قمبيز
01-02-2018, 11:55 PM
http://alqabas.com/wp-content/uploads/2017/09/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%8A%D8%AC.jpg
عبداللطيف الدعيج
2 يناير، 2018
«تويتر» موقع عالمي، ملك خالص لأصحابه، من المفروض ان يتولوا وحدهم تنظيم وتحديد النشر فيه. حكومتنا لا تملك حتى مقومات بقالة في سوق النشر
حسب ما نشرته الزميلة «الأنباء»، فإن حكومتنا في دولة الكويت تنوي تنظيم النشر على «تويتر».
واضح أن لدى سلطاتنا هاجساً قوياً للهيمنة والسيطرة على آراء ومعتقدات الناس، في تناقض وفي الواقع تحدٍّ مستمر لمبادئ حرية النشر والتعبير، التي كفلها دستورنا في المادة 36.
لدى السلطة عداء متفاقم لحرية الرأي، وسعي حثيث على التحكم بعقول الناس ومداركهم. نتفهم بصعوبة ــ ولا نؤيد على الاطلاق ــ سعي السلطة لحماية مؤسساتها، ولفرض هيمنتها وتسلطها على خلق الله، فهذا ليس حقا، ولكنه أمر متوقع من سلطة بهذا التخلف والرجعية في التعامل مع الانسان.
لكن ان تتمادى في مشروع القانون، الذي نشر، الى التحكم بسلوك الناس والتطفل على العلاقات الفردية والخاصة بينهم، فهذا امر فعلا غريب، ولا يفكر فيه الا شخص مريض بداء التسلط وهواجس النقد والتقييم، مثل حكومتنا غير الرشيدة.
«تويتر» موقع عالمي، ملك خالص لأصحابه، من المفروض ان يتولوا وحدهم تنظيم وتحديد النشر فيه. حكومتنا لا تملك حتى مقومات بقالة في سوق النشر، لا تزال صاحبة «بسطة» على قارعة الطريق. مع هذا فهي تتجرأ وتعمل على تنظيم الاسعار في «هارودز» في لندن او «ميسيز» في نيويورك! هذا تماما ما يعنيه تنظيم النشر في تويتر. أنا أظن في الواقع ان حكومتنا لديها الحق في تنظيم متجر «هارودز» اكثر، بحكم ان الكثير من رواده في الصيف من الكويتيين.
محاولات تنظيم النشر في «تويتر» تعدٍّ سافر على الحقوق المدنية للناس، وتدخل غير دستوري في حقوقهم وسلوكياتهم الشخصية. ان اتفق اثنان على الاختلاف او حتى التنافس في السباب على «تويتر» فهذا حقهما الشخصي. أصحاب وملاك موقع «تويتر» هم من يملكون وحدهم منعهما او محاسبتهما.
إذا اشتكى مواطن كويتي على مواطن كويتي بحجة انه أساء اليه او الى ممتلكاته المادية او المعنوية، فإننا نتفهم قبول الحكومة الرشيدة للشكوى، ومباشرة مهامها في حفظ مصالح مواطنيها وحقوقهم.
لكن اذا كان الكل راضياً ومتفاهماً وأحد لم يدع الرشيدة إلى التطفل، فلماذا تدخل عصها في شيء يخص «تويتر» ولا يخصها! عجايب التسلط.
***
جميل ان تختار الخطوط الكويتية الثوب كلبس لمضيفاتها اثناء الترحيب بالركاب. ونتمنى ان تتقيد الشركة بخطتها في عرض «الثوب» اثناء الاستقبال وعلى الأرض فقط. لأن عمل المضيفات، خصوصاً في حالات الطوارئ، يتطلب ألبسة أقرب الى الرياضية او العسكرية، وليس الأثواب الفضفاضة التي تعيق الحركة، وقد تؤدي الى شل حركة المضيفة.
لكن من يدري الى أين سيأخذنا «رشد» الحكومة.. فمن المحتمل جدا ان يكون الثوب مقدمة للبس العباءة وفرض التنقب، والله وقوى التطرف في السلطة أعلم.
