لمياء
07-18-2018, 06:03 PM
الخميس4 رمضان 1429هـ - 4 سبتمبر 2008
http://www.alriyadh.com/media/authors/xunnamed_7.jpg.pagespeed.ic.7R5WD8k7cP.webp
فهد عامر الأحمدي - جريدة الرياض
في عام 1989كنت أدرس اللغة الانجليزية في معهد تابع لجامعة هاملن في ولاية منسوتا الأمريكية .. وقبل حتى أن أنهي دراستي للغة تعرفت على رجل أمريكي وقور (من خلال أحد الطلاب السعوديين) عرض علي شراء شهادة أكاديمية مضمونة .. ورغم استغرابي من وقاحة العرض إلا أنني طرحت عليه عددا كبيرا من الأسئلة أجاب عنها برحابة صدر .. فقد سألته مثلا : ممن تصدر الشهادة؟ .. فقال من كليات أمريكية صغيرة أو فروع لجامعات أجنبية؟ .. فعدت وسألته : ولكن الملحقية التعليمية لدينا لا تعترف سوى بالجامعات المعروفة والقوية!؟ .. فقال : بسيطة (قالها بالعربي وكأنه سمع هذا السؤال كثيرا) حيث يمكننا تجاوز هذه العقبة بتوفير 90% من الساعات المطلوبة ثم تنتسب قبل التخرج لجامعة معترف بها!؟ .. فعدت وسألته : ولكن بعض التخصصات تتطلب دراسة حقيقية وتطبيقاً عملياً جاداً ؟ فرد مبتسماً : لهذا السبب يجب أن تتخصص في مجال نظري تفهمه جيدا (كالتاريخ والفلسفة أو الأدب الانجليزي) ... وحين شعر بترددي وعدم قناعتي استشهد ب "فلان" و "فلان" و "فلان" وكيف أصبح بعضهم أساتذة في الجامعات السعودية !!
... وأعترف أنه نجح حينها في (قلب رأسي) بحيث اتفقنا على الإلتقاء بعد يومين في مطعم قريب لوضع "خطة العمل" .. غير أنني بقيت مترددا ومتخوفا حتى صرفت النظر نهائيا عن الموضوع لسبب لم أستطع تجاهله (وهو أنني سأعيش حتى وفاتي من دخل شهادة مزورة) !!
@@@ @@@
... واليوم تذكرت هذه الحكاية بعد أن قرأت - مثل غيري - عن القائمة السوداء التي نشرتها وزارة العدل الأمريكية والمتضمنة (عشرة آلاف شخص) يحملون شهادات علمية مزورة .. ومن بين هؤلاء (العشرة آلاف) 70سعوديا يعملون حاليا في مناصب ومهن لا يستهان بها - من بينهم امرأة حصلت على تخصص مزور في أمراض النساء والولادة (حسب صحيفة SpokesMan- review من واشنطن) !!
وما يجعل علاقتي قديمة بهذا الموضوع - ليس فقط تجربتي السابقة - بل لأنني قرأت قبل 18عاماً كتاباً بهذا الشأن يتعرض للسعوديين بوجه خاص .. وهو كتاب يناقش ظاهرة تزوير الشهادات العليا وكيف أصبحت رائجة بين الطلبة الأجانب في أمريكا ويدعى مصانع الدبلوما أو diploma factory .. وفيه يضع المؤلفان ( ديفيد وستيوارت ) الطلبة الهنود والصينيين والسعوديين في مقدمة الجنسيات الأكثر إقبالا على الشهادات المزورة والمهجنة ومجهولة المصدر (مع ملاحظة أن الكتاب نفسه ألف قبل 21عاما) !!
