المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : “نهج البلاغة” ليس كتاباً شيعياً وأعضاء لجنة الرقابة ليسوا منزهين عن الخطأ ... حسن علي كرم



الراي السديد
09-03-2018, 06:47 PM
سبتمبر 2, 2018

http://adengd.net/uploads/pics/1469875875.jpeg

حسن علي كرم - السياسه

قال النائب المحترم صالح عاشور في تصريحاته الاخيرة انه يحذر وزير الاعلام محمد الجبري من منع تداول كتاب” نهج البلاغة”، وان ذلك ان صح سيصعده منصة الاستجواب.

فمن على حق، الوزير اذا منع الكتاب، ام صالح عاشور الذي هدده بالاستجواب؟

احتفظ في مكتبتي بكتاب” نهج البلاغة” منذ ستينات من القرن الماضي، اي اكثر من نصف قرن (الكتاب مطبوع سنة 1963 وهي الطبعة الثانية)، واقتنيته من احدى مكتبات الكويت حين كان بيع الكتب تجارة رائجة وزاخرة، وروادها يتدافعون على الشراء والاقتناء وتزويد مكتباتهم الخاصة باغنى وادسم الكتب، من شتى المواضيع والعناوين، تاريخ وعلوم ودين وشعر ورواية، هذا بخلاف المجلات والصحف الواردة إلينا وبخاصة من مصر ولبنان، علاوة على الكتب والمجلات الاجنبية، وتحديداً الانكليزية، والكتب والمطبوعات، عموماً، حينذاك لم تكن خاضعة للرقابة الشديدة، ولذلك كنت تجد كتب الشرق الشيوعي، والغرب الراسمالي، وكتب الأديان والمذاهب والفلسفة والوجودية والإلحاد، كلها متراصة جنباً الى جنب في رفوف المكتبات، و ما على القارئ الا ان يختار ما يناسب ثقافته وذائقته الفكرية من دون ان يعترض او يتعرض على باب المكتبة لمخبر متنمر او شرطي جاهل متعجرف.

لعل اضمحلال تجارة الكتب واختفاء المكتبات من الاسواق، ليس لانصراف القرّاء عن القراءة، وظهور الوسائل التكنولوجية المنافسة او البديلة، ولا لتزايد أعداد الأمية أو انتشار الجهل او للظروف الاقتصادية الصعبة او لغلاء أسعار الكتب، بقدر ما هناك أسباب نفسية وحرب المصادرة التي نشطت الدوائر الرقابية في كل من وزارتي “الاوقاف” والاعلام، و هما الوزارتان المسؤولتان عن نشر الوعي والثقافة والتنوير في الأمة، الا ان تضييق الحرية الفكرية، اذا صح القول، مع تفشي ظاهرة الفكر الديني المتزمت، وهو فكر احادي لا يقبل الاخر، حتى وان كان هذا الاخر متوافقا معه عقلاً ومنطقاً، المصيبة ان التشدد يزداد في وقت اكتسحت فيه وسائل التكنولوجيا الجبارة التي لا يستطيع الرقابيون والمتزمتون والاجهزة البوليسية منع الناس من تداول برامجها اذ بضغط الزر تستطيع اكتشاف العالم وعلومه وأسراره واخباره، لذا يصح القول ان الرقابة وسيلة من الوسائل المتخلفة ومضحكة وغبية ، ولا تليق بعصر الانفتاح و التنوير.

كتاب” نهج البلاغة” ليس كتاباً سياسياً ولا هو كتاب مذهبي، ولا وضع لفئة من البشر، بقدر ما هو كتاب يحتوي بين دفتيه خطبا وأقوالا وحكما قالها الامام علي( عليه السلام) في مختلف الظروف والمناسبات، وجمعها الشريف الرضي الذي يقول عن أسباب جمعها، انه لما انتهى من تأليف كتاب عن خصائص الأئمة(عليهم السلام) ألح عليه أصدقاؤه الذين أعجبوا بالكتاب ان يبتدئ بتأليف كتاب يحتوي على مختارات كلام مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في جميع فنونه، ومتشعبات غصونه من خطب وكتب ومواعظ وادب.
علماً ان ذلك يضمن من عجائب البلاغة، و غرائب الفصاحة وجواهر العربية وثاقب الكلم الدينية والدنيوية ما لا يوجد مجتمعاً في كلام، ولا مجموع الأطراف في كتاب الى اخر محتوى المقدمة.

