yasmeen
09-04-2018, 09:51 PM
20-08-2018
http://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1534684634330255100/1534684690000/1280x960.jpg
عندما تكون غاضباً، تصبح ضعيفاً جداً أمام تلاعب الآخرين. في هذه الحالة، تغرق عملية تفكيرك المنطقي في فيض من ردود الفعل العاطفية وردود الفعل العكسية.
لا ينتظر منا الآخرون أن نتصرّف بطريقة منطقية أو بناءة، بل يتوقعون أن تفتقر تصرفاتنا إلى النضج وأن نسعى إلى الانتقام على غرارهم. «هذا عدل». لكننا بذلك نخرّب سعادتنا بالمشاركة في لعبة «شد الحبل» هذه وتبني موقف عدائي.
لن نحقق أي تقدم بهذه الطريقة. يجب أن يتصرّف أحد بنضج في الغرفة. وإذا كانوا هم يجهلون السبيل إلى ذلك، فعلينا نحن التحلي بالنضج.
ربما نقرِّر بدلاً من ذلك ألا نأخذ كلامهم بجدية أو بحذافيره، وألا نعتبره موجهاً إلينا شخصياً. لا نقف في محكمة ولا ندافع عن نفسنا بعدما وُجّهت إلينا تهم كاذبة، بل نختار مساراً مختلفاً. نستطيع أن نفعل ما نريد بشرط أن يكون ما نقوم به مستنداً إلى خيار يخدم مصلحتنا لا خيار يسيء إليهم أو رد فعل متهور تجاه استفزازهم.
شد الحبل
لا تقع على كاهلنا مسؤولية تقويم سلوك الآخرين أو الدفاع عن أنفسنا في وجه اتهاماتهم الكاذبة. لا داعي لأن نبرهن براءتنا أو ندحض تهمهم السخيفة. انتهت لعبة شدّ الحبل. نرفض الإمساك بالحبل والتمرغ في الوحل. ما عادوا قادرين على التحكم فينا وحملنا إلى التفاعل بعدائية حسبما يحلو لهم. صرنا نملك خياراً ونمط رد بديلاً.
الخطوة الأولى للتغلب على الرد بعدائية تذكّر أننا لسنا مضطرين إلى التوضيح في الحال. إذا احتدمت المسائل، خذ استراحة ثم ادعُ الآخر إلى التحاور بدل إرغامه على خوض مناقشة فوراً. وعندما تدعوه عوض أن تحمله على الكلام قسراً في وقت يكون مناسباً لك وحدك، تعزِّز تعاونه معك. يمكنك أن تسأله:
«هل هذا الوقت مناسب للحوار؟».
«أرغب في التحاور، فهل يمكننا الجلوس معاً بعض الوقت غداً بعد الغداء؟».
«أحتاج إلى مساعدتك لأفهم ما حدث الآن. هل تملك بضع لحظات يمكننا خلالها التحاور؟».
«أود التحدث عن ... متى يكون الوقت مناسباً للحوار بالنسبة إليك؟».
ثانياً، تفادَ المراوغة واستخدم في كلامك صيغة المتكلم المفرد. على سبيل المثال، «شعرتُ بالأذى عندما» أو «أخشى أن...» أو «أشعر حقاً بـ(اختر شعوراً مثل الحزن، أو الخوف، أو الاستياء، أو الإجهاد، أو التوتر)، وأحتاج إلى مساعدتك».
ثالثاً، يمكنك أن تعبّر عما تتمنى أن يحدث من الآن فصاعداً، مثل «أفضل أن... (اذكر أمراً محدداً وممكناً)».
طريقة إيجابية
من المهم أيضاً أن تطرح طلبك بطريقة إيجابية لا سلبية. على سبيل المثال، إذا أردت أن يكف الآخر عن الصراخ، تستطيع أن تقترح: «أفضل أن نتحادث بصوت منخفض». تقوم هذه الفكرة على إطلاع الآخر على ما ترغب فيه بدل أن تخبره بما يقوم به. فإذا سألته الكف عن سلوك ما، ربما يشعر بالحيرة ولا يعلم ما عليه فعله بدلاً من ذلك. لذلك يمضي من دون أي تغيير.
