المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عون: جنبلاط يبدل آراءه كما يغير ملابسه وكما يتبدل الطقس



yasmeen
06-15-2005, 07:06 AM
من كانوا يذبحون بعضهم البعض انزعجوا لأننا تحدثنا مع الـمـر

غداة فوزه بـ «الجبل المسيحي» وبقضاء زحلة، حاصداً 14 مقعداً من اصل 58 مقعداً جرى التنافس عليها في المرحلة الثالثة من الانتخابات النيابية التي جرت اول من امس في منطقتي جبل لبنان والبقاع، بدأ زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، يعدّ العدة لخوض آخر «حروبه» الانتخابية الاحد في الشمال في الجولة الاخيرة من الاستحقاق النيابي.

فقبل ستة ايام من هبوب «الرياح الشمالية» الانتخابية الساخنة وانطلاق «المعارك الطاحنة» ولا سيما في دائرة الشمال الثانية (تضم طرابلس والكورة وزغرتا والبترون والمنية)، اختار عون ذكرى مجزرة اهدن في 13 يونيو 1978 التي اودت بحياة طوني فرنجية وعائلته (نجل الرئيس الراحل سليمان فرنجية) على يد عناصر من «القوات اللبنانية»، ليزور «حليفه الجديد» سليمان فرنجية (نجل طوني فرنجية ونجا من المجزرة) في دارته في بنشعي ليؤكد «التحالف السياسي» بينهما في المواجهة التي سيخوضانها في اطار لائحة «قرار الشعب» التي يترأسها عبد المجيد الرافعي بالتحالف ايضاً مع احمد كرامي والحزب الشيوعي وذلك في مواجهة لائحة «الاصلاح والمصالحة» المدعومة من «تيار المستقبل» (سعد الحريري) و«القوات اللبنانية» و«الحركة الاصلاحية الكتائبية» (امين الجميل) و«لقاء قرنة شهوان» و«حركة اليسار الديموقراطي».

اللقاء بين عون وفرنجية الذي جاء غداة اعلان لائحة «قرار الشعب» التي يترشح فيها فرنجية عن زغرتا، تخلله هجوم عنيف من «الجنرال» على الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط «المصاب بانهيار عصبي ويحتاج الى علاج طبي» في ردّ على تعليق جنبلاط على انتصاره مستذكراً «انهزام الاعتدال المسيحي العام 1968 امام «الحلف الثلاثي» ما سبّب الحرب الاهلية (العام 1975)»، ولافتاً الى «ان (الرئيس السوري بشار) الاسد و(الرئيس اللبناني اميل) لحود ذكيان واتيا بعون لتوتير الساحة بوجه «حزب الله» (,,,) واعادانا الى العام 1976 حين دخل السوري للمحافظة على المسيحيين فقضى على لبنان».

وبعد اللقاء الذي بدا بمثابة «تحمية» لمحركات تحالف عون ـ فرنجية في الشمال الذي تلقى «جرعة» دعم معنوية كبيرة بالفوز المرموق لـ «التيار الحر» في كسروان ـ جبيل والمتن وزحلة، قال فرنجية: «اعرف العماد عون منذ فترة قصيرة، لكن كأننا نعرف بعضنا البعض منذ تاريخ، واهم شيء في العلاقات هي العلاقة الشخصية، ونفتخر بأن نكون اصدقاء الجنرال عون، على ما قال في مهرجان سلعاتا، وما دام اعتبرنا اصدقاء، فنحن نعتبره اخاً ومرجعية اساسية في لبنان ونضع يدنا بيده ولن نسحبها الا عندما تُقطع, وان شاء الله ستكون بيننا مسيرة سياسية طويلة وبداية مرحلة من السياسة الصادقة في البلاد، بداية مرحلة من السياسة سيراها اللبنانيون ولن يكون فيها تقلبات في المواقف».