... وإن كان هذا ما يحدث في أمريكا فكيف بالشهادات الجاهزة التي يمكن شراؤها بالبريد من بعض الدول العربية (حيث تفصل رسائل الماجستير والدكتوراة حسب الطلب) .. وإن كان في بلدنا من اشترى مثل هذه الشهادات قبل عشرة أو عشرين عاماً ؛ فكيف بما يحدث الآن حيث وفرت الإنترنت مجالاً أكبر للاحتيال والتواصل والشراء من أي دولة في العالم !!
http://www.alriyadh.com/371883
http://www.alriyadh.com/media/authors/xunnamed_7.jpg.pagespeed.ic.7R5WD8k7cP.webp
فهد عامر الأحمدي - جريدة الرياض
في عام 1989كنت أدرس اللغة الانجليزية في معهد تابع لجامعة هاملن في ولاية منسوتا الأمريكية .. وقبل حتى أن أنهي دراستي للغة تعرفت على رجل أمريكي وقور (من خلال أحد الطلاب السعوديين) عرض علي شراء شهادة أكاديمية مضمونة .. ورغم استغرابي من وقاحة العرض إلا أنني طرحت عليه عددا كبيرا من الأسئلة أجاب عنها برحابة صدر .. فقد سألته مثلا : ممن تصدر الشهادة؟ .. فقال من كليات أمريكية صغيرة أو فروع لجامعات أجنبية؟ .. فعدت وسألته : ولكن الملحقية التعليمية لدينا لا تعترف سوى بالجامعات المعروفة والقوية!؟ .. فقال : بسيطة (قالها بالعربي وكأنه سمع هذا السؤال كثيرا) حيث يمكننا تجاوز هذه العقبة بتوفير 90% من الساعات المطلوبة ثم تنتسب قبل التخرج لجامعة معترف بها!؟ .. فعدت وسألته : ولكن بعض التخصصات تتطلب دراسة حقيقية وتطبيقاً عملياً جاداً ؟ فرد مبتسماً : لهذا السبب يجب أن تتخصص في مجال نظري تفهمه جيدا (كالتاريخ والفلسفة أو الأدب الانجليزي) ... وحين شعر بترددي وعدم قناعتي استشهد ب "فلان" و "فلان" و "فلان" وكيف أصبح بعضهم أساتذة في الجامعات السعودية !!
... وأعترف أنه نجح حينها في (قلب رأسي) بحيث اتفقنا على الإلتقاء بعد يومين في مطعم قريب لوضع "خطة العمل" .. غير أنني بقيت مترددا ومتخوفا حتى صرفت النظر نهائيا عن الموضوع لسبب لم أستطع تجاهله (وهو أنني سأعيش حتى وفاتي من دخل شهادة مزورة) !!
@@@ @@@
... واليوم تذكرت هذه الحكاية بعد أن قرأت - مثل غيري - عن القائمة السوداء التي نشرتها وزارة العدل الأمريكية والمتضمنة (عشرة آلاف شخص) يحملون شهادات علمية مزورة .. ومن بين هؤلاء (العشرة آلاف) 70سعوديا يعملون حاليا في مناصب ومهن لا يستهان بها - من بينهم امرأة حصلت على تخصص مزور في أمراض النساء والولادة (حسب صحيفة SpokesMan- review من واشنطن) !!
وما يجعل علاقتي قديمة بهذا الموضوع - ليس فقط تجربتي السابقة - بل لأنني قرأت قبل 18عاماً كتاباً بهذا الشأن يتعرض للسعوديين بوجه خاص .. وهو كتاب يناقش ظاهرة تزوير الشهادات العليا وكيف أصبحت رائجة بين الطلبة الأجانب في أمريكا ويدعى مصانع الدبلوما أو diploma factory .. وفيه يضع المؤلفان ( ديفيد وستيوارت ) الطلبة الهنود والصينيين والسعوديين في مقدمة الجنسيات الأكثر إقبالا على الشهادات المزورة والمهجنة ومجهولة المصدر (مع ملاحظة أن الكتاب نفسه ألف قبل 21عاما) !!
... وإن كان هذا ما يحدث في أمريكا فكيف بالشهادات الجاهزة التي يمكن شراؤها بالبريد من بعض الدول العربية (حيث تفصل رسائل الماجستير والدكتوراة حسب الطلب) .. وإن كان في بلدنا من اشترى مثل هذه الشهادات قبل عشرة أو عشرين عاماً ؛ فكيف بما يحدث الآن حيث وفرت الإنترنت مجالاً أكبر للاحتيال والتواصل والشراء من أي دولة في العالم !!
http://www.alriyadh.com/371883