مرجان
07-18-2018, 11:47 PM
https://alqabas.com/wp-content/uploads/2018/04/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%8166_1.jpg
دموع أرزو شاهين في اليمن
أحمد الصراف - القبس
18 يوليو، 2018
احتل العثمانيون الأتراك اليمن مرتين، الأولى من 1539 وحتى 1834، والثانية من 1872 وحتى أوائل القرن العشرين (1911)، والأخيرة هي التي تعنينا في هذا المقال.
جاء اهتمام العثمانيين باليمن، بسبب موقعه على البحر الأحمر، وقربه من مصر التي كانت أيضاً تحت حكمهم. ولكن احتلالهم لليمن طوال الفترتين اقتصر غالباً على المدن الكبيرة والسواحل. أما المرتفعات، خصوصاً الشمالية، فقد بقيت عصية عليهم.
عودة العثمانيين لليمن مع منتصف القرن الـ17 عرضهم في النهاية لخسائر فادحة في الأرواح، ولكنهم نجحوا في فرض هيبتهم، ولو مؤقتاً، وحاولوا تطوير الحياة فيها، فأدخلوا المطابع وبنو المدارس، وسعوا للقضاء على الأنظمة القبلية، وإضعاف نفوذ الأئمة الزيدين، وإعطاء اليهود الكثير من حقوقهم المهدورة، ومنعوا الأذى عنهم.
كان الحاكم أحمد عزت باشا ذكياً في عدم إقحام جيشه في معارك في الجبال، حيث تركها لهم، وشجع عامة اليمنيين على الانخراط في وظائف الدولة وقوى الأمن والجيش، ولكن الفساد أفشل كل خططه في النهاية، ومعها زادت المقاومة للحكم العثماني ولمساعيه في تطوير المنطقة، وزادت خسائرهم في الأرواح في الفترة ما بين 1904 و1911حتى وصلت إلى عشرة آلاف جندي، هذا غير خسارة خمسمئة ألف جنيه إسترليني سنوياً خلال الفترة نفسها، وهذا دفعهم في النهاية إلى الاستسلام للإمام يحيى (1911)، بالرغم من وقوف أغلبية سكان المدن معهم.
وفي الفترة نفسها فرض البريطانيون حكمهم على عدن إلى انسحابهم منها عام 1967.
بسبب خسائر العثمانيين الضخمة في تلك الفترة، قام شاعر مجهول بوضع أبيات شعر حزينة، تحولت مع الوقت إلى أغنية فولكلورية تغنى بها الكثير من مطربي تركيا، لا سيما في العصر الحديث، ومن هؤلاء المطربة المعروفة «أرزو ساهين أو شاهين».
تقول كلمات الأغنية، التي تأتي على لسان أم تندب فلذة كبدها الذي ذهب ليحارب هناك ولم يعد:
يا يمن صحاريك كلها رمال متراكمة كثيفة، فماذا تريدين من ابني.
لا أعرف الطريق إليك ولا أعرف كيف أتتبع الأثر، وقلبي مشتاق لابني. آه آه آه يا يمن يا صحراء اليمن التي لا يغني فيها العندليب وتيبس فيها الزهور، لن يعود ابني وسيفقد حياته وعندي ثلاثة أيتام.. ماذا أعمل، والباشا القاسي القلب وعدنا بأن تكون صنعاء عاصمة التاريخ الأزلي لنا، ولكن في اليمن نسر يحوم.
آه آه يا يمن، إن قلبي مشتاق لابني، يا يمن يا صحراء اليمن، عندليبك لا يغرد وزهورك يابسة وعروسة ابني مريضة وعندي ثلاثة أيتام فماذا أفعل… إلخ.
