ديك الجن
09-18-2018, 11:46 PM
محرر القبس الإلكتروني 18 سبتمبر، 2018
https://alqabas.com/wp-content/uploads/2018/09/32921854-640x405.jpg
محمد حنفي |
أكدت أستاذة الأدب الإنكليزي في جامعة الكويت د. ابتهال الخطيب، أن تعسف الرقابة في منع الكتب بالإضافة إلى نشر الخوف واليأس بين المبدعين، يؤثر سلبا في المسيرة الأكاديمية بالجامعة، كلام الخطيب جاء خلال استضافتها في منصة الفن المعاصر بقاعة كاب، حيث قدمت محاضرة عن «تأثير الرقابة على التحصيل العلمي وتطور المجتمع»، وهي المحاضرة التي أدارها الكاتب إبراهيم فرغلي.
في بداية المحاضرة استعادت الخطيب قصة الفنان والمصور الأميركي روبرت ميبلثورب الذي اقام معرضا في الثمانينات يضم مجموعة من الصور الجريئة، مما أثار ضده المجتمع المحافظ في الولايات المتحدة، وظلت الزوبعة التي اثارها بعد وفاته، عندما قرر معرض كوركوران الفني بواشنطن عرض أعماله عام 1989، ووصل الأمر إلى قاعة القضاء وحوكم مدير المعرض بحجة خدش الحياء العام، لكن هيئة المحلفين- وهم أشخاص لم يزر أغلبهم معرضا في حياته- منحوه البراءة بعد الاستعانة بخبراء الفن الذين أكدوا لهم أن الصور تدخل تحت بند حرية الرأي والتعبير والإبداع.
الخطيب استعانت بتعريف للمؤلف مارك جيتيلين يعرف الرقابة على أنها «مراقبة فرد أو مجموعة لفرد أو مجموعة أخرى»، أي أن فردا أو مجموعة أ لديها السلطة للتحكم في تعبير فرد أو مجموعة ب، وبهذا تمارس هذه المجموعة السلطة لأغراض سياسية، أو دينية، أو أخلاقية».
الرقابة والسلام
وقالت الخطيب إن الأسئلة التي تدور حول الرقابة وهوية المتحكم وطبيعة الأفكار التي ستأخذ مكانا متقدما في المجتمع هي محل الصراع والنزاع في مجتمعنا هذه الأيام، ورأت الخطيب أن هذا الصراع لا تلوح له نهاية، حيث ترى أن كل فئة يقمع فكرها هي جمر متقد تحت رماد ينتظر الفرصة للتوهج والاشتعال، وتساءلت الخطيب: كيف يمكن لهذا الصراع أن ينتهي؟ وأجابت بان الحل هو ان نصل إلى صيغة سلام دائم، حيث مسألة حرية الرأي والتعبير هي في النهاية محاولة حثيثة للبحث عن السلام في المجتمع.
شبح الرقابة في قاعات الدراسة
وتطرقت الخطيب لدور الرقابة في تراجع التحصيل والبحث العلمي، حيث ألمحت إلى أن التسريبات الأخيرة لتقارير الرقابة أشارت إلى أن أكثر من 4000 كتاب تم منعها في الكويت خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتساءلت: كيف يمكن لجامعة الكويت أن تطلق برامج الماجستير والدكتوراه في ظل منع الكتب؟ وفي ظل تعسف رقابي ألقى بظلاله على دور الأستاذ الجامعي في قاعة الدراسة وعلى الطالب أيضا، حيث أصبح الجميع يشعرون بالخطر.
هدف سياسي
وأكدت الخطيب أنها تعتقد أن منع الكتب لا يستهدف الورق فقط، وإنما الهدف سياسي ونفسي في الوقت نفسه، حيث تحول المنع لوسيلة لإرهاب كل من يخرج عن السرب، وأشارت إلى أن الأخطر من تعسف الرقابة هو ذلك الرقيب الداخلي الذي ينمو داخل الكاتب والفنان والمبدع، حيث يشعر دائما بالخوف من مخالفة العادات والتقاليد، وهو ما يجعله يلبس إبداعه قناع النفاق، وقالت إن التعسف الرقابي طال حتى التصميمات الهندسية، حيث رفض مؤخرا تصميم مسجد لأنه يخالف التصميم النمطي للمساجد.
