مسافر
09-18-2018, 12:55 AM
http://www.alraimedia.com/media/33f96cf6-03bb-4911-9f76-a6be6d3e2a00/VP1eBg/Photos/Y-2018/M-09/D-18/5ff85f2a-c26e-49d1-a1e7-3dfcd1a5897d/20180917193020497.jpg
18 سبتمبر 2018
الكاتب: بقلم العم علي يوسف المتروك
ماذا أقولُ وماذا تنقلُ الكتبُ
بنهضةِ سرُّها للحشرِ مُحتجِب
مَرَّ الزمانُ وما شاختْ معالمُها
وما ذوى غصنُها المخضوْضِرُ الرّطِبُ
ما سِرُّ هذا التَّشظّي كلما ذُكِرَتْ
ما سِرُّ دمعٍ من الأعماقِ ينسكبُ
ريّانةُ العودِ ما زالتْ وقائعُها
تطوي السنينَ... فما التفسيرُ ما السَّببُ؟
سلِ الرواةَ فهل جفَّتْ محابِرُهم
فيما أفاضوا وما قالوا وما كتبوا
قالوا: الحسينُ، فقلت: الكبرياءُ أبَتْ
هل يرفُضُ الذلَّ أو يرضَى بما طلبوا
فاختارَ درباً رأى أنْ لا بديلَ له
درباً تُعبِّدُهُ الأشلاءُ لا الخُطبُ
للهِ أنتَ قتيلٌ قلَّ ناصرُهُ
رأى المنايا أحاطتْ فيه والنُّوَبُ
فقدَّم الأهلَ والأصحابَ مُحتسباً
في موقفٍ قبلَهُ لم تشهدِ العربُ
فاحْتلَّ بينَ الورَى في الكونِ منزلةً
سَمَتْ فلا تَقْتَفي آثارَها الشُّهُبُ
أبا الأئمةِ ما في الشعرِ من سِعَةٍ
حتّى يُحيطَ بما تُعطي وما تَهبُ
لكنَّها نفثةٌ مِنْ صدرِ مُعتذرٍ
لعلَّهُ قامَ مأجوراً بما يِجبُ
يا ليتني كنتُ يومَ الطّفِّ حاضِرَهُ
لفزْتُ يلقانيَ الأبرارُ والنُّجُبُ
أذودُ عن حُرماتِ اللهِ مُرتجزاً
وفي يميني سيفٌ صارمٌ ذَرِبُ
دربُ الشهادةِ لم يسلكْهُ مُرتجفٌ
في ساعةِ الجَدِّ والإقدامِ يضطرِبُ
ياكربلاءُ ويا سِرَّ الصمودِ ويا
وحيَ الضميرِ وأرضُ غورُها لَجِبُ
يُهْنيكِ أنَّ بَني الزهراءِ فيك ثوَوْا
فصرتِ أعظمَ قُدسٍ ضمَّهُ التُّربُ
هذا المحرَّمُ قد هلَّتْ معالمُهُ
شهرٌ لكلِّ معاني البذلِ ينتسبُ
فيه مجالسُنا بالوعظِ عامرةٌ
يُتلى بها الفِقهُ والأحكامُ والأدبُ
يرتادُها الناسُ من شتَّى مذاهبهِمْ
مهما تفاوتَتْ الألقابُ والرُّتَبُ
هذا التراثُ عريقٌ في أصالتِهِ
أعلامُهُ للحسينِ السّبطِ تَنْتَصِبُ
فللكويتِ نصيبٌ في إقامتِهِ
وللمحرَّمِ حالٌ حينَ يقتربُ
فقدْ شهدْتُ بنفسي الجمعَ مُحتشداً
في مسجدِ السوقِ(1) حيثُ الأهلُ تنتحبُ
في مشهدٍ سادَهُ حزنٌ لِمَا سمعُوْا
فإنْ جرَتْ أدمعٌ فيهِ فلا عَجَبُ
فيا كويتَ العلا لازِلتِ شامخةً
سِيَّانِ إنْ غَضِبَ الحُسَّادُ أو عَتَبُوا
دارُ الأمانِ لشعبٍ قادَهُ رجلٌ
إلى مواقفِهِ الأنظارُ تًنْجذِبُ
يرعى الجميعَ برُوحٍ لا يساوِرُها
تَحَيُّزٌ عندَ قولِ الحقِّ أو نَسَبُ
***
1 - كان السيد ياسين الرفاعي رحمه الله، وهو شخصية دينية يعرفه أهل الكويت الأوائل، وقد رأيته بنفسي في يوم عاشوراء، وهو يقرأ المقتل الحسيني في مسجد السوق الكبير، وقد التف حوله جمع من الرجال، والنساء خارجه يستمعن إلى المقتل.
