جبار
06-13-2005, 10:37 AM
مــراهقون فــي السـتين (2 ـ 2)
تحقيق: محمد حنفي
في الجزء الأول من هذا التحقيق تناولنا حكايات ومغامرات «الشياب» المراهقين الذين تعدوا الستين فارتدوا إلى تصرفات سنوات الصبا والمراهقة، يرتدون القمصان المشجرة، ويكتبون الرسائل الغرامية ويدخلون في علاقات عبر الإنترنت. وفي الجزء الثاني والأخير من هذا التحقيق سنواصل سرد بعض الحكايات التي أبطالها من هؤلاء المراهقين، ثم نستطلع آراء بعض المتخصصين عن كيفية التعامل معهم ومع تصرفاتهم الغريبة.
بطل هذه الحكاية مراهق يبلغ من العمر 63 عاما، أوهم زوجته وأبناءه بأنه مسافر إلى السعودية من أجل العمرة، لكنه يبدو أنه ضل طريقه من السعودية إلى بلد آسيوي مشهور بعلب الليل وتسويق الجنس. قضى الأب ثلاثة أشهر من المتعة الحرام، يتجول في شوارع هذا البلد بالملابس الكاجوال الزاهية كأنه شاب في العشرين، يجوب مياه البحر راكبا «الجيت سكي» وخلفه واحدة من الحسان. وأخيرا تلقى أبناؤه مكالمة هاتفية من هذا البلد تطلب منهم الحضور لأن والدهم مقبوض عليه بعد أن تحرش بإحدى الفتيات في صالة ديسكو.
طار الأبناء بسرعة لإحضار أبيهم، لكنه رفض العودة معهم، وكانت غلطته التي سيندم عليها أنه عمل توكيلا لابنه الأصغر ليقبض معاشه ويرسله إليه في هذا البلد الآسيوي لينفق على مغامراته.
هذه الغلطة استثمرها المحامي العبد الجليل الذي نصح الأبناء بعدم إرسال المعاش ليضطر إلى العودة إلى الكويت بعد أن ينفد ماله. ونصحهم بعد وصوله إلى الكويت باستصدار أمر بمنعه من السفر مرة أخرى، بل إذا تمادى في الأمر يمكن الحجر عليه لكي لا يبدد ثروته وثروة أبنائه في هذه الأمور الصبيانية.
مور شوجر بليز
وهذه حكاية جديدة بطلها رجل انتابه فجأة شعور غريب بأنه شاب في ال 26 على رغم أن عمره الحقيقي 62 عاما. ودع الرجل الدشداشة ليحل محلها الجينز والـ «تي شيرت» الفاقع الألوان الذي كتب على صدره كلمات منقولة من أغنيات البوب والروك. كما راح يتجول في الجمعيات والمجمعات الكبرى بحثا عن مستحضرات التجميل التي تعيد لبشرته حيوية أيام زمان. كان يدخل المجمع ليخرج محملا بالكثير من علب جيل الشعر وكريم الأساس والبرفانات. ودع المقاهي الشعبية والديوانية ولم يعد يجلس إلا في «ستاربكس» ويطلب المشروبات بالإنكليزية. لقد أصبح أضحوكة بين أصدقاء أبنائه الذين شاهدوه مرة في المقهى الأميركي وهو يطلب بصوت هادئ من النادل more sugar Please.
زوج البطة
أما هذا الرجل الذي يبلغ من العمر 59 سنة أيضا، فقد منعته زوجته من دخول البيت. والسبب أنه سافر إلى إحدى الدول العربية، وتزوج بفتاة أصغر من صغرى بناته، وخلال الفترة كان يذهب «رايح جاي» بين الكويت وهذه الدولة العربية. لقد غاب الرجل عن زوجته الشابة عدة أيام في الكويت فأرسلت رسالة غرامية ساخنة إليه تسأله عن سبب التأخير وتخاطبه قائلة: «بطتي يا بطتي بحبك موت يا بطتي».
ومن سوء طالعه أن الرسالة وقعت في يد «أم العيال» فجن جنونها ونجحت في أن تنتزع منه تفاصيل الزواج السري. وعندما رفض تطليق زوجته الثانية، قررت الزوجة منعه من دخول البيت. لقد ذهب الرجل إلى المحامي العبدالجليل يطلب الاستشارة القانونية التي تمكنه من دخول البيت. وعندما عرف التفاصيل نصحه المحامي بطلاق زوجته الصغيرة احتراما لسنه لكنه فاجأه قائلا: «إنها تحبني وإذا طلقتها ستنتحر»، لقد ضيع الرجل 30 سنة من العشرة مع زوجته الأولى التي مازالت مصرة على الطلاق وهو ما زال يحاول دخول البيت.
ظاهرة عالمية
ويرى د. كاظم أبل الاستشاري النفسي أن المراهقة التي تهاجم كبار السن، ظاهرة شائعة ومعروفة، يمكن أن تصيب أعراضها الرجال ولا تتوقف عند عمر معين، ويقول:
يمكن أن تداهم أعراض المراهقة التي تصيب الشباب الصغار كبار السن في الأربعين أو الخمسين أو الستين. وهي ظاهرة مألوفة في كل مكان بالعالم، وليست حكرا على مجتمعاتنا العربية، فهي موجودة في الغرب أيضا.
وهذه الظاهرة موجودة بين الجنسين لدى الرجل والمرأة, لكن في الغرب قد نلاحظ أعراضها في سن كبيرة لدى المرأة، بسبب الحرية والانفتاح هناك. لكن في المجتمعات الشرقية، ومنها المجتمع الكويتي، تكاد تكون هذه الظاهرة محصورة بين الرجال بسبب عادات وتقاليد المجتمع التي تقيد تصرفات المرأة.
وما يحدث لدى كبار السن، هو نوع من النكوص، فالرجال في هذه السن المتأخرة يشعرون بأن الاهتمام قل بهم من قبل الزوجة، أو المجتمع بحكم أنهم أصبحوا «شيابا». وقد يكون السبب أن هؤلاء لم يعيشوا فترة المراهقة بكل ما تحمله من اندفاع ومغامرات، كما قد يكون السبب شعورهم بعدم القدرة على الأداء، خاصة فيما يتعلق بالدوافع الغريزية فيحدث النكوص هنا، حيث يتحول الرجل المسن إلى فترة المراهقة، فهو يريد أن يستعيد فترة الشباب والمراهقة بكل قوتها.
النيولوك أهم الأعراض
ويرصد د.أبل أهم أعراض هذه المراهقة فيقول:
لهذه الفترة متطلبات، فنجد هذا الرجل يغير أسلوب حياته، إلى درجة تكاد تنقلب رأسا على عقب، فنجده يهتم بمظهره فيقوم بعمل «نيولوك» كما يفعل الشباب، ويغير أسلوب حياته، ومن أشهر مظاهر ذلك قيامه بحمية خاصة حيث لا يتناول إلا طعاما معينا للحفاظ على مظهره أو تناول أطعمة يعتقد أنها تساهم في رفع كفاءته الجنسية، ويركب سيارات شبابية، ويرتدي الملابس التي لا تناسب سنه ذات الألوان الزاهية أو الجينز والـ «تي شيرت» التي تمنحه مظهرا شبابيا متمردا، كما يهتم بأناقته ويتردد كثيرا على الصالونات ويصبغ شعره الأبيض ويحلق شاربه.
هذه الحالة يمكن أن تصبح طبيعية، وفي حدود المعقول، ولا تسبب خطرا على الشخص أو عائلته، ما دامت في معدلاتها الطبيعية، ولا تتعدى حدود المظهر الخارجي. لكنها تصبح خطرة، وتهدد كيان الأسرة والحياة الزوجية، إذا ما عاشها الرجل بشيء من المبالغة، بحيث يدخل في علاقات محرمة، ينفق خلالها ثروته التي بذل الكثير من الجهد لتكوينها خلال سنوات طويلة. وبعض هذه العلاقات تنتهي بالزواج، وهو ما يؤدي إلى طلاق رفيقة العمر، الزوجة الأولى أم الأبناء، بعد زواج استمر سنوات طويلة، بل إن البعض قد يتزوج بفتاة صغيرة في عمر بناته، وهو ما يفقده مصداقيته أمام أبنائه، ويثير الخلافات والعداء داخل الأسرة.
الزوجات يتحملن المسؤولية!
يرى د.أبل أن هؤلاء المراهقين يحتاجون إلى توجيه وإرشاد نفسي بقوله:
إن المرأة عليها دور في هذه الظاهرة، فيجب ألا تهمل زوجها، خاصة بعد أن يتعدى الخمسين، لأن الرجل في هذه السن يحتاج الرعاية والاهتمام. ونرى في حالات زواج كثيرة، مرت عليها سنوات ومازالت تتمتع بالقوة التي كان عليها الزوجان في سنوات الزواج الأولى.. شعور الزوج بأنه مازال محور اهتمام زوجته يمنعه من القيام بمغامرات خارج البيت.
كما أن بعض الرجال ممن تهاجمه أعراض المراهقة في هذه السن لا يجدون غضاضة في الذهاب إلى استشاري نفسي، لمعرفة الطرق الصحيحة للتعامل مع هذه الفترة، والأعراض التي تنتاب الشخص خلالها، لأن أعراض المراهقة التي تهاجم البعض في سن متأخرة لا تحتاج إلى علاج نفسي فقط، وإنما إلى توجيه وإرشاد نفسي، يعرف من خلاله هذا المراهق المسن كيفية التحكم في هذه الفترة وكيفية عبورها بأمان وكيفية التكيف معها والتأقلم مع الواقع من دون المبالغة في المظهر أو السلوك.
ماذا حدث
لشياب الديرة؟
يقول المحامي خالد العبدالجليل: إن هذه الحكايات التي نرويها ليست من أجل إثارة الضحك، ولكن من أجل العبرة، ولكن شر البلية ما يضحك حقا، إن هذه الحكايات ليست من نسج الخيال، لكنها من المؤسف أنها من الواقع الذي نعيشه. ما يعرض علي من قضايا وخلال الرسائل التي ترد إلى برنامج «مسائل قانونية» في الإذاعة من نساء، يؤكد أن الأمر ظاهرة تهدد الكثير من البيوت، ويكفي ما نعانيه من ارتفاع في معدلات الطلاق.
أنا أستمع دائما إلى الكثير من الحكايات, من نساء يطلبن الطلاق بسبب هذه المراهقة التي تنتاب الكثير من الأزواج في سن متأخرة، وما يحز في النفس أن تطلب سيدة كبيرة في السن تعبت مع زوجها طوال سنوات الزواج، وبدلا من أن يبذل الزوج ما يملكه لراحتها وتعويضها عن سنوات التعب، فإنه يعيش فترة من المراهقة ليترك العذاب واللوعة لأولئك الزوجات ويدفع الأبناء الثمن أيضا.
لا أدري ماذا يحدث لشياب الديرة، فالكثيرون من الرجال لا يعتقدون أنهم اقترفوا ذنبا بهذه التصرفات، وأن ما يفعلوه حق من حقوقهم، ومعظم هؤلاء يحملون الزوجات مسؤولية الحالة التي وصلوا إليها. إن الكثير من الرجال لا يشعرون بالخجل مما وصلوا إليه, ويدافعون بحماس شديد عما يفعلونه، ويؤكدون أن هذا حقهم، وأنهم لا يريدون أن تضيع سنوات حياتهم الباقية في حياة روتينية لا معنى لها، ولا حب ولا حنان فيها، بل إن بعضهم يؤكد أنه يعيش مع زوجته تحت سقف واحد، ولكن لكل منهما حياة منعزلة عن الآخر.
فعندما تطلب سيدة الطلاق بسبب هذه التصرفات نبدأ بالاتصال بالزوج لحل الموضوع وديا، وهنا نستمع إلى مبررات كثيرة تشير بأصابع الاتهام إلى الزوجات، فبعض الأزواج يقولون إن الزوجة تهمل نفسها، ولا تهتم بأنوثتها ولا بزوجها, وتتناسى أنها متزوجة برجل لديه حقوق، والبعض الآخر يقول لك لقد اختفت الرومانسية من البيت، وأصبح الوضع بينه وبين زوجته كأنها علاقة مع واحد من الربع.
إن الخطير في الأمر أن هذه الحكايات تنتهي عادة في قاعات المحاكم بالطلاق. لاشك في أن وراء هذه الحكايات العجيبة الكثير من علامات الاستفهام والمشكلات التي يجب حلها بأسلوب يقوم على الحوار. وهنا يجب أن يتكاتف الجميع من رجال الإعلام ورجال القانون وعلماء النفس والاجتماع لتفادي هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد مجتمعنا.
تحقيق: محمد حنفي
في الجزء الأول من هذا التحقيق تناولنا حكايات ومغامرات «الشياب» المراهقين الذين تعدوا الستين فارتدوا إلى تصرفات سنوات الصبا والمراهقة، يرتدون القمصان المشجرة، ويكتبون الرسائل الغرامية ويدخلون في علاقات عبر الإنترنت. وفي الجزء الثاني والأخير من هذا التحقيق سنواصل سرد بعض الحكايات التي أبطالها من هؤلاء المراهقين، ثم نستطلع آراء بعض المتخصصين عن كيفية التعامل معهم ومع تصرفاتهم الغريبة.
بطل هذه الحكاية مراهق يبلغ من العمر 63 عاما، أوهم زوجته وأبناءه بأنه مسافر إلى السعودية من أجل العمرة، لكنه يبدو أنه ضل طريقه من السعودية إلى بلد آسيوي مشهور بعلب الليل وتسويق الجنس. قضى الأب ثلاثة أشهر من المتعة الحرام، يتجول في شوارع هذا البلد بالملابس الكاجوال الزاهية كأنه شاب في العشرين، يجوب مياه البحر راكبا «الجيت سكي» وخلفه واحدة من الحسان. وأخيرا تلقى أبناؤه مكالمة هاتفية من هذا البلد تطلب منهم الحضور لأن والدهم مقبوض عليه بعد أن تحرش بإحدى الفتيات في صالة ديسكو.
طار الأبناء بسرعة لإحضار أبيهم، لكنه رفض العودة معهم، وكانت غلطته التي سيندم عليها أنه عمل توكيلا لابنه الأصغر ليقبض معاشه ويرسله إليه في هذا البلد الآسيوي لينفق على مغامراته.
هذه الغلطة استثمرها المحامي العبد الجليل الذي نصح الأبناء بعدم إرسال المعاش ليضطر إلى العودة إلى الكويت بعد أن ينفد ماله. ونصحهم بعد وصوله إلى الكويت باستصدار أمر بمنعه من السفر مرة أخرى، بل إذا تمادى في الأمر يمكن الحجر عليه لكي لا يبدد ثروته وثروة أبنائه في هذه الأمور الصبيانية.
مور شوجر بليز
وهذه حكاية جديدة بطلها رجل انتابه فجأة شعور غريب بأنه شاب في ال 26 على رغم أن عمره الحقيقي 62 عاما. ودع الرجل الدشداشة ليحل محلها الجينز والـ «تي شيرت» الفاقع الألوان الذي كتب على صدره كلمات منقولة من أغنيات البوب والروك. كما راح يتجول في الجمعيات والمجمعات الكبرى بحثا عن مستحضرات التجميل التي تعيد لبشرته حيوية أيام زمان. كان يدخل المجمع ليخرج محملا بالكثير من علب جيل الشعر وكريم الأساس والبرفانات. ودع المقاهي الشعبية والديوانية ولم يعد يجلس إلا في «ستاربكس» ويطلب المشروبات بالإنكليزية. لقد أصبح أضحوكة بين أصدقاء أبنائه الذين شاهدوه مرة في المقهى الأميركي وهو يطلب بصوت هادئ من النادل more sugar Please.
زوج البطة
أما هذا الرجل الذي يبلغ من العمر 59 سنة أيضا، فقد منعته زوجته من دخول البيت. والسبب أنه سافر إلى إحدى الدول العربية، وتزوج بفتاة أصغر من صغرى بناته، وخلال الفترة كان يذهب «رايح جاي» بين الكويت وهذه الدولة العربية. لقد غاب الرجل عن زوجته الشابة عدة أيام في الكويت فأرسلت رسالة غرامية ساخنة إليه تسأله عن سبب التأخير وتخاطبه قائلة: «بطتي يا بطتي بحبك موت يا بطتي».
ومن سوء طالعه أن الرسالة وقعت في يد «أم العيال» فجن جنونها ونجحت في أن تنتزع منه تفاصيل الزواج السري. وعندما رفض تطليق زوجته الثانية، قررت الزوجة منعه من دخول البيت. لقد ذهب الرجل إلى المحامي العبدالجليل يطلب الاستشارة القانونية التي تمكنه من دخول البيت. وعندما عرف التفاصيل نصحه المحامي بطلاق زوجته الصغيرة احتراما لسنه لكنه فاجأه قائلا: «إنها تحبني وإذا طلقتها ستنتحر»، لقد ضيع الرجل 30 سنة من العشرة مع زوجته الأولى التي مازالت مصرة على الطلاق وهو ما زال يحاول دخول البيت.
ظاهرة عالمية
ويرى د. كاظم أبل الاستشاري النفسي أن المراهقة التي تهاجم كبار السن، ظاهرة شائعة ومعروفة، يمكن أن تصيب أعراضها الرجال ولا تتوقف عند عمر معين، ويقول:
يمكن أن تداهم أعراض المراهقة التي تصيب الشباب الصغار كبار السن في الأربعين أو الخمسين أو الستين. وهي ظاهرة مألوفة في كل مكان بالعالم، وليست حكرا على مجتمعاتنا العربية، فهي موجودة في الغرب أيضا.
وهذه الظاهرة موجودة بين الجنسين لدى الرجل والمرأة, لكن في الغرب قد نلاحظ أعراضها في سن كبيرة لدى المرأة، بسبب الحرية والانفتاح هناك. لكن في المجتمعات الشرقية، ومنها المجتمع الكويتي، تكاد تكون هذه الظاهرة محصورة بين الرجال بسبب عادات وتقاليد المجتمع التي تقيد تصرفات المرأة.
وما يحدث لدى كبار السن، هو نوع من النكوص، فالرجال في هذه السن المتأخرة يشعرون بأن الاهتمام قل بهم من قبل الزوجة، أو المجتمع بحكم أنهم أصبحوا «شيابا». وقد يكون السبب أن هؤلاء لم يعيشوا فترة المراهقة بكل ما تحمله من اندفاع ومغامرات، كما قد يكون السبب شعورهم بعدم القدرة على الأداء، خاصة فيما يتعلق بالدوافع الغريزية فيحدث النكوص هنا، حيث يتحول الرجل المسن إلى فترة المراهقة، فهو يريد أن يستعيد فترة الشباب والمراهقة بكل قوتها.
النيولوك أهم الأعراض
ويرصد د.أبل أهم أعراض هذه المراهقة فيقول:
لهذه الفترة متطلبات، فنجد هذا الرجل يغير أسلوب حياته، إلى درجة تكاد تنقلب رأسا على عقب، فنجده يهتم بمظهره فيقوم بعمل «نيولوك» كما يفعل الشباب، ويغير أسلوب حياته، ومن أشهر مظاهر ذلك قيامه بحمية خاصة حيث لا يتناول إلا طعاما معينا للحفاظ على مظهره أو تناول أطعمة يعتقد أنها تساهم في رفع كفاءته الجنسية، ويركب سيارات شبابية، ويرتدي الملابس التي لا تناسب سنه ذات الألوان الزاهية أو الجينز والـ «تي شيرت» التي تمنحه مظهرا شبابيا متمردا، كما يهتم بأناقته ويتردد كثيرا على الصالونات ويصبغ شعره الأبيض ويحلق شاربه.
هذه الحالة يمكن أن تصبح طبيعية، وفي حدود المعقول، ولا تسبب خطرا على الشخص أو عائلته، ما دامت في معدلاتها الطبيعية، ولا تتعدى حدود المظهر الخارجي. لكنها تصبح خطرة، وتهدد كيان الأسرة والحياة الزوجية، إذا ما عاشها الرجل بشيء من المبالغة، بحيث يدخل في علاقات محرمة، ينفق خلالها ثروته التي بذل الكثير من الجهد لتكوينها خلال سنوات طويلة. وبعض هذه العلاقات تنتهي بالزواج، وهو ما يؤدي إلى طلاق رفيقة العمر، الزوجة الأولى أم الأبناء، بعد زواج استمر سنوات طويلة، بل إن البعض قد يتزوج بفتاة صغيرة في عمر بناته، وهو ما يفقده مصداقيته أمام أبنائه، ويثير الخلافات والعداء داخل الأسرة.
الزوجات يتحملن المسؤولية!
يرى د.أبل أن هؤلاء المراهقين يحتاجون إلى توجيه وإرشاد نفسي بقوله:
إن المرأة عليها دور في هذه الظاهرة، فيجب ألا تهمل زوجها، خاصة بعد أن يتعدى الخمسين، لأن الرجل في هذه السن يحتاج الرعاية والاهتمام. ونرى في حالات زواج كثيرة، مرت عليها سنوات ومازالت تتمتع بالقوة التي كان عليها الزوجان في سنوات الزواج الأولى.. شعور الزوج بأنه مازال محور اهتمام زوجته يمنعه من القيام بمغامرات خارج البيت.
كما أن بعض الرجال ممن تهاجمه أعراض المراهقة في هذه السن لا يجدون غضاضة في الذهاب إلى استشاري نفسي، لمعرفة الطرق الصحيحة للتعامل مع هذه الفترة، والأعراض التي تنتاب الشخص خلالها، لأن أعراض المراهقة التي تهاجم البعض في سن متأخرة لا تحتاج إلى علاج نفسي فقط، وإنما إلى توجيه وإرشاد نفسي، يعرف من خلاله هذا المراهق المسن كيفية التحكم في هذه الفترة وكيفية عبورها بأمان وكيفية التكيف معها والتأقلم مع الواقع من دون المبالغة في المظهر أو السلوك.
ماذا حدث
لشياب الديرة؟
يقول المحامي خالد العبدالجليل: إن هذه الحكايات التي نرويها ليست من أجل إثارة الضحك، ولكن من أجل العبرة، ولكن شر البلية ما يضحك حقا، إن هذه الحكايات ليست من نسج الخيال، لكنها من المؤسف أنها من الواقع الذي نعيشه. ما يعرض علي من قضايا وخلال الرسائل التي ترد إلى برنامج «مسائل قانونية» في الإذاعة من نساء، يؤكد أن الأمر ظاهرة تهدد الكثير من البيوت، ويكفي ما نعانيه من ارتفاع في معدلات الطلاق.
أنا أستمع دائما إلى الكثير من الحكايات, من نساء يطلبن الطلاق بسبب هذه المراهقة التي تنتاب الكثير من الأزواج في سن متأخرة، وما يحز في النفس أن تطلب سيدة كبيرة في السن تعبت مع زوجها طوال سنوات الزواج، وبدلا من أن يبذل الزوج ما يملكه لراحتها وتعويضها عن سنوات التعب، فإنه يعيش فترة من المراهقة ليترك العذاب واللوعة لأولئك الزوجات ويدفع الأبناء الثمن أيضا.
لا أدري ماذا يحدث لشياب الديرة، فالكثيرون من الرجال لا يعتقدون أنهم اقترفوا ذنبا بهذه التصرفات، وأن ما يفعلوه حق من حقوقهم، ومعظم هؤلاء يحملون الزوجات مسؤولية الحالة التي وصلوا إليها. إن الكثير من الرجال لا يشعرون بالخجل مما وصلوا إليه, ويدافعون بحماس شديد عما يفعلونه، ويؤكدون أن هذا حقهم، وأنهم لا يريدون أن تضيع سنوات حياتهم الباقية في حياة روتينية لا معنى لها، ولا حب ولا حنان فيها، بل إن بعضهم يؤكد أنه يعيش مع زوجته تحت سقف واحد، ولكن لكل منهما حياة منعزلة عن الآخر.
فعندما تطلب سيدة الطلاق بسبب هذه التصرفات نبدأ بالاتصال بالزوج لحل الموضوع وديا، وهنا نستمع إلى مبررات كثيرة تشير بأصابع الاتهام إلى الزوجات، فبعض الأزواج يقولون إن الزوجة تهمل نفسها، ولا تهتم بأنوثتها ولا بزوجها, وتتناسى أنها متزوجة برجل لديه حقوق، والبعض الآخر يقول لك لقد اختفت الرومانسية من البيت، وأصبح الوضع بينه وبين زوجته كأنها علاقة مع واحد من الربع.
إن الخطير في الأمر أن هذه الحكايات تنتهي عادة في قاعات المحاكم بالطلاق. لاشك في أن وراء هذه الحكايات العجيبة الكثير من علامات الاستفهام والمشكلات التي يجب حلها بأسلوب يقوم على الحوار. وهنا يجب أن يتكاتف الجميع من رجال الإعلام ورجال القانون وعلماء النفس والاجتماع لتفادي هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد مجتمعنا.