اما عون، فقال: «المعركة الانتخابية كلها بنيت على اكاذيب الماضي وعلى امور شخصية, لم يجادلنا احد في برنامجنا، كما يحصل في كل البلاد الراقية, كلهم يتحدثون عن الماضي وبطولاته وباتوا يتحدثون عن مواجهاتهم لسورية، واصبحنا نحن في احضان سورية، مع اننا مدعوون للمحاكمة في الخامس من الشهر المقبل لسبب اننا اسأنا للعلاقة مع سورية».
وقال: «هذه امور مضحكة ولكن المستوى السياسي في لبنان متدن جداً، وان شاء الله بتصرفاتنا وعلاقاتنا الجديدة سنساعد على توعية المواطنين على مسؤولياتهم ليتحملوها معنا، ونحن واياهم شركاء في بناء لبنان, القيادة والشعب يتممون بعضهم البعض في المشروع الاصلاحي التغييري».

وامل «ان لا تكون العلاقة مع النائب فرنجية علاقة يوم، بل علاقة طويلة وتدوم لخير لبنان والمنطقة».
وهل توقيت الزيارة هو في ذكرى 13 يونيو ام انه مرتبط بالفوز الذي حققه في انتخابات الجبل، قال: «لو كان الامر يتعلق بالفوز فقط، لكان على النائب فرنجية تهنئتي, ولكن الزيارة هي لمناسبة 13 يونيو».

ورداً على سؤال حول اتهام النائب وليد جنبلاط له بالتطرف قال عون: «الحديث السياسي في لبنان فيه الكثير من الهذيان, على ماذا اعتمد حتى يقول جهة متطرفة؟ انا متطرف في الدفاع عن سيادة واستقلال لبنان، وضحيت 15 عاماً من اجل هذا الموضوع, انا متطرف في الدفاع عن العدالة وحقوق الشعب اللبناني، وفي المطالبة بتحقيق مالي حول هدر ميزانيات الدولة، وهذه فضائل, والاعتدال يكون في العلاقة مع الآخرين، وليس عندما يخسر يهدد بحرب اهلية, هذا هو التطرف, بالامس الاستاذ وليد جنبلاط هددنا بحرب اهلية لاننا نجحنا في الانتخابات, التطرف ليس دائماً رذيلة، التطرف بالحق والعدالة فضيلة, نحن نحترم الآخرين وحقهم», اضاف: «لقد سألت امس عن حزب الله واقتراعه ضدي فقلت هذا من حقه, خسرنا، ننحني امام ارادة الشعب اللبناني»، واتمنى عدم اللجوء الى «الزعبرة».

وعن توقعاته لنتائج انتخابات الشمال قال عون: «نتائج جبل لبنان ستؤثر على كل لبنان, عندما قررنا المواجهة السياسية والعودة الى الروح الديموقراطية كان لهذا القرار تأثير على انتخابات الجبل والبقاع، والشمال سيستفيد نفسياً من هذه المعركة، والجميع يعرف ان الامور ليست محسومة سلفاً، لانه ليس بمجرد اجتماع شخصين معهما اموالاً طائلة يمكنهما شراء الشعب اللبناني, الارادة اللبنانية الفاضلة تبقى تجسد الاكثرية لدى الشعب اللبناني وفي استطاعتها ان تقاوم وتثبت وجودها».
واشار الى انه من خلال تعاون مخلص بين طرابلس وبقية الاقضية في الشمال فإن امكان النجاح كبير.

ورداً على سؤال، قال عون: «انا لم اتحدث طائفياً ولم ابشر بالمارونية السياسية، ولم اجند المسيحيين حول برنامج طائفي او حول فقدان زعامة طائفية, اذا صنفوني كزعيم مسيحي، انا لا استحي بمسيحيتي، انا مؤمن وامارس مسيحيتي واعرف ان المسيحية محبة وشهادة حق, ولكن خطابي السياسي وطني ويشمل كل اللبنانيين، ومن خلال هذا الخطاب ترشحت للانتخابات في معقل الموارنة اي في كسروان ـ جبيل، حيث هناك سبعة مقاعد للموارنة مع مقعد شيعي, الاصوات الشيعية اعطيت لي، ليس لانني ماروني، بل لان خطابي وطني، وهو يشمل طرابلس وعكار, وانا ابن مؤسسة الجيش الوطنية التي تربت لتكون لكل الوطن».

