أمان أمان
02-12-2018, 07:10 AM
الأحد
11/02/2018
https://www.al-sharq.com/uploads/images/writers/writer_article_image/writer-1241.jpg
بقلم : صادق محمد العماري
*محلل إسرائيلي: فريق اغتيال المبحوح دخل إلى أبوظبي برفقة وزير
*معلومات تؤكد أن إنجاح عملية "المبحوح" كان القربان الذي قدمته الإمارات لإسرائيل
*صحيفة فرنسية: الجميع يعلم أن تمويل الحرب الإسرائيلية على غزة يأتي من الإماراتيين والسعوديين والمصريين
*مايكل روس: الموساد نفذ أكثر من عملية في دبي
* أبوظبي تمنع رفع العلم الفلسطيني منذ عام 2010
في الحلقة السابعة من الموسم الثاني للمسلسل الأمريكي الشهير The Black List يبدو المشهد مألوفاً للوهلة الأولى، الكاميرا تلتقط مشاهد لبرج خليفة المعروف في مدينة دبي، ثم في اللقطة التالية مباشرة تظهر فتاة تجلس في حانة بأحد فنادق البرج وتحاول التقرب من شاب يجلس في الطاولة مباشرة، وبالفعل تتمكن الفتاة من التعرف عليه واستمالته باستخدام أسلحة الأنوثة، وفجأة وفي مشهد مثير تتهشم سيارة تقف أسفل البرج وقد سقطت عليها جثة هذا الشاب بصورة مفجعة ودرامية للغاية.. وقبل أن يفيق المشاهد من الصدمة يتبين أن ما حدث هي عملية اغتيال نفذتها الفتاة التي تعمل في جهاز الموساد الإسرائيلي، والرجل الذي تم اغتياله عبر إلقائه من أحد الأدوار العالية هو عالم نووي إيراني.
في الحقيقة لا أشعر بالاستغراب من أن الصورة النمطية لإمارة دبي لدى المواطن الغربي عموماً والأمريكي خصوصاً بأنها مسرح لعمليات الإجرام وتصفيات الحسابات وتنفيذ الاغتيالات بدم بارد، حيث يتمكن المنفذون من الفرار بأمان وربما تحت غطاء أمني من الإمارة.
يقول العميل السابق في جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بروس ريدل في لقاء أجراه معه تلفزيون BBC : إن جهاز الموساد الإسرائيلي مسؤول عن اغتيال القيادي الفلسطيني محمود المبحوح الذي قضى نحبه في أحد فنادق دبي في فبراير عام 2010، ويضيف ريدل أن فريقاً كبيراً من العملاء كانوا في دبي وشاركوا في أكثر من مهمة ضمن عملية الاغتيال. أما العميل المتقاعد في العمليات السرية في الموساد مايكل روس فيؤكد المعلومات التي تقول إن "أكثر من عملية للموساد نفذت في دبي".
في اعتقادي أن عمليات الموساد التي تمت في دبي — ومن ضمنها اغتيال المبحوح — كانت بتواطؤ حكومي من النظام في أبوظبي ودبي، ويعزز هذا الاعتقاد ما ذكره محلل شؤون الاستخبارات في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوسي ميلمان الذي أشار إلى أن عملاء الموساد دخلوا إلى الإمارات مع وزير إسرائيلي للمشاركة في مؤتمر حول جودة البيئة عقد في أبوظبي، بدورها توجه صحيفة "خبر 7" التركية أصابع الاتهام لوزير إماراتي واتهمته بأنه نقل للموساد كافة المعلومات التي مكنتهم من اغتيال القيادي الفلسطيني بسهولة، حيث زودهم بمحل إقامته ورقم غرفته وخط سيره بالكامل، خاصة أن المبحوح دخل إلى دبي بجواز سفره الحقيقي وتتساءل الصحيفة: "كيف عرف الموساد بأي فندق يقيم المبحوح؟ وكيف استطاعوا تحديد مواعيد دخوله وخروجه؟ وكيف عرفوا بأي غرفة حتى يتمكنوا من حجز الغرفة المقابلة له؟"، وتمضي الصحيفة قائلة:
بعد واقعة الاغتيال بأشهر التقى هذا الوزير الإماراتي سراً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في غرفة بفندق "لويس ريجنسي" في نيويورك، وبحسب الصحيفة، فإن هذه العملية كانت بمثابة "أول التقاء مباشر بين إسرائيل والإمارات، وجاء اللقاء السري كخطوة مهمة لتثبيت هذه العلاقة".
