مجاهدون
06-14-2005, 03:12 PM
القاهرة ــ من سلطان العزيزي
في خطوة غير مسبوقة في مصر والوطن العربي قد تعتبر نقلة كبيرة في اتجاه التحول الى مصادر طاقة جديدة ومتجددة غير ضارة بالبيئة، وأيضا أقل تكلفة عن البحث عن مصدر الطاقة الأول في العالم - البترول - نجح أستاذ الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة بجامعة حلوان الدكتور محسن رضوان في انتاج وقود حيوي لمحركات السيارات «ديزل وبنزين» مستخلص من نبات «الهوهوبا» أو «الجوجوبا» والذي تمت زراعته في الصحراء، وليس في حاجة الى عمل شاق أو مياه ري وفيرة.
«الرأي العام» التقت صاحب هذا النجاح، وكان معه هذا الحوار:
بداية متى بدأت العمل في هذا البحث والخاص بانتاج وقود حيوي مستخلص من نبات الهوهوبا أو الجوجوبا؟
ــ أعمل في هذا الموضوع منذ أن زرت الولايات المتحدة الأميركية العام 1982 ووجدت دعاوى كثيرة حول ضرورة البحث عن بدائل للطاقة التي تستخدم من البترول على اعتبار أن هذا المورد يعتبر هو المورد الأول أو الأكثر استخداما في العالم، كذلك كانت الدعاوى تطالب بأن يكون البديل للبترول غير ملوث للبيئة وكان التأكيد دوما على ايجاد وقود حيوي جديد ومتجدد، خاصة أن أنواع الوقود الحيوية غير الضارة بالبيئة أصبح الطلب عليها في السوق الأوروبية واسعا لدرجة أنهم أصدروا تشريعا يبدأ العمل به سنة 2010 ينص على أنه لابد أن يحتوي الوقود المستخدم على نسبة لا تقل عن 5,8 في المئة وقود حيوي تزداد تدريجيا حتى تصل الى 100 في المئة وبالتالي يحل محل البترول نظرا لأن البترول يستخدم في العديد من الصناعات التي أصبحنا نرتكن اليها بشكل كبير.
وماذا عن المادة المستخلصة والمعالجات التي أدخلت عليها؟
ـ ببساطة هو استخلاص زيت نبات «الهوهوبا» وعمل بعض المعالجات الكيميائية له بطرق هندسية وكيميائية حتى توصلت الى «البيوديزل، والبيوجاسولين».
ولماذا اخترت نبات «الهوهوبا أو الجوجوبا» تحديدا؟
ـ كان العامل الأساسي في اختياري لهذا النبات أني أبحث عن نبات ينتج زيتا لا يضر بالبيئة بعد معالجته المعالجات الكيميائية المطلوبة كما أنني كنت أبحث أيضا عن نبات لا يكلف الدولة تكاليف كبيرة في زراعته وأيضا لا يأخذ من مساحة الأراضي الزراعية التي نحن في احتياج لها لزراعة محاصيل غذائية فكان اختياري لنبات «الهوهوبا» حيث انه يمكن زراعته في الأراضي الصحراوية ولا يحتاج الى كميات كبيرة من المياه لزراعته والأكثر من ذلك أنه يمكن زراعته على مياه الصرف الصحي ومياه الآبار.
ومن الأشياء التي جعلتني أبدأ أبحاثي على هذا النبات هو كمية المياه المهدرة من بحيرة ناصر في أوقات الفيضان المرتفع والتي تفيض من البحيرة وتتسرب في المنطقة المحيطة بها كما أن كثيرا من المدن المصرية بها كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي غير المستخدمة تصلح لأن تستخدم في زراعة هذا النبات.
ولكن ألا تتفق معي في أن استخدام مياه الصرف الصحي لاستزراع أي نبات أمر مضر بالصحة؟
ــ صحيح اذا ما كان النبات المزروع على هذه المياه سيستخدم في استخدامات آدمية كالأكل مثلا ولكن في هذه الحالة نحن نستخلص الزيت من النبات ونبدأ في معالجته لنستخلص منه الوقود الحيوي الذي يستخدم بعد ذلك في المركبات أو الآلات وبالتالي ليس هناك أي ضرر من زراعة النبات على مياه الصرف الصحي.
وهل الزيت الناتج عن هذا النبات يكفي لعمل المعالجات المطلوبة؟
ــ هذا النبات ينتج من 50 الى 60 في المئة من وزن حبوبه زيتا وأكثر ما يميز هذا النبات أن عمره يصل الى 15 عاما كما أنه يمكن زراعته بعد ذلك وهكذا أي أنه مصدر متجدد للطاقة عكس البترول الذي اذا ما جفت آباره فلا يمكن ملؤها مرة أخرى بالوقود.
وكيف تأكدت من فاعلية الوقود المستخرج من النبات؟
ــ أجرينا العديد من التجارب على الوقود المستخرج من النبات في محركات السيارات التي تعمل بالبنزين والمحركات التي تعمل بالديزل سواء في النقل أو في توليد القدرة عموما كما أجريت العديد من التجارب على استخدام خليط بنسب متكافئة من الجوجوبا والسولار، وكانت التجارب بنسب مختلفة حتى وصلت الى 100 في المئة جوجوبا وكانت النتائج جيدة جدا.
وماذا عن الملوثات الناتجة عن هذا الوقود؟
ــ أكثر ما يميز هذا الوقود هو أنه لا يحتوي على عنصر الكبريت وبالتالي لا تنتج عنه ملوثات كبريتية، أما عن باقي الملوثات فهي في الحدود المعقولة والتي تجرى حاليا عمل معالجات لها في محركات السيارات أو الديزل.
وأين قمت بعمل هذه التجارب؟
ـ في الحقيقة لقد قدمت لي كلية الهندسة في المطرية «شرق القاهرة» فرع جامعة حلوان كل التيسيرات التي ساعدتني بشكل كبير في انجاز أبحاثي عن طريق توفير المعامل اللازمة بكل أدواتها وتوفير كل الأبحاث التي احتجتها عن طريق المكتبة بالاضافة للامكانيات الحسابية.
وما هو قدر استفادة الدول العربية من هذا الاكتشاف؟
ـ في الحقيقة الدول العربية وخاصة دول الخليج يمكنها أن تستفيد من هذا الاكتشاف أو الطريقة الجديدة لتولد وقود حيوي من النبات أكبر الاستفادة حيث ان هذه الدول تعتمد بشكل كبير في اقتصادها على تصدير البترول ومن الطبيعي أن آبار البترول في تناقص، ومن محاسن الصدف أن هذا النبات يتحمل درجات الحرارة المرتفعة حتى 50 درجة مئوية ولا يستطيع أن يتحمل درجات الحرارة الباردة أكثر من 5 درجات تحت الصفر,, الأمر الذي يرجح كفة المناخ والطقس في الدول العربية عنها في أوروبا كما أن هذه الدول بها مساحات كبيرة جدا من الصحاري ومع تعذر وجود أنهار للمياه العذبة وقلة مواسم المطر تكون كل الظروف مناسبة لهذا النبات حيث انه كما قلت يزرع في الصحراء وعلى مياه الآبار أو الصرف الصحي.
تقول انك اختبرت الوقود لتعرف قدرته,, ماذا عن المحركات,, هل يسبب لها الوقود أي تلفيات؟
ـ قمنا بعمل تجارب على المحركات عن طريق قياس خصائص الاحتراق للتأكد من ملاءمة الوقود للمحركات وكانت النتائج جيدة,, والآن نحن مستمرون في عمل تجارب حول استخدام الوقود في المحركات لمدد طويلة للتأكد من تأثيره على المحركات اذا ما استخدم فيها لمدد طويلة وسوف تستمر هذه التجارب لسنة على الأقل.
وماذا عن الدول الأوروبية هل توصلت الى هذا الاكتشاف؟
ـ هناك دول وشركات بترولية تعمل في هذا الاتجاه وفي الفترة الأخيرة قامت بالاتصال بي عدة جهات ومؤسسات من النمسا والدنمارك طالبوني فيها بالتعاون معهم في هذا المشروع، وقد قاموا بشراء قطعة أرض صحراوية قرب مدينة السويس بجوار محطة للصرف الصحي مساحتها 400 فدان ليبدأوا زرعها بنبات الجوجوبا واضعين في خططهم أن تصل مساحة الأرض الى 90 ألف فدان.
