المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مــراهقون فــي السـتين ....إهمال الزوجات يدفع أزواجهن إلى تقمص دور المراهقين



جبار
06-13-2005, 10:37 AM
مــراهقون فــي السـتين (2 ـ 2)

تحقيق: محمد حنفي

في الجزء الأول من هذا التحقيق تناولنا حكايات ومغامرات «الشياب» المراهقين الذين تعدوا الستين فارتدوا إلى تصرفات سنوات الصبا والمراهقة، يرتدون القمصان المشجرة، ويكتبون الرسائل الغرامية ويدخلون في علاقات عبر الإنترنت. وفي الجزء الثاني والأخير من هذا التحقيق سنواصل سرد بعض الحكايات التي أبطالها من هؤلاء المراهقين، ثم نستطلع آراء بعض المتخصصين عن كيفية التعامل معهم ومع تصرفاتهم الغريبة.


بطل هذه الحكاية مراهق يبلغ من العمر 63 عاما، أوهم زوجته وأبناءه بأنه مسافر إلى السعودية من أجل العمرة، لكنه يبدو أنه ضل طريقه من السعودية إلى بلد آسيوي مشهور بعلب الليل وتسويق الجنس. قضى الأب ثلاثة أشهر من المتعة الحرام، يتجول في شوارع هذا البلد بالملابس الكاجوال الزاهية كأنه شاب في العشرين، يجوب مياه البحر راكبا «الجيت سكي» وخلفه واحدة من الحسان. وأخيرا تلقى أبناؤه مكالمة هاتفية من هذا البلد تطلب منهم الحضور لأن والدهم مقبوض عليه بعد أن تحرش بإحدى الفتيات في صالة ديسكو.

طار الأبناء بسرعة لإحضار أبيهم، لكنه رفض العودة معهم، وكانت غلطته التي سيندم عليها أنه عمل توكيلا لابنه الأصغر ليقبض معاشه ويرسله إليه في هذا البلد الآسيوي لينفق على مغامراته.

هذه الغلطة استثمرها المحامي العبد الجليل الذي نصح الأبناء بعدم إرسال المعاش ليضطر إلى العودة إلى الكويت بعد أن ينفد ماله. ونصحهم بعد وصوله إلى الكويت باستصدار أمر بمنعه من السفر مرة أخرى، بل إذا تمادى في الأمر يمكن الحجر عليه لكي لا يبدد ثروته وثروة أبنائه في هذه الأمور الصبيانية.


مور شوجر بليز
وهذه حكاية جديدة بطلها رجل انتابه فجأة شعور غريب بأنه شاب في ال 26 على رغم أن عمره الحقيقي 62 عاما. ودع الرجل الدشداشة ليحل محلها الجينز والـ «تي شيرت» الفاقع الألوان الذي كتب على صدره كلمات منقولة من أغنيات البوب والروك. كما راح يتجول في الجمعيات والمجمعات الكبرى بحثا عن مستحضرات التجميل التي تعيد لبشرته حيوية أيام زمان. كان يدخل المجمع ليخرج محملا بالكثير من علب جيل الشعر وكريم الأساس والبرفانات. ودع المقاهي الشعبية والديوانية ولم يعد يجلس إلا في «ستاربكس» ويطلب المشروبات بالإنكليزية. لقد أصبح أضحوكة بين أصدقاء أبنائه الذين شاهدوه مرة في المقهى الأميركي وهو يطلب بصوت هادئ من النادل more sugar Please.


زوج البطة
أما هذا الرجل الذي يبلغ من العمر 59 سنة أيضا، فقد منعته زوجته من دخول البيت. والسبب أنه سافر إلى إحدى الدول العربية، وتزوج بفتاة أصغر من صغرى بناته، وخلال الفترة كان يذهب «رايح جاي» بين الكويت وهذه الدولة العربية. لقد غاب الرجل عن زوجته الشابة عدة أيام في الكويت فأرسلت رسالة غرامية ساخنة إليه تسأله عن سبب التأخير وتخاطبه قائلة: «بطتي يا بطتي بحبك موت يا بطتي».