قد لا يكون لهذه الأبيات من أغنية أرزو Arzu Sahin, Oh Yamen معنى عاطفي من دون الاستماع إلى المطربة، وهي تؤديها بشكل رائع، ويمكن البحث عنها تحت الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=SoCuyGclzc4
https://alqabas.com/562463/
دموع أرزو شاهين في اليمن
أحمد الصراف - القبس
18 يوليو، 2018
احتل العثمانيون الأتراك اليمن مرتين، الأولى من 1539 وحتى 1834، والثانية من 1872 وحتى أوائل القرن العشرين (1911)، والأخيرة هي التي تعنينا في هذا المقال.
جاء اهتمام العثمانيين باليمن، بسبب موقعه على البحر الأحمر، وقربه من مصر التي كانت أيضاً تحت حكمهم. ولكن احتلالهم لليمن طوال الفترتين اقتصر غالباً على المدن الكبيرة والسواحل. أما المرتفعات، خصوصاً الشمالية، فقد بقيت عصية عليهم.
عودة العثمانيين لليمن مع منتصف القرن الـ17 عرضهم في النهاية لخسائر فادحة في الأرواح، ولكنهم نجحوا في فرض هيبتهم، ولو مؤقتاً، وحاولوا تطوير الحياة فيها، فأدخلوا المطابع وبنو المدارس، وسعوا للقضاء على الأنظمة القبلية، وإضعاف نفوذ الأئمة الزيدين، وإعطاء اليهود الكثير من حقوقهم المهدورة، ومنعوا الأذى عنهم.
كان الحاكم أحمد عزت باشا ذكياً في عدم إقحام جيشه في معارك في الجبال، حيث تركها لهم، وشجع عامة اليمنيين على الانخراط في وظائف الدولة وقوى الأمن والجيش، ولكن الفساد أفشل كل خططه في النهاية، ومعها زادت المقاومة للحكم العثماني ولمساعيه في تطوير المنطقة، وزادت خسائرهم في الأرواح في الفترة ما بين 1904 و1911حتى وصلت إلى عشرة آلاف جندي، هذا غير خسارة خمسمئة ألف جنيه إسترليني سنوياً خلال الفترة نفسها، وهذا دفعهم في النهاية إلى الاستسلام للإمام يحيى (1911)، بالرغم من وقوف أغلبية سكان المدن معهم.
وفي الفترة نفسها فرض البريطانيون حكمهم على عدن إلى انسحابهم منها عام 1967.
بسبب خسائر العثمانيين الضخمة في تلك الفترة، قام شاعر مجهول بوضع أبيات شعر حزينة، تحولت مع الوقت إلى أغنية فولكلورية تغنى بها الكثير من مطربي تركيا، لا سيما في العصر الحديث، ومن هؤلاء المطربة المعروفة «أرزو ساهين أو شاهين».
تقول كلمات الأغنية، التي تأتي على لسان أم تندب فلذة كبدها الذي ذهب ليحارب هناك ولم يعد:
يا يمن صحاريك كلها رمال متراكمة كثيفة، فماذا تريدين من ابني.
لا أعرف الطريق إليك ولا أعرف كيف أتتبع الأثر، وقلبي مشتاق لابني. آه آه آه يا يمن يا صحراء اليمن التي لا يغني فيها العندليب وتيبس فيها الزهور، لن يعود ابني وسيفقد حياته وعندي ثلاثة أيتام.. ماذا أعمل، والباشا القاسي القلب وعدنا بأن تكون صنعاء عاصمة التاريخ الأزلي لنا، ولكن في اليمن نسر يحوم.
آه آه يا يمن، إن قلبي مشتاق لابني، يا يمن يا صحراء اليمن، عندليبك لا يغرد وزهورك يابسة وعروسة ابني مريضة وعندي ثلاثة أيتام فماذا أفعل… إلخ.
قد لا يكون لهذه الأبيات من أغنية أرزو Arzu Sahin, Oh Yamen معنى عاطفي من دون الاستماع إلى المطربة، وهي تؤديها بشكل رائع، ويمكن البحث عنها تحت الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=SoCuyGclzc4
https://alqabas.com/562463/