بركان
02-19-2018, 07:29 AM
http://media.almasryalyoum.com/editor/Ossama3'areeb.jpg
أسامة غريب
اتصل بى عدد من طلبة وطالبات الإعلام يشتركون فى مشروع للتخرج، وطلبوا منى أن أكون ضيفهم فى عمل يقومون به حول تجربتى فى الكتابة الصحفية والروائية، واستأذنوا فى أن يكون التصوير عندى فى البيت. وعلى الرغم من تجاربى السيئة من حكاية التصوير فى البيت فقد وافقت من أجل مساعدة زملائى الصغار الذين يبدأون المشوار الذى قطعته قبلهم بسنين. كان فريق العمل مشكلاً من معيدة بالقسم وخمسة طلبة، ولهذا فقد كانت دهشتى عظيمة عندما رأيت جيشاً جراراً يطرق بابى مؤلفاً مما يزيد على 20 فرداً..
فريق متكامل ممن يقومون بعمل المسلسلات التليفزيونية. أخذت الطلبة جانبا وسألتهم عمن يكون هؤلاء الناس فأخبرونى بأن هؤلاء هم الفنيون العاملون بالشركة التى لجأوا إليها لتنفذ لهم مشروع التخرج! قلت فى هلع حقيقى: ماذا؟
فنيون وشركة تنفذ لكم مشروع التخرج؟
ما هذا الهراء الذى تتحدثون به؟
لقد كان التدريب على أيامنا هو أن نقوم نحن بالعمل لا أن يقوم به محترفون مستأجرون.
لاذوا بالصمت فسألت وأنا فى قمة الأسى: وهل يعرف أساتذتكم ما تفعلونه؟ فكان ردهم أن بعض أساتذتهم شركاء فى هذه الشركات التى تنفذ لهم الأعمال لقاء أجر باهظ!.
لا أخفيكم أننى شعرت بغم عظيم وفقدت رغبتى تماماً فى أن أكون ضيفاً على مشروعهم الزائف هذا الذى سيأخذون عليه درجات دون أن يكونوا قد قاموا بعمل شىء. وكان مما ضاعف نقمتى أن الجيش الجرار الذى أحضروه معهم قد أخذ أفراده فى الانتشار فى البيت بدون إحم ولا دستور وأخذوا يفتحون الأبواب ويدخلون الغرف دون استئذان ويتعاملون مع المكان على أنه بلاتوه مفتوح لهم يتصرفون فيه كما يريدون، كما لاحظت واحداً منهم شديد الاعتداد بالنفس رجّحْتُ أنه المخرج يلقى للآخرين أوامر متأففة، وقد أمر سيادته بإخراج أحد صالونات المنزل وإبعاده حتى تكون زوايا التصوير مناسبة لرؤيته.
ظللت أتابعهم فى ذهول لعدة دقائق ثم وجدت نفسى أصرخ فيهم بأعلى صوتى: ستوب.. ما هذا الذى تفعلونه فى بيتى؟..
اخرجوا بره جميعاً.. لا أريدكم هنا وليذهب برنامجكم إلى الجحيم.
ران على المكان صمت عميق ووجدت الطلبة أصحاب المشروع يأخذون المخرج وفريقه للخارج ويبعدونهم عن ناظرى، ثم يعودون إلى بعد قليل راجين منى فى ضراعة ألا أضيع عليهم المشروع والفلوس التى دفعوها من مصروفهم للشركة وأن أقبل لأجل خاطرهم أن نقوم بالتصوير..
ولم تنس المعيدة التى تشرف على عمل الطلبة أن تذكر لى أن هذه الأيام تختلف عن أيامى بقيمها وأهدافها وأساليبها، مما يستوجب أن أكون أكثر تفهماً لظروف جيل لم يحصل على تعليم ذى قيمة كما لم يجد من يقتدى بهم من الأساتذة والمعلمين.