عبداللطيف الدعيج
عبداللطيف الدعيج
2 يناير، 2018
«تويتر» موقع عالمي، ملك خالص لأصحابه، من المفروض ان يتولوا وحدهم تنظيم وتحديد النشر فيه. حكومتنا لا تملك حتى مقومات بقالة في سوق النشر
حسب ما نشرته الزميلة «الأنباء»، فإن حكومتنا في دولة الكويت تنوي تنظيم النشر على «تويتر».
واضح أن لدى سلطاتنا هاجساً قوياً للهيمنة والسيطرة على آراء ومعتقدات الناس، في تناقض وفي الواقع تحدٍّ مستمر لمبادئ حرية النشر والتعبير، التي كفلها دستورنا في المادة 36.
لدى السلطة عداء متفاقم لحرية الرأي، وسعي حثيث على التحكم بعقول الناس ومداركهم. نتفهم بصعوبة ــ ولا نؤيد على الاطلاق ــ سعي السلطة لحماية مؤسساتها، ولفرض هيمنتها وتسلطها على خلق الله، فهذا ليس حقا، ولكنه أمر متوقع من سلطة بهذا التخلف والرجعية في التعامل مع الانسان.
لكن ان تتمادى في مشروع القانون، الذي نشر، الى التحكم بسلوك الناس والتطفل على العلاقات الفردية والخاصة بينهم، فهذا امر فعلا غريب، ولا يفكر فيه الا شخص مريض بداء التسلط وهواجس النقد والتقييم، مثل حكومتنا غير الرشيدة.
«تويتر» موقع عالمي، ملك خالص لأصحابه، من المفروض ان يتولوا وحدهم تنظيم وتحديد النشر فيه. حكومتنا لا تملك حتى مقومات بقالة في سوق النشر، لا تزال صاحبة «بسطة» على قارعة الطريق. مع هذا فهي تتجرأ وتعمل على تنظيم الاسعار في «هارودز» في لندن او «ميسيز» في نيويورك! هذا تماما ما يعنيه تنظيم النشر في تويتر. أنا أظن في الواقع ان حكومتنا لديها الحق في تنظيم متجر «هارودز» اكثر، بحكم ان الكثير من رواده في الصيف من الكويتيين.
محاولات تنظيم النشر في «تويتر» تعدٍّ سافر على الحقوق المدنية للناس، وتدخل غير دستوري في حقوقهم وسلوكياتهم الشخصية. ان اتفق اثنان على الاختلاف او حتى التنافس في السباب على «تويتر» فهذا حقهما الشخصي. أصحاب وملاك موقع «تويتر» هم من يملكون وحدهم منعهما او محاسبتهما.
إذا اشتكى مواطن كويتي على مواطن كويتي بحجة انه أساء اليه او الى ممتلكاته المادية او المعنوية، فإننا نتفهم قبول الحكومة الرشيدة للشكوى، ومباشرة مهامها في حفظ مصالح مواطنيها وحقوقهم.
لكن اذا كان الكل راضياً ومتفاهماً وأحد لم يدع الرشيدة إلى التطفل، فلماذا تدخل عصها في شيء يخص «تويتر» ولا يخصها! عجايب التسلط.
***
جميل ان تختار الخطوط الكويتية الثوب كلبس لمضيفاتها اثناء الترحيب بالركاب. ونتمنى ان تتقيد الشركة بخطتها في عرض «الثوب» اثناء الاستقبال وعلى الأرض فقط. لأن عمل المضيفات، خصوصاً في حالات الطوارئ، يتطلب ألبسة أقرب الى الرياضية او العسكرية، وليس الأثواب الفضفاضة التي تعيق الحركة، وقد تؤدي الى شل حركة المضيفة.
لكن من يدري الى أين سيأخذنا «رشد» الحكومة.. فمن المحتمل جدا ان يكون الثوب مقدمة للبس العباءة وفرض التنقب، والله وقوى التطرف في السلطة أعلم.
عبداللطيف الدعيج