زاير
09-26-2018, 05:39 PM
الثلاثاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٨
علي حيدر - الاخبار
ماذا يعني امتلاك حزب الله صواريخ دقيقة قادرة على استهداف المنشآت الاستراتيجية للكيان الإسرائيلي؟
الإجابة عن هذا السؤال تفسّر ردّ فعل كيان العدو على لسان رأس الهرم السياسي الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «إنجاز الأمر» في امتلاك صواريخ دقيقة.
ويوضح حالة الذعر التي ظهرت جلياً في العناوين والمفردات التي اختارها وتجاهلها، في ردّه، على حد سواء. وبرز أيضاً في تغطية قنوات التلفزة والمواقع الإخبارية تحديداً لرسالة الصواريخ وترجمتها حرفياً إلى اللغة العبرية، الأمر الذي أدى إلى اختراقها كل منزل في إسرائيل.
عندما تصدر الإجابة عن جهة تتمتع بخبرة أو اطلاع يكتسب كلامها مزيداً من الثقة بموضوعيتها ودقتها في توصيف الوقائع. فكيف إذا كان المجيب الذي تصدى لتوضيح النتائج والتداعيات التي يتركها امتلاك حزب الله صواريخ دقيقة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالصوت والصورة، قبل أشهر على إعلان السيد نصر الله، وقبله أيضاً بنحو شهرين أحد أهم القادة الذي يمثل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، رئيس شعبة العمليات في هيئة أركان الجيش اللواء ايتسيك ترجمان؟
عندما كان نتنياهو يراهن على فعالية استراتيجيته العسكرية «المعركة بين الحروب» التي ينفذها في سوريا، منذ مطلع عام 2013، وعلى الحملة السياسية التي كانت تشنها إسرائيل في عواصم القرار الدولي، أطلق العنان للسانه في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معتبراً أن «...إيران تحاول نقل صواريخ موجهة ودقيقة إلى لبنان (بما يؤدي إلى) تغيير قواعد اللعبة. وتحاول مضاعفة ترسانة الصواريخ... وتريد أن تضيف إليها آلاف الصواريخ الدقيقة التي تشكل خطراً كبيراً على إسرائيل ومدنها ومواطنيها، وهو ما لا تتحمله (إسرائيل)». (موقع مكتب رئيس الحكومة/ 10/12/2017).
بالتأكيد، ما كان نتنياهو ليشرح مفاعيل امتلاك حزب الله صواريخ دقيقة على معادلة الصراع، بعد إعلان السيد نصر الله، بل تجاهلها كلياً في رده السريع الموثق بالصوت والصورة. لكنه سبق أن أجملها بكلمات معدودة خلال زيارته لباريس، وأقر من خلالها بأنها ستؤدي إلى تغيير قواعد الصراع. وهو ما يكشف عن خلفية استماتة إسرائيل لمنع حزب الله من امتلاك الصواريخ الدقيقة وترجمة ذلك سياسياً وعملانياً.
ويشير كلام نتنياهو عن تغيير القواعد إلى إدراكه المسبق أنها ستؤدي إلى تعزيز قوة ردع حزب الله في مواجهة الجيش الإسرائيلي، بما يتجاوز معادلة الردع التي فرضها الحزب منذ ما بعد حرب 2006. وأنه بات قادراً من لحظة امتلاكه الصواريخ الدقيقة على الارتقاء بها إلى مستويات جديدة، وهو ما سيترك مفاعيله المباشرة على تحصين لبنان، وتعزيز المعادلة الإقليمية لمحور المقاومة. ويعكس كلام نتنياهو الحضور القوي للمفاعيل العملانية الحاسمة في وعي وحسابات المؤسسة السياسية، ومعها العسكرية، التي ستترتب على امتلاك هذه الصواريخ خلال أي مواجهة تبادر اليها.
في السياق نفسه، يأتي إقرار نتنياهو بالخطر الكبير الذي تشكله صواريخ حزب الله الدقيقة، ليكشف عن إدراكه أيضاً للدور الذي يؤديه امتلاك هذه الصواريخ في إضعاف المكانة الاستراتيجية لإسرائيل في المنطقة، لكونها تساهم في تقييد الدور الوظيفي لها، وتستطيع أن تشكل تهديداً لعمقها الاستراتيجي بمستويات لم تخطر على بال مؤسسيها الأوائل، وقادتها العسكريين. ويأتي ذلك، بالرغم من معرفة إسرائيل المسبقة بالتهديد الذي تشكله ترسانة حزب الله الصاروخية، التي تقدَّر إسرائيلياً بأكثر من مئة ألف صاروخ.
