yasmeen
06-17-2005, 01:36 AM
بوب هيربرت
هل من خطر ترى من تصنيف جورج دبليو بوش ضمن من تولوا قيادة الجيش الاميركي، فالرجل لم يعجز فحسب حتى الآن في كسب الحرب في العراق، بل ان قطاعات مهمة في الجيش الاميركي باتت تعاني من التدهور السريع تحت ظل قيادته.
فقد قالت مصادر في الجيش يوم الجمعة انها لم تنجح للشهر الرابع على التوالي في تحقيق اهدافها ذات الصلة بتجنيد عناصر جديدة، فيما نجحت قوات مشاة البحرية الاميركية في هذا الجانب خلال مايو (أيار) الماضي فقط، وهو أول شهر ناجح بالنسبة للمارينز خلال هذا العام.
وفي إطار سعيه لملء الفراغ في مختلف الرتب، اضطر الجيش الاميركي الى تجنيد المزيد من الطلاب الذين لم يدرسوا بعد الثانوية، فضلا عن المتقدمين الذين يحتلون ذيل قائمة النقاط.
ومع مزاعم ارتكاب افراد الجيش الاميركي انتهاكات في العراق، بات الشباب الاميركي يعتقد ان لا فائدة من وظيفة تكون من اكثر مهاراتها اهمية، تفادي الرصاص وتجنب العبوات الناسفة التي تزرع على جوانب الطرق.
السبب الرئيسي وراء توجه الولايات المتحدة نحو خيار جيش كامل من المتطوعين عام 1973، هو التأكيد للذين لا يرغبون في القتال، انه لا ينبغي عليهم خوضه. ولكن هذا الخيار تجري حاليا ممارسته بالفعل، ذلك ان حرية التصرف والتقديرات الشخصية باتت الآن مقدمة على البسالة والإقدام. ويمكن القول بصورة عامة ان الشباب والآباء والأمهات على حد سواء، باتوا يديرون ظهورهم بصورة متزايدة للجيش.
في المقابل يبدو ان الجيش الاميركي بات في حاجة الى خدمة الأفراد، الى درجة انه لا يريد الاستغناء حتى عن خدمة بعض الجنود المسببين للمشاكل، او حتى القوات الفاقدة للياقة والقدرات القتالية والانضباط. يضاف الى ذلك ان الجهات المعنية بالتجنيد، قلصت من المعايير التي كانت متبعة في القبول لرتب الضباط الدنيا.
فعلى سبيل المثال بات من الممكن التغاضي حاليا عن المخالفات الجنائية الصغيرة، وهو ما كان محرما في السابق.
وفي نفس الوقت، بات العاملون في إدارة التجنيد بالجيش الاميركي يتتبعون صبية المدارس الثانوية بغرض دفع رغبتهم في التجنيد، مما أثار قلق أولياء امورهم الذين اعربوا عن رغبتهم، في كثير من الحالات، في ابتعاد مسؤولي التجنيد عن مدارس أبنائهم وبناتهم.
وتقول ايمي هاغوبيان، المسؤولة في إحدى اللجان المحلية لأولياء أمور الطلاب والطالبات بمدرسة غارفيلد الثانوية بسياتل، ان المسؤولين عن التجنيد يهددون وجود الطلاب والطالبات الى حد يتطلب التدخل في الأمر. وتشكو ايمي، وهي ام لطالب عمره 18 عاما يدرس في نفس المدرسة، من ان مسؤولي التجنيد دائما ما يحاولون اجتذاب اهتمام طلاب الثانويات، دون إبلاغهم بالأخطار المحتملة في الحياة العسكرية. فهؤلاء يتوجهون الى المدارس وبحوزتهم الكثير من الهدايا، مثل القمصان (تي شيرت) والفطائر والسلاسل التي تستخدم لحفظ المفاتيح، فضلا عن وعود كثيرة لا يفون بها في الغالب. هؤلاء الشباب لا يسمعون شيئا عن احتمالات تعرضهم للقتل او العاهات والتشوهات، او الصدمات الناتجة عن قتل شخص آخر.
«وظيفة الجندي هي القتل». لا أزال اتذكر الجنود المسؤولين عن التدريس الاساسي وهم يصيحون فينا قبل عقود: «من أنت؟ من أنت؟»، لنرد نحن على سؤالهم قائلين إننا قاتلون وان مهمتنا هي القتل.