الأفكار القبيحة مفيدة
ورأت الخطيب أن الحل في مشكلة الرقابة هو إطلاق الحريات الفكرية تماما، بحيث لا يمكن الحد من فكرة أو التحكم بها، وان تترك الحكومة للأسرة مهمة الأخلاق، وطالبت بأن تكون الرقابة على الإبداع لاحقة، بحيث ينشر المبدع ما يشاء على أن يكون القضاء هو الحكم في النهاية.
وأنهت الخطيب كلامها باقتباس للكاتب الأميركي ديفيد بروكس في صحيفة نيويورك تايمز، يشير فيه إلى أن المجتمعات الصحية لا تقمع الحديث، وأن هذه المجتمعات تنصت لأحاديث المهذبين كما تنصت لأحاديث العنصريين والساخرين وأصحاب الأفكار القبيحة، لأن هذا المجتمع الصحي يحتاج إليها وقادر على تصفيتها.
الكويت في اتجاه الحرية
في المداخلات التي أعقبت كلام الخطيب قالت الفنانة سكينة الكوت، والدة الخطيب، إنها خلال مسيرتها مع الفن التشكيلي عانت من الرقابة حتى عندما كانت ترسم رجلا على بوم كويتي كمشهد من التراث، وشعرت بالخوف في كثير من أعمالها ووصلت لدرجة لم تعد تعرف ما الصواب وما الخطأ.
بينما ردت الخطيب على سؤال إن كان منع الكتب يتم بصورة عشوائية أم مبرمجة لتجهيل المجتمع، بأنها تعتقد أن المنع سياسي، حيث اشارت إلى أن كتب الكاتبة بدرية البشر كان مسموحا بها في السعودية ومنعت من معرض الكويت لسبب سياسي.
بينما ردت على سؤال يتعلق بمستقبل حرية الرأي والتعبير في الكويت بأن الكويت ذاهبة لا محالة في اتجاه الحرية، سواء رضينا أم ابينا، وأن البقاء في المستقبل سيكون للدولة المدنية المتحررة، وأن العالم لن يتحملنا أكثر من ذلك، وأن الدولة التي ستقاوم المنهجية المدنية لن تستمر في عالم الغد وستأكلها الدول الأخرى.
https://alqabas.com/wp-content/uploads/2018/09/32921853.jpg
https://alqabas.com/582682/
https://alqabas.com/wp-content/uploads/2018/09/32921854-640x405.jpg
محمد حنفي |
أكدت أستاذة الأدب الإنكليزي في جامعة الكويت د. ابتهال الخطيب، أن تعسف الرقابة في منع الكتب بالإضافة إلى نشر الخوف واليأس بين المبدعين، يؤثر سلبا في المسيرة الأكاديمية بالجامعة، كلام الخطيب جاء خلال استضافتها في منصة الفن المعاصر بقاعة كاب، حيث قدمت محاضرة عن «تأثير الرقابة على التحصيل العلمي وتطور المجتمع»، وهي المحاضرة التي أدارها الكاتب إبراهيم فرغلي.
في بداية المحاضرة استعادت الخطيب قصة الفنان والمصور الأميركي روبرت ميبلثورب الذي اقام معرضا في الثمانينات يضم مجموعة من الصور الجريئة، مما أثار ضده المجتمع المحافظ في الولايات المتحدة، وظلت الزوبعة التي اثارها بعد وفاته، عندما قرر معرض كوركوران الفني بواشنطن عرض أعماله عام 1989، ووصل الأمر إلى قاعة القضاء وحوكم مدير المعرض بحجة خدش الحياء العام، لكن هيئة المحلفين- وهم أشخاص لم يزر أغلبهم معرضا في حياته- منحوه البراءة بعد الاستعانة بخبراء الفن الذين أكدوا لهم أن الصور تدخل تحت بند حرية الرأي والتعبير والإبداع.
الخطيب استعانت بتعريف للمؤلف مارك جيتيلين يعرف الرقابة على أنها «مراقبة فرد أو مجموعة لفرد أو مجموعة أخرى»، أي أن فردا أو مجموعة أ لديها السلطة للتحكم في تعبير فرد أو مجموعة ب، وبهذا تمارس هذه المجموعة السلطة لأغراض سياسية، أو دينية، أو أخلاقية».
