المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه المهن ينصحك الاطباء بالابتعاد عنها!



yasmeen
06-11-2005, 11:28 AM
اذا كنت ممن يميلون الى التوتر النفسي

كتبت ليلاس سويدان

إذا كنت من الأشخاص الذين يميلون إلى التوتر العصبي فإن هناك مهنا ينصحك الأطباء بالابتعاد عنها، فقد خَلصَت دراسة أعدتها جامعة ليفربول إلى أن هناك مهنا أكثر من غيرها تعرض أصحابها لضغط نفسي وإجهاد عصبي، ومنها المهن التي تحتاج إلى إخفاء المشاعر أثناء العمل، أو المهن التي يتعامل أصحابها مع فئات خاصة كالأطفال والمراهقين والمدمنين والمرضى النفسيين، إلى جانب المهن التي تضع صاحبها دوما في حالة قلق وترقب للربح والخسارة وكذلك المهن الإدارية التي يتحمل أصحابها مسؤوليات كبيرة ويديرون عددا كبيرا من الأشخاص.


ومن المهن التي تصنف على أنها مهن مجهدة للأعصاب بحكم تعاملها مع فئة خاصة يصعب التعاطي معها، مهنة التدريس، ففهيمة الفرس التي تعمل مدرسة في المرحلة الابتدائية منذ 25 عاما تقول إنها لو عاد بها الزمن إلى الوراء لما اختارت هذه المهنة مرة أخرى لأنها في رأيها من أكثر المهن إجهادا وحرقا للأعصاب وتضيف:

ـ على المعلمة عندما تدخل من باب المدرسة أن تترك وراءها جميع مشاكلها وهمومها لتبدأ يومها بذهن صافٍ، وأن تتحمل برحابة صدر الحركة الزائدة لبعض التلاميذ الصغار في الفصل الذي فيه ما يقارب الأربعين طالبا، وعليها أن تسيطر عليهم بذكاء وبلا قسوة مهما بلغ بها الإجهاد والتعب من شيطنتهم، وأن تراعي الفروق الفردية بين الطلبة بأسلوب تعليمي وتربوي فعال يضمن تفاعل جميع الطلبة معها واستفادتهم من شرحها، فليس هناك أصعب من أن أبذل مجهودا في الشرح والتعليم ثم أجد أن بعض الطلبة لا يتجاوبون معي، مما يجعلني أتحسر على المجهود الذي بذلته وأندم على امتهاني للتدريس، ولكن الحمد لله ان هذه فئة قليلة من الطلبة.

ومن المجهد ايضا في مهنتي أنني اضطر في بعض الأيام الى أن أقف لأدرس أربع حصص متواصلة لفصلين، وأعيد في الفصل الثاني ما قلته في الفصل الأول، مما يجعلني أفقد صوتي وأشعر بآلام في الحنجرة، إلى جانب إصابتي بخشونة في الركبة بسبب وقوفي للشرح في الفصول على مدى سنوات طويلة، ويبدو أن للتدريس أعراضا صحية واحدة فأغلب زميلاتي يعانين آلاما في الظهر والركبة والقدم إلى جانب صداع دائم.


مرضى غير عاديين
ومن المهن التي تعد أيضا في خانة المهن التي يتعامل أصحابها مع فئات خاصة، مهنة الطبيب النفسي، حيث يرى د. ممدوح الجمل أن أسباب الضغط النفسي الواقع على الطبيب الذي يعمل في هذا المجال عديدة ويضيف قائلا:

ـ إن مهنةالطبيب النفسي تتطلب مهارات خاصة لأن المرضى النفسيين ليسوا كأي مرضى آخرين مما يشكل ضغطا نفسيا على الطبيب، فبعض المرضى العدوانيين يُسقطون شعورهم نحو المجتمع على الطبيب النفسي، والأهم من ذلك أن المجتمع نفسه يضغط على الطبيب بموقفه من الطب النفسي والمريض والأدوية النفسية، ويعتبر مستشفى الطب النفسي وصمة عار، إلى جانب أن العلم نفسه مازال في طور التقدم وأدواته قليلة في علاج المرضى النفسيين، مما يجعل مهارات الطبيب وأدواته في التعامل مع المريض أقل من المطلوب، ولابد أن نذكر ان الاطباء النفسيين عموما أقل من المرضى مما يجعل الطبيب يعالج عددا كبيرا من المرضى الذين يحتاجون عناية خاصة مما يشكل حملاً كبيراً على الطبيب المعالج.