18 سبتمبر 2018
الكاتب: بقلم العم علي يوسف المتروك
ماذا أقولُ وماذا تنقلُ الكتبُ
بنهضةِ سرُّها للحشرِ مُحتجِب
مَرَّ الزمانُ وما شاختْ معالمُها
وما ذوى غصنُها المخضوْضِرُ الرّطِبُ
ما سِرُّ هذا التَّشظّي كلما ذُكِرَتْ
ما سِرُّ دمعٍ من الأعماقِ ينسكبُ
ريّانةُ العودِ ما زالتْ وقائعُها
تطوي السنينَ... فما التفسيرُ ما السَّببُ؟
سلِ الرواةَ فهل جفَّتْ محابِرُهم
فيما أفاضوا وما قالوا وما كتبوا
قالوا: الحسينُ، فقلت: الكبرياءُ أبَتْ
هل يرفُضُ الذلَّ أو يرضَى بما طلبوا
فاختارَ درباً رأى أنْ لا بديلَ له
درباً تُعبِّدُهُ الأشلاءُ لا الخُطبُ
للهِ أنتَ قتيلٌ قلَّ ناصرُهُ
رأى المنايا أحاطتْ فيه والنُّوَبُ
فقدَّم الأهلَ والأصحابَ مُحتسباً
في موقفٍ قبلَهُ لم تشهدِ العربُ
فاحْتلَّ بينَ الورَى في الكونِ منزلةً
سَمَتْ فلا تَقْتَفي آثارَها الشُّهُبُ
أبا الأئمةِ ما في الشعرِ من سِعَةٍ
حتّى يُحيطَ بما تُعطي وما تَهبُ
لكنَّها نفثةٌ مِنْ صدرِ مُعتذرٍ
لعلَّهُ قامَ مأجوراً بما يِجبُ
يا ليتني كنتُ يومَ الطّفِّ حاضِرَهُ
لفزْتُ يلقانيَ الأبرارُ والنُّجُبُ
أذودُ عن حُرماتِ اللهِ مُرتجزاً
وفي يميني سيفٌ صارمٌ ذَرِبُ
دربُ الشهادةِ لم يسلكْهُ مُرتجفٌ
في ساعةِ الجَدِّ والإقدامِ يضطرِبُ
ياكربلاءُ ويا سِرَّ الصمودِ ويا
وحيَ الضميرِ وأرضُ غورُها لَجِبُ
يُهْنيكِ أنَّ بَني الزهراءِ فيك ثوَوْا
فصرتِ أعظمَ قُدسٍ ضمَّهُ التُّربُ
هذا المحرَّمُ قد هلَّتْ معالمُهُ
شهرٌ لكلِّ معاني البذلِ ينتسبُ
فيه مجالسُنا بالوعظِ عامرةٌ
يُتلى بها الفِقهُ والأحكامُ والأدبُ
يرتادُها الناسُ من شتَّى مذاهبهِمْ
مهما تفاوتَتْ الألقابُ والرُّتَبُ
هذا التراثُ عريقٌ في أصالتِهِ
أعلامُهُ للحسينِ السّبطِ تَنْتَصِبُ
فللكويتِ نصيبٌ في إقامتِهِ
وللمحرَّمِ حالٌ حينَ يقتربُ
فقدْ شهدْتُ بنفسي الجمعَ مُحتشداً
في مسجدِ السوقِ(1) حيثُ الأهلُ تنتحبُ
في مشهدٍ سادَهُ حزنٌ لِمَا سمعُوْا
فإنْ جرَتْ أدمعٌ فيهِ فلا عَجَبُ
فيا كويتَ العلا لازِلتِ شامخةً
سِيَّانِ إنْ غَضِبَ الحُسَّادُ أو عَتَبُوا
دارُ الأمانِ لشعبٍ قادَهُ رجلٌ
إلى مواقفِهِ الأنظارُ تًنْجذِبُ
يرعى الجميعَ برُوحٍ لا يساوِرُها
تَحَيُّزٌ عندَ قولِ الحقِّ أو نَسَبُ
***
1 - كان السيد ياسين الرفاعي رحمه الله، وهو شخصية دينية يعرفه أهل الكويت الأوائل، وقد رأيته بنفسي في يوم عاشوراء، وهو يقرأ المقتل الحسيني في مسجد السوق الكبير، وقد التف حوله جمع من الرجال، والنساء خارجه يستمعن إلى المقتل.