الرقابة والسلام
وقالت الخطيب إن الأسئلة التي تدور حول الرقابة وهوية المتحكم وطبيعة الأفكار التي ستأخذ مكانا متقدما في المجتمع هي محل الصراع والنزاع في مجتمعنا هذه الأيام، ورأت الخطيب أن هذا الصراع لا تلوح له نهاية، حيث ترى أن كل فئة يقمع فكرها هي جمر متقد تحت رماد ينتظر الفرصة للتوهج والاشتعال، وتساءلت الخطيب: كيف يمكن لهذا الصراع أن ينتهي؟ وأجابت بان الحل هو ان نصل إلى صيغة سلام دائم، حيث مسألة حرية الرأي والتعبير هي في النهاية محاولة حثيثة للبحث عن السلام في المجتمع.
شبح الرقابة في قاعات الدراسة
وتطرقت الخطيب لدور الرقابة في تراجع التحصيل والبحث العلمي، حيث ألمحت إلى أن التسريبات الأخيرة لتقارير الرقابة أشارت إلى أن أكثر من 4000 كتاب تم منعها في الكويت خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتساءلت: كيف يمكن لجامعة الكويت أن تطلق برامج الماجستير والدكتوراه في ظل منع الكتب؟ وفي ظل تعسف رقابي ألقى بظلاله على دور الأستاذ الجامعي في قاعة الدراسة وعلى الطالب أيضا، حيث أصبح الجميع يشعرون بالخطر.
هدف سياسي
وأكدت الخطيب أنها تعتقد أن منع الكتب لا يستهدف الورق فقط، وإنما الهدف سياسي ونفسي في الوقت نفسه، حيث تحول المنع لوسيلة لإرهاب كل من يخرج عن السرب، وأشارت إلى أن الأخطر من تعسف الرقابة هو ذلك الرقيب الداخلي الذي ينمو داخل الكاتب والفنان والمبدع، حيث يشعر دائما بالخوف من مخالفة العادات والتقاليد، وهو ما يجعله يلبس إبداعه قناع النفاق، وقالت إن التعسف الرقابي طال حتى التصميمات الهندسية، حيث رفض مؤخرا تصميم مسجد لأنه يخالف التصميم النمطي للمساجد.
الأفكار القبيحة مفيدة
ورأت الخطيب أن الحل في مشكلة الرقابة هو إطلاق الحريات الفكرية تماما، بحيث لا يمكن الحد من فكرة أو التحكم بها، وان تترك الحكومة للأسرة مهمة الأخلاق، وطالبت بأن تكون الرقابة على الإبداع لاحقة، بحيث ينشر المبدع ما يشاء على أن يكون القضاء هو الحكم في النهاية.
وأنهت الخطيب كلامها باقتباس للكاتب الأميركي ديفيد بروكس في صحيفة نيويورك تايمز، يشير فيه إلى أن المجتمعات الصحية لا تقمع الحديث، وأن هذه المجتمعات تنصت لأحاديث المهذبين كما تنصت لأحاديث العنصريين والساخرين وأصحاب الأفكار القبيحة، لأن هذا المجتمع الصحي يحتاج إليها وقادر على تصفيتها.
الكويت في اتجاه الحرية
في المداخلات التي أعقبت كلام الخطيب قالت الفنانة سكينة الكوت، والدة الخطيب، إنها خلال مسيرتها مع الفن التشكيلي عانت من الرقابة حتى عندما كانت ترسم رجلا على بوم كويتي كمشهد من التراث، وشعرت بالخوف في كثير من أعمالها ووصلت لدرجة لم تعد تعرف ما الصواب وما الخطأ.
بينما ردت الخطيب على سؤال إن كان منع الكتب يتم بصورة عشوائية أم مبرمجة لتجهيل المجتمع، بأنها تعتقد أن المنع سياسي، حيث اشارت إلى أن كتب الكاتبة بدرية البشر كان مسموحا بها في السعودية ومنعت من معرض الكويت لسبب سياسي.
بينما ردت على سؤال يتعلق بمستقبل حرية الرأي والتعبير في الكويت بأن الكويت ذاهبة لا محالة في اتجاه الحرية، سواء رضينا أم ابينا، وأن البقاء في المستقبل سيكون للدولة المدنية المتحررة، وأن العالم لن يتحملنا أكثر من ذلك، وأن الدولة التي ستقاوم المنهجية المدنية لن تستمر في عالم الغد وستأكلها الدول الأخرى.
https://alqabas.com/wp-content/uploads/2018/09/32921853.jpg
https://alqabas.com/582682/