شعرت بالإشفاق نحوهم رغم ضيقى وحنقى على الأخ ديسيكا المخرج الذى أخذ يتجول فى بيتى ويعطى أوامر بتحريك أرائك وإزاحة طاولات ورفع تابلوهات. وافقت على مضض وعندما دارت الكاميرا وبدأ التصوير كنت فاقداً للحماس ولقيت إجاباتى فاترة لا تحمل أياً مما كنت أود أن أقوله لهم، ذلك أننى أدركت أن الفيلم كله هندى وأننى أقوم فيه بدور أميتاب باتشان!
http://www.almasryalyoum.com/news/details/1260866
أسامة غريب
اتصل بى عدد من طلبة وطالبات الإعلام يشتركون فى مشروع للتخرج، وطلبوا منى أن أكون ضيفهم فى عمل يقومون به حول تجربتى فى الكتابة الصحفية والروائية، واستأذنوا فى أن يكون التصوير عندى فى البيت. وعلى الرغم من تجاربى السيئة من حكاية التصوير فى البيت فقد وافقت من أجل مساعدة زملائى الصغار الذين يبدأون المشوار الذى قطعته قبلهم بسنين. كان فريق العمل مشكلاً من معيدة بالقسم وخمسة طلبة، ولهذا فقد كانت دهشتى عظيمة عندما رأيت جيشاً جراراً يطرق بابى مؤلفاً مما يزيد على 20 فرداً..
فريق متكامل ممن يقومون بعمل المسلسلات التليفزيونية. أخذت الطلبة جانبا وسألتهم عمن يكون هؤلاء الناس فأخبرونى بأن هؤلاء هم الفنيون العاملون بالشركة التى لجأوا إليها لتنفذ لهم مشروع التخرج! قلت فى هلع حقيقى: ماذا؟
فنيون وشركة تنفذ لكم مشروع التخرج؟
ما هذا الهراء الذى تتحدثون به؟
لقد كان التدريب على أيامنا هو أن نقوم نحن بالعمل لا أن يقوم به محترفون مستأجرون.
لاذوا بالصمت فسألت وأنا فى قمة الأسى: وهل يعرف أساتذتكم ما تفعلونه؟ فكان ردهم أن بعض أساتذتهم شركاء فى هذه الشركات التى تنفذ لهم الأعمال لقاء أجر باهظ!.
لا أخفيكم أننى شعرت بغم عظيم وفقدت رغبتى تماماً فى أن أكون ضيفاً على مشروعهم الزائف هذا الذى سيأخذون عليه درجات دون أن يكونوا قد قاموا بعمل شىء. وكان مما ضاعف نقمتى أن الجيش الجرار الذى أحضروه معهم قد أخذ أفراده فى الانتشار فى البيت بدون إحم ولا دستور وأخذوا يفتحون الأبواب ويدخلون الغرف دون استئذان ويتعاملون مع المكان على أنه بلاتوه مفتوح لهم يتصرفون فيه كما يريدون، كما لاحظت واحداً منهم شديد الاعتداد بالنفس رجّحْتُ أنه المخرج يلقى للآخرين أوامر متأففة، وقد أمر سيادته بإخراج أحد صالونات المنزل وإبعاده حتى تكون زوايا التصوير مناسبة لرؤيته.
ظللت أتابعهم فى ذهول لعدة دقائق ثم وجدت نفسى أصرخ فيهم بأعلى صوتى: ستوب.. ما هذا الذى تفعلونه فى بيتى؟..
اخرجوا بره جميعاً.. لا أريدكم هنا وليذهب برنامجكم إلى الجحيم.
ران على المكان صمت عميق ووجدت الطلبة أصحاب المشروع يأخذون المخرج وفريقه للخارج ويبعدونهم عن ناظرى، ثم يعودون إلى بعد قليل راجين منى فى ضراعة ألا أضيع عليهم المشروع والفلوس التى دفعوها من مصروفهم للشركة وأن أقبل لأجل خاطرهم أن نقوم بالتصوير..
ولم تنس المعيدة التى تشرف على عمل الطلبة أن تذكر لى أن هذه الأيام تختلف عن أيامى بقيمها وأهدافها وأساليبها، مما يستوجب أن أكون أكثر تفهماً لظروف جيل لم يحصل على تعليم ذى قيمة كما لم يجد من يقتدى بهم من الأساتذة والمعلمين.
شعرت بالإشفاق نحوهم رغم ضيقى وحنقى على الأخ ديسيكا المخرج الذى أخذ يتجول فى بيتى ويعطى أوامر بتحريك أرائك وإزاحة طاولات ورفع تابلوهات. وافقت على مضض وعندما دارت الكاميرا وبدأ التصوير كنت فاقداً للحماس ولقيت إجاباتى فاترة لا تحمل أياً مما كنت أود أن أقوله لهم، ذلك أننى أدركت أن الفيلم كله هندى وأننى أقوم فيه بدور أميتاب باتشان!
http://www.almasryalyoum.com/news/details/1260866