يعرض الجيش الاميركي، الذي يبحث عن حلول لمشاكله، للمجندين فترة خدمة لا تزيد على 15 شهرا بحوافز تصل الى اكثر من 40000 دولار، إلا انه ربما يواجه مشكلة يصعب حلها بأي مبلغ من المال. فالاميركيون باتوا يعرفون بشاعة وعبثية الحرب في العراق. فقد قتل يوم الخميس الماضي خمسة من جنود مشاة البحرية الاميركية في هجوم غرب العاصمة العراقية بغداد، وفي اليوم التالي ظهر العنوان الرئيسي بصحيفة الواشنطن بوست يقرأ «المهمة غير الممكنة» على الصفحة الاولى في سياق الوصف لمساعي إعادة بناء الجيش العراقي.
وأشارت نتائج استطلاع للرأي اجرته «واشنطن بوست» و«أي بي سي» الاسبوع الماضي الى ان حوالي ثلاثة ارباع الاميركيين يعتقدون ان عدد الخسائر وسط الجنود الاميركيين في العراق امر غير مقبول، فيما ترى نسبة 60 بالمائة ان الحرب في العراق لم تكن تستحق ذلك.
ثمة ما يثير الحرج ازاء محاولات أي حكومة عرض بعض المغريات على الصبية لإقناعهم بالانخراط في الجيش والقتال، وربما الموت، في ما كان ينبغي لهكذا حرب ان يخوضها بلدهم منذ البداية. يضاف الى ذلك ان هناك العديد من التساؤلات ازاء ما كان طلاب وطالبات المرحلة الثانوية على استعداد لاتخاذ قرار صائب حول الالتحاق بالجيش. ويمكن القول في هذا السياق ان المعرفة الإضافية والنضج الذي يكتسبونه خلال السنوات الاولى، بعد الفراغ من مرحلة الدراسة الثانوية، يساعدان الطلاب والطالبات على الاتجاه صوب خيار اكثر عقلانية وترو.
ويبقى القول ان أولياء أمور هؤلاء الطلاب والطالبات، والذين باتوا هدفا للجهات المسؤولة عن استقطاب مجندين جددا للجيش الاميركي، باتوا يشكلون حركة مناهضة للحرب، يمكن ان تصبح اكثر فعالية لاحقا، لأن هؤلاء إنما يقولون، وفي واقع الأمر، لأبنائهم وبناتهم: «لا.... لن ندعكم تذهبون الى الجحيم».
هل من خطر ترى من تصنيف جورج دبليو بوش ضمن من تولوا قيادة الجيش الاميركي، فالرجل لم يعجز فحسب حتى الآن في كسب الحرب في العراق، بل ان قطاعات مهمة في الجيش الاميركي باتت تعاني من التدهور السريع تحت ظل قيادته.
فقد قالت مصادر في الجيش يوم الجمعة انها لم تنجح للشهر الرابع على التوالي في تحقيق اهدافها ذات الصلة بتجنيد عناصر جديدة، فيما نجحت قوات مشاة البحرية الاميركية في هذا الجانب خلال مايو (أيار) الماضي فقط، وهو أول شهر ناجح بالنسبة للمارينز خلال هذا العام.
وفي إطار سعيه لملء الفراغ في مختلف الرتب، اضطر الجيش الاميركي الى تجنيد المزيد من الطلاب الذين لم يدرسوا بعد الثانوية، فضلا عن المتقدمين الذين يحتلون ذيل قائمة النقاط.
ومع مزاعم ارتكاب افراد الجيش الاميركي انتهاكات في العراق، بات الشباب الاميركي يعتقد ان لا فائدة من وظيفة تكون من اكثر مهاراتها اهمية، تفادي الرصاص وتجنب العبوات الناسفة التي تزرع على جوانب الطرق.
السبب الرئيسي وراء توجه الولايات المتحدة نحو خيار جيش كامل من المتطوعين عام 1973، هو التأكيد للذين لا يرغبون في القتال، انه لا ينبغي عليهم خوضه. ولكن هذا الخيار تجري حاليا ممارسته بالفعل، ذلك ان حرية التصرف والتقديرات الشخصية باتت الآن مقدمة على البسالة والإقدام. ويمكن القول بصورة عامة ان الشباب والآباء والأمهات على حد سواء، باتوا يديرون ظهورهم بصورة متزايدة للجيش.
في المقابل يبدو ان الجيش الاميركي بات في حاجة الى خدمة الأفراد، الى درجة انه لا يريد الاستغناء حتى عن خدمة بعض الجنود المسببين للمشاكل، او حتى القوات الفاقدة للياقة والقدرات القتالية والانضباط. يضاف الى ذلك ان الجهات المعنية بالتجنيد، قلصت من المعايير التي كانت متبعة في القبول لرتب الضباط الدنيا.
فعلى سبيل المثال بات من الممكن التغاضي حاليا عن المخالفات الجنائية الصغيرة، وهو ما كان محرما في السابق.
وفي نفس الوقت، بات العاملون في إدارة التجنيد بالجيش الاميركي يتتبعون صبية المدارس الثانوية بغرض دفع رغبتهم في التجنيد، مما أثار قلق أولياء امورهم الذين اعربوا عن رغبتهم، في كثير من الحالات، في ابتعاد مسؤولي التجنيد عن مدارس أبنائهم وبناتهم.
وتقول ايمي هاغوبيان، المسؤولة في إحدى اللجان المحلية لأولياء أمور الطلاب والطالبات بمدرسة غارفيلد الثانوية بسياتل، ان المسؤولين عن التجنيد يهددون وجود الطلاب والطالبات الى حد يتطلب التدخل في الأمر. وتشكو ايمي، وهي ام لطالب عمره 18 عاما يدرس في نفس المدرسة، من ان مسؤولي التجنيد دائما ما يحاولون اجتذاب اهتمام طلاب الثانويات، دون إبلاغهم بالأخطار المحتملة في الحياة العسكرية. فهؤلاء يتوجهون الى المدارس وبحوزتهم الكثير من الهدايا، مثل القمصان (تي شيرت) والفطائر والسلاسل التي تستخدم لحفظ المفاتيح، فضلا عن وعود كثيرة لا يفون بها في الغالب. هؤلاء الشباب لا يسمعون شيئا عن احتمالات تعرضهم للقتل او العاهات والتشوهات، او الصدمات الناتجة عن قتل شخص آخر.
«وظيفة الجندي هي القتل». لا أزال اتذكر الجنود المسؤولين عن التدريس الاساسي وهم يصيحون فينا قبل عقود: «من أنت؟ من أنت؟»، لنرد نحن على سؤالهم قائلين إننا قاتلون وان مهمتنا هي القتل.
يعرض الجيش الاميركي، الذي يبحث عن حلول لمشاكله، للمجندين فترة خدمة لا تزيد على 15 شهرا بحوافز تصل الى اكثر من 40000 دولار، إلا انه ربما يواجه مشكلة يصعب حلها بأي مبلغ من المال. فالاميركيون باتوا يعرفون بشاعة وعبثية الحرب في العراق. فقد قتل يوم الخميس الماضي خمسة من جنود مشاة البحرية الاميركية في هجوم غرب العاصمة العراقية بغداد، وفي اليوم التالي ظهر العنوان الرئيسي بصحيفة الواشنطن بوست يقرأ «المهمة غير الممكنة» على الصفحة الاولى في سياق الوصف لمساعي إعادة بناء الجيش العراقي.
وأشارت نتائج استطلاع للرأي اجرته «واشنطن بوست» و«أي بي سي» الاسبوع الماضي الى ان حوالي ثلاثة ارباع الاميركيين يعتقدون ان عدد الخسائر وسط الجنود الاميركيين في العراق امر غير مقبول، فيما ترى نسبة 60 بالمائة ان الحرب في العراق لم تكن تستحق ذلك.
ثمة ما يثير الحرج ازاء محاولات أي حكومة عرض بعض المغريات على الصبية لإقناعهم بالانخراط في الجيش والقتال، وربما الموت، في ما كان ينبغي لهكذا حرب ان يخوضها بلدهم منذ البداية. يضاف الى ذلك ان هناك العديد من التساؤلات ازاء ما كان طلاب وطالبات المرحلة الثانوية على استعداد لاتخاذ قرار صائب حول الالتحاق بالجيش. ويمكن القول في هذا السياق ان المعرفة الإضافية والنضج الذي يكتسبونه خلال السنوات الاولى، بعد الفراغ من مرحلة الدراسة الثانوية، يساعدان الطلاب والطالبات على الاتجاه صوب خيار اكثر عقلانية وترو.
ويبقى القول ان أولياء أمور هؤلاء الطلاب والطالبات، والذين باتوا هدفا للجهات المسؤولة عن استقطاب مجندين جددا للجيش الاميركي، باتوا يشكلون حركة مناهضة للحرب، يمكن ان تصبح اكثر فعالية لاحقا، لأن هؤلاء إنما يقولون، وفي واقع الأمر، لأبنائهم وبناتهم: «لا.... لن ندعكم تذهبون الى الجحيم».