زهير
01-13-2018, 01:01 AM
لندن- عربي21- بلال ياسين# الجمعة، 12 يناير 2018
http://www.arabi21.com/Content/Upload/large/6201710144750198.jpg
بوليتيكو: نعتقد أن حالة ترامب العقلية تشكل خطرا على العامة- أ ف ب
نشر موقع مجلة "بوليتيكو" مقالا لأستاذي الطب النفسي باندي لي وليونارد غلاس، يقولان فيه إنهما انضما إلى 25 طبيبا نفسيا وخبيرا في الصحة العقلية، واتفقوا معا على كتابة كتاب "حالة دونالد ترامب الخطيرة".
ويقول الكاتبان: "نعتقد أن حالة ترامب العقلية تشكل خطرا على العامة، وأن من واجبنا تحذيرهم، وأردنا أن يكون الكتاب، الذي كان ناجحا، خدمة عامة، وأن يذهب ريعه إلى صندوق للخدمة العامة".
ويستدرك الخبيران بأنه "منذ نشر الكتاب واجهنا موجة من ردود الفعل، ليس فقط من المراقبين السياسيين، لكن أيضا من أطباء من حقلنا، واعتقد الكثير من المعلقين بأننا خرقنا قاعدة غولدووتر، وهي قاعدة اتحاد الأطباء النفسيين الأمريكيين، التي تنص على عدم السماح بتشخيص أي شخص لم تتم مقابلته، ووصف رئيس سابق للاتحاد عملنا بأنه (طب نفس صحف رخيصة وتافه ومتساهل وسخيف)، وسمعنا تعليقات شبيهة الأسبوع الماضي، بعد أن نشرت (بوليتيكو) بأن أحدنا، د. براندي لي، قابلت أعضاء في الكونغرس لمناقشة تصرفات الرئيس وحالته العقلية".
ويجد الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمته "عربي21"، أن "هذه الانتقادات تخطئ في ناحيتين، الأولى هي ما يتعلق بخرق قاعدة غولدووتر، والثانية، أنه يجب أن نتجنب الحديث عن الحالة العقلية للرئيس، ودون تشخيص ترامب بشكل معين كما تمنع قاعدة غولدووتر، ليس فقط من المقبول أن نتحدث عن الحالة العقلية للرئيس، بل من الضروري أن نفعل ذلك".
ويشير الباحثان إلى أنه "عندما قام اتحاد الأطباء النفسيين بوضع قاعدة غولووتر عام 1973، كرد فعل على مقال في مجلة (فاكت)، ينقل عن مئات الأطباء النفسيين الذين قالوا إن المرشح الجمهوري باري غولدووتر لا يصلح أن يكون رئيسا، كان الاتحاد محقا بقلقه على مصداقية المهنة التي ستتأثر سلبا بإصدار آراء مستهترة في العلن، لكن الاتحاد قرر مؤخرا تفسير القاعدة بشكل أكثر صرامة: فبينما كانت هذه القاعدة تمنع التشخيص عن بعد تحولت من آذار/ مارس 2017 إلى منع لأي تعليق على الحالة العقلية لأي شخصية عامة، وإن كان بإمكان أطباء العظام والقلب وغيرهم تنوير الشعب عن الحالات التي قد تعاني منها أي شخصية عامة، فليس بإمكان الطبيب النفسي فعل ذلك؛ لأن الاتحاد حول القاعدة إلى قانون تكميم للأفواه".
وتبين المجلة أنه "كان لهذه القاعدة هدف مهم خدمته، ولم يقوض كتابنا هذا الهدف، فلم يقدم أي من السبعة والعشرين خبيرا الذين شاركوا في الكتاب تشخيصا نفسيا للرئيس في الكتاب، وباندي التي حررت الكتاب مؤيدة قوية لقاعدة غولدووتر، وتعارض تعديلها تحت ضغوط سياسية".
ويؤكد الكاتبان أنه "لا يمكن التوصل إلى تشخيص رسمي للشخص إلا بعد دراسة مفصلة وعن كثب لحالته، بما في ذلك دراسة تاريخه، والقيام ببعض الفحوص البدنية، ومراجعة النتائج المخبرية وتاريخ الشخص المرضي، والأدوية التي تناولها، والحصول على معلومات إضافية من العائلة، ويشكل التشخيص الأساس الذي تقوم عليه خطة العلاج والعناية المستقبلية".
ويستدرك الكاتبان بأن "خطورة شخص ما يمكن تقديرها من مقابلة الذين عملوا معه والمقربين منه، ومراجعة تصريحات وتصرفات الشخص، ومراجعة تقارير الشرطة، وتقييم السياق، ومع أن مقابلة الشخص بذاته أمر مفيد جدا، لكنه ليس ضروريا لتقييم مدى خطره".
وبقول الأكاديميان: "إننا لسنا مهتمين في شؤون ترامب الشخصية التي تخصه وحده، لكننا نعلق على صفاته الخاصة، كونه رئيسا يشغل منصبا عاما، وبهدف تعليم العامة وتحذيرهم من الخطر، فكتابنا لم يخرق قاعدة غولدووتر، لكن توسيع تفسير القاعدة يتعارض مع قواعد الاتحاد الأخلاقية التي تسمح للأطباء النفسيين بالحديث عن القضايا النفسية بشكل عام عندما تتعلق بشخصية عامة".
ويؤكد الكاتبان أن "تلك القواعد تفرض على الأطباء النفسيين (المشاركة في أنشطة تساعد على تحسين الصحة العامة)، ولذلك فإن منع حوار يخدم الصحة العامة يتعارض مباشرة مع القواعد الأخلاقية للاتحاد ولإعلان جنيفا 1948 للاتحاد الطبي العالمي، وكلانا استقال من اتحاد الأطباء النفسيين (ليونارد غلاس فعل ذلك كرد فعل مباشر على توسيع تفسير قاعدة غولدووتر، وباندي لي فعلت ذلك قبل أكثر من عشر سنوات؛ بسبب العلاقات الوثيقة للاتحاد بصناعة الأدوية)".
وتلفت المجلة إلى أنه "لهذه الأسباب وافقت باندي وجيمس جيليان على مقابلة الشهر الماضي مع بعض أعضاء الكونغرس، كلهم ما عدا واحد منهم من الديمقراطيين، (وكان طلب منها كعضو سابق بأن تقدم شهادتها أمام الكونغرس، لكن عندما تأخر ذلك قام نائب عام مساعد سابق بترتيب اللقاء مع أعضاء الكونغرس)، وعندما التقت بأعضاء الكونغرس كانت ملتزمة بقواعد الاتحاد، التي تحث الأطباء النفسيين على (خدمة المجمتمع بتقديم النصائح والاستشارات للسلطاب التنفيذية والتشريعية والقضائية التابعة للحكومة)، وناقشت في هذا الاجتماع مسائل طبية بحتة لا علاقة لها بسياسة الأحزاب".
ويفيد الكاتبان بأنه "في الوقت الذي كانت فيه الاجتماعات خاصة وسرية، كان الأعضاء أنفسهم مباشرين، حيث قال أحدهم: (ليس عليك إقناعنا، نحن قلقون وكنا حريصين على مقابلتك.. ولم أنتظر مقابلة مثل هذا من أكثر من 11 عاما)، وقال عدد من الأعضاء الديمقراطيين إن كثيرا من زملائهم الجمهوريين يشاركونهم القلق، لكنهم لا يستطيعون الإعلان عن ذلك".
ويقول الخبيران: "إن كانت الحالة العقلية للرئيس تشكل خطرا فيجب علينا أن نكون مستعدين لمناقشتها والتعامل معها"، وأشارت باندي لأعضاء الكونغرس بأن بعض المؤشرات على هذا الخطر تكمن في عنفه اللفظي، والافتخار باعتداءاته الجنسية، والتحريض على العنف ضد الآخرين، والاستمرار في استفزاز بلد نووي، بالإضافة إلى بعض الصفات، مثل التهور والاندفاع وجنون العظمة، وردود الفعل الغاضبة، وقلة الإحاطة بالواقع، وسوء فهم التبعات، وقلة الشعور مع الآخرين والعدوانية تجاههم.
وينوه الكاتبان إلى أن منصبه يتطلب إمكانية استيعاب المعلومات والمعرفة، وأي تراجع في ذلك يشكل خطرا.
ويختم الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى أنه "في بداية القرن العشرين في ألمانيا قال الخبير الاجتماعي ماكس ويبر، بأن على المفكرين عدم التفوه بأي آراء سياسية -أمر شبيه بقاعدة غولدووتر- وفي ظل الحكم النازي لم يكن فقط الأطباء النفسيون، بل رجال الدين وأساتذة الجامعات والمحامون والأطباء والمفكرون كلهم بقوا صامتين، ما مكن النازيين، بقيادة زعيم سياسي خطير، من ارتكاب أسوأ الجرائم في التاريخ".
http://www.arabi21.com/Content/Upload/large/6201710144750198.jpg
بوليتيكو: نعتقد أن حالة ترامب العقلية تشكل خطرا على العامة- أ ف ب
نشر موقع مجلة "بوليتيكو" مقالا لأستاذي الطب النفسي باندي لي وليونارد غلاس، يقولان فيه إنهما انضما إلى 25 طبيبا نفسيا وخبيرا في الصحة العقلية، واتفقوا معا على كتابة كتاب "حالة دونالد ترامب الخطيرة".
ويقول الكاتبان: "نعتقد أن حالة ترامب العقلية تشكل خطرا على العامة، وأن من واجبنا تحذيرهم، وأردنا أن يكون الكتاب، الذي كان ناجحا، خدمة عامة، وأن يذهب ريعه إلى صندوق للخدمة العامة".
ويستدرك الخبيران بأنه "منذ نشر الكتاب واجهنا موجة من ردود الفعل، ليس فقط من المراقبين السياسيين، لكن أيضا من أطباء من حقلنا، واعتقد الكثير من المعلقين بأننا خرقنا قاعدة غولدووتر، وهي قاعدة اتحاد الأطباء النفسيين الأمريكيين، التي تنص على عدم السماح بتشخيص أي شخص لم تتم مقابلته، ووصف رئيس سابق للاتحاد عملنا بأنه (طب نفس صحف رخيصة وتافه ومتساهل وسخيف)، وسمعنا تعليقات شبيهة الأسبوع الماضي، بعد أن نشرت (بوليتيكو) بأن أحدنا، د. براندي لي، قابلت أعضاء في الكونغرس لمناقشة تصرفات الرئيس وحالته العقلية".
ويجد الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمته "عربي21"، أن "هذه الانتقادات تخطئ في ناحيتين، الأولى هي ما يتعلق بخرق قاعدة غولدووتر، والثانية، أنه يجب أن نتجنب الحديث عن الحالة العقلية للرئيس، ودون تشخيص ترامب بشكل معين كما تمنع قاعدة غولدووتر، ليس فقط من المقبول أن نتحدث عن الحالة العقلية للرئيس، بل من الضروري أن نفعل ذلك".
ويشير الباحثان إلى أنه "عندما قام اتحاد الأطباء النفسيين بوضع قاعدة غولووتر عام 1973، كرد فعل على مقال في مجلة (فاكت)، ينقل عن مئات الأطباء النفسيين الذين قالوا إن المرشح الجمهوري باري غولدووتر لا يصلح أن يكون رئيسا، كان الاتحاد محقا بقلقه على مصداقية المهنة التي ستتأثر سلبا بإصدار آراء مستهترة في العلن، لكن الاتحاد قرر مؤخرا تفسير القاعدة بشكل أكثر صرامة: فبينما كانت هذه القاعدة تمنع التشخيص عن بعد تحولت من آذار/ مارس 2017 إلى منع لأي تعليق على الحالة العقلية لأي شخصية عامة، وإن كان بإمكان أطباء العظام والقلب وغيرهم تنوير الشعب عن الحالات التي قد تعاني منها أي شخصية عامة، فليس بإمكان الطبيب النفسي فعل ذلك؛ لأن الاتحاد حول القاعدة إلى قانون تكميم للأفواه".
وتبين المجلة أنه "كان لهذه القاعدة هدف مهم خدمته، ولم يقوض كتابنا هذا الهدف، فلم يقدم أي من السبعة والعشرين خبيرا الذين شاركوا في الكتاب تشخيصا نفسيا للرئيس في الكتاب، وباندي التي حررت الكتاب مؤيدة قوية لقاعدة غولدووتر، وتعارض تعديلها تحت ضغوط سياسية".
ويؤكد الكاتبان أنه "لا يمكن التوصل إلى تشخيص رسمي للشخص إلا بعد دراسة مفصلة وعن كثب لحالته، بما في ذلك دراسة تاريخه، والقيام ببعض الفحوص البدنية، ومراجعة النتائج المخبرية وتاريخ الشخص المرضي، والأدوية التي تناولها، والحصول على معلومات إضافية من العائلة، ويشكل التشخيص الأساس الذي تقوم عليه خطة العلاج والعناية المستقبلية".
ويستدرك الكاتبان بأن "خطورة شخص ما يمكن تقديرها من مقابلة الذين عملوا معه والمقربين منه، ومراجعة تصريحات وتصرفات الشخص، ومراجعة تقارير الشرطة، وتقييم السياق، ومع أن مقابلة الشخص بذاته أمر مفيد جدا، لكنه ليس ضروريا لتقييم مدى خطره".
وبقول الأكاديميان: "إننا لسنا مهتمين في شؤون ترامب الشخصية التي تخصه وحده، لكننا نعلق على صفاته الخاصة، كونه رئيسا يشغل منصبا عاما، وبهدف تعليم العامة وتحذيرهم من الخطر، فكتابنا لم يخرق قاعدة غولدووتر، لكن توسيع تفسير القاعدة يتعارض مع قواعد الاتحاد الأخلاقية التي تسمح للأطباء النفسيين بالحديث عن القضايا النفسية بشكل عام عندما تتعلق بشخصية عامة".
ويؤكد الكاتبان أن "تلك القواعد تفرض على الأطباء النفسيين (المشاركة في أنشطة تساعد على تحسين الصحة العامة)، ولذلك فإن منع حوار يخدم الصحة العامة يتعارض مباشرة مع القواعد الأخلاقية للاتحاد ولإعلان جنيفا 1948 للاتحاد الطبي العالمي، وكلانا استقال من اتحاد الأطباء النفسيين (ليونارد غلاس فعل ذلك كرد فعل مباشر على توسيع تفسير قاعدة غولدووتر، وباندي لي فعلت ذلك قبل أكثر من عشر سنوات؛ بسبب العلاقات الوثيقة للاتحاد بصناعة الأدوية)".
وتلفت المجلة إلى أنه "لهذه الأسباب وافقت باندي وجيمس جيليان على مقابلة الشهر الماضي مع بعض أعضاء الكونغرس، كلهم ما عدا واحد منهم من الديمقراطيين، (وكان طلب منها كعضو سابق بأن تقدم شهادتها أمام الكونغرس، لكن عندما تأخر ذلك قام نائب عام مساعد سابق بترتيب اللقاء مع أعضاء الكونغرس)، وعندما التقت بأعضاء الكونغرس كانت ملتزمة بقواعد الاتحاد، التي تحث الأطباء النفسيين على (خدمة المجمتمع بتقديم النصائح والاستشارات للسلطاب التنفيذية والتشريعية والقضائية التابعة للحكومة)، وناقشت في هذا الاجتماع مسائل طبية بحتة لا علاقة لها بسياسة الأحزاب".
ويفيد الكاتبان بأنه "في الوقت الذي كانت فيه الاجتماعات خاصة وسرية، كان الأعضاء أنفسهم مباشرين، حيث قال أحدهم: (ليس عليك إقناعنا، نحن قلقون وكنا حريصين على مقابلتك.. ولم أنتظر مقابلة مثل هذا من أكثر من 11 عاما)، وقال عدد من الأعضاء الديمقراطيين إن كثيرا من زملائهم الجمهوريين يشاركونهم القلق، لكنهم لا يستطيعون الإعلان عن ذلك".
ويقول الخبيران: "إن كانت الحالة العقلية للرئيس تشكل خطرا فيجب علينا أن نكون مستعدين لمناقشتها والتعامل معها"، وأشارت باندي لأعضاء الكونغرس بأن بعض المؤشرات على هذا الخطر تكمن في عنفه اللفظي، والافتخار باعتداءاته الجنسية، والتحريض على العنف ضد الآخرين، والاستمرار في استفزاز بلد نووي، بالإضافة إلى بعض الصفات، مثل التهور والاندفاع وجنون العظمة، وردود الفعل الغاضبة، وقلة الإحاطة بالواقع، وسوء فهم التبعات، وقلة الشعور مع الآخرين والعدوانية تجاههم.
وينوه الكاتبان إلى أن منصبه يتطلب إمكانية استيعاب المعلومات والمعرفة، وأي تراجع في ذلك يشكل خطرا.
ويختم الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى أنه "في بداية القرن العشرين في ألمانيا قال الخبير الاجتماعي ماكس ويبر، بأن على المفكرين عدم التفوه بأي آراء سياسية -أمر شبيه بقاعدة غولدووتر- وفي ظل الحكم النازي لم يكن فقط الأطباء النفسيون، بل رجال الدين وأساتذة الجامعات والمحامون والأطباء والمفكرون كلهم بقوا صامتين، ما مكن النازيين، بقيادة زعيم سياسي خطير، من ارتكاب أسوأ الجرائم في التاريخ".