المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماك شرقاوي: المخطط الأميركي لتفتيت المنطقة حقيقي



قمبيز
09-10-2018, 06:28 AM
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2018/09/10/809814_P1901100918_main_New.jpg

عضو الحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة أكد لـ «النهار» أن أميركا لم تعد تستثمر في أمن الخليج


القاهرة - أحمد شندي

العلاقات المصرية- الأميركية ثابتة ومتزنة حتى لو مرت بفترة من التوتر إلا أنها سرعان ما تعود لطبيعتها مع نظرة واشنطن لمصر على أنها حليف استراتيجي قوي في الشرق الأوسط، ولمعرفة طبيعة ومدى قوة تلك العلاقات والسياسات العامة التي تتحرك وفقها الإدارة الأميركية في التعامل مع دول المنطقة حاورت النهار واحداً من أكثر المعنيين بالسياسة الأميركية الداخلية والخارجية، العضو البارز بالحزب الديموقراطي الأميركي وأحد المسؤولين السابقين في الحملتين الانتخابيتين للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، المواطن المصري الأصل الأميركي الجنسية ماك شرقاوي الذي أكد أن الندية والجدية هما شعار علاقات البلدين.

وأوضح شرقاوي أن أي رئيس أميركي سواء كان جمهوريا أو ديموقراطيا مجبر على الالتزام بسياسات عامة محددة من قبل دوائر صنع قرار، تمثل الدولة العميقة والدليل على ذلك تصريح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حينما أكد أن القوات الأميركية في سورية لن تنسحب وستظل متواجدة بعد ساعات قليلة من تصريح ترامب بأنه سيسحب قوات أميركا من سورية، مؤكدا أن أميركا تجهز لضربة أميركية ثالثة على سورية بحجة مسرحية هزلية عن استخدام الرئيس الأسد أسلحة كيماوية محرمة ضد المدنيين العزل.. وإلى نص الحوار:
حدثنا عن نشأتك في مصر قبل هجرتك لأميركا؟

نشأت في القاهرة وتخرجت من كلية الحقوق جامعة عين شمس وحصلت على دبلوم في القانون الدولي وعملت في المحاماة لفترة 10 سنوات في القاهرة حتى عام 2000 وهاجرت للولايات المتحدة لأني أردت التوسع في دراسات القوانين الدولية والاقتصادية وغيرت مساري الدراسي من القانوني إلى الاقتصادي وحقوق الإنسان، وشاركت في الكثير من الجمعيات الحقوقية، كما حصلت على رسالة ماجستير في إدارة الأعمال بالإضافة إلي دبلوم في القانون الدولي.

لماذا قررت الانضمام للحزب الديموقراطي الأميركي؟ وكيف أصبحت عضوا بارزا في الحزب؟

اخترت الحزب الديموقراطي الأقرب لقناعاتي لأنه يمثل التيار الليبرالي الذي لا يشترط أن يكون المنضمين إليه من علية القوم أو من الأغنياء ورجال الأعمال كحال الحزب الجمهوري المسمى بـالمحافظين، وشاركت في الحملات الانتخابية الخاصة بمرشحي الرئاسة عن الحزب وفي الحملتين الرئاستين للرئيس باراك أوباما في عام 2008 و2012، والعمل الحزبي في أميركا هو عمل عام تطوعي، ويتم النظر لي في الحزب على أنني مواطن عربي مصري مسلم، وهذا يجمع كتل انتخابية عربية للحزب.

نريد أن نتعرف أكثر على شكل الحياة السياسية والحزبية الأميركية؟

الحياة السياسية والحزبية الأميركية لها شكل خاص مختلف عن مثيلتها في أوروبا فهي قائمة على التكتلات الانتخابية ومنقسمة لحزبين كبيرين فقط: الديموقراطي والجمهوري، وهناك بعض الأحزاب الصغيرة الغير معروفة مثل حزب الخضر وحزب الشاي ولكن ليس لهم تواجد سياسي، كما أن هناك تواجداً للنواب المستقلين وأيضا منهم من ينضم إلى أحد الحزبين الكبيرين بعد التحاقه بالكونغرس الأميركي مثلما فعل العضو الديموقراطي بيرني ساندرز بعد انضمامه لمجلس الشيوخ الأميركي.