ورداً على سؤال حول انتخابات بعبدا ـ عاليه قال: «كان هناك اصطفاف يجمع لقاء عين التينة (الموالين لسورية) ولقاء البريستول (المعارضة), كل لبنان بالكاد تمكن من ان يكون مناصفة معي، النظام الطوائفي مكتمل ولكن لن العب اللعبة الطائفية, هناك حصة لكل المواطنين وهناك وطن يجب ان يبنى على اسس سليمة، واولها محاربة الفساد في الدولة، وهذا سبب وقوف الجميع ضدنا, الذين كانوا يذبحون بعضهم البعض على الهوية تصالحوا ولكن انزعجوا لاننا تحدثنا مع ميشال المر, هو اعتذر من اللبنانيين باسم الحكومة التي كانت متضامنة معه, وحدة المعارضة كانت فراغاً، ليس لها برنامج, وضعنا برنامجاً لم يقبل احد بمناقشته، وانصبّ اهتمامهم على التفاهم على الحصص, واتمنى على اهل الشمال ان يدركوا هذا الواقع، ويعبروا بطريقة سليمة في الانتخابات».

وبعدها زار عون وفرنجية الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي في طرابلس حيث عقد «غسل قلوب» بين الاخير وفرنجية انهى خلافاً تحوّل «قطيعة» على خلفية التحالفات الانتخابية.
ومعلوم ان فرنجية كان بادر بعد اعلان كرامي عزوفه عن الترشح للانتخابات ودعوة انصاره الى مقاطعتها الى التحالف مع ابن عم الاخير وخصمه احمد كرامي, وبعدما فكّر عمر كرامي في العودة عن قرار العزوف رفض فرنجية فك تحالفه مع احمد كرامي ما اثار استياء «الافندي» الذي اعلن انه سيصوّت لابن عم فرنجية وخصمه في زغرتا سمير فرنجية.
واكد كرامي عقب اللقاء ان ما حصل من فرنجية مجرد «سحابة صيف» انتخابية و«سوء تفاهم لا يفسد في الودّ قضية»، محملاً مسؤولية ما حصل الى «بعض الوسطاء الذين لم يكونوا امينين بما فيه الكفاية», وكرر التزامه الدعوة الى المقاطعة لكن على «ان تشمل فقط المحازبين من دون المناصرين».

من جهته اشار عون الى «اننا سنتعاون في المستقبل مع دولة الرئيس كرامي»، رافضاً الرد على كلام جنبلاط الذي استهدفه «فوليد بك رآني الآن مثل العام 1968 وغداً يراني مثل العام 1976 وغداً يراني موديل 2010». وقال: «في اي حال لم يعد هناك معنى لاي رأي للاستاذ جنبلاط لانه يبدل آراءه كما يغير ثيابه وكما يتبدل الطقس، ولا اعطي اي معنى سواء كان مدحاً او ذماً لتصريحات جنبلاط».

وعن توقعاته لسير المعركة في الشمال، اعلن: «هناك مناخ حرية، ولكن عوض الضغط الذي كان يمارس على الشماليين سابقاً باتوا اليوم امام الاغراءات، واعرف ان اللبنانيين يعيشون جواً من الحاجة، وتحرروا من الخوف ولكن لم يتحرروا بعد من الحاجة، وندعوهم الى رفض الاحوال التي تريد افساد ضمائرهم وارادتهم», اضاف: «اليوم هناك معارضة باتت في الحكم، ويطلقون على المعارضين صفة الموالاة، ومن في الحكم لديهم اموال طائلة يستخدمونها لشراء الضمائر، وما يحدد النتيجة اليوم هو ممانعة الناخبين ورفضهم هذا الاغراء».

اما فرنجية فوصف العلاقة مع كرامي بأنها «تاريخية في الحاضر والمستقبل»، لافتاً الى «ان 19 يونيو سيمر ونحن بيت واحد وسنبقى كذلك»، ومعتبراً «ان عتب الرئيس كرامي كان على قدر المحبة وهو يمون والانتخابات ليست سوى محطة عابرة»,