اما الامام الأكبر شيخ الأزهر الامام محمد عبده الذي تولى شرح موضوعات الكتاب، فيقول عن دوافع جذبه وحدبه لشرح محتوى الكتاب:” فقد اوفى لي حكم القدر بالاطلاع على كتاب” نهج البلاغة” مصادفة بلا تعمد”.

ثم يضيف في مكان اخر من مقدمته:” فتصفحت بعض صفحاته وتأملت جملاً من عباراته من مواضع مختلفات ومواضيع متفرقات فكان يخيل لي في كل مقام ان حروباً شبت وغارات شقت وان للبلاغة دولة وللفصاحة صولة”.

هناك بدعة غير حميدة ولا حكيمة ابتدعها غلاة الدين والمتزمتون الذين نجحوا بالسطوة والتسلط في ليلة ظلماء على مقامع الدول والبلدان وعلى رقاب الشعوب، التي غدت بلا حول ولا قوة، غير التفرج والسوق في حياض هؤلاء المتزمتين البغاة، فابتدعوا لهم ديناً غير الدين الذي سار عليه الآباء والاجداد، ففرقوا الناس وكفروا ناساً وشككوا في أقوال وخطابات الاولين، فراحوا يعبثون بذريعة المراجعة والتصويب حيناً، وبالتنقية والتدقيق حيناً اخر، وبتحريم ومصادرة افكار او كتب تراثية تخالف ولا تنساق مع عقليتهم المتطرفة والمنغلقة الجاهلة، وهكذا انحرمت الأمة من تراث فكري وثقافي خلفها الاولون، جرى العبث والتلاعب والمصادرة والتقطيع، وكأن بظنهم ان الناس قصار عقل وفهم وفكر وهم وحدهم ذوات عقل وفكر وفطنة، وما مصادرة كتاب “نهج البلاغة” الا لدليل من تلك الأدلة، وتعسف وافتآت واعتداء على ميراث فكري وثقافي ولغوي وحرمان للقارئ والمطلع المتخصص او القارئ العادي.

اذا ظنوا ان بمنع كتاب” نهج البلاغة” سيضربون الناس بعضهم بعضا او يشغلونهم عن الانشغال بهمومهم اليومية او بقضايا الأمة، واذا ظنوا ان بمنع الكتاب قد نصروا دينا او مذهباً، اذا كان هذا ظنهم، فـ”نهج البلاغة” ليس كتاباً لطائفة دون اخرى، ولا مؤلفه محسوب على طائفة دون اخرى، فالإمام علي(عليه السلام) رابع الخلفاء الراشدين، وخليفة المسلمين اعترف من اعترف، او رفض من رفض.

هناك من الغلاة والمتشددين ناقصي العلم والرأي والرؤية لا يعجبهم الا ان يروا الناس في تقاتل وتباغض، هؤلاء اهل فتنة، هولاء البغاة الذين تجب محاربتهم، وكشف زيفهم وجهلهم وحقدهم على الدين والأمة.

نعود مجدداً لنقول منع او مصادرة كتاب مثل كتاب” نهج البلاغة”، وهو كتاب لكل قارئ يبحث عن البلاغة اللغوية والحكمة والنصيحة والغوص في ملكوت السموات والارض وسبر أغوار النفوس، انما يخيب ظنه، فالكتاب ليس شيعياً حتى يشمئز منه السنة، و لا هو كتاب سني حتى يقاطعه الشيعة، الكتاب لمن يجهل، وبخاصة لاعضاء لجنة الرقابة على الكتب المحترمين الذين أخال انهم لم يضيعوا وقتهم حتى بتقليب صفحاته، فما بال موضوعاته التي تحتاج الى شراح و ترجمان متخصص في اللغة وعلم النفس والشعر ومجاري الأحداث حتى يستوعب ما تحتويه صفحاته، هذا عن أجزائه وصفحاته الكثيرة؟

