بركان
02-19-2018, 07:18 AM
http://media.almasryalyoum.com/editor/Ossama3'areeb.jpg
الأحد 11-02-2018
يقلم / أسامة غريب
وصلتنى رسالة من أحد الأصدقاء الافتراضيين على الفيسبوك تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَن صلى على فى اليوم ألف مرة لن يموت حتى أبشره بالجنة، ومن نشر هذا الحديث فقد أحبنى ومن كتمه فقد ندم» ثم أضاف هذا الأخ فى رسالته لى: لو سمحت انشر هذه الرسالة قدر حبك للنبى.
طبيعى أننى أحب النبى وأحب آل بيته أيضاً، كما أننى أتأسى بسيرته الطيبة ورسالته العظيمة، لكنى مع هذا لن أقوم بنشر هذه الرسالة ولا توزيعها على الناس، ذلك أنى أعدها من اللغو الذى لا يفيد، بل إن ضررها كبير لأن من يصدقها سيتصور أن دخول الجنة مرتبط بقدر من الإجراءات البسيطة وغير المكلفة، وأن مَن استوفاها فقد فاز فوزاً عظيماً!. وبصراحة أكثر أنا لا أصدق أن الرسول الكريم قد قال هذا الكلام من الأساس، فما تعلمناه عنه أنه صاحب رسالة تحض الناس على الخير والعمل الصالح وإعمار الأرض ونشر العلم والثقافة، ولا يدخل فى أى من هذا حكاية ترديد قول ما لألف مرة كل يوم! ما الذى يستفيده الإسلام أو المسلمون لو أننى أو غيرى قد قمنا بترديد هذا الكلام مليون مرة وليس ألفاً فقط؟
ثم كيف أستطيع أن أحصى العدد؟ وهل إذا أخطأت وقلته تسعمائة وتسعين مرة مثلاً، هل يضيع على الثواب وأخسر الجنة؟ إننا نعرف العبادات من صلاة وصيام ونلمس جدواها بسهولة، لكن ترديد جملة معينة ألف مرة متصلة بدون انقطاع هو أمر من شأنه أن يصيبنى بالدوار ويؤثر على عقلى وسأشعر معه أننى داخل فى مسابقة جنونية لو فزت فيها اليوم فإننى لن أشعر بالسعادة بسبب الاضطرار إلى بدء العد من جديد غدا!
لماذا يأنس الناس إلى مثل هذه الأقاويل ويُبدون حماساً شديداً فى تمريرها ونشرها رغم أن حالة المجتمع المتردية على كل الأصعدة تجعل العمل الجاد هو الأولى بالتفكير، ومقاومة الظلم هى الأكثر نفعاً لعموم الناس؟
هل بسبب أن المواقف المحترمة والعمل النافع هى أشياء تكلفتها فادحة وقد تضر صاحبها فى زمن الخور والنذالة؟ هل رأى صديقى الافتراضى هذا (وهو بالمناسبة مهندس) أن التعلق بهذه السفاسف وإيهام النفس بأنها الطريق إلى الجنة هو عمل آمن مأمون فى هذه الأيام الصعبة؟.
إننى أشعر بالدهشة الممزوجة بالغضب، لأن هؤلاء الحمقى يساهمون فى نشر دين لا علاقة له بإسلام محمد لا من قريب ولا من بعيد ويدفعون العقلاء دفعاً بعيداً عن الإسلام لأن غلبة هذا الفهم المتعلق بأيسر الطرق لدخول الجنة لا تشجع أحداً من النبلاء والشرفاء والعقلاء على أن يكونوا جزءاً من هذا الدين الذى يبشر الأتباع بالجنة لا لعمل طيب قاموا به ولا لتضحيات فى سبيل الوطن بذلوها ولا لارتياد الآفاق وطلب العلم ونشره، وإنما لمجرد التركيز فى مقولة ما وتكرارها بلا انقطاع ألف مرة كل يوم.