وكل المهاجرين العرب لديهم فرصة كبيرة للعمل السياسي والحزبي الأميركي.

كسياسي أميركي كيف تنظر للمناخ السياسي المصري ؟

بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو هناك تفاعل كبير بين الشارع والأحزاب ولكن مع وجود أكثر من 107 أحزاب سياسية في مصر أعتقد أنه أمر مضر للحياة السياسية تماما وليس مفيد فدولة كبيرة وعظمى مثل أميركا عدد أحزابها جميعاً 5 فقط منهما حزبان كبيران، وأرى أن الدعوة التي وجهها الرئيس السيسي للأحزاب المصرية وأكد عليها كثيرا بضرورة دمج الأحزاب المصرية في كيانات قوية حتى يكون هناك مناخ سياسي قوي، دعوة صائبة وواعية أيضا.

الدولة العميقة

من يتخذ القرار في أميركا ويحدد سياساتها العامة؟

في الولايات المتحدة الأميركية دوائر لصنع القرار، ومنها الرئاسة وهي السلطة التنفيذية والدائرة الأخرى وهي السلطة التشريعية المتمثلة في مجلسي النواب والشيوخ والسلطة الثالثة هي السلطة القضائية المتمثلة في المحكمة الأميركية العليا بالإضافة إلى الدائرة القوية وهي البنتاغون كما أن هناك الإدارات الأمنية الأميركية المتعددة وأشهرها بالطبع المخابرات المركزية CIA وهي لها دور قوي أيضا في صنع القرار، وبصفتي عضو بالحزب الديموقراطي، أصف تلك الدوائر مجتمعة بأنها الدولة العميقة وإن كان معنى هذا المصطلح في دول عربية بأنه سيئ ولكن هنا في أميركا معناه أن الدولة استقرت على مدار أعوام بأن رسم السياسات وتحديد الأجندة أصبح من اختصاص تلك الدوائر القوية التي أصبحت دولة عميقة، ويمكن تلخيص هذا الأمر بأنه لا يوجد سلطة مطلقة لأي من تلك الدوائر فهناك تناغم وفصل بين كل تلك السلطات.

وهناك سياسات عامة في أميركا يتم وضعها من تلك الدوائر وأجندات محددة يلتزم بها أي رئيس سواء كان جمهوريا أم ديموقراطيا، وحتى لو صدرت تصريحات من الرئيس لا تتماشى مع سياسات الدولة يتم الرد فورا عليها وآخرها التصريح الذي أطلقه ترامب بأن أميركا ستنسحب من سورية وهو ما جعل وزير الدفاع الأميركي يصدر تصريحا سريعا بأن أميركا ستظل متواجدة في سورية وكان هذا تضارب في التصريحات بين رئيس ووزير.
ما شعار الحزب الجمهوري ؟

شعار الحزب الجمهوري حينما يكون الرئيس من أعضائه هو خدمة رجال الأعمال وطبقة الأغنياء من خلال تخفيض الضرائب عكس حال الحزب الديموقراطي الذي يكون هدفه الطبقة المتوسطة وطبقة الفقراء والمهمشين وهو ما فعله الرئيس الأسبق أوباما حينما قام بتعديل قوانين التأمين الصحي لكي يدخل 16 مليون أميركي تحت مظلة التأمين الصحي تحت مسمى أوباما كير وهو ما واجه معارضة قوية من الحزب الجمهوري وقتها لأنه يتعارض مع مصالح حزب الأغنياء حتى أن الحزب تقدم بمشروع قانون لرفض تنفيذ هذا القانون.

كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية الأميركية ؟ ولماذا تمر علاقات البلدين في بعض الأحيان بحالة من التوتر؟

أنا متفاءل تماما بمستقبل العلاقات لأن نظرة الإدارة الأميركية الحالية لمصر هي أن مصر دولة منفتحة على العالم وتعتمد على التوازن في علاقاتها الدولية والاقليمية، وأرى أن هناك علاقة جدية وندية بين السياستين الأميركية والمصرية وهذا اتضح بالتأكيد حينما كان هناك رد قوي واعتراض قوي أيضا من الدولة المصرية على قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس كاعتراف صحيح بيهودية القدس، وما تبع هذا القرار من رفض مصر زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بينس في فبراير 2017 حيث رفض شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني مقابلته وحدثت حالة من الفتور في العلاقات جراء هذا الأمر إلا أن العلاقات عادت لطبيعتها وخاصة بعد لقاء جمع وزيري الخارجية والدفاع في البلدين للتأكيد على أن علاقات البلدين قوية وهامة والاتفاق على مناورتين عسكريتين كبيرتين مع مصر سنويا تحت مسمى النجم الساطع.

ونظرة أميركا لمصر على أنها الحليف القوي لها في منطقة الشرق الأوسط لدور الإدارة المصرية الاستراتيجي والقوي في حلحلة الأزمات والقضايا بالمنطقة.

هل مصر قادرة على رفض المعونة الأميركية ؟ وما مدى تأثيرها على علاقات البلدين؟

يجب أن يدرك الجميع أن المعونة الأميركية ضمن اتفاقية السلام التي وقعت عام 1977 بمنتجع كامب ديفيد بضمان ورعاية أميركية بين مصر وإسرائيل، فأميركا تعطي معونة عسكرية لمصر سنويا بقيمة 1.3 مليار دولار وتقريبا 2.5 مليار لإسرائيل سنوياً هدفا في وجود تقدم نوعي كمي في نوعية تسليح الجيش المصري، فالمعونة ليست مجاملة أو أمر يغدق به الأميركان على مصر، ومصر من حقها أن ترفض تلك المعونة وهو أمر دبلوماسي يرجع لمصر وحتى التصريحات المتباعدة التي تصدر من الخارجية الأميركية عن قطع جزء من تلك المعونة لمصر بحجة وجود مخالفات في ملف حقوق الإنسان تكون مجرد تصريحات للضغط فقط لأن المعونة مستمرة ولم تنقص أو تتوقف حتى في فترات التوتر في العلاقات.

نريد أن نعرف الرأي القوي في الكونغرس الأميركي عن ملف حقوق الإنسان والإرهاب في مصر؟

الرأي القوي في الكونغرس الأميركي أن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع وأن العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 أثبتت كفاءتها وأنه لولا تلك الحرب لكان الإرهاب المتواجد أضعاف الذي يشهده العالم حاليا كما أن هناك تقديرا كبيرا أيضا لتعامل الدولة المصرية مع هذا الملف ولملف حقوق الإنسان، وأغلب القوانين التي تصدر عن الكونغرس الأميركي تؤجل لأنها تخضع للموائمات السياسية وعلاقات البلدين وأبرزها قانون جاستا الذي دان السعودية في أحداث 11 سبتمبر وسمح لأهالي الضحايا بمقاضاة المملكة والآن القانون حبيس الأدراج لأن علاقات السعودية وأميركا مستقرة، وإن كان الكونغرس يتدخل كما يقول البعض في الشأن المصري ببعض المقترحات أو رفضه لبعض القوانين فإنه يفعل ذلك تقريبا مع كل دول العالم تقريبا وليس مصر وهذا ليس بمثابة تدخل في الشأن الداخلي.