في خطوة غير مسبوقة في مصر والوطن العربي قد تعتبر نقلة كبيرة في اتجاه التحول الى مصادر طاقة جديدة ومتجددة غير ضارة بالبيئة، وأيضا أقل تكلفة عن البحث عن مصدر الطاقة الأول في العالم - البترول - نجح أستاذ الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة بجامعة حلوان الدكتور محسن رضوان في انتاج وقود حيوي لمحركات السيارات «ديزل وبنزين» مستخلص من نبات «الهوهوبا» أو «الجوجوبا» والذي تمت زراعته في الصحراء، وليس في حاجة الى عمل شاق أو مياه ري وفيرة.
«الرأي العام» التقت صاحب هذا النجاح، وكان معه هذا الحوار:
بداية متى بدأت العمل في هذا البحث والخاص بانتاج وقود حيوي مستخلص من نبات الهوهوبا أو الجوجوبا؟
ــ أعمل في هذا الموضوع منذ أن زرت الولايات المتحدة الأميركية العام 1982 ووجدت دعاوى كثيرة حول ضرورة البحث عن بدائل للطاقة التي تستخدم من البترول على اعتبار أن هذا المورد يعتبر هو المورد الأول أو الأكثر استخداما في العالم، كذلك كانت الدعاوى تطالب بأن يكون البديل للبترول غير ملوث للبيئة وكان التأكيد دوما على ايجاد وقود حيوي جديد ومتجدد، خاصة أن أنواع الوقود الحيوية غير الضارة بالبيئة أصبح الطلب عليها في السوق الأوروبية واسعا لدرجة أنهم أصدروا تشريعا يبدأ العمل به سنة 2010 ينص على أنه لابد أن يحتوي الوقود المستخدم على نسبة لا تقل عن 5,8 في المئة وقود حيوي تزداد تدريجيا حتى تصل الى 100 في المئة وبالتالي يحل محل البترول نظرا لأن البترول يستخدم في العديد من الصناعات التي أصبحنا نرتكن اليها بشكل كبير.
وماذا عن المادة المستخلصة والمعالجات التي أدخلت عليها؟
ـ ببساطة هو استخلاص زيت نبات «الهوهوبا» وعمل بعض المعالجات الكيميائية له بطرق هندسية وكيميائية حتى توصلت الى «البيوديزل، والبيوجاسولين».
ولماذا اخترت نبات «الهوهوبا أو الجوجوبا» تحديدا؟
ـ كان العامل الأساسي في اختياري لهذا النبات أني أبحث عن نبات ينتج زيتا لا يضر بالبيئة بعد معالجته المعالجات الكيميائية المطلوبة كما أنني كنت أبحث أيضا عن نبات لا يكلف الدولة تكاليف كبيرة في زراعته وأيضا لا يأخذ من مساحة الأراضي الزراعية التي نحن في احتياج لها لزراعة محاصيل غذائية فكان اختياري لنبات «الهوهوبا» حيث انه يمكن زراعته في الأراضي الصحراوية ولا يحتاج الى كميات كبيرة من المياه لزراعته والأكثر من ذلك أنه يمكن زراعته على مياه الصرف الصحي ومياه الآبار.
ومن الأشياء التي جعلتني أبدأ أبحاثي على هذا النبات هو كمية المياه المهدرة من بحيرة ناصر في أوقات الفيضان المرتفع والتي تفيض من البحيرة وتتسرب في المنطقة المحيطة بها كما أن كثيرا من المدن المصرية بها كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي غير المستخدمة تصلح لأن تستخدم في زراعة هذا النبات.
ولكن ألا تتفق معي في أن استخدام مياه الصرف الصحي لاستزراع أي نبات أمر مضر بالصحة؟
ــ صحيح اذا ما كان النبات المزروع على هذه المياه سيستخدم في استخدامات آدمية كالأكل مثلا ولكن في هذه الحالة نحن نستخلص الزيت من النبات ونبدأ في معالجته لنستخلص منه الوقود الحيوي الذي يستخدم بعد ذلك في المركبات أو الآلات وبالتالي ليس هناك أي ضرر من زراعة النبات على مياه الصرف الصحي.