أما بخصوص عدم تحمّل إسرائيل لهذا الخطر الكبير، كما عبّر نتنياهو، فهو السبب الذي دفعها إلى المخاطرة بسياسة الاعتداءات المستمرة منذ سنوات على الساحة السورية، بهدف الحؤول دون تحقق ما كانت تخشاه.
أما وقد تحقق المحظور، فباتت إسرائيل أكثر تقييداً، وأكثر ارتداعاً، وأكثر تردداً في ضوء إدراكها لحجم المخاطر التي تنتظرها في حال التفكير في مغامرات عسكرية واسعة ضد لبنان. وبلغة أكثر تحديداً لما يعنيه امتلاك حزب الله الصواريخ الدقيقة على إسرائيل ككيان دولتي، وعلى منشآتها الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية، قام بهذه المهمة رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي اللواء ايتسيك ترجمان، لدى الردّ على سؤال عن الفرق بين امتلاك حزب الله صواريخ دقيقة، وامتلاكه القدرة على إطلاق عشرات الصواريخ (غير الدقيقة) القادر من خلالها على استهداف مبنى هيئة أركان الجيش في تل أبيب.
رداً على ذلك، رأى ترجمان أنه «في كل دولة هناك أرصدة حيوية يجب ألا تصاب. مصادر الطاقة، خزانات الوقود، مصانع السلاح، المراكز السكانية... 50 متراً يمكن أن تشكل فارقاً مهماً بين ضرر غير مهم وقدرة على شلّ هذه المرافق، والإضرار بالقدرة التشغيلية للدولة ومؤسستها الأمنية». ولأنه لم يستطع أن يتقبل - ولو نظرياً - فرضية أن تتعرض هذه المنشآت للصواريخ الدقيقة، بادر خلال جوابه إلى وضع لبنان بدلاً من إسرائيل بالقول:
«إذا كنت قادراً على إطلاق 100 ألف صاروخ على لبنان، لكنك بواسطة 20 صاروخاً تقدر على شلّ عمل الدولة، هذا هو الفارق». (يديعوت أحرونوت/ يوسي يهوشع/ 6/10/2017).
في الخلاصة، الجيش الإسرائيلي يعترف على لسان رئيس شعبة العمليات في هيئة أركان الجيش، بأن صواريخ حزب الله الدقيقة قادرة على شلّ «دولة إسرائيل» خلال أي عدوان على لبنان.
* علي حيدر - الاخبار
علي حيدر - الاخبار
ماذا يعني امتلاك حزب الله صواريخ دقيقة قادرة على استهداف المنشآت الاستراتيجية للكيان الإسرائيلي؟
الإجابة عن هذا السؤال تفسّر ردّ فعل كيان العدو على لسان رأس الهرم السياسي الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «إنجاز الأمر» في امتلاك صواريخ دقيقة.
ويوضح حالة الذعر التي ظهرت جلياً في العناوين والمفردات التي اختارها وتجاهلها، في ردّه، على حد سواء. وبرز أيضاً في تغطية قنوات التلفزة والمواقع الإخبارية تحديداً لرسالة الصواريخ وترجمتها حرفياً إلى اللغة العبرية، الأمر الذي أدى إلى اختراقها كل منزل في إسرائيل.
عندما تصدر الإجابة عن جهة تتمتع بخبرة أو اطلاع يكتسب كلامها مزيداً من الثقة بموضوعيتها ودقتها في توصيف الوقائع. فكيف إذا كان المجيب الذي تصدى لتوضيح النتائج والتداعيات التي يتركها امتلاك حزب الله صواريخ دقيقة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالصوت والصورة، قبل أشهر على إعلان السيد نصر الله، وقبله أيضاً بنحو شهرين أحد أهم القادة الذي يمثل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، رئيس شعبة العمليات في هيئة أركان الجيش اللواء ايتسيك ترجمان؟
عندما كان نتنياهو يراهن على فعالية استراتيجيته العسكرية «المعركة بين الحروب» التي ينفذها في سوريا، منذ مطلع عام 2013، وعلى الحملة السياسية التي كانت تشنها إسرائيل في عواصم القرار الدولي، أطلق العنان للسانه في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معتبراً أن «...إيران تحاول نقل صواريخ موجهة ودقيقة إلى لبنان (بما يؤدي إلى) تغيير قواعد اللعبة. وتحاول مضاعفة ترسانة الصواريخ... وتريد أن تضيف إليها آلاف الصواريخ الدقيقة التي تشكل خطراً كبيراً على إسرائيل ومدنها ومواطنيها، وهو ما لا تتحمله (إسرائيل)». (موقع مكتب رئيس الحكومة/ 10/12/2017).