ان منع كتاب “نهج البلاغة” ليس تنغيصا على الشيعة اذا ظن العابثون ودعاة الفتنة هذا، انما تنغيص لكل الأمة بكل طوائفها، لذلك نقول لا تعبثوا ولا تظنوا إنكم حميتم الأمة، او درأتم الاعتداء عن الدين، فالاعتداء الحقيقي هو العبث والتقطيع الجاهل واللا وعي في تراث الأمة، وان المنع او الاجتزاء والتقطيع بالمصنفات والموروثات التراثية ما هو الا اعتداء على الفكر وجريمة على الحريات، وعلى كل صاحب فكر ووعي وعقل وثقافة ورؤى ان يتصدى للعبث والتقطيع والمنع والمصادرة للحق الطبيعي للناس من حق الاطلاع والقراءة، وحق البحث والنقد.

ان اللجنة المزعومة ليس أعضاؤها منزهون عن الخطيئة ولا هم منزلون من السماء حتى لا تزل عقولهم او عيونهم عن الخطأ، ولا هم بلغاء الأمة او حماة عقلها حتى يمنعوا ويلغوا ويصادروا افكار الناس، ويتركوا لهم الغث وكتب التسلية والطبخ والكلمات المتقاطعة!

صحافي كويتي

http://al-seyassah.com/%D9%86%D9%87%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%BA%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D9%8B-%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D9%8B/

كاكاو
09-04-2018, 06:24 AM
لماذا السكوت الشعبي على هذا التعدي السافر على الكتاب من قبل التيارات التكفيرية في وزارة الاعلام والاوقاف؟

كوثر
09-04-2018, 06:37 AM
https://pbs.twimg.com/profile_images/752802300977176576/J9YIHl-V_bigger.jpg

جعفر رجب

@jafarrajab

-هل قرأت مئة عام من العزلة؟
*لا
-الحب في زمن الكوليرا؟
*لا
-وعاظ السلاطين؟
*لا
-الكوميديا الالهية؟
*لا
-العرب ظاهرة صوتية؟
*لا
-مثنوي جلال الدين الرومي؟
*لا
-زوربا اليوناني؟
*لا
-اسم الوردة؟
*لا
-قواعد العشق ال٤٠؟
*لا
-شفرة دافنشي؟
*لا
-نهج البلاغة؟
*لا
-ليش؟
*حكومتنا ما ترضى..!


https://twitter.com/jafarrajab/status/1036567023826989056

كوثر
09-04-2018, 06:45 AM
https://pbs.twimg.com/profile_images/752802300977176576/J9YIHl-V_bigger.jpg

جعفر رجب

@jafarrajab
١ سبتمبر

اما تبريرهم لمنع كتاب نهج البلاغة واللي خصوها بالشرح فهو اقبح من ذنب...يقولون نسمح بالكتاب بدون شرح وتوضيح لان فيها اساءة للصحابة وووووو...
شنو هالاكتشاف العظيم اللي محد اكتشفه خلال اكثر من الف سنة واستطاعت وزارة الاعلام كشفها من خلال لجنتهم المباركة...


https://pbs.twimg.com/profile_images/752802300977176576/J9YIHl-V_bigger.jpg

جعفر رجب

@jafarrajab
١ سبتمبر

وزارة الاعلام بشرونا بان من يراقبون الكتب تسعة اكاديميين...يحسسونك انهم يراقبون مسبار فضائي مو كتب فيها راي وفن وثقافة ...المهم الوزارة ماذكرت لما اسماء الاكاديميين التسعة ..ودنا نتعرف عليهم وعلى شهاداتهم ...



https://pbs.twimg.com/profile_images/752802300977176576/J9YIHl-V_bigger.jpg

جعفر رجب

@jafarrajab
١ سبتمبر

بيان وزارة الاعلام حول الرقابة على الكتب ...استعلائي ووتحدث بلغة فوقية وكأنهم حماة الفكر وسور الثقافة ضد اعداء الفضيلة والجهلة من الشعب ...

jameela
09-04-2018, 03:07 PM
هناك جماعات متأسلمه إستولت على مراكز القرار في الرقابة وهي التي تصدر مثل هذه القرارات السقيمه لاستفزاز المكونات الأخرى في المجتمع الكويتي

