المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النووي الإيراني.. ليس هو السبب! ... مصطفى الصراف



yasmeen
09-15-2018, 12:04 AM
https://alqabas.com/wp-content/uploads/2017/12/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%8166_1.jpg


مصطفى الصراف

14 سبتمبر، 2018


في سبيل توسيع منطقة نفوذ الصهيونية العالمية المتحالفة مع رجال الأعمال الغربيين، فإنهم يعملون جاهدين لعدم قيام أي حركة تنموية أو صناعية في هذه المنطقة الزاخرة بمواردها المادية من المواد الخام والموقع المثالي في وسط العالم، بالإضافة إلى صلاحيتها كسوق جيدة لما تتمتع به من كثافة بشرية مستهلكة.

ولذلك، أجهضت التجربة التنموية والصناعية التي قامت في مصر في عهد جمال عبد الناصر وتحولت مصر إلى سوق استهلاكية منذ سياسة الانفتاح، وأوقف فيها مشروع الطاقة النووية، كما أوقف في العراق وفي ليبيا، واليوم يحاولون بشتى الوسائل إجهاض المشروع النووي الإيراني. ليبقى لهم وحدهم فقط احتكار الطاقة النووية وعلومها، لأن هذا هو علم المستقبل، إذ إن السلاح النووي لم يعد هو الهاجس المخيف كقوة ردع بعد انتشاره فعلاً، لأن من يستخدمه في حربه لن ينجو هو أيضاً من شره، وقد أصبحت الصواريخ البالستية هي السلاح الأمضى في الحروب. وما دام الأمر كذلك، يا ترى لِمَ هذا الموقف السلبي من قبل الدول العربية من هذه التقنية النووية السلمية؟!

إن الدول العربية لديها طاقات مالية وبشرية قد تفوق بها إيران متى توافرت الإرادة. فبدلا من بقائنا على مقاعد المتفرجين، جمهور منا يشجع الصهيونية ضد إيران، وجمهور يتعاطف مع إيران في مواجهة الأكاذيب الصهيونية، لماذا لا ننزل إلى الملعب كفريق له الحق في ممارسة هذه التقنية المستقبلية وعدم الانصياع إلى الضغوط الصهيونية والاكتفاء منها بالوسام الذي رشتنا به ألا وهو وسام الاعتدال العربي، أو بمعنى آخر شهادة حسن السلوك التي أنعمت بها علينا، لقد خسرنا الكثير بسبب حسن سلوكنا الذي أريد لنا أن نتحلى به بعد محاولات سلب إرادتنا.

إن الصهيونية تستغل سكوننا وسكوتنا لتهيمن علينا وعلى مقدراتنا، فلا ينبغي أن تنصرف أنظارنا عما تحيكه الصهيونية لنا بصرف أنظارنا إلى إيران بحجة أنها تعمل لإنتاج سلاح نووي. فالسلاح النووي موجود بيننا في يد إسرائيل منذ سنوات. أما إيران، فليست بحاجة إلى سلاح نووي، إنما هي تمارس حقها في امتلاك العلوم النووية، التي يجب علينا نحن العرب أن نعمل على امتلاكها، فإذا حرمنا منه الغرب بسبب الضغوط الصهيونية، فيجب أن نتوجه إلى الشرق.. الهند وباكستان وكوريا والصين وروسيا، ونضع يدنا بيد إيران لحماية المنطقة بدلاً من معاداتها، فلا نكون في هلع من امتلاكها للعلوم النووية ما دمنا شركاء معها فيه، لأنه ما دامت الصهيونية مهيمنة على القرار في الغرب فسيبقى الغرب غرباً والشرق شرقاً.

والأجدى بنا كدول شرق أوسطية أن نكون سدا منيعا لحماية منطقتنا من الأطماع الاستعمارية والصهيونية بدلا من أن نكون جسرا له لتحقيق مآربه ثم القضاء علينا. كما ورد في مخططاته التي لم تعد خافية على احد بعد أن صرح بها الرئيس ترامب ألا وهي الهيمنة على المنطقة وسلب ثرواتها، لأنهم من وجهة نظرهم لا يرونا كفؤا لامتلاك هذه الثروات الهائلة بسبب ضعف إرادتنا، وقلة حيلتنا، وسرعة استسلامنا للاستعمار الصهيوني الغربي، فلا ينبغي أن نكون خنجرا في يده نطعن أنفسنا وإخواننا وجيراننا به استسلاماً لضغوطه التعسفية.

مصطفى الصراف


https://alqabas.com/581372/