هاشم
06-14-2005, 12:15 AM
نشرت صحيفة «دايلي تلغراف» امس، موضوعاً صحافياً تناولت فيه الوضع السياسي الذي يتمتع به الرئيس العراقي السابق اياد علاوي بعنوان «شعبية علاوي تتصاعد فيما يحسب العراقيون خسائر الاقتتال».
واورد المقال الصحافي أدريان بلومفيلد: «قبل بضعة أسابيع ظن البعض ان الحياة السياسية للدكتور اياد علاوي انتهت، خصوصاً ان البعض استقبله بفتور لتنصيبه رئيساً للوزراء في ظل الوجود العسكري الأميركي، وبفعل هذا صوت هؤلاء لمصلحة غيره.
ومع هذا، فإن الحنين الى فترة حكمه في شوارع بغداد والعراق أخذ يتصاعد بسرعة، وسط موجة جديدة من حملة التفجيرات والمخاوف من ان تسفر ممارسات الحكومة الجديدة عن تفاقم التوتر الطائفي والانقسامات في المجتمع, وهذا بمجمله يعزز توجه السياسي الصلب علاوي لعودة قوية على مسرح الأحداث.
ويقول علاوي: عندما كنا في السلطة كان لدينا برنامج يتطلع الى ما هو أبعد من الانتخابات، هكذا بدأ حديثه في أول تصريح صحافي له مع ديلي تلغراف بعد خروجه من الحكم, وأضاف: كان الأمن في عهد حكومتي أفضل، والكهرباء كانت أفضل أيضاً، وكذلك كانت الخدمات في تحسن مستمر, ان الحكومة أخفقت في هذه المجالات جميعاً, ونحن نعرف امتلاكنا الخبرة الكفيلة في الارتقاء بقدرات و خدمات المجالات التي تعني المواطنين وتحقيق التحسن في كل وجوه الحياة.
ان المسلحين الذين بدا انهم تراجعوا للوهلة الاولى أمام النتائج الكبيرة للمشاركة في الانتخابات، شنوا ردة فعل قوية منذ تنصيب حكومة ابراهيم الجعفري، التي يهيمن عليها التحالف العراقي الموحد.
ووجهت الاتهامات الى حكومة الجعفري في انها تقف وراء تعميق الفرقة الطائفية مع طائفة السنة العرب الذين يشكلون أقل عدداً, كما يسود حديث واسع في شأن العلاقات التي تقيمها الحكومة مع ايران الخصم القديم.
كل هذا اجتمع لمصلحة حركة سفينة علاوي واندفاعها في رياح مناسبة، فالعديد من المواطنين العراقيين الاعتياديين في العاصمة بغداد من الذين كانوا يتحدثون عنه بعدم رضا، أخذوا يتحدثون عن فترة حكمه بشيء من التحسر.
«انه خطأ حياتي عندما لم أصوت لعلاوي»، ما قاله الناخب الشيعي عبد علي، ويضيف: «كان قائداً قوياً وصلباً، ونحن نحتاج الى مسؤول يتسم بالحزم، لقد اصبحت الأمور أسوأ كثيراً بعد تسليمه السلطة لمن خلفوه».
ولم يشارك علاوي في الحكومة الانتقالية لكنه لم يتخل عن نشاطه السياسي، فقد قام بجولة في الشرق الأوسط، تبعها باجراء مفاوضات لاقامة تحالف متعدد الأعراق والاتجاهات لخوض الانتخابات المقبلة في ديسمبر.
والمعروف ان علاوي كان بعثياً، لكنه انتقل الى المعارضة في وقت مبكر لرفضه ممارسات صدام حسين، مما أتاح له اقامة علاقات مع عدد من المجموعات السياسية و الشخصيات العراقية, وقد شملت علاقاته المبكرة هذه، عدداً من الضباط الشباب، بعضهم من أتباع السيد مقتدى الصدر، الذي يحظى بشعبية في الأحياء الفقيرة، وتحرك مرتين ضد الوجود العسكري الأميركي.
وتبدي أوساط سنية من رجال الدين والسياسيين حرصها على اقامة علاقات مشابهة مع علاوي ونشاطه الأخير في شأن اقامة تحالف وطني عريض.
وفي حالة نجاحه في تحقيق هدفه فإنه سيقيم تحالفاً تصح تسميته بـ «تحالف وطني»، تتم اقامته للمرة الاولى منذ خلع نظام صدام والذي سيتسم بتوجه يبعد الدين عن السياسة، على الرغم من المكونات الغريبة لهذا التحالف, ويؤكد علاوي: «نحن نحترم الدين، لكن لا يصح تحويله الى حالة تستحوذ على الحياة السياسية».
ان الوحدة أمر يحتاجه العراق حالياً بالحاح، ويبدو ان التعصب يستقطب أكثر من أي وقت مضى، فللمرة الاولى يتقلد الشيعة الذين اضطهدوا طويلاً السلطة، ومع بعض حلفاء الجعفري رئيس الحكومة يبدون تحفظهم، الا ان الاتهامات توجه الى المليشيات المرتبطة بحكومته بالتنسيق في اغتيال رجال دين سنة.
وقد تبعت هذا عمليات اغتيال لعدد من رجال الدين الشيعة، مما زاد الهمس عن اندلاع حرب أهلية.
ومع ان فلسفة علاوي السياسية تجد لها صدى وسط نخبة المثقفين في المدن، فإنه ليس واضحاً لحد الآن ما اذا كان بقية مواطني العراق قد تعبوا من سلطة حكومة دينية؟ ويؤخذ عليه من بعض الأطراف مأخذاً رئيساً من خلال وصفه بالمؤيد لأعضاء حزب صدام و يكرر البعض في مناسبات عديدة تسميته بـ «حامي البعثيين» في جلسات الجمعية الوطنية.
وعلاوي من جانبه، الذي كان في حزب البعث حتى أواسط السبعينات، والتحق بالمعارضة حيث تعرض لمحاولات اغتيال عدة من قبل نظام صدام، يقول انه استعان وأعاد للخدمة بعثيين من درجات غير قيادية ليؤدوا دورهم في المؤسسة الأمنية، وهو يؤمن بسلامة الاجراء الذي اتخذه و لا ينوي الاعتذار عنه لأحد، رغم ان البعض يستخدم هذا ضده ويطلق عليه نعوتاً معادية.
وفي رده على هذه الاتهامات يقول علاوي: ان غالبية البعثيين التحقت بالحزب من اجل المحافظة على سلامتها، فهل يجوز معاقبة كل واحد منهم؟
ان سلاح علاوي الرئيس هو شخصيته التي تمكنه من التغلب على هذا الطرح المعادي له, ويرى البعض انه لن يستسلم بسهولة و هو رجل صلب ميال للمواجهة الى حد يفوق التصور، لكنه في الوقت نفسه مهذب ورقيق الشخصية, وفي هذه الشخصية الصلبة يجد العديد من العراقيين من هو الذي يحتاجه العراق من دون استحواذ صفات الديكتاتورية, وفي هذا المضمار، يقول ناخب من الفلوجة: صوت لعلاوي، رغم أن هذا الرجل لم يتعود على استساغة مبادئ الديموقراطية في رجل واحد صوت واحد, ويضيف: في الانتخابات المقبلة سأصوت لعلاوي حتماً، وسأعمل على أن أقنع كل من أعرفه بالتصويت له.
واورد المقال الصحافي أدريان بلومفيلد: «قبل بضعة أسابيع ظن البعض ان الحياة السياسية للدكتور اياد علاوي انتهت، خصوصاً ان البعض استقبله بفتور لتنصيبه رئيساً للوزراء في ظل الوجود العسكري الأميركي، وبفعل هذا صوت هؤلاء لمصلحة غيره.
ومع هذا، فإن الحنين الى فترة حكمه في شوارع بغداد والعراق أخذ يتصاعد بسرعة، وسط موجة جديدة من حملة التفجيرات والمخاوف من ان تسفر ممارسات الحكومة الجديدة عن تفاقم التوتر الطائفي والانقسامات في المجتمع, وهذا بمجمله يعزز توجه السياسي الصلب علاوي لعودة قوية على مسرح الأحداث.
ويقول علاوي: عندما كنا في السلطة كان لدينا برنامج يتطلع الى ما هو أبعد من الانتخابات، هكذا بدأ حديثه في أول تصريح صحافي له مع ديلي تلغراف بعد خروجه من الحكم, وأضاف: كان الأمن في عهد حكومتي أفضل، والكهرباء كانت أفضل أيضاً، وكذلك كانت الخدمات في تحسن مستمر, ان الحكومة أخفقت في هذه المجالات جميعاً, ونحن نعرف امتلاكنا الخبرة الكفيلة في الارتقاء بقدرات و خدمات المجالات التي تعني المواطنين وتحقيق التحسن في كل وجوه الحياة.
ان المسلحين الذين بدا انهم تراجعوا للوهلة الاولى أمام النتائج الكبيرة للمشاركة في الانتخابات، شنوا ردة فعل قوية منذ تنصيب حكومة ابراهيم الجعفري، التي يهيمن عليها التحالف العراقي الموحد.
ووجهت الاتهامات الى حكومة الجعفري في انها تقف وراء تعميق الفرقة الطائفية مع طائفة السنة العرب الذين يشكلون أقل عدداً, كما يسود حديث واسع في شأن العلاقات التي تقيمها الحكومة مع ايران الخصم القديم.
كل هذا اجتمع لمصلحة حركة سفينة علاوي واندفاعها في رياح مناسبة، فالعديد من المواطنين العراقيين الاعتياديين في العاصمة بغداد من الذين كانوا يتحدثون عنه بعدم رضا، أخذوا يتحدثون عن فترة حكمه بشيء من التحسر.
«انه خطأ حياتي عندما لم أصوت لعلاوي»، ما قاله الناخب الشيعي عبد علي، ويضيف: «كان قائداً قوياً وصلباً، ونحن نحتاج الى مسؤول يتسم بالحزم، لقد اصبحت الأمور أسوأ كثيراً بعد تسليمه السلطة لمن خلفوه».
ولم يشارك علاوي في الحكومة الانتقالية لكنه لم يتخل عن نشاطه السياسي، فقد قام بجولة في الشرق الأوسط، تبعها باجراء مفاوضات لاقامة تحالف متعدد الأعراق والاتجاهات لخوض الانتخابات المقبلة في ديسمبر.
والمعروف ان علاوي كان بعثياً، لكنه انتقل الى المعارضة في وقت مبكر لرفضه ممارسات صدام حسين، مما أتاح له اقامة علاقات مع عدد من المجموعات السياسية و الشخصيات العراقية, وقد شملت علاقاته المبكرة هذه، عدداً من الضباط الشباب، بعضهم من أتباع السيد مقتدى الصدر، الذي يحظى بشعبية في الأحياء الفقيرة، وتحرك مرتين ضد الوجود العسكري الأميركي.
وتبدي أوساط سنية من رجال الدين والسياسيين حرصها على اقامة علاقات مشابهة مع علاوي ونشاطه الأخير في شأن اقامة تحالف وطني عريض.
وفي حالة نجاحه في تحقيق هدفه فإنه سيقيم تحالفاً تصح تسميته بـ «تحالف وطني»، تتم اقامته للمرة الاولى منذ خلع نظام صدام والذي سيتسم بتوجه يبعد الدين عن السياسة، على الرغم من المكونات الغريبة لهذا التحالف, ويؤكد علاوي: «نحن نحترم الدين، لكن لا يصح تحويله الى حالة تستحوذ على الحياة السياسية».
ان الوحدة أمر يحتاجه العراق حالياً بالحاح، ويبدو ان التعصب يستقطب أكثر من أي وقت مضى، فللمرة الاولى يتقلد الشيعة الذين اضطهدوا طويلاً السلطة، ومع بعض حلفاء الجعفري رئيس الحكومة يبدون تحفظهم، الا ان الاتهامات توجه الى المليشيات المرتبطة بحكومته بالتنسيق في اغتيال رجال دين سنة.
وقد تبعت هذا عمليات اغتيال لعدد من رجال الدين الشيعة، مما زاد الهمس عن اندلاع حرب أهلية.
ومع ان فلسفة علاوي السياسية تجد لها صدى وسط نخبة المثقفين في المدن، فإنه ليس واضحاً لحد الآن ما اذا كان بقية مواطني العراق قد تعبوا من سلطة حكومة دينية؟ ويؤخذ عليه من بعض الأطراف مأخذاً رئيساً من خلال وصفه بالمؤيد لأعضاء حزب صدام و يكرر البعض في مناسبات عديدة تسميته بـ «حامي البعثيين» في جلسات الجمعية الوطنية.
وعلاوي من جانبه، الذي كان في حزب البعث حتى أواسط السبعينات، والتحق بالمعارضة حيث تعرض لمحاولات اغتيال عدة من قبل نظام صدام، يقول انه استعان وأعاد للخدمة بعثيين من درجات غير قيادية ليؤدوا دورهم في المؤسسة الأمنية، وهو يؤمن بسلامة الاجراء الذي اتخذه و لا ينوي الاعتذار عنه لأحد، رغم ان البعض يستخدم هذا ضده ويطلق عليه نعوتاً معادية.
وفي رده على هذه الاتهامات يقول علاوي: ان غالبية البعثيين التحقت بالحزب من اجل المحافظة على سلامتها، فهل يجوز معاقبة كل واحد منهم؟
ان سلاح علاوي الرئيس هو شخصيته التي تمكنه من التغلب على هذا الطرح المعادي له, ويرى البعض انه لن يستسلم بسهولة و هو رجل صلب ميال للمواجهة الى حد يفوق التصور، لكنه في الوقت نفسه مهذب ورقيق الشخصية, وفي هذه الشخصية الصلبة يجد العديد من العراقيين من هو الذي يحتاجه العراق من دون استحواذ صفات الديكتاتورية, وفي هذا المضمار، يقول ناخب من الفلوجة: صوت لعلاوي، رغم أن هذا الرجل لم يتعود على استساغة مبادئ الديموقراطية في رجل واحد صوت واحد, ويضيف: في الانتخابات المقبلة سأصوت لعلاوي حتماً، وسأعمل على أن أقنع كل من أعرفه بالتصويت له.