مخطط حقيقي

هل هناك مخطط أميركي لشرق أوسط جديد وتقسيم مصر؟

الشرق الأوسط الجديد نعم أمر موجود، هو من نتاج من رسم السياسات الخاصة بدوائر صنع القرار الأميركي وهناك الكثير من المقالات والخرائط التي نشرت خلال عام 2000 و2003 عن تقسيم الشرق الأوسط لدويلات صغيرة، وأعتقد أن مصر خرجت من تلك الخريطة رغم أن هناك محاولات بالتأكيد لإضعاف الدولة المصرية ولتقسيمها كما نجحت في تقسيم العراق والسودان ومحاولات تقسيم سورية وتحويل ليبيا لدولة مدمرة، ولكن هناك لرسم شرق أوسط جديد إلا أن مصر خارج تلك الخريطة.

هل ستعلن أميركا الإخوان جماعة الإرهابية؟

هناك حالة من الحراك داخل الكونغرس الأميركي من خلال بعض المقترحات المقدمة لإعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية ولكن بالتأكيد هناك مصالح ودائما الأميركان يسعون لمصالحهم وكان هناك علاقات قوية لفترة بين إدارة أوباما وبين حكم الإخوان في مصر في عهد الرئيس السابق محمد مرسي وهناك دعم مالي قدم من أوباما للإخوان للوقوف بجانبهم بعد ثورة 25 يناير فقد يكون من غير الوارد هذا الأمر على الأقل في الوقت الحالي.

ونظرة الأميركان لما حدث في ثورة 30 يونيو بأنه نوع من الانقلاب العسكري الناعم وفقا لإرادة شعبية بنزول 33 مليون مواطن مصري رافضين لاستمرار مرسي في الحكم ولو كانت نظرة الإدارة الأميركية على أن ما حدث هو انقلاب على الشرعية كما يروج الإخوان لما حدث تعاون بين الدولتين سياسيا أو عسكريا لأن القانون الأميركي يمنع تماما التعامل مع الدول التي تشهد انقلابات عسكرية كاملة بفرض حكم عسكري في البلاد وهو ما لم يحدث نهائيا في مصر فحدثت فترة انتقالية وجاء رئيس مؤقت ثم أجريت انتخابات رئاسية فاز فيها الرئيس السيسي باكتساح.

سمعنا عن التجهيز لضربة أميركية ثالثة لسورية.. ما حقيقة ذلك؟

نعم أعتقد أنه يتم التجهيز حالياً في المطبخ الأميركي لضربة ثالثة موجهة لسورية بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا في ظل الاستعداد لمسرحية هزلية جديدة عن استخدام نظام بشار الأسد لأسلحة كيماوية محرمة دولية ضد المدنيين العزل في إدلب، ولا أعتقد أن أميركا ستوجه ضربات عسكرية لدول عربية أخرى لأنها لا تريد أن تدخل في حالة عداء مع العرب، وأميركا لم تعد تستثمر أموالها في تأمين منطقة الخليج وحلت محلها بريطانيا حاليا التي تستثمر ما يقرب من 10 مليارات دولار استثمارات لتأمين منطقة الخليج وأعتقد أن فرنسا وبريطانيا سيحلان محل أميركا في الملف السوري... والأزمة السورية الآن تحولت إلى كعكة يسعى كثيرون إلى الحصول على القطعة الأكبر وأميركا وروسيا وإيران وبريطانيا وفرنسا وأيضا تركيا هم الذين يقسمون تلك التورتة من وجهة نظري، وهذا الملف أصبح معقداً بسبب رغبة السيطرة والهيمنة على أراضي تلك الدولة العربية.
كيف ترى أداء البرلمان المصري؟

أداء مشكور في ظل الظروف الصعبة الذي جاء فيها، إلا أني أعيب على البرلمان عدم إذاعة الجلسات على الهواء لأنه من حق الناخبين أن يتعرفوا على أداء من انتخبوهم وهو أمر لن يضر المناخ النيابي والسياسي في مصر، كما أنني أرى أن الأحزاب المصرية غير الممثلة في البرلمان يجب أن تحل لأنها فشلت أن تصل لإقناع الناخبين.

http://www.annaharkw.com/Annahar/Article.aspx?id=809814&date=10092018