بالتأكيد، ما كان نتنياهو ليشرح مفاعيل امتلاك حزب الله صواريخ دقيقة على معادلة الصراع، بعد إعلان السيد نصر الله، بل تجاهلها كلياً في رده السريع الموثق بالصوت والصورة. لكنه سبق أن أجملها بكلمات معدودة خلال زيارته لباريس، وأقر من خلالها بأنها ستؤدي إلى تغيير قواعد الصراع. وهو ما يكشف عن خلفية استماتة إسرائيل لمنع حزب الله من امتلاك الصواريخ الدقيقة وترجمة ذلك سياسياً وعملانياً.
ويشير كلام نتنياهو عن تغيير القواعد إلى إدراكه المسبق أنها ستؤدي إلى تعزيز قوة ردع حزب الله في مواجهة الجيش الإسرائيلي، بما يتجاوز معادلة الردع التي فرضها الحزب منذ ما بعد حرب 2006. وأنه بات قادراً من لحظة امتلاكه الصواريخ الدقيقة على الارتقاء بها إلى مستويات جديدة، وهو ما سيترك مفاعيله المباشرة على تحصين لبنان، وتعزيز المعادلة الإقليمية لمحور المقاومة. ويعكس كلام نتنياهو الحضور القوي للمفاعيل العملانية الحاسمة في وعي وحسابات المؤسسة السياسية، ومعها العسكرية، التي ستترتب على امتلاك هذه الصواريخ خلال أي مواجهة تبادر اليها.
في السياق نفسه، يأتي إقرار نتنياهو بالخطر الكبير الذي تشكله صواريخ حزب الله الدقيقة، ليكشف عن إدراكه أيضاً للدور الذي يؤديه امتلاك هذه الصواريخ في إضعاف المكانة الاستراتيجية لإسرائيل في المنطقة، لكونها تساهم في تقييد الدور الوظيفي لها، وتستطيع أن تشكل تهديداً لعمقها الاستراتيجي بمستويات لم تخطر على بال مؤسسيها الأوائل، وقادتها العسكريين. ويأتي ذلك، بالرغم من معرفة إسرائيل المسبقة بالتهديد الذي تشكله ترسانة حزب الله الصاروخية، التي تقدَّر إسرائيلياً بأكثر من مئة ألف صاروخ.
أما بخصوص عدم تحمّل إسرائيل لهذا الخطر الكبير، كما عبّر نتنياهو، فهو السبب الذي دفعها إلى المخاطرة بسياسة الاعتداءات المستمرة منذ سنوات على الساحة السورية، بهدف الحؤول دون تحقق ما كانت تخشاه.
أما وقد تحقق المحظور، فباتت إسرائيل أكثر تقييداً، وأكثر ارتداعاً، وأكثر تردداً في ضوء إدراكها لحجم المخاطر التي تنتظرها في حال التفكير في مغامرات عسكرية واسعة ضد لبنان. وبلغة أكثر تحديداً لما يعنيه امتلاك حزب الله الصواريخ الدقيقة على إسرائيل ككيان دولتي، وعلى منشآتها الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية، قام بهذه المهمة رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي اللواء ايتسيك ترجمان، لدى الردّ على سؤال عن الفرق بين امتلاك حزب الله صواريخ دقيقة، وامتلاكه القدرة على إطلاق عشرات الصواريخ (غير الدقيقة) القادر من خلالها على استهداف مبنى هيئة أركان الجيش في تل أبيب.
رداً على ذلك، رأى ترجمان أنه «في كل دولة هناك أرصدة حيوية يجب ألا تصاب. مصادر الطاقة، خزانات الوقود، مصانع السلاح، المراكز السكانية... 50 متراً يمكن أن تشكل فارقاً مهماً بين ضرر غير مهم وقدرة على شلّ هذه المرافق، والإضرار بالقدرة التشغيلية للدولة ومؤسستها الأمنية». ولأنه لم يستطع أن يتقبل - ولو نظرياً - فرضية أن تتعرض هذه المنشآت للصواريخ الدقيقة، بادر خلال جوابه إلى وضع لبنان بدلاً من إسرائيل بالقول:
«إذا كنت قادراً على إطلاق 100 ألف صاروخ على لبنان، لكنك بواسطة 20 صاروخاً تقدر على شلّ عمل الدولة، هذا هو الفارق». (يديعوت أحرونوت/ يوسي يهوشع/ 6/10/2017).
في الخلاصة، الجيش الإسرائيلي يعترف على لسان رئيس شعبة العمليات في هيئة أركان الجيش، بأن صواريخ حزب الله الدقيقة قادرة على شلّ «دولة إسرائيل» خلال أي عدوان على لبنان.
* علي حيدر - الاخبار