الموضوع ليس كما يقول وكيل وزارة الإعلام المساعد بأن هناك إضافات على الكتاب كما تم تلقينه

فالتاريخ الإسلامي موجود ومعروف ومكتوب في كتب السنة قبل كتب الشيعه ونهج البلاغه ذكر بعض هذه الحوادث ، ومنعه يأتي في سياق إستفزاز الآخرين والشعور بالهيمنة عليهم

مطيع
09-04-2018, 03:44 PM
يستخدمون القانون لقمع الآخرين

فيثاغورس
09-05-2018, 07:40 AM
http://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1519752591660296900/1519753025000/640x480.jpg

الله بالنور : لماذا الرقابة؟!

05-09-2018

كتب المقال د. ناجي سعود الزيد

اترك كتاباً في أي مكان عام، وعد إليه في اليوم التالي، وقد تجده في مكانه أو بحوزة العامل أو الحارس أو النادل في المطعم أو المقهى.

اترك تليفونك أو ساعتك أو أي شيء آخر في المكان نفسه، عشرين دقيقة فقط، وعندما تعود فستجده مسروقاً ولن تلمس له أثراً بالسؤال عنه...

ماذا يعني ذلك؟!

بلا شك أن الكتاب في هذا البلد لا يستحق السرقة، لأنه ليس هناك إلا القليل ممن يقرأون، لذلك أجدها بلوى من البلاوي الدائمة أن تكون هناك لجنة للرقابة على الكتب؛ تسمح وتمنع وفقاً للمزاج السياسي، سواء كان دينياً أو غير ذلك!

منع الكتب من التداول لا ينقص من تداولها، وقد يبدو فخراً الحصول على كتاب ممنوع موجود في بيروت أو القاهرة أو لندن أو نيويورك أو باريس، ويزداد الطلب للحصول عليه، ولكن لا يقرأه إلا القليل، وبذلك نرى أن الهدف هو الحصول على الممنوع، وليس الكتاب بذاته.

ليس هناك قراء للكتب إلا القلة، وأصبح وجودها على الوسائل الإلكترونية أسهل من شراء أي شيء من أي جمعية تعاونية، إن أردنا ذلك.

وعليه، فإن السماح للكتب لن يضير المجتمع بشيء، مهما كانت نوعية الكتاب أو الكتابة، ولا حاجة أصلاً للجنة رقابة على الكتب، لذا فإن إلغاءها... أفضل.


http://www.aljarida.com/articles/1536082317309525500/

لطيفة
09-06-2018, 06:40 AM
http://www.alraimedia.com/media/718d8df9-a5b2-45f0-9a7b-dfb938d18ad4/r7Plkw/Photos/Y-2018/M-09/D-06/162d1ff9-c906-4de7-98eb-cd963aed75a1/20180905164936824.jpeg

نهج البلاغة... ورحلة العودة إلى التعددية


06 سبتمبر 2018

الكاتب: أ. د. عبداللطيف بن نخي


أقر قانون رقم 3 لسنة 2006، في شأن المطبوعات والنشر، في مجلس الفصل التشريعي العاشر (2003-2006). ومن أبرز إيجابيات هذا القانون، أنه فتح الباب لإصدار تراخيص جديدة للصحف. وأما سلبياته، فسأكتفي بالإشارة إلى الخلل في المادة 19 من القانون، التي تنص على أنه «يحظر المساس بالذات الإلهية أو القرآن الكريم أو الأنبياء أو الصحابة الأخيار أو زوجات النبي - صلي الله عليه وآله وسلم - أو آل البيت - عليهم السلام - بالتعريض أو الطعن أو السخرية أو التجريح بأي وسيلة من وسائل التعبير المنصوص عليها في المادة 29 من القانون رقم 31 لسنة 1970 بتعديل بعض أحكام قانون الجزاء رقم 16 لسنة 1960».

هناك اشكاليتان في هذه المادة. الأولى مرتبطة بتعريف الصحابة وآل البيت، فالمذكرة الايضاحية للقانون تنص على أنه «يقصد بالصحابة كل من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- مسلما مؤمنا به ومات على ذلك خصوصا أزواجه وآل بيته - عليهم السلام. كما يقصد بآل البيت - عليهم السلام - آله وأقرباؤه المؤمنون به الذين عاصروه ورأوه في حياته - صلى الله عليه وسلم».