ومن سوء طالعه أن الرسالة وقعت في يد «أم العيال» فجن جنونها ونجحت في أن تنتزع منه تفاصيل الزواج السري. وعندما رفض تطليق زوجته الثانية، قررت الزوجة منعه من دخول البيت. لقد ذهب الرجل إلى المحامي العبدالجليل يطلب الاستشارة القانونية التي تمكنه من دخول البيت. وعندما عرف التفاصيل نصحه المحامي بطلاق زوجته الصغيرة احتراما لسنه لكنه فاجأه قائلا: «إنها تحبني وإذا طلقتها ستنتحر»، لقد ضيع الرجل 30 سنة من العشرة مع زوجته الأولى التي مازالت مصرة على الطلاق وهو ما زال يحاول دخول البيت.


ظاهرة عالمية
ويرى د. كاظم أبل الاستشاري النفسي أن المراهقة التي تهاجم كبار السن، ظاهرة شائعة ومعروفة، يمكن أن تصيب أعراضها الرجال ولا تتوقف عند عمر معين، ويقول:

يمكن أن تداهم أعراض المراهقة التي تصيب الشباب الصغار كبار السن في الأربعين أو الخمسين أو الستين. وهي ظاهرة مألوفة في كل مكان بالعالم، وليست حكرا على مجتمعاتنا العربية، فهي موجودة في الغرب أيضا.

وهذه الظاهرة موجودة بين الجنسين لدى الرجل والمرأة, لكن في الغرب قد نلاحظ أعراضها في سن كبيرة لدى المرأة، بسبب الحرية والانفتاح هناك. لكن في المجتمعات الشرقية، ومنها المجتمع الكويتي، تكاد تكون هذه الظاهرة محصورة بين الرجال بسبب عادات وتقاليد المجتمع التي تقيد تصرفات المرأة.

وما يحدث لدى كبار السن، هو نوع من النكوص، فالرجال في هذه السن المتأخرة يشعرون بأن الاهتمام قل بهم من قبل الزوجة، أو المجتمع بحكم أنهم أصبحوا «شيابا». وقد يكون السبب أن هؤلاء لم يعيشوا فترة المراهقة بكل ما تحمله من اندفاع ومغامرات، كما قد يكون السبب شعورهم بعدم القدرة على الأداء، خاصة فيما يتعلق بالدوافع الغريزية فيحدث النكوص هنا، حيث يتحول الرجل المسن إلى فترة المراهقة، فهو يريد أن يستعيد فترة الشباب والمراهقة بكل قوتها.


النيولوك أهم الأعراض
ويرصد د.أبل أهم أعراض هذه المراهقة فيقول:

لهذه الفترة متطلبات، فنجد هذا الرجل يغير أسلوب حياته، إلى درجة تكاد تنقلب رأسا على عقب، فنجده يهتم بمظهره فيقوم بعمل «نيولوك» كما يفعل الشباب، ويغير أسلوب حياته، ومن أشهر مظاهر ذلك قيامه بحمية خاصة حيث لا يتناول إلا طعاما معينا للحفاظ على مظهره أو تناول أطعمة يعتقد أنها تساهم في رفع كفاءته الجنسية، ويركب سيارات شبابية، ويرتدي الملابس التي لا تناسب سنه ذات الألوان الزاهية أو الجينز والـ «تي شيرت» التي تمنحه مظهرا شبابيا متمردا، كما يهتم بأناقته ويتردد كثيرا على الصالونات ويصبغ شعره الأبيض ويحلق شاربه.

هذه الحالة يمكن أن تصبح طبيعية، وفي حدود المعقول، ولا تسبب خطرا على الشخص أو عائلته، ما دامت في معدلاتها الطبيعية، ولا تتعدى حدود المظهر الخارجي. لكنها تصبح خطرة، وتهدد كيان الأسرة والحياة الزوجية، إذا ما عاشها الرجل بشيء من المبالغة، بحيث يدخل في علاقات محرمة، ينفق خلالها ثروته التي بذل الكثير من الجهد لتكوينها خلال سنوات طويلة. وبعض هذه العلاقات تنتهي بالزواج، وهو ما يؤدي إلى طلاق رفيقة العمر، الزوجة الأولى أم الأبناء، بعد زواج استمر سنوات طويلة، بل إن البعض قد يتزوج بفتاة صغيرة في عمر بناته، وهو ما يفقده مصداقيته أمام أبنائه، ويثير الخلافات والعداء داخل الأسرة.


الزوجات يتحملن المسؤولية!