في الحقيقة، إن العلاقات الإماراتية الإسرائيلية شهدت انفتاحاً كبيراً منذ سنوات، وكانت في ذروتها عام 2010 عندما سافر إلى أبوظبي وزير البنية التحتية الإسرائيلي "عوزي لاندوا" لحضور مؤتمر عن الطاقة المتجددة، وأتبعها عضو الكنيست الإسرائيلي سيلفان شالوم بزيارة أخرى، وتؤكد جهات نافذة أن عملية اغتيال المبحوح كانت بمثابة "القربان" لتوطيد العلاقات بين أبوظبي وإسرائيل، وبعدها تصاعدت العلاقات بشدة إلى أن أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في 29 نوفمبر 2015 أنها تعتزم افتتاح ممثلية دبلوماسية لإسرائيل في أبوظبي، وبلغت ذروتها مؤخراً، حيث نفذ سلاح الجو الإماراتي عدداً من المناورات الجوية مع نظيره الإسرائيلي وتحديداً في 27 مارس 2017، كما قامت دبي بالسماح للسياح الإسرائيليين بالدخول إليها بدون فيزا، بالإضافة إلى السماح لشركة طيران خاصة بتسيير رحلات منتظمة بين مطار بن جوريون الإسرائيلي ومطار أبوظبي، وكذلك استعانة النظام الإماراتي بمعدات إسرائيلية لمراقبة البنية التحتية، وتشمل هذه المعدات كاميرات مراقبة وأجهزة استشعار تنتجها شركة "إيه جي تي انترناشيونال" الإسرائيلية.
وتظهر وثائق ويكليكس أن تنسيقاً عميقاً في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية يجري بشكل متسارع بين الإمارات وإسرائيل، وتكشف الوثائق الدور الكبير الذي يقوم به سفير الإمارات لدى أمريكا يوسف العتيبة. وتشير الوثائق إلى أنه في عام 2010 استقبلت الإمارات فريق الجودو الإسرائيلي بالتزامن مع اغتيال محمود المبحوح، وأن الإمارات منذ ذلك العام منعت رفع العلم الفلسطيني في كل المناسبات، وقد تعهدت الإمارات كذلك بدفع 5 مليارات دولار لإسرائيل منها 2 مليار دولار مقدماً مقابل إسقاط حماس واحتلال غزة، ويقول الكاتب ديفيد هيرست في مقال له في هذا الصدد "إن العدوان الإسرائيلي على غزة في عام 2014 جاء بمباركة من الإمارات والسعودية"، وأضاف: "ليس سراً في إسرائيل أن الهجوم على غزة أتى بمرسوم ملكي سعودي"، ويؤكد كلام الكاتب البريطاني ما ذكره وزير الحرب الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز حين تحدث في برنامج على القناة العاشرة الإسرائيلية قائلاً "الإمارات والسعودية لهما دور كبير في ما يحدث في غزة".
أما صحيفة ISM فرانس فنشرت مقالاً تحت عنوان "إن كان لديك أصدقاء مثل الدول العربية فأنت لست بحاجة إلى أعداء"، وأكدت الصحيفة أن القاصي والداني يعلم أن تمويل الحرب الإسرائيلية في غزة يأتي من الإماراتيين والسعوديين والمصريين".
بالطبع فإن النطام الإماراتي لا يتورع عن مساندة إسرائيل سراً وعلناً يساعده في ذلك مخططون أمثال دحلان، ويتستر على جرائم الموساد التي ترتكب في دبي الفريق شرطي متقاعد ضاحي خلفان الذي يكتشف الجرائم بعد وقوعها وليس كما تفعل أجهزة الأمن المرموقة التي تحبط الجرائم قبل أن تقع.
https://www.al-sharq.com/opinion/11/02/2018/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%B8%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
11/02/2018
https://www.al-sharq.com/uploads/images/writers/writer_article_image/writer-1241.jpg
بقلم : صادق محمد العماري
*محلل إسرائيلي: فريق اغتيال المبحوح دخل إلى أبوظبي برفقة وزير
*معلومات تؤكد أن إنجاح عملية "المبحوح" كان القربان الذي قدمته الإمارات لإسرائيل
*صحيفة فرنسية: الجميع يعلم أن تمويل الحرب الإسرائيلية على غزة يأتي من الإماراتيين والسعوديين والمصريين
*مايكل روس: الموساد نفذ أكثر من عملية في دبي
* أبوظبي تمنع رفع العلم الفلسطيني منذ عام 2010
في الحلقة السابعة من الموسم الثاني للمسلسل الأمريكي الشهير The Black List يبدو المشهد مألوفاً للوهلة الأولى، الكاميرا تلتقط مشاهد لبرج خليفة المعروف في مدينة دبي، ثم في اللقطة التالية مباشرة تظهر فتاة تجلس في حانة بأحد فنادق البرج وتحاول التقرب من شاب يجلس في الطاولة مباشرة، وبالفعل تتمكن الفتاة من التعرف عليه واستمالته باستخدام أسلحة الأنوثة، وفجأة وفي مشهد مثير تتهشم سيارة تقف أسفل البرج وقد سقطت عليها جثة هذا الشاب بصورة مفجعة ودرامية للغاية.. وقبل أن يفيق المشاهد من الصدمة يتبين أن ما حدث هي عملية اغتيال نفذتها الفتاة التي تعمل في جهاز الموساد الإسرائيلي، والرجل الذي تم اغتياله عبر إلقائه من أحد الأدوار العالية هو عالم نووي إيراني.
في الحقيقة لا أشعر بالاستغراب من أن الصورة النمطية لإمارة دبي لدى المواطن الغربي عموماً والأمريكي خصوصاً بأنها مسرح لعمليات الإجرام وتصفيات الحسابات وتنفيذ الاغتيالات بدم بارد، حيث يتمكن المنفذون من الفرار بأمان وربما تحت غطاء أمني من الإمارة.
يقول العميل السابق في جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بروس ريدل في لقاء أجراه معه تلفزيون BBC : إن جهاز الموساد الإسرائيلي مسؤول عن اغتيال القيادي الفلسطيني محمود المبحوح الذي قضى نحبه في أحد فنادق دبي في فبراير عام 2010، ويضيف ريدل أن فريقاً كبيراً من العملاء كانوا في دبي وشاركوا في أكثر من مهمة ضمن عملية الاغتيال. أما العميل المتقاعد في العمليات السرية في الموساد مايكل روس فيؤكد المعلومات التي تقول إن "أكثر من عملية للموساد نفذت في دبي".
في اعتقادي أن عمليات الموساد التي تمت في دبي — ومن ضمنها اغتيال المبحوح — كانت بتواطؤ حكومي من النظام في أبوظبي ودبي، ويعزز هذا الاعتقاد ما ذكره محلل شؤون الاستخبارات في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوسي ميلمان الذي أشار إلى أن عملاء الموساد دخلوا إلى الإمارات مع وزير إسرائيلي للمشاركة في مؤتمر حول جودة البيئة عقد في أبوظبي، بدورها توجه صحيفة "خبر 7" التركية أصابع الاتهام لوزير إماراتي واتهمته بأنه نقل للموساد كافة المعلومات التي مكنتهم من اغتيال القيادي الفلسطيني بسهولة، حيث زودهم بمحل إقامته ورقم غرفته وخط سيره بالكامل، خاصة أن المبحوح دخل إلى دبي بجواز سفره الحقيقي وتتساءل الصحيفة: "كيف عرف الموساد بأي فندق يقيم المبحوح؟ وكيف استطاعوا تحديد مواعيد دخوله وخروجه؟ وكيف عرفوا بأي غرفة حتى يتمكنوا من حجز الغرفة المقابلة له؟"، وتمضي الصحيفة قائلة:
بعد واقعة الاغتيال بأشهر التقى هذا الوزير الإماراتي سراً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في غرفة بفندق "لويس ريجنسي" في نيويورك، وبحسب الصحيفة، فإن هذه العملية كانت بمثابة "أول التقاء مباشر بين إسرائيل والإمارات، وجاء اللقاء السري كخطوة مهمة لتثبيت هذه العلاقة".
في الحقيقة، إن العلاقات الإماراتية الإسرائيلية شهدت انفتاحاً كبيراً منذ سنوات، وكانت في ذروتها عام 2010 عندما سافر إلى أبوظبي وزير البنية التحتية الإسرائيلي "عوزي لاندوا" لحضور مؤتمر عن الطاقة المتجددة، وأتبعها عضو الكنيست الإسرائيلي سيلفان شالوم بزيارة أخرى، وتؤكد جهات نافذة أن عملية اغتيال المبحوح كانت بمثابة "القربان" لتوطيد العلاقات بين أبوظبي وإسرائيل، وبعدها تصاعدت العلاقات بشدة إلى أن أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في 29 نوفمبر 2015 أنها تعتزم افتتاح ممثلية دبلوماسية لإسرائيل في أبوظبي، وبلغت ذروتها مؤخراً، حيث نفذ سلاح الجو الإماراتي عدداً من المناورات الجوية مع نظيره الإسرائيلي وتحديداً في 27 مارس 2017، كما قامت دبي بالسماح للسياح الإسرائيليين بالدخول إليها بدون فيزا، بالإضافة إلى السماح لشركة طيران خاصة بتسيير رحلات منتظمة بين مطار بن جوريون الإسرائيلي ومطار أبوظبي، وكذلك استعانة النظام الإماراتي بمعدات إسرائيلية لمراقبة البنية التحتية، وتشمل هذه المعدات كاميرات مراقبة وأجهزة استشعار تنتجها شركة "إيه جي تي انترناشيونال" الإسرائيلية.
وتظهر وثائق ويكليكس أن تنسيقاً عميقاً في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية يجري بشكل متسارع بين الإمارات وإسرائيل، وتكشف الوثائق الدور الكبير الذي يقوم به سفير الإمارات لدى أمريكا يوسف العتيبة. وتشير الوثائق إلى أنه في عام 2010 استقبلت الإمارات فريق الجودو الإسرائيلي بالتزامن مع اغتيال محمود المبحوح، وأن الإمارات منذ ذلك العام منعت رفع العلم الفلسطيني في كل المناسبات، وقد تعهدت الإمارات كذلك بدفع 5 مليارات دولار لإسرائيل منها 2 مليار دولار مقدماً مقابل إسقاط حماس واحتلال غزة، ويقول الكاتب ديفيد هيرست في مقال له في هذا الصدد "إن العدوان الإسرائيلي على غزة في عام 2014 جاء بمباركة من الإمارات والسعودية"، وأضاف: "ليس سراً في إسرائيل أن الهجوم على غزة أتى بمرسوم ملكي سعودي"، ويؤكد كلام الكاتب البريطاني ما ذكره وزير الحرب الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز حين تحدث في برنامج على القناة العاشرة الإسرائيلية قائلاً "الإمارات والسعودية لهما دور كبير في ما يحدث في غزة".
أما صحيفة ISM فرانس فنشرت مقالاً تحت عنوان "إن كان لديك أصدقاء مثل الدول العربية فأنت لست بحاجة إلى أعداء"، وأكدت الصحيفة أن القاصي والداني يعلم أن تمويل الحرب الإسرائيلية في غزة يأتي من الإماراتيين والسعوديين والمصريين".
بالطبع فإن النطام الإماراتي لا يتورع عن مساندة إسرائيل سراً وعلناً يساعده في ذلك مخططون أمثال دحلان، ويتستر على جرائم الموساد التي ترتكب في دبي الفريق شرطي متقاعد ضاحي خلفان الذي يكتشف الجرائم بعد وقوعها وليس كما تفعل أجهزة الأمن المرموقة التي تحبط الجرائم قبل أن تقع.
https://www.al-sharq.com/opinion/11/02/2018/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%B8%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84