والحقيقة أننى أجد نفسى فى مواجهة هؤلاء الذين تكاثروا بمعدلات رهيبة أدعو الله أن يكشف الغمة، كما لا أتردد فى طلب الغوث من رسوله الكريم.
http://www.almasryalyoum.com/news/details/1257645
الأحد 11-02-2018
يقلم / أسامة غريب
وصلتنى رسالة من أحد الأصدقاء الافتراضيين على الفيسبوك تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَن صلى على فى اليوم ألف مرة لن يموت حتى أبشره بالجنة، ومن نشر هذا الحديث فقد أحبنى ومن كتمه فقد ندم» ثم أضاف هذا الأخ فى رسالته لى: لو سمحت انشر هذه الرسالة قدر حبك للنبى.
طبيعى أننى أحب النبى وأحب آل بيته أيضاً، كما أننى أتأسى بسيرته الطيبة ورسالته العظيمة، لكنى مع هذا لن أقوم بنشر هذه الرسالة ولا توزيعها على الناس، ذلك أنى أعدها من اللغو الذى لا يفيد، بل إن ضررها كبير لأن من يصدقها سيتصور أن دخول الجنة مرتبط بقدر من الإجراءات البسيطة وغير المكلفة، وأن مَن استوفاها فقد فاز فوزاً عظيماً!. وبصراحة أكثر أنا لا أصدق أن الرسول الكريم قد قال هذا الكلام من الأساس، فما تعلمناه عنه أنه صاحب رسالة تحض الناس على الخير والعمل الصالح وإعمار الأرض ونشر العلم والثقافة، ولا يدخل فى أى من هذا حكاية ترديد قول ما لألف مرة كل يوم! ما الذى يستفيده الإسلام أو المسلمون لو أننى أو غيرى قد قمنا بترديد هذا الكلام مليون مرة وليس ألفاً فقط؟
ثم كيف أستطيع أن أحصى العدد؟ وهل إذا أخطأت وقلته تسعمائة وتسعين مرة مثلاً، هل يضيع على الثواب وأخسر الجنة؟ إننا نعرف العبادات من صلاة وصيام ونلمس جدواها بسهولة، لكن ترديد جملة معينة ألف مرة متصلة بدون انقطاع هو أمر من شأنه أن يصيبنى بالدوار ويؤثر على عقلى وسأشعر معه أننى داخل فى مسابقة جنونية لو فزت فيها اليوم فإننى لن أشعر بالسعادة بسبب الاضطرار إلى بدء العد من جديد غدا!
لماذا يأنس الناس إلى مثل هذه الأقاويل ويُبدون حماساً شديداً فى تمريرها ونشرها رغم أن حالة المجتمع المتردية على كل الأصعدة تجعل العمل الجاد هو الأولى بالتفكير، ومقاومة الظلم هى الأكثر نفعاً لعموم الناس؟
هل بسبب أن المواقف المحترمة والعمل النافع هى أشياء تكلفتها فادحة وقد تضر صاحبها فى زمن الخور والنذالة؟ هل رأى صديقى الافتراضى هذا (وهو بالمناسبة مهندس) أن التعلق بهذه السفاسف وإيهام النفس بأنها الطريق إلى الجنة هو عمل آمن مأمون فى هذه الأيام الصعبة؟.
إننى أشعر بالدهشة الممزوجة بالغضب، لأن هؤلاء الحمقى يساهمون فى نشر دين لا علاقة له بإسلام محمد لا من قريب ولا من بعيد ويدفعون العقلاء دفعاً بعيداً عن الإسلام لأن غلبة هذا الفهم المتعلق بأيسر الطرق لدخول الجنة لا تشجع أحداً من النبلاء والشرفاء والعقلاء على أن يكونوا جزءاً من هذا الدين الذى يبشر الأتباع بالجنة لا لعمل طيب قاموا به ولا لتضحيات فى سبيل الوطن بذلوها ولا لارتياد الآفاق وطلب العلم ونشره، وإنما لمجرد التركيز فى مقولة ما وتكرارها بلا انقطاع ألف مرة كل يوم.
والحقيقة أننى أجد نفسى فى مواجهة هؤلاء الذين تكاثروا بمعدلات رهيبة أدعو الله أن يكشف الغمة، كما لا أتردد فى طلب الغوث من رسوله الكريم.
http://www.almasryalyoum.com/news/details/1257645