مقاوم
06-10-2005, 06:47 PM
امتحانان كلاهما صعب... والجمع بينهما أصعب!
تحقيق: مفرح حجاب
يدفع خوف بعض الفتيات من العنوسة الى الموافقة على اول متقدم للزواج بهن، على الرغم من انهن ما زلن على مقاعد الدراسة، فيتحولن من طالبات الى زوجات طالبات.
لكن التوفيق بين الدراسة ومطالب الزوج والبيت والاولاد، قد يبدو أمرا مستحيلا على اي امرأة في ظل الحياة السريعة كثيرة المشاغل التي نحياها اليوم.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل تتفوق الزوجة الدارسة في دراستها على حساب بيتها ام العكس؟ هل ستفشل في الامرين معا في ظل اختلاط الواجبات الاسرية بالواجبات الدراسية؟ واذا كان الