة الإيرانية وفق ما تتمتع به من كفاءات واستعداد للحضور في الساحة فإنها تلاقي كل الترحيب من قبلنا ولا فرق بين المرأة والرجل في ذلك.
نجوى قاسم: ننتقل بالحديث الشيخ هاشمي رفسنجاني إلى موضوع العلاقات العربية الإيرانية التي كانت واحدة من الملفات الرئيسية على جدول أعمال الرئيس خاتمي، أين ستكون هذه العلاقات بالنسبة لك مع تحدي العلاقات الأميركية الإيرانية؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: علينا وفقاً للدستور والتعاليم الإسلامية أن نجعل التعاون مع الدول الإسلامية يتصدر اهتماماتنا جميعاً والدول العربية هي من الدول الإسلامية أيضاً وفي إيران اللغة العربية هي اللغة الثانية وإن نظام التعليم الذي تلقيناه كان غالبه بالعربية، وأتصور أن سياستنا الخارجية تعطي الأولوية للمسلمين والعرب.
نجوى قاسم: سأتحدث بالتفصيل عن المواضيع المتعلقة بالملف العربي ولكن ماذا عن العلاقات الأميركية الإيرانية التي تبدو تحدياً فعلياً في الفترة المقبلة لإيران؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: كان هذا التحدي الأساس حتى قبل انتصار الثورة لكن الأمل ارتفع مع الأوضاع المستجدة في المنطقة وبعد أن أدركت أميركا عدم إمكانية استبعاد إيران عن الساحة، أميركا أكبر دولة في العالم وإيران ربما هي أهم دولة في المنطقة، لذلك وبحكم المنطق سنتحرك نحو تخفيف الحدة الموجهة تدريجياً.
نجوى قاسم: قلت في لقاءات سابقة الشيخ رفسنجاني بأن إيران تنتظر مبادرات حسن نوايا من أميركا خاصة فيما يتعلق بالأرصدة المجمدة، لماذا هذه النقطة بالتحديد تضعها في سلم أولويات العلاقة؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نعم لقد اتخذت هذا الموقف سابقاً، الأساس في القضية هو أن الأميركيين أبدو رغبة في الحوار في وقت ما ونحن قلنا بأنهم ناصبوا العداء لنا دائماً فإذا أرادوا بصدق انتهاج سياسة جديدة فعليهم أن يبعثوا برسالة تدل على حسن نواياهم وكنموذج قلت بأن رفع الحظر عن الأرصدة من شأنه أن يشكل رسالة ايجابية لكن الأمر لا ينحصر بذلك وبالإمكان توجيه رسائل أخرى.
نجوى قاسم: لماذا تنتظرون مبادرات حسن النوايا من الأميركيين في الوقت الذي يضغطون فيه عليكم؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: لا أتوقع ذلك لكن حيثما يتم التساؤل عن مدى استعدادنا للحوار مع أميركا نجيب بأننا على استعداد لذلك في هذا الإطار.
نجوى قاسم: هل مسألة الملف النووي وإعادة انتخاب السيد البرادعي وطبعاً دعم واشنطن لهذا الانتخاب رأيتم فيه نوع من البادرة الجيدة لمصلحتكم؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: تم ذلك بمبادرة مشتركة فقد أيدنا بدورنا إبقاء السيد البرادعي في منصبة وقد وصلنا إلى نقطة مشتركة في هذا المجال.
استبعاد امتلاك إيران للسلاح النووي
نجوى قاسم: بماذا تعلق على القول الذي يطلقه بعض المراقبين بأن واحدة من أبرز المهمات التي ستقوم بها في حال فوزك برئاسة الجمهورية هي التضحية بامتلاك إيران لأي سلاح نووي؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: بالنسبة للسلاح النووي نحن لا نفكر أبداً بتصنيعه ونحن نؤكد على الصناعات النووية السلمية لكن وبالنسبة للتقنية النووية السلمية فإننا لن نتراجع بهذا الشأن مهما كان الثمن ونعلن بأن حصول إيران على هذه التقنية أمر محتوم ولا تأثير للانتخابات الرئاسية على هذه السياسة.
نجوى قاسم: هل هذا الأمر يمكن لأي رئيس جمهورية أن يمضي به قدماً - فيما يتعلق بتطور العلاقة الأميركية الإيرانية- أن يمضي به قدماً في الداخل الإيراني أم أنها مسألة معقدة؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: الشرط الأول في ذلك هو موافقة القائد، وبما أن القضية ليست جادة لحد الآن وبما أن الأميركيين لم يقوموا بالمبادرة المناسبة لذلك لم نضع هذه القضية على جدول أعمالنا حتى الآن وإذا توفرت الظروف فسوف نقوم بالتفاوض حول ذلك مع السيد القائد وعادة فإن مثل هذه القضايا تدرس ويتخذ القرار فيها جماعياً.
حول العلاقات الإيرانية العربية
نجوى قاسم: أعود إلى موضوع العلاقة مع الدول العربية وأبدأ بدول الخليج هناك زيارة قام بها السيد روحاني إلى المملكة العربية السعودية وكانت في أجواء إيجابية جداً، إلى أين ستذهب العلاقة مع المملكة تحديداً؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: علاقاتنا مع السعودية حميمة جداً، الأمير عبد الله وأنا بدأنا مرحلة جديدة في العلاقات وكلانا يرغب في تنميتها ونحن ننتهج السياسة نفسها تجاه سائر الدول المجاورة.
نجوى قاسم: هل هذا الأمر في العلاقة مع المملكة ينطبق على كل الملفات الاقتصادية والسياسية وأزمة الشرق الأوسط أيضاً؟
نجوى قاسم: بالنسبة لقضايا الشرق الأوسط ليست هناك إلى حد الآن تنسيق بيننا وبين السعودية، مواقفنا فيها بعض التباين فكلا الطرفين متفقان حول الدفاع عن القضية الفلسطينية لكننا في تفاصيل حلول الأزمة قد نختلف حول الآليات في ذلك.
نجوى قاسم: هناك مبادرة مقدمة من السعودية أقرت من جديد أولاً في بيروت عام 2002 وفي الجزائر عام 2005 وهي مبادرة الأمير عبد الله، ما هو موقفكم منها؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نحن نوافق على أغلب بنودها لكن علينا بعض التحفظات على جزء منها.
نجوى قاسم: فيما يتعلق أيضاً بموضوع أزمة الحرب بين العرب وإسرائيل هناك ملف متعلق بإيران أيضاً هو ملف حزب الله، كيف سيتعامل الشيخ رفسنجاني في حال فوزه مع هذا الملف الذي فيه الكثير من الضغوط الأميركية القرار 1559 وتبعاته طبعاً؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: قضية حزب الله هي قضية اللبنانيين أساساً، ويجب أن يتخذ القرار حولها لبنانياً، نحن نعتقد أن حزب الله يمثل تيار المقاومة ولذلك فإن اتهامه وإدراجه ضمن الفصائل الإرهابية غير صحيح، إن حزب الله يطرح مواقف منطقية ويقول بأن إسرائيل تحتل جزءاً من بلاده فطالما أن الاحتلال مستمر فإن حزب الله سيحتفظ بسلاحه، فإذا انسحبت إسرائيل من المنطقة في لبنان ويبدو أن المقصود مزارع شبعا حينئذ يمكن طرح قضية نزع سلاح حزب الله وعلى أية حال فإن حزب الله يشكل شريحة مهمة من الشعب اللبناني.
نجوى قاسم: إذاً هذه المسألة أصبحت بضغط من مجلس الأمن، هناك ضغط لتنفيذها بشكل سريع من المجتمع الدولي، كيف ستتصرفون إذا ازدادت هذه الضغوط؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نحن من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة سنبذل جهودنا حتى لا تفرض مبادرة سيئة على لبنان، ويحب إعطاء الفرصة للشعب اللبناني ليتخذ قرار بنفسه.
نجوى قاسم: وإلى أي مدى ستكونون دعماً لحزب الله خاصة وأن.. معروف أن الأمين العام الحالي كان من المرشحين من حضرتكم؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: إن سياستنا دائماً كانت ترتكز على عدم التدخل في شؤون حزب الله، إنهم تنظيم يتمتع بالبلوغ والرشد واللبنانيون جميعاً هكذا يتمتعون بالرشد أيضاً، فأي قرار يتخذونه أو أي خيار يفضلونه سوف يكون موضع احترامنا، أما ما يقال حول ترشيح الأمين العام فهذا غير صحيح، أعلنا دائماً بأن القرار لهم.
مستجدات العلاقات الإيرانية العراقية
نجوى قاسم: سماحة الشيخ أنتقل إلى موضوع العراق وهناك الكثير الكثير بين إيران والعراق، اليوم بالنسبة للحكومة الجديدة التي في معظمها مقربة من إيران كيف تنظرون إلى العلاقة المستجدة؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: إننا نثمن مبادرة الشعب العراقي هذه حيث أجروا عملية انتخابية جيدة رغم الاحتلال ويمكن ملاحظة الحنكة والحكمة بوضوح في هذه المبادرة، إنهم قاموا بتشكيل الجمعية الوطنية على أساس إرادة الشعب، والحكومة انبثقت عن هذه الجمعية الوطنية أيضاً، لكن نقطة الضعف تكمن في عدم المشاركة الواسعة لأهل السنة في تلك الانتخابات، لقد شجعناهم على المشاركة وحينما جاء قادة الحزب الإسلامي إلى إيران طلبنا منهم عدم مقاطعة الانتخابات بل المشاركة فيها والآن نقول لهم ونرجو أن يأخذوا هذا المطلب مأخذ النصيحة نقول: على الشيعة والسنة والأكراد أن يعملوا معاً على أساس من التفاهم، صياغة الدستور قضية مهمة ويجب إعطاء الفرصة للعراقيين لصياغة دستور بلادهم.
نجوى قاسم: كانت هناك اتهامات من الحكومة السابقة بأن إيران من الدول التي تساعد في دعم الإرهاب الحاصل داخل العراق، كيف تردون على ذلك؟ كيف تتعاطون الآن مع هذا الموضوع؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني:
الحكومة العراقية لم تتهم إيران بدعم الإرهاب في السابق بل إن اثنين من عناصر الحكومة ومن بقايا حزب البعث طرحا ذلك تلبية لإملاءات أمريكية، طالبنا دائماً تقديم الوثائق والأدلة لكنهم لم يبرزوا وثيقة أو دليلاً يؤكد ما يذهبون إليه، نحن لا نؤيد العنف في العراق ونعتقد بأن الطريق الصحيح لحل المشاكل العالقة هو الانتخابات
الحكومة العراقية لم تطرح هذه الادعاءات في السابق بل إن اثنين من عناصر الحكومة ومن بقايا حزب البعث طرحا ذلك تلبية لإملاءات أميركية، طالبنا دائماً تقديم الوثائق والأدلة لكنهم لم يبرزوا وثيقة أو دليلاً يؤكد ما يذهبون إليه، نحن لا نؤيد العنف في العراق ونعتقد بأن الطريق الصحيح لحل المشاكل العالقة هو الانتخابات.
نجوى قاسم: هل تؤيدون قيام إقليم شيعي بحكم ذاتي في جنوب العراق؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: إن أولوياتنا تقوم على أن يبقى العراق موحداً لكن إذا اتخذ الشعب العراقي قراراً آخر فالأمر يعود إليهم.
نجوى قاسم: النقطة الأخيرة التي أود أن أثيرها سماحة الشيخ هي العلاقة مع سوريا، سوريا التي كانت لكم دائماً علاقات جيدة معها ربما تفاوتت في محطات كثيرة ولكن سوريا اليوم هي واحدة من الدول التي تتعرض لأكثر الضغوط عنفاً من الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بشكل عام، ما هي رؤيتكم لوضع الضغوط على سوريا اليوم؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نحن ندعم الحكومة السورية ونعتقد بأن هذه الضغوط خارجة عن إطار الحق ونعتقد أن سوريا تدفع ثمن مواقفها ضد إسرائيل ونأمل من جميع الدول الإسلامية وخاصة العربية ألا تترك سوريا وحيدة.
نجوى قاسم: وهل هذا يعني أنكم ستدعمون موقف سوريا فيما يتعلق بالتصدي لما تعتبره ضغطاً للتدخل في شؤونها؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نعم سنقدم الدعم.
نجوى قاسم: الأسئلة انتهت ولكن السؤال الأخير أو الكلمة الأخيرة هي بماذا الشيخ رفسنجاني أن يتوجه إلى المشاهدين العرب للعربية الذين يرون هذه المقابلة الآن؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: في كل الأحوال إنني أعتبر المسلمين والعرب إخوة لنا، ونحن نشكل جميعاً الأسرة الإسلامية الكبيرة وهناك إمكانيات جيدة للتعاون في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، رسالتي إلى الإخوة والأخوات العرب هي العمل المنسق من أجل الدفاع عن مصالح شعوبنا وديننا.
الشيخ هاشمي رفسنجاني: سماحة الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني، شكراً جزيلاً على الوقت الذي خصصت به قناة العربية في هذا اللقاء عشية الانتخابات الرئاسية.
مشاهدينا شكراً لكل الذين تابعونا مع هذا اللقاء الخاص للرئيس الإيراني السابق والمرشح إلى الانتخابات الرئاسية الحالية الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني من طهران، شكراً لكم وإلى اللقاء.
اسم البرنامج: مقابلة خاصة
مقدم الحلقة: نجوى قاسم
تاريخ الحلقة: الأربعاء 15/6/2005
ضيف الحلقة: أكبر هاشمي رفسنجاني (رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، والمرشح الرئاسي)
نجوى قاسم: مساء الخير أهلاً بكل مشاهدي العربية إلى هذا اللقاء الذي خص به الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني قناة العربية به.
الشيخ رفسنجاني بدا للحظة وكأنه انسحب من مراكز صنع القرار في إيران إلا أنه في الحقيقة ظل في قلب الحدث يرسم خطوطه ويضع أسس مهامه.
الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني الحاضر الغائب في مجمل الخريطة السياسية الإيرانية أثار موقعه الحقيقي في السلطة في إيران الكثير من الجدل وصف بأنه الرجل القوي والرجل الأول والأهم في تركيبة النظام على الرغم من أنه لم يكن يوماً الرجل الأول، اليوم هو رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، مرشح من جديد لرئاسة الجمهورية وصاحب الحظوظ الأوفر في الفوز بها.
مساء الخير سماحة الشيخ.
الشباب ودعوات مقاطعة الانتخابات
نبدأ من الانتخابات سماحة الشيخ هل تتوقع مشاركة كبيرة مع دعوات المقاطعة خاصة بين الشباب؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نتوقع مشاركة أغلبية الشعب الإيراني وبنسبة جيدة.
نجوى قاسم: رغم كل دعوات المقاطعة الموجهة وبعض التجاوب الذي تلاقيه بين شرائح كبيرة؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نعم ربما لن يشارك بعض الناخبين لكن هذا ليس أمراً جديداً إلا أن الأغلبية ستشارك.
نجوى قاسم: هب أن النتيجة ستُحسم من الدورة الأولى؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: استطلاعات الرأي تشير إلى شيء من هذا، لكن لا يمكننا الاعتماد بشكل مطلق على استطلاعات الرأي في إيران لعدم دقتها.
نجوى قاسم: الشيخ متفائل بالمشاركة كما هو على ما يبدو متفائل بتوقعات المراقبين بأنه المحظوظ الأول في هذه الانتخابات، هل يعد الشيخ رفسنجاني هذا الشباب الإيراني بتحقيق ما وعد به ولم يتحقق في السنوات الماضية؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني:
الوعود التي طرحتها نابعة من السياسات العامة للدولة والتي أقرها سابقاً مجلس تشخيص مصلحة النظام وأدرجت في الخطة الخمسية الرابعة وأرى أنها قابلة للتحقق والإنجاز عبر استخدام الصلاحيات التي تتمتع بها الحكومة
عوّدت نفسي ألا أعد بما أشك في قدرتي على إنجازه والقيام به، الوعود التي طرحتها نابعة من السياسات العامة للدولة والتي أقرها سابقاً مجلس تشخيص مصلحة النظام وأدرجت في الخطة الخمسية الرابعة وأرى أنها قابلة للتحقق والإنجاز عبر استخدام الصلاحيات التي تتمتع بها الحكومة.
نجوى قاسم: هل هذا الأمر يشمل الاقتصاد والإصلاح والسياسة ومطالب الشباب؟
وثيقة الميثاق مع الشعب
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نعم لقد أعددت وثيقة سُميت الميثاق مع الشعب تضمنت أربعة عشر فصلاً وشملت كل هذه القضايا.
نجوى قاسم: هناك من قال في السنوات الماضية: إن دور رئيس الجمهورية ليس كما يجب يكاد يكون مهمشاً، هل توافق هذا الرأي؟ وهل ستعمل كما إعادة الاعتبار لمنصب رئيس الجمهورية في حال الفوز؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: خلال فترة ولايتي السابقتين في رئاسة الجمهورية لم أجد أن هناك مشكلة في أداء الدور الوظيفي لرئيس الجمهورية في إطار الدستور وأتوقع أن تكون الفترة القادمة كما كان عليه الأمر في السابق في إطار الدستور.
نجوى قاسم: يعني بهذا المعنى على من تضع المسؤولية في التشنج الذي أثّر على الأداء في البلاد في السنوات الماضية؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: عليكم سؤال المعنيين عن ذلك.
نجوى قاسم: هل هذا يعني أن الشيخ رفسنجاني سيتمكن من التوفيق بين الخيارات الشعبية وتحديات الحكومة والبرلمان وباقي المؤسسات التابعة للدولة؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: الأغلبية في البرلمان تدعمني وهذا يعني أن إمكانية التنسيق مع البرلمان قائمة، القائد أيضاً الذي يتمتع بصلاحيات واسعة ودور كبير في بلادنا وتربطني به علاقة حميمة أيضاً فنحن ومنذ خمسين عاماً كنا معاً في مرحلة النضال ثم في مرحلة العمل المشترك بعد انتصار الثورة ولا أتصور وجود من يريد عرقلة مسيرتنا وقيامنا بواجبنا.
نجوى قاسم: هل سيعطي الشيخ رفسنجاني دوراً أكبر للتكنوقراط؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: في المجتمع الإيراني اليوم الكثير من العلماء إضافة إلى نحو ثلاثة ملايين طالب جامعي وملايين الخريجين بينهم نساء حيث أن عدد الخريجات في جامعاتنا كبير جداً لذلك من الطبيعي إفساح المجال أمام أصحاب الكفاءات.
حضور المرأة الإيرانية دون الترشح للرئاسة
نجوى قاسم: وبالنسبة للمرأة بماذا تعد المرأة الإيرانية التي تريد المزيد والتي أثارت مسألة ترشحها للرئاسة جدلاً كبيراً في فترة ترشيح الأسماء؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: فيما يتعلق بحضور المرأة الإيرانية في المعترك الانتخابي وإمكانية الترشح في الرئاسة تعلمون أن مجلس صيانة الدستور هو الذي يتمتع حصرياً بحق تفسير الدستور، هذا المجلس يرى حسب تفسيره أنه لا يحق للمرأة الترشح لكن وفي الميادين الأخرى لا حدود لنشاط المرأة فالمرأة الإيرانية وفق ما تتمتع به من كفاءات واستعداد للحضور في الساحة فإنها تلاقي كل الترحيب من قبلنا ولا فرق بين المرأة والرجل في ذلك.
نجوى قاسم: ننتقل بالحديث الشيخ هاشمي رفسنجاني إلى موضوع العلاقات العربية الإيرانية التي كانت واحدة من الملفات الرئيسية على جدول أعمال الرئيس خاتمي، أين ستكون هذه العلاقات بالنسبة لك مع تحدي العلاقات الأميركية الإيرانية؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: علينا وفقاً للدستور والتعاليم الإسلامية أن نجعل التعاون مع الدول الإسلامية يتصدر اهتماماتنا جميعاً والدول العربية هي من الدول الإسلامية أيضاً وفي إيران اللغة العربية هي اللغة الثانية وإن نظام التعليم الذي تلقيناه كان غالبه بالعربية، وأتصور أن سياستنا الخارجية تعطي الأولوية للمسلمين والعرب.
نجوى قاسم: سأتحدث بالتفصيل عن المواضيع المتعلقة بالملف العربي ولكن ماذا عن العلاقات الأميركية الإيرانية التي تبدو تحدياً فعلياً في الفترة المقبلة لإيران؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: كان هذا التحدي الأساس حتى قبل انتصار الثورة لكن الأمل ارتفع مع الأوضاع المستجدة في المنطقة وبعد أن أدركت أميركا عدم إمكانية استبعاد إيران عن الساحة، أميركا أكبر دولة في العالم وإيران ربما هي أهم دولة في المنطقة، لذلك وبحكم المنطق سنتحرك نحو تخفيف الحدة الموجهة تدريجياً.
نجوى قاسم: قلت في لقاءات سابقة الشيخ رفسنجاني بأن إيران تنتظر مبادرات حسن نوايا من أميركا خاصة فيما يتعلق بالأرصدة المجمدة، لماذا هذه النقطة بالتحديد تضعها في سلم أولويات العلاقة؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نعم لقد اتخذت هذا الموقف سابقاً، الأساس في القضية هو أن الأميركيين أبدو رغبة في الحوار في وقت ما ونحن قلنا بأنهم ناصبوا العداء لنا دائماً فإذا أرادوا بصدق انتهاج سياسة جديدة فعليهم أن يبعثوا برسالة تدل على حسن نواياهم وكنموذج قلت بأن رفع الحظر عن الأرصدة من شأنه أن يشكل رسالة ايجابية لكن الأمر لا ينحصر بذلك وبالإمكان توجيه رسائل أخرى.
نجوى قاسم: لماذا تنتظرون مبادرات حسن النوايا من الأميركيين في الوقت الذي يضغطون فيه عليكم؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: لا أتوقع ذلك لكن حيثما يتم التساؤل عن مدى استعدادنا للحوار مع أميركا نجيب بأننا على استعداد لذلك في هذا الإطار.
نجوى قاسم: هل مسألة الملف النووي وإعادة انتخاب السيد البرادعي وطبعاً دعم واشنطن لهذا الانتخاب رأيتم فيه نوع من البادرة الجيدة لمصلحتكم؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: تم ذلك بمبادرة مشتركة فقد أيدنا بدورنا إبقاء السيد البرادعي في منصبة وقد وصلنا إلى نقطة مشتركة في هذا المجال.
استبعاد امتلاك إيران للسلاح النووي
نجوى قاسم: بماذا تعلق على القول الذي يطلقه بعض المراقبين بأن واحدة من أبرز المهمات التي ستقوم بها في حال فوزك برئاسة الجمهورية هي التضحية بامتلاك إيران لأي سلاح نووي؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: بالنسبة للسلاح النووي نحن لا نفكر أبداً بتصنيعه ونحن نؤكد على الصناعات النووية السلمية لكن وبالنسبة للتقنية النووية السلمية فإننا لن نتراجع بهذا الشأن مهما كان الثمن ونعلن بأن حصول إيران على هذه التقنية أمر محتوم ولا تأثير للانتخابات الرئاسية على هذه السياسة.
نجوى قاسم: هل هذا الأمر يمكن لأي رئيس جمهورية أن يمضي به قدماً - فيما يتعلق بتطور العلاقة الأميركية الإيرانية- أن يمضي به قدماً في الداخل الإيراني أم أنها مسألة معقدة؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: الشرط الأول في ذلك هو موافقة القائد، وبما أن القضية ليست جادة لحد الآن وبما أن الأميركيين لم يقوموا بالمبادرة المناسبة لذلك لم نضع هذه القضية على جدول أعمالنا حتى الآن وإذا توفرت الظروف فسوف نقوم بالتفاوض حول ذلك مع السيد القائد وعادة فإن مثل هذه القضايا تدرس ويتخذ القرار فيها جماعياً.
حول العلاقات الإيرانية العربية
نجوى قاسم: أعود إلى موضوع العلاقة مع الدول العربية وأبدأ بدول الخليج هناك زيارة قام بها السيد روحاني إلى المملكة العربية السعودية وكانت في أجواء إيجابية جداً، إلى أين ستذهب العلاقة مع المملكة تحديداً؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: علاقاتنا مع السعودية حميمة جداً، الأمير عبد الله وأنا بدأنا مرحلة جديدة في العلاقات وكلانا يرغب في تنميتها ونحن ننتهج السياسة نفسها تجاه سائر الدول المجاورة.
نجوى قاسم: هل هذا الأمر في العلاقة مع المملكة ينطبق على كل الملفات الاقتصادية والسياسية وأزمة الشرق الأوسط أيضاً؟
نجوى قاسم: بالنسبة لقضايا الشرق الأوسط ليست هناك إلى حد الآن تنسيق بيننا وبين السعودية، مواقفنا فيها بعض التباين فكلا الطرفين متفقان حول الدفاع عن القضية الفلسطينية لكننا في تفاصيل حلول الأزمة قد نختلف حول الآليات في ذلك.
نجوى قاسم: هناك مبادرة مقدمة من السعودية أقرت من جديد أولاً في بيروت عام 2002 وفي الجزائر عام 2005 وهي مبادرة الأمير عبد الله، ما هو موقفكم منها؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نحن نوافق على أغلب بنودها لكن علينا بعض التحفظات على جزء منها.
نجوى قاسم: فيما يتعلق أيضاً بموضوع أزمة الحرب بين العرب وإسرائيل هناك ملف متعلق بإيران أيضاً هو ملف حزب الله، كيف سيتعامل الشيخ رفسنجاني في حال فوزه مع هذا الملف الذي فيه الكثير من الضغوط الأميركية القرار 1559 وتبعاته طبعاً؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: قضية حزب الله هي قضية اللبنانيين أساساً، ويجب أن يتخذ القرار حولها لبنانياً، نحن نعتقد أن حزب الله يمثل تيار المقاومة ولذلك فإن اتهامه وإدراجه ضمن الفصائل الإرهابية غير صحيح، إن حزب الله يطرح مواقف منطقية ويقول بأن إسرائيل تحتل جزءاً من بلاده فطالما أن الاحتلال مستمر فإن حزب الله سيحتفظ بسلاحه، فإذا انسحبت إسرائيل من المنطقة في لبنان ويبدو أن المقصود مزارع شبعا حينئذ يمكن طرح قضية نزع سلاح حزب الله وعلى أية حال فإن حزب الله يشكل شريحة مهمة من الشعب اللبناني.
نجوى قاسم: إذاً هذه المسألة أصبحت بضغط من مجلس الأمن، هناك ضغط لتنفيذها بشكل سريع من المجتمع الدولي، كيف ستتصرفون إذا ازدادت هذه الضغوط؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نحن من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة سنبذل جهودنا حتى لا تفرض مبادرة سيئة على لبنان، ويحب إعطاء الفرصة للشعب اللبناني ليتخذ قرار بنفسه.
نجوى قاسم: وإلى أي مدى ستكونون دعماً لحزب الله خاصة وأن.. معروف أن الأمين العام الحالي كان من المرشحين من حضرتكم؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: إن سياستنا دائماً كانت ترتكز على عدم التدخل في شؤون حزب الله، إنهم تنظيم يتمتع بالبلوغ والرشد واللبنانيون جميعاً هكذا يتمتعون بالرشد أيضاً، فأي قرار يتخذونه أو أي خيار يفضلونه سوف يكون موضع احترامنا، أما ما يقال حول ترشيح الأمين العام فهذا غير صحيح، أعلنا دائماً بأن القرار لهم.
مستجدات العلاقات الإيرانية العراقية
نجوى قاسم: سماحة الشيخ أنتقل إلى موضوع العراق وهناك الكثير الكثير بين إيران والعراق، اليوم بالنسبة للحكومة الجديدة التي في معظمها مقربة من إيران كيف تنظرون إلى العلاقة المستجدة؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: إننا نثمن مبادرة الشعب العراقي هذه حيث أجروا عملية انتخابية جيدة رغم الاحتلال ويمكن ملاحظة الحنكة والحكمة بوضوح في هذه المبادرة، إنهم قاموا بتشكيل الجمعية الوطنية على أساس إرادة الشعب، والحكومة انبثقت عن هذه الجمعية الوطنية أيضاً، لكن نقطة الضعف تكمن في عدم المشاركة الواسعة لأهل السنة في تلك الانتخابات، لقد شجعناهم على المشاركة وحينما جاء قادة الحزب الإسلامي إلى إيران طلبنا منهم عدم مقاطعة الانتخابات بل المشاركة فيها والآن نقول لهم ونرجو أن يأخذوا هذا المطلب مأخذ النصيحة نقول: على الشيعة والسنة والأكراد أن يعملوا معاً على أساس من التفاهم، صياغة الدستور قضية مهمة ويجب إعطاء الفرصة للعراقيين لصياغة دستور بلادهم.
نجوى قاسم: كانت هناك اتهامات من الحكومة السابقة بأن إيران من الدول التي تساعد في دعم الإرهاب الحاصل داخل العراق، كيف تردون على ذلك؟ كيف تتعاطون الآن مع هذا الموضوع؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني:
الحكومة العراقية لم تتهم إيران بدعم الإرهاب في السابق بل إن اثنين من عناصر الحكومة ومن بقايا حزب البعث طرحا ذلك تلبية لإملاءات أمريكية، طالبنا دائماً تقديم الوثائق والأدلة لكنهم لم يبرزوا وثيقة أو دليلاً يؤكد ما يذهبون إليه، نحن لا نؤيد العنف في العراق ونعتقد بأن الطريق الصحيح لحل المشاكل العالقة هو الانتخابات
الحكومة العراقية لم تطرح هذه الادعاءات في السابق بل إن اثنين من عناصر الحكومة ومن بقايا حزب البعث طرحا ذلك تلبية لإملاءات أميركية، طالبنا دائماً تقديم الوثائق والأدلة لكنهم لم يبرزوا وثيقة أو دليلاً يؤكد ما يذهبون إليه، نحن لا نؤيد العنف في العراق ونعتقد بأن الطريق الصحيح لحل المشاكل العالقة هو الانتخابات.
نجوى قاسم: هل تؤيدون قيام إقليم شيعي بحكم ذاتي في جنوب العراق؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: إن أولوياتنا تقوم على أن يبقى العراق موحداً لكن إذا اتخذ الشعب العراقي قراراً آخر فالأمر يعود إليهم.
نجوى قاسم: النقطة الأخيرة التي أود أن أثيرها سماحة الشيخ هي العلاقة مع سوريا، سوريا التي كانت لكم دائماً علاقات جيدة معها ربما تفاوتت في محطات كثيرة ولكن سوريا اليوم هي واحدة من الدول التي تتعرض لأكثر الضغوط عنفاً من الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بشكل عام، ما هي رؤيتكم لوضع الضغوط على سوريا اليوم؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نحن ندعم الحكومة السورية ونعتقد بأن هذه الضغوط خارجة عن إطار الحق ونعتقد أن سوريا تدفع ثمن مواقفها ضد إسرائيل ونأمل من جميع الدول الإسلامية وخاصة العربية ألا تترك سوريا وحيدة.
نجوى قاسم: وهل هذا يعني أنكم ستدعمون موقف سوريا فيما يتعلق بالتصدي لما تعتبره ضغطاً للتدخل في شؤونها؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: نعم سنقدم الدعم.
نجوى قاسم: الأسئلة انتهت ولكن السؤال الأخير أو الكلمة الأخيرة هي بماذا الشيخ رفسنجاني أن يتوجه إلى المشاهدين العرب للعربية الذين يرون هذه المقابلة الآن؟
الشيخ هاشمي رفسنجاني: في كل الأحوال إنني أعتبر المسلمين والعرب إخوة لنا، ونحن نشكل جميعاً الأسرة الإسلامية الكبيرة وهناك إمكانيات جيدة للتعاون في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، رسالتي إلى الإخوة والأخوات العرب هي العمل المنسق من أجل الدفاع عن مصالح شعوبنا وديننا.
الشيخ هاشمي رفسنجاني: سماحة الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني، شكراً جزيلاً على الوقت الذي خصصت به قناة العربية في هذا اللقاء عشية الانتخابات الرئاسية.
مشاهدينا شكراً لكل الذين تابعونا مع هذا اللقاء الخاص للرئيس الإيراني السابق والمرشح إلى الانتخابات الرئاسية الحالية الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني من طهران، شكراً لكم وإلى اللقاء.