وهل الزيت الناتج عن هذا النبات يكفي لعمل المعالجات المطلوبة؟
ــ هذا النبات ينتج من 50 الى 60 في المئة من وزن حبوبه زيتا وأكثر ما يميز هذا النبات أن عمره يصل الى 15 عاما كما أنه يمكن زراعته بعد ذلك وهكذا أي أنه مصدر متجدد للطاقة عكس البترول الذي اذا ما جفت آباره فلا يمكن ملؤها مرة أخرى بالوقود.
وكيف تأكدت من فاعلية الوقود المستخرج من النبات؟
ــ أجرينا العديد من التجارب على الوقود المستخرج من النبات في محركات السيارات التي تعمل بالبنزين والمحركات التي تعمل بالديزل سواء في النقل أو في توليد القدرة عموما كما أجريت العديد من التجارب على استخدام خليط بنسب متكافئة من الجوجوبا والسولار، وكانت التجارب بنسب مختلفة حتى وصلت الى 100 في المئة جوجوبا وكانت النتائج جيدة جدا.
وماذا عن الملوثات الناتجة عن هذا الوقود؟
ــ أكثر ما يميز هذا الوقود هو أنه لا يحتوي على عنصر الكبريت وبالتالي لا تنتج عنه ملوثات كبريتية، أما عن باقي الملوثات فهي في الحدود المعقولة والتي تجرى حاليا عمل معالجات لها في محركات السيارات أو الديزل.
وأين قمت بعمل هذه التجارب؟
ـ في الحقيقة لقد قدمت لي كلية الهندسة في المطرية «شرق القاهرة» فرع جامعة حلوان كل التيسيرات التي ساعدتني بشكل كبير في انجاز أبحاثي عن طريق توفير المعامل اللازمة بكل أدواتها وتوفير كل الأبحاث التي احتجتها عن طريق المكتبة بالاضافة للامكانيات الحسابية.
وما هو قدر استفادة الدول العربية من هذا الاكتشاف؟
ـ في الحقيقة الدول العربية وخاصة دول الخليج يمكنها أن تستفيد من هذا الاكتشاف أو الطريقة الجديدة لتولد وقود حيوي من النبات أكبر الاستفادة حيث ان هذه الدول تعتمد بشكل كبير في اقتصادها على تصدير البترول ومن الطبيعي أن آبار البترول في تناقص، ومن محاسن الصدف أن هذا النبات يتحمل درجات الحرارة المرتفعة حتى 50 درجة مئوية ولا يستطيع أن يتحمل درجات الحرارة الباردة أكثر من 5 درجات تحت الصفر,, الأمر الذي يرجح كفة المناخ والطقس في الدول العربية عنها في أوروبا كما أن هذه الدول بها مساحات كبيرة جدا من الصحاري ومع تعذر وجود أنهار للمياه العذبة وقلة مواسم المطر تكون كل الظروف مناسبة لهذا النبات حيث انه كما قلت يزرع في الصحراء وعلى مياه الآبار أو الصرف الصحي.
تقول انك اختبرت الوقود لتعرف قدرته,, ماذا عن المحركات,, هل يسبب لها الوقود أي تلفيات؟
ـ قمنا بعمل تجارب على المحركات عن طريق قياس خصائص الاحتراق للتأكد من ملاءمة الوقود للمحركات وكانت النتائج جيدة,, والآن نحن مستمرون في عمل تجارب حول استخدام الوقود في المحركات لمدد طويلة للتأكد من تأثيره على المحركات اذا ما استخدم فيها لمدد طويلة وسوف تستمر هذه التجارب لسنة على الأقل.
وماذا عن الدول الأوروبية هل توصلت الى هذا الاكتشاف؟
ـ هناك دول وشركات بترولية تعمل في هذا الاتجاه وفي الفترة الأخيرة قامت بالاتصال بي عدة جهات ومؤسسات من النمسا والدنمارك طالبوني فيها بالتعاون معهم في هذا المشروع، وقد قاموا بشراء قطعة أرض صحراوية قرب مدينة السويس بجوار محطة للصرف الصحي مساحتها 400 فدان ليبدأوا زرعها بنبات الجوجوبا واضعين في خططهم أن تصل مساحة الأرض الى 90 ألف فدان.