من الواضح أن هذا التعريف لم يراع اختلاف الآراء الإسلامية حول تعريف الصحابة وآل البيت، كما أنه تجاهل مكانة أئمة آل البيت من غير الصحابة، كالإمام جعفر الصادق عليه السلام، لدى شريحة واسعة جدا من المسلمين، فلم يُشملهم في الحصانة. وبذلك هذه المادة يعيبها التمييز بين المواطنين في حقوقهم، وتحديدا حق تحصين رموزهم الدينية، وتباعا تعتبر مخالفة للمادة (29) من الدستور.

وأما الإشكالية الثانية، فهي متعلقة بتطبيق هذه المادة القانونية. فقد ضيّقت كثيراً على حرية البحث العلمي، المكفولة وفق المادة 36 من الدستور، إلى درجة أن عرض بعض الأحداث التاريخية المتفق عليها، من باب الاستدلال، قد يصنّف تعريضاً أو تجريحاً لأحد المحصنين في المادة القانونية.

أضف إلى ذلك، أن ذات المادة القانونية وظّفت في منع الكثير من الكتب القيمة، ومن أشهرها شرح نهج البلاغة للشيخ الفقيه المصري محمد عبده.

المراد أنه بعد مرور 12 سنة من التطبيق، ثبت أن هذه المادة القانونية تقيّد كثيرا الحريات الدينية المكفولة وفق المادة 35 من الدستور. حيث منع العديد من خطباء الحسينيات من دخول الكويت، بحجة أنهم خالفوا تلك المادة القانونية، وإن كانت «مخالفتهم» وقعت خارج الكويت وقبل تشريع القانون! وفي ذات الوقت، لم توفر وزارة التعليم العالي البديل الكويتي، عبر بعثات لدراسة العلوم الدينية وفق مذهب أهل البيت.

لذلك أناشد البرلمان، تعديل صياغة هذه المادة القانونية، لتكون أكثر توافقا مع نص وروح الدستور، خصوصا وأن قطار العودة إلى ثقافتنا الأصيلة قد بدأ رحلته، متجها إلى أجواء التعايش والتآخي التي كانت سائدة داخل السور وحوله، وظاهرة على ظهر سفن الغوص والسفر، وملموسة في بلدان الغربة كالهند والزنجبار.

بالرغم من سعادتي بجميع محطات رحلة العودة إلى التعددية، وأحدثها محطة اعتصام عدد من المحتجين، على قرارات منع المطبوعات، أمام وزارة الإعلام مساء السبت الماضي، إلا أنني لاحظت أن بعض تلك المحطات تشوبها شعارات ومطالبات خاطئة، وتحتاج إلى تقويم عاجل. فعلى سبيل المثال، ضمن محطة التفاعل الشعبي ضد قرار منع كتاب نهج البلاغة، الذي تم نفيه لاحقا، طالب البعض بأن يكون الاحتجاج ضمن مشروع أوسع يستهدف إلغاء الرقابة على المطبوعات بشكل عام. واعتبر هذا البعض، أن إصرار آخرين على المطالبة بإجازة نهج البلاغة بشكل منفرد، دافعه «الأنانية السخيفة». بالرغم من انزعاجي من لجوء البعض إلى تسفيه الرأي المختلف، إلا أنني أكثر استياءً وتخوفاً من سياسة تهميش خصوصية الحريات الدينية.

صحيح أن منع بعض الروايات خطأ، ولكن ليس بفداحة منع الكتب الدينية، وإن كانت تتضمن ما يخالف عقيدتنا، لأن في منعها شبهة تمييز وتقييد حريات دينية، مجرمة دستورياً ودولياً، من قبل الجهات والدول التي تراقب بشكل «خاص» ودوري حال الحريات الدينية في دول العالم. لذلك، أدعو الجميع إلى الاقتداء بالمجتمعات المتحضرة، في التزامها بإجازة تداول كتب دينية تتعارض مضامينها مع معتقداتهم. «اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه».

abdnakhi@yahoo.com

http://www.alraimedia.com/Home/Details?id=162d1ff9-c906-4de7-98eb-cd963aed75a1