يرى د.أبل أن هؤلاء المراهقين يحتاجون إلى توجيه وإرشاد نفسي بقوله:

إن المرأة عليها دور في هذه الظاهرة، فيجب ألا تهمل زوجها، خاصة بعد أن يتعدى الخمسين، لأن الرجل في هذه السن يحتاج الرعاية والاهتمام. ونرى في حالات زواج كثيرة، مرت عليها سنوات ومازالت تتمتع بالقوة التي كان عليها الزوجان في سنوات الزواج الأولى.. شعور الزوج بأنه مازال محور اهتمام زوجته يمنعه من القيام بمغامرات خارج البيت.

كما أن بعض الرجال ممن تهاجمه أعراض المراهقة في هذه السن لا يجدون غضاضة في الذهاب إلى استشاري نفسي، لمعرفة الطرق الصحيحة للتعامل مع هذه الفترة، والأعراض التي تنتاب الشخص خلالها، لأن أعراض المراهقة التي تهاجم البعض في سن متأخرة لا تحتاج إلى علاج نفسي فقط، وإنما إلى توجيه وإرشاد نفسي، يعرف من خلاله هذا المراهق المسن كيفية التحكم في هذه الفترة وكيفية عبورها بأمان وكيفية التكيف معها والتأقلم مع الواقع من دون المبالغة في المظهر أو السلوك.


ماذا حدث

لشياب الديرة؟


يقول المحامي خالد العبدالجليل: إن هذه الحكايات التي نرويها ليست من أجل إثارة الضحك، ولكن من أجل العبرة، ولكن شر البلية ما يضحك حقا، إن هذه الحكايات ليست من نسج الخيال، لكنها من المؤسف أنها من الواقع الذي نعيشه. ما يعرض علي من قضايا وخلال الرسائل التي ترد إلى برنامج «مسائل قانونية» في الإذاعة من نساء، يؤكد أن الأمر ظاهرة تهدد الكثير من البيوت، ويكفي ما نعانيه من ارتفاع في معدلات الطلاق.

أنا أستمع دائما إلى الكثير من الحكايات, من نساء يطلبن الطلاق بسبب هذه المراهقة التي تنتاب الكثير من الأزواج في سن متأخرة، وما يحز في النفس أن تطلب سيدة كبيرة في السن تعبت مع زوجها طوال سنوات الزواج، وبدلا من أن يبذل الزوج ما يملكه لراحتها وتعويضها عن سنوات التعب، فإنه يعيش فترة من المراهقة ليترك العذاب واللوعة لأولئك الزوجات ويدفع الأبناء الثمن أيضا.

لا أدري ماذا يحدث لشياب الديرة، فالكثيرون من الرجال لا يعتقدون أنهم اقترفوا ذنبا بهذه التصرفات، وأن ما يفعلوه حق من حقوقهم، ومعظم هؤلاء يحملون الزوجات مسؤولية الحالة التي وصلوا إليها. إن الكثير من الرجال لا يشعرون بالخجل مما وصلوا إليه, ويدافعون بحماس شديد عما يفعلونه، ويؤكدون أن هذا حقهم، وأنهم لا يريدون أن تضيع سنوات حياتهم الباقية في حياة روتينية لا معنى لها، ولا حب ولا حنان فيها، بل إن بعضهم يؤكد أنه يعيش مع زوجته تحت سقف واحد، ولكن لكل منهما حياة منعزلة عن الآخر.

فعندما تطلب سيدة الطلاق بسبب هذه التصرفات نبدأ بالاتصال بالزوج لحل الموضوع وديا، وهنا نستمع إلى مبررات كثيرة تشير بأصابع الاتهام إلى الزوجات، فبعض الأزواج يقولون إن الزوجة تهمل نفسها، ولا تهتم بأنوثتها ولا بزوجها, وتتناسى أنها متزوجة برجل لديه حقوق، والبعض الآخر يقول لك لقد اختفت الرومانسية من البيت، وأصبح الوضع بينه وبين زوجته كأنها علاقة مع واحد من الربع.

إن الخطير في الأمر أن هذه الحكايات تنتهي عادة في قاعات المحاكم بالطلاق. لاشك في أن وراء هذه الحكايات العجيبة الكثير من علامات الاستفهام والمشكلات التي يجب حلها بأسلوب يقوم على الحوار. وهنا يجب أن يتكاتف الجميع من رجال الإعلام ورجال القانون وعلماء النفس والاجتماع لتفادي هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد مجتمعنا.