وبالإضافة إلى هذه الضغوطات المهنية هناك ضغوطات أخرى يواجهها الطبيب النفسي وتشكل حملا عليه كمشاكله الخاصة أو شعوره بقلق ما لأنه ربما يمر بمرحلة معينة أو ينتقل إلى العمل من بلد إلى آخر، ولكن على رغم كل هذه الضغوطات على الطبيب النفسي ومن خلال تعليمه واحتكاكه بالمرضى فإنه يصبح أكثر صبراً وتحملاً وقدرة على الفصل بين مشاعره والضغوطات التي يشعر بها وبين تعامله مع مرضاه، لكي لا يظهر أثر هذا التوتر على حياته الخاصة، وذلك بالطبع يعتمد على مهارة الطبيب وخبرته، فإذا كان الطبيب في بداية ممارسته للمهنة ولم يكتسب الخبرة اللازمة للسيطرة على ضغوطاته النفسية من الممكن أن يتصرف بشكل غير سليم مع المريض مما يؤدي الى زيادة إثارته، ومثال ذلك المريض العدواني الذي لديه هلاوس ويشعر بأن المجتمع ضده، فإذا كان الطبيب لا يملك المهارة اللازمة أو مضغوطا نفسيا بشكل كبير فقد يسيء التعامل مع المريض مما يؤدي الى تصرف المريض بشكل عدواني تجاه الطبيب، وكل طبيب لابد أن يتعرف خلال مهنته لبعض هذه الأمور، فالعدوانية درجات، فقد يتلفظ المريض بألفاظ غير مقبولة او ينصرف من جلسته مع الطبيب أو يعتدي عليه بشكل جسدي، وبعض المرضى يكونون عدوانيين حتى لو لم يحتكوا بالطبيب وهذا يحدث كثيرا وأحيانا تظهر عدوانيتهم أثناء مقابلة الطبيب.

وعموما لا يدخل هذا المجال غير الطبيب الذي يعلم ويتقبل أنه سيتعامل مع هذه الفئة من المرضى ويعلم قدراته وقوة احتماله فهي بالفعل مهنة صعبة وتتطلب مهارة وخبرة وإجادة للتعامل مع المرضى النفسيين.


عمل متواصل
وتعد المهن الإدارية من المهن التي يصفها الأطباء بأنها مهن حارقة للأعصاب بسبب مسؤولياتها الكثيرة وحالة الترقب الدائمة للأرباح والحصول على المناقصات وإنجاز المشاريع.

ناصر السعدون مدير شركتين، يتحدث عن المجهود النفسي الكبير الذي يبذله في إدارة أعماله بقوله:

ـ في بداية كل مشروع في الشركة أقوم بالإشراف التام على جميع اللجان والأقسام، وأتابع تنفيذ المشروع وتقييمه، وهذه المتابعة لكل صغيرة وكبيرة في العمل أعتبرها عبئاً كبيراً فأنا أعمل في بداية كل مشروع حوالي اثنتي عشرة ساعة يومياًَ وحتى عندما أنتهي من عملي وأغادر الشركة فأنا أظل على اتصال مع المهندسين أو المختصين بتنفيذ المشروع وأحيانا أتصل بهم ليلاً للاستفسار عن سير العمل. فالعمل في القطاع الخاص يعتمد في نتيجته أو محصلته على مجهود صاحب العمل.

ثم يتحدث السعدون عن تأثير هذا الضغط النفسي على حياته الاجتماعية قائلا:

ـ أثناء عملي في مهرجان «هلا فبراير» مثلا، كنت أشعر بأن الكيل قد طفح فعلاً ولم تكن لدي الرغبة حتى في الرد على الهاتف أو عمل أي شيء حتى الانتهاء من المهرجان، وعموما أثناء ضغط العمل أضطر الى التقليل من القيام بالواجبات الاجتماعية فأُحرم من السفر والترفيه، فالعمل متواصل دائما وما إن ننتهي من عمل حتى يبدأ غيره.

ولأن العمل الخاص يتطلب علاقات اجتماعية فإنني أحياناً وعلى الرغم من أنني أكون متعبا نفسيا بسبب مشاكل العمل والمشاكل الحياتية فإنني في بعض الأحيان أضغط على نفسي لأقابل الناس وأجاملهم لإنهاء عملي.

ويتحدث السعدون عن دور تنظيم العمل واختيارالموظفين الأكفاء والسكرتارية الجيدة في تخفيف الضغط النفسي عليه كمدير ثم يضيف:

ـ في بداية عملي كنت عصبيا ولكن بعد أن أصبحت أكثر خبرة تغير الوضع لأنني صرت أعلم أن العمل سيُنجز في نهاية المطاف لو كان مدروسا بشكل صحيح، وإن لم يحصل ذلك فلم تعد لدي مشكلة. وعموما أنا تعودت على العمل حتى أنني أعمل أحيانا في يوم الجمعة، ومادام هناك موظفون جيدون يساعدونني فلا أعتقد أن العمل الإداري ممكن أن يكون مسببا للضغط العصبي بالنسبة إليّ.


أسواق المال
وعندما نتحدث عن الأعمال المسببة للتوتر النفسي والضغط العصبي فلا يمكن ان نتجاهل العاملين في مجال البورصة أو أسواق المال، لما في هذا العمل من مخاطرة وحاجة لليقظة الدائمة والترقب لصعود وهبوط أسعار الأسهم والعملات و السلع، فقد يؤدي الخطأ في التنبؤ بسلوك السوق الى خسارة مادية قد تكون كبيرة بالنسبة الى المستثمر أو المضارب في البورصة.

ستيف خياط مدير تسويق في شركة وساطة مالية ويعمل في هذاالمجال منذ سبع سنوات تدرج خلالها من مهنة متداول الى أن وصل الى منصبه الحالي، وقد وجد أن من يعمل في أسواق المال يواجه ثلاثة مواقف لكل منها أعراضها النفسية المختلفة. وأضاف:

ـ من يعمل في اسواق المال قد يجد نفسه في موقف الربح أوالخسارة أو ما يسمى بالفرصة الضائعة، فإذا وجد نفسه في الموقف الأخير أي لم يستفد من فرصة للربح سنحت له فإنه يصاب باكتئاب ثم تشنج الاعصاب، ويشعر بتوتر لأنه لا يعرف كيف يتصرف في هذا الموقف وما الحل البديل، وهذا التوتر قد يؤثر في اتخاذه للقرارات مما يجعله يأخذ قرارات خاطئة واعتباطية مما ينعكس عليه ايضا بشكل سلبي.

أما إذا حقق المتعامل ربحا للمستثمر فإنه ايضا يشعر بتوتر لخوفه من أن يتراجع السوق أو يعاكسه ويخسر ما ربحه وهذا ايضا يؤثر في تحليله لأداء السوق ويجعله ينسحب من السوق مبكرا. وعندما كنت أمر بهذا الموقف كنت أشعر بتشنج في المعدة على رغم فرحتي بالربح لخوفي من هبوط الأسعار في السوق مما قد يؤدي الى خسارة ما ربحته.

والمشكلة الأكبر هي عندما يخسر المتعامل في البورصة لأن الأعراض تصبح أكثر صعوبة، فهو يشعر بعرق بارد على جبينه وتشنج عضلات رقبته وظهره وأحيانا كان يصل بنا الأمر الى أن نحلم ليلا بأرقام في البورصة مدمرة وتسبب خسارة فادحة، مما يجعل الفرد يستيقظ من النوم فزعا.

وهذه الأعراض يشعر بها المبتدئ في مجال الاستثمار، ولكن أنا شخصيا ولأنني إنسان منظم وأحمل شهادة عالية في هذا المجال وقادر على تحقيق الارباح وأشعر بثقة بنفسي، فلم يؤثر هذا العمل على حياتي النفسية أوالشخصية، فهؤلاء الذين يشعرون بتوتر دائم أثناء التعامل في البورصة ربما كانوا غير خبراء في هذاالمجال أو غير مؤهلين عمليا.


إغماء
ويصف خياط بعض الحالات التي رآها عن قرب خلال عمله وأدى تعاملها في البورصة إلى وقوع أصحابها تحت ضغط عصبي واضح بقوله:

ـ أثناء أحداث 11 سبتمبر شاهدت أشخاصا يصابون بالإغماء في حالة التداول لأن الخسارة كانت كبيرة وغير متوقعة وسريعة، بالإضافة إلى أن أحد الأشخاص الذين يعملون تحت اشرافي لم يكن على القدر المطلوب من قوة التحمل لطبيعة عمل المضاربة في البورصة لذلك أدى تعبه النفسي الى مشكلة صحية في الضغط تطورت الى متاعب في الكليتين مما جعله يترك العمل ويعمل في مجال آخر.

وينصح خياط من يفكر في ان يعمل في هذاالمجال بأن يتأكد من أنه يتمتع بقوة الأعصاب، وأن يتحلى بالقدرة على السيطرة على التوتر والغضب. ويعتقد ان الذين يعملون في هذا المجال يجب أن يتكيفوا مع سرعة العمل وأن يكون لديهم القدرة على اتخاذ القرارات بشكل سريع وأن يتمتعوا بسرعة البديهة.


الرفاعي: الاحتراق النفسي للموظف يأتي تدريجيا..
الدكتورة ديناالرفاعي، اختصاصية طب العائلة، تحدثت عن الاحتراق النفسي الذي يصيب الشخص بسبب عمله، وأكدت على أنه يحدث تدريجيا وأضافت:

ـ هناك ثلاث مراحل يمر بها الشخص الذي يعاني هذه المشكلة، فالمرحلة الأولى تعرف بمرحلة الاستثارة نتيجة الضغط العصبي الذي يعايشه الفرد في عمله، وترتبط بعدة أعراض منها سرعة الانفعال والقلق الدائم وارتفاع ضغط الدم وصعوبة القدرة على التركيز وسرعة النسيان بالإضافة إلى الصداع المستمر واضطراب ضربات القلب.

أما المرحلة الثانية فهي مرحلة توفير يسعى فيها الشخص إلى الحفاظ على نشاطه وطاقته للاستمرار في وظيفته، وهذه المرحلة تشتمل على بعض السلوكيات كالتأخر على الدوام وتأجيل بعض الأعمال، وانخفاض الرغبة الجنسية والزيادة في استعمال المنبهات بالإضافة، الى الشعور بالامتعاض والسخرية.

أما في المرحلة الأخيرة فإن الشخص يكون قد استُنزِفَ وأُنهك وتبدأ مشاكله الصحية والنفسية بالظهور، فيبدأ بالشعور بالاكتئاب وباضطرابات في المعدة وبالصداع والتعب المزمنين إلى جانب الرغبة في الانسحاب من المجتمع والابتعاد عن الاصدقاء وربما عن العائلة.

وليس ضروريا وجود كل الأعراض لدى الشخص للحكم على وجود حالة احتراق نفسي، وإنما ظهور عارضين في كل مرحلة يمكن ان يؤخذا كمؤشر لوجود مشكلة.

وتحدثت د. الرفاعي عن حالات لمستها عن قرب خلال عملها لأشخاص كان عملهم سببا في مرضهم، وقالت:

ـ لقد مرت على عيادتي حالات كثيرة كان مرضها سببه الضغط النفسي بسبب العمل، فأحد المرضى كان مديرا لشركة استثمارية وكان يعاني قرحة في المعدة ترجع الى وقوعه تحت ضغط نفسي مستمر ودائم بسبب عمله، فهو دائما في حالة قلق وترقب لأنه لا يدري إن كان السوق في انتعاش أو ركود، بالإضافة الى شعوره بعدم الاستقرار نتيجة لسفره في مهمات عمل كثيرة. وكانت لدي مريضة تعمل في التدريس وتشتكي دوما من صداع نصفي فالنساء أكثر عرضة للضغط النفسي من الرجل لأنهن لسن بقوته وتمرّ عليهن أوقات يكن متعبات فيها بسبب الدورة الشهرية، بالاضافة إلى مسؤولياتهن الكثيرة داخل البيت بالإضافة الى عملهن في الخارج.

وقد مرت علي حالة أخرى لمريض كان يعاني نشاطا في الغدة الدرقية بسبب الضغط النفسي المصاحب لعمله.

وعددت د. الرفاعي عدة أمراض قد تكون نتيجة للضغط العصبي قائلة:

ـ من هذه الأمراض التي قد تكون مسبباتها نفسية: مرض السكر وارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية وقرحة المعدة والصدفية وساقط الشعر وزيادة في نشاط الغدة الدرقية، والصداع النصفي وعدم انتظام الدورة الشهرية وفقد الرغبة الجنسية، والمشاكل الجنسية لدى الرجل، وكثرة مرات التبول وكزّ الأسنان أثناء النوم.

ووصفت د. الرفاعي طريقة تفادي الاحتراق النفسي بقولها:

ـ حالة الاحتراق النفسي ليست دائمة، وبالإمكان تفاديها بالتعامل مع مصادر الضغط وموازنة الحياة من حيث التغذية والنشاط الحركي والاسترخاء الذهني والنشاطات الاسرية والاجتماعية ومزاولة الهوايات بين الحين والآخر. بالاضافة الى ضرورة ترتيب أجندة للأولويات والمهمات التي تقع على عاتق الفرد، وألا يضع لنفسه توقعات عالية وأن يستعين بالآخرين أحيانا لانجاز بعض الأعمال عوضا عنه. ومن الضروري ان يسأل نفسه باستمرار عن عدد السجائر والمنبهات التي تناولها خلال اليوم، وألا يتعاطى المسكنات باستمرار. والأهم من ذلك الاعتراف بأنه يعاني مشكلة لأن ذلك يزيد من ايجابيته في مواجهتها.



القطمة: أعطيت الصحافة 50 عاماً..فأعطتني أمراضا في المعدة والقلب

مادمنا نتحدث عن مهن تحرق الأعصاب، فلا أدل على ذلك من مهنة الصحافة أو مهنة المتاعب كما يقال، فهي تعد بحق نموذجا للمهن التي تُقصِر العمر، إذا جاز لنا القول، فإذا أردت أن تكون صحافيا بحق فلابد أن تعطي مهنتك كل حبك ومجهودك، لتعطيك هي قلقا وتوترا وانفعالا ولهاثا لا ينتهي من أجل الأفضل.

الزميل خالد القطمة الذي قضى في بلاط صاحبة الجلالة خمسين عاما تحدث عن الضغط العصبي الذي يقع على الصحافي قائلا:

ـ على الصحافي، حين يكون صحافيا حقيقيا أن يتحمل مسؤولية الكلمة التي يكتبها أو الخبر الذي ينشره ويؤثر في حياته وحياة الآخرين، فالصدق ليس مهنة سهلة.

بالإضافة الى ان هناك صراعا بين ما يسمى السبق الصحفي والإثارة، وإيصال الحقيقة الى القارئ، وهذا في حد ذاته أمر صعب، ولابد أن أذكر أن التعب الأساسي الذي لقيته خلال عملي في مهنة الصحافة كان يأتي من خلال تعاملي كمدير تحرير خلال الثلاثين عاما الماضية مع رئيس تحرير أو صاحب مؤسسة صحفية لا يكون دوما في السوية المهنية الأعلى، مما كان يولد عندي شعوراً بالكآبة والقهر وأحيانا شعوراً بالظلم، لذلك يكون الصحافي دائما معرضا أكثر من غيره لما ينتج عن التوتر العصبي من أمراض، خمسون سنة في الصحافة لم يكن أن تمر من دون ان تؤثر في صحتي، وأحمد الله أنني لم أصب بالضغط، ولكنني أصبت بأمراض في القلب والمعدة، فالصحافي يعمل بأعصابه ويحمل هم الاخرين لا هم نفسه، ويشعر بالمسؤولية مما يولد لديه قلقا، وهذا الشعور مناقض تماما لحاجة الإنسان الى الشعور بالأمان والاسترخاء.