يُدعى علاج الدفاع بعدائية عن نقاط ضعفنا العاطفية «الشجاعة». الأخيرة، وفق تعريفي لها، هي الاستعداد لفعل ما هو صعب والقيام به في مطلق الأحوال. نحمي أولادنا من المخاطر، وإذا لم نقم بذلك، نُعتبر مهملين. لا نتوقع من الأولاد فعل ما يُعتبر صعباً، إلا أننا لم نعد أولاداً. ولما كنا بالغين، فنستطيع الإقدام على مخاطر مناسبة. نملك اليوم خيارات ما كانت متاحة أمامنا سابقاً. وسواء قمنا بالصعب أو السهل، يبقى الخيار خيارنا وسنواجه عواقبه.
ينبع تقديرنا ذاتنا من قيامنا بالصعب. نقدّر الذهب والألماس لأنهما من المعادن الثمينة التي يصعب الحصول عليها. كذلك نقدّر منزلاً، أو مسيرةً مهنية أو تعليمية، أو علاقةً لأنها صعبة المنال، مع أن هذا ما يعزِّز قيمتها. الأمر منوط بنا، فلن نتحلى بالشجاعة إن لم نخاطر بالقيام بالصعب ونخرج تلك المشاعر المؤلمة من أعماقنا.
مخيف وصعب
لا شك في أن التغيير مخيف والمألوف مريح وسهل، ويولّد فينا الإحساس بالأمان. إلا أنه لا يكون دوماً مفيداً. لكن الجديد يشعرنا بالتحدي وعدم الاستقرار، ما يجعلنا ضعفاء وخائفين. لذلك نتفادى التغيير لأن كل جديد مخيف وصعب.
يصعب علينا التغيير. لذا يشعر الإنسان بالثقة عندما يتخذ خطوات صعبة، فيما لا يشعر بالنجاح حين ينجز الأمور السهلة. تنمو ثقتنا حين نخرج من المنطقة المريحة ونقوم بالصعب في مطلق الأحوال (مثل الإقدام على التغيير).
* آرون كارمين
http://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1534684634330255100/1534684690000/1280x960.jpg
عندما تكون غاضباً، تصبح ضعيفاً جداً أمام تلاعب الآخرين. في هذه الحالة، تغرق عملية تفكيرك المنطقي في فيض من ردود الفعل العاطفية وردود الفعل العكسية.
لا ينتظر منا الآخرون أن نتصرّف بطريقة منطقية أو بناءة، بل يتوقعون أن تفتقر تصرفاتنا إلى النضج وأن نسعى إلى الانتقام على غرارهم. «هذا عدل». لكننا بذلك نخرّب سعادتنا بالمشاركة في لعبة «شد الحبل» هذه وتبني موقف عدائي.
لن نحقق أي تقدم بهذه الطريقة. يجب أن يتصرّف أحد بنضج في الغرفة. وإذا كانوا هم يجهلون السبيل إلى ذلك، فعلينا نحن التحلي بالنضج.
ربما نقرِّر بدلاً من ذلك ألا نأخذ كلامهم بجدية أو بحذافيره، وألا نعتبره موجهاً إلينا شخصياً. لا نقف في محكمة ولا ندافع عن نفسنا بعدما وُجّهت إلينا تهم كاذبة، بل نختار مساراً مختلفاً. نستطيع أن نفعل ما نريد بشرط أن يكون ما نقوم به مستنداً إلى خيار يخدم مصلحتنا لا خيار يسيء إليهم أو رد فعل متهور تجاه استفزازهم.
شد الحبل
لا تقع على كاهلنا مسؤولية تقويم سلوك الآخرين أو الدفاع عن أنفسنا في وجه اتهاماتهم الكاذبة. لا داعي لأن نبرهن براءتنا أو ندحض تهمهم السخيفة. انتهت لعبة شدّ الحبل. نرفض الإمساك بالحبل والتمرغ في الوحل. ما عادوا قادرين على التحكم فينا وحملنا إلى التفاعل بعدائية حسبما يحلو لهم. صرنا نملك خياراً ونمط رد بديلاً.
الخطوة الأولى للتغلب على الرد بعدائية تذكّر أننا لسنا مضطرين إلى التوضيح في الحال. إذا احتدمت المسائل، خذ استراحة ثم ادعُ الآخر إلى التحاور بدل إرغامه على خوض مناقشة فوراً. وعندما تدعوه عوض أن تحمله على الكلام قسراً في وقت يكون مناسباً لك وحدك، تعزِّز تعاونه معك. يمكنك أن تسأله:
«هل هذا الوقت مناسب للحوار؟».
«أرغب في التحاور، فهل يمكننا الجلوس معاً بعض الوقت غداً بعد الغداء؟».
«أحتاج إلى مساعدتك لأفهم ما حدث الآن. هل تملك بضع لحظات يمكننا خلالها التحاور؟».
«أود التحدث عن ... متى يكون الوقت مناسباً للحوار بالنسبة إليك؟».
ثانياً، تفادَ المراوغة واستخدم في كلامك صيغة المتكلم المفرد. على سبيل المثال، «شعرتُ بالأذى عندما» أو «أخشى أن...» أو «أشعر حقاً بـ(اختر شعوراً مثل الحزن، أو الخوف، أو الاستياء، أو الإجهاد، أو التوتر)، وأحتاج إلى مساعدتك».
ثالثاً، يمكنك أن تعبّر عما تتمنى أن يحدث من الآن فصاعداً، مثل «أفضل أن... (اذكر أمراً محدداً وممكناً)».
طريقة إيجابية
من المهم أيضاً أن تطرح طلبك بطريقة إيجابية لا سلبية. على سبيل المثال، إذا أردت أن يكف الآخر عن الصراخ، تستطيع أن تقترح: «أفضل أن نتحادث بصوت منخفض». تقوم هذه الفكرة على إطلاع الآخر على ما ترغب فيه بدل أن تخبره بما يقوم به. فإذا سألته الكف عن سلوك ما، ربما يشعر بالحيرة ولا يعلم ما عليه فعله بدلاً من ذلك. لذلك يمضي من دون أي تغيير.
يُدعى علاج الدفاع بعدائية عن نقاط ضعفنا العاطفية «الشجاعة». الأخيرة، وفق تعريفي لها، هي الاستعداد لفعل ما هو صعب والقيام به في مطلق الأحوال. نحمي أولادنا من المخاطر، وإذا لم نقم بذلك، نُعتبر مهملين. لا نتوقع من الأولاد فعل ما يُعتبر صعباً، إلا أننا لم نعد أولاداً. ولما كنا بالغين، فنستطيع الإقدام على مخاطر مناسبة. نملك اليوم خيارات ما كانت متاحة أمامنا سابقاً. وسواء قمنا بالصعب أو السهل، يبقى الخيار خيارنا وسنواجه عواقبه.
ينبع تقديرنا ذاتنا من قيامنا بالصعب. نقدّر الذهب والألماس لأنهما من المعادن الثمينة التي يصعب الحصول عليها. كذلك نقدّر منزلاً، أو مسيرةً مهنية أو تعليمية، أو علاقةً لأنها صعبة المنال، مع أن هذا ما يعزِّز قيمتها. الأمر منوط بنا، فلن نتحلى بالشجاعة إن لم نخاطر بالقيام بالصعب ونخرج تلك المشاعر المؤلمة من أعماقنا.
مخيف وصعب
لا شك في أن التغيير مخيف والمألوف مريح وسهل، ويولّد فينا الإحساس بالأمان. إلا أنه لا يكون دوماً مفيداً. لكن الجديد يشعرنا بالتحدي وعدم الاستقرار، ما يجعلنا ضعفاء وخائفين. لذلك نتفادى التغيير لأن كل جديد مخيف وصعب.
يصعب علينا التغيير. لذا يشعر الإنسان بالثقة عندما يتخذ خطوات صعبة، فيما لا يشعر بالنجاح حين ينجز الأمور السهلة. تنمو ثقتنا حين نخرج من المنطقة المريحة ونقوم بالصعب في مطلق الأحوال (مثل الإقدام على التغيير).
* آرون كارمين