جبار
06-13-2005, 10:43 AM
شياب يركبون السيكل ويعلقون صور نانسي في غرف نومهم (1-2 )

مراهقون في الستين

تحقيق: محمد حنفي

لم تبالغ الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية عندما قدمت كبار السن ممن تعدوا الخمسين والستين عاما من الرجال وهم يعيشون مغامرات على طريقة مراهقين في العشرين. والتحقيق التالي يتناول حكايات ومغامرات حقيقية أبطالها هؤلاء المراهقون الذين وهنت عظامهم واشتعلت رؤوسهم شيبا. وتبدو بعض قصص هؤلاء (الشياب) كأنها أحداث خيالية على طريقة الأفلام الهندية. لكن في الحياة الكثير من الحكايات التي تفوق هذه الأفلام خيالا وعجبا.


ربما يعرف الكثيرون أن معدلات الطلاق في الكويت مرتفعة للغاية، لكن ما لا يعرفه البعض هو أن عددا غير قليل من حالات الطلاق المرفوعة من قبل النساء أمام المحاكم سببها أن الأزواج الذين بلغوا من العمر أرذله تقمصوا شخصية المراهقين، إن الأمر جد خطير.. هكذا يصف المحامي خالد العبد الجليل هذه الظاهرة التي يقول عنها:

ـ هذه الحكايات قد يتصور البعض أنها من نسج الخيال، لكنها قصص واقعية وقعت وربما ستقع في الكثير من البيوت، ومن خلال ما يعرض عليّ من قضايا أو من خلال الرسائل الكثيرة التي ترد إليّ في برنامج «مسائل قانونية» في الإذاعة أؤكد أنها ليست حالات فردية ولكنها تكاد تكون ظاهرة ملحوظة تلفت انتباه العاملين في مجال القانون وهي تنذر بكارثة اجتماعية تهدد بيوتنا وأبناءنا إذا لم نجد لها حلا وعلاجا سريعا.


Naughty Boy
في أحد الأيام دخلت سيدة تبلغ من العمر 55 عاما مكتب المحامي خالد العبد الجليل. بدت في غاية الوقار، لكن على ملامحها كانت ترتسم علامات الحزن والأسى والغضب. قبل أن يرحب بها العبد الجليل بادرته بأنها تريد رفع قضية طلاق من زوجها الذي تعدى الستين وشاركته الحياة الزوجية أكثر من 30 عاما أنجبا خلالها عددا وافرا من الأبناء منهم من تزوج وأنجب الحفدة.

حاول المحامي العبد الجليل أن يهدئ من روع السيدة الغاضبة ليسمع منها تفاصيل «السالفة»، وبعد جهد بدأت تروي حكاية زوجها الذي هاجمته أعراض المراهقة بعد أن تعدى الستين.

فجأة وبلا مقدمات قرر الرجل عمل «نيو لوك» على طريقة نجوم السينما والغناء. قص شاربه وبدأ يتردد يوميا على صالونات الحلاقة من أجل الحفاظ على قصة الشعر الجديدة «المارينز». راح يرتدي قمصانا مشجّرة كتلك التي يرتديها الشباب على البلاجات. ثم غيّر هاتفه العتيق وغير رقمه أيضا ليصبح أكثر حفظا. ثم تطور الأمر حيث هاجمته حمّى الرياضة فجأة. بدأ يخصص وقتا كل يوم ليمارس رياضة المشي في الممشى القريب من المنطقة التي يسكن فيها. لقد أصاب الذهول زوجته يوم رأته مرتديا الشورت الأحمر الفاقع القصير بطريقة لافتة يخجل ابنه منها، مع الـ «تي شيرت» الذي كتب على صدره Naughty Boy وتعني «الولد الشقي أو الشيطان» وليت الأمر توقف عند أمر الشورت والـ«تي شيرت».

وفي الممشى تقمص الرجل دور مراهق في العشرين، فما أن يشاهد فتاة تسير في الممشى حتى يبادرها قائلاHi Honey ثم يبدأ بإسماعها كلمات الغزل. وفي أحد الأيام بدأ الرجل يمارس هوايته حيث وجد أمامه سيدة تمارس رياضة المشي، فاقترب منها وراح يسمعها الكلمات ذاتها، لكن لسوء حظه كان زوجها وشقيقها متأخرين عنها عدة أمتار وسمعا كلماته وهنا بدأ حديث اللكمات. لقد تلقى الرجل المراهق علقة ساخنة من زوج السيدة وشقيقها اللذين كادا يفتكان به لولا أن بعض الشباب أنقذوه بمعجزة. لقد قضى هذا الجد في المستشفى ثلاثة أيام مريرة، لكن المأساة أن العلقة الساخنة ومرارة الأيام الثلاثة لم تردعاه حيث خرج من المستشفى ليرتدي الشورت الأحمر ويمارس رياضة المشي من جديد.

لقد حاول المحامي خالد العبدالجليل إقناع الزوجة التي كان يناديها بـ «خالة» بأن تؤجل طلب الطلاق وأن تتحاور مع زوجها المراهق لعله يعود إلى رشده، لكن «الخالة» كانت في حالة من التصميم وأكدت له أنه إذا لم يرفع القضية فستبحث عن محام آخر.


يا بعد عمري
بطل الحكاية الثانية فهو رجل تعدى الستين بسنوات قليلة، وذات يوم كان يجلس في ديوانية جاره، فدخلت الخادمة الشرق آسيوية التي تصغر أصغر بناته تقدم لهما الشاي. وما إن شاهدها حتى بدا كأن مسا أصابه. راح الرجل يتمتم بعبارات على غرار «يا زينها»، «يا بعد عمري».

في الأيام التالية بدا الرجل كأنه وقع في حب الخادمة، فقد راح يجلس أمام داره يراقبها ويعقد مقارنة بينها وبين «النسرة» التي في البيت على حد قوله، بل إن المشهد الذي رآه الجيران ذات يوم كان مثيرا، فقد شاهد الرجل الخادمة تحمل بعض الأشياء من «دبة» السيارة، فهرول يحمل الأشياء عنها.

لكن الأيام التالية حملت مفاجأة غير سارة للرجل، فبعد أن زاد الموضوع فاتحت الزوجة جارتها وطلبت منها تسفير الخادمة، وبالفعل جرى الأمر بسرية. وعندما علم الرجل جن جنونه وراح يبحث عن مكتب الخدم الذي أحضر الخادمة وطلب منه إحضارها من بلدها. ولما وجد تسويفا من المكتب قرر أن يسافر إلى البلد الآسيوي لإحضارها بنفسه، وهناك استطاع الوصول إلى عنوانها ووصل إليها بالفعل وعرض عليها الزواج فوافقت وعادت معه إلى الكويت زوجة وليست خادمة. وعندما عرفت الزوجة المسكينة الأمر توجهت إلى المحامي العبدالجليل وهي تبكي ولا تعرف ماذا تفعل، وبدا لها أن طلب الطلاق هو الحل الوحيد.


شايب يركب سيكل
ويروي العبد الجليل قصة أخرى بطلها رجل تعدى الستين بقليل، انتابته فجأة أعراض المراهقة الستينية، فبعد أن كان يستمع إلى أغنيات محمد عبده وأم كلثوم بدأ يسمع عمرو دياب ومايكل جاكسون، بل إن الرجل وقع في هذه السن المتأخرة في حب خادمة الجيران الآسيوية. ولسوء حظه كان حبا من طرف واحد، فقد كانت الخادمة تعيش قصة حب مع سائق أحد الجيران، وراح الرجل يبحث عن السر الذي يجعلها تفضل السائق عليه، وأخيرا توصل إليه، فقد كان السائق يمتلك «سيكلا» يسير به في الشارع، فتعجب الخادمة بالمشهد ويبدو السائق كأنه بطل في أحد الأفلام الهندية. فما كان من الرجل إلا أن اشترى هو الآخر «سيكلا» وتعلم قيادته من أجل لفت انتباه الخادمة، ومازال الجيران يتحدثون عن مشهد «الشايب» الذي حاول قيادة السيكل على «تاير» واحد على طريقة أفلام الأكشن، فسقط في وسط الشارع وراح يبكي من الألم وسط ضحكات الجيران.


إيه؟ تقصدني أنا؟
وآخر الحكايات بطلها مراهق الذي يبلغ من العمر 58 عاما، وقد ضاق ذرعا في هذه السن المتأخرة بصلعة رأسه التي مر عليها أكثر من 25 عاما. راح يجوب المجمعات ومحلات التجميل بحثا عن علاج للقضاء على الصلعة. ولما لم يجد النتائج المرجوة قرر شراء باروكة يجوب بها المجمعات الكبرى بحثا عن الماركات الفاخرة والمطاعم الفاخرة ويرتدي الساعات الألماس، بل ويلعب في البلوتوث طوال اليوم. لكن كل هذا شيء وحكاية غرامه بنانسي عجرم شيء آخر، فقد وقع الرجل في غرام الفنانة الشابة. إلى هنا والأمر يبدو عاديا فعشاق نانسي كثر، لكن الرجل جمع عشرات الصور الخاصة بالنجمة الجميلة من المنشورة في المجلات الفنية، وراح يزين بها جدران حجرته. أما أغنيات نانسي فهي في كل مكان في البيت والسيارة، بل يحمل شريط في جيبه دائما. لقد تطور الأمر وبدأ الرجل الأغرب يكتب الرسالة تلو الأخرى لنانسي، لقد وصل عدد الرسائل التي أرسلها إلى نجمته المحبوبة أكثر من 60 رسالة. لكن أكثر ما يضايق الرجل هذه الأيام أنه حتى الآن لم يتلق ردا واحدا من نانسي.

الشايب عاشق إنترنت

هذه الحكاية وردت إلى المحامي العبد الجليل في برنامجه الإذاعي «مسائل قانونية»، وهي لرجل يبلغ من العمر 65 عاما.. متزوج ولديه ثلاث بنات متزوجات ولديهن أبناء.

فجأة أصبح هذا الرجل مدمنا للإنترنت، حيث أصبح له «إيميل»، وراح يغلق حجرته على نفسه بالساعات، وعندما كان يسأله أبناؤه عما يفعل كل هذه الساعات، كان يقول: لقد نسيت نفسي أمام النت. لكن الحقيقة أنه يدخل إلى مواقع «الشاتنج» بالساعات، ومن خلالها تعرف على فتاة وعاش معها قصة حب إلكترونية على غرار قصص «عماد حمدي وشادية» كما وصفها المحامي العبد الجليل في برنامجه الإذاعي.

لقد نسي الرجل نفسه وسنه وهو يتحدث إلى الفتاة التي بدأت تحكي له عن المشاكل المادية التي تعانيها بعد أن أوهمته بأنها تعيش بعيدا عن أهلها في شقة خاصة بسبب بعض المشاكل، فإذا به يتبرع بسخاء عبر بطاقة الائتمان, فيرسل إليها الأموال عبر الإنترنت، واتخذ قراره الصعب حين عزم على الزواج من حبيبته الإلكترونية.

لكن الزوجة، بحاسة المرأة التي تشم خيانة الزوج عن بعد، شكت في الرجل وطلبت من ابنها الكبير المتخصص في الكمبيوتر أن يجد حلا للحالة التي وصل إليها والده.

راح الولد يفتش عن حكاية الأب مع الإنترنت، واستطاع بمساعدة بعض أصدقائه اختراق البريد الإلكتروني لوالده، ليجد مجموعة من الرسائل الغرامية الملتهبة التي أرسلها أبوه العاشق إلى حبيبته المزعومة. في إحدى الرسائل يقول العاشق الولهان صاحب الـ 65 عاما لحبيبته: «عشقي لك لا نهاية له، ولن يفرقنا شيء ولن يقف في طريق حبنا مخلوق، حتى لو كانت زوجتي الحالية التي تزوجتها بضغط من أهلي».

لكن المفاجأة الحقيقية أن الابن استطاع التوصل إلى صاحبة الإيميل، وكانت المفاجأة الأكبر أنه اكتشف أن قصة الحب الملتهبة التي يعيشها أبوه كانت مع شاب عربي تقمص شخصية فتاة، وكان يستخدم مهارته في تقليد صوت البنات في الحديث ليبتز المراهق الستيني ويحصل منه على المال، ولم يفق الرجل من الصدمة حتى بعد أن عرف أن زوجته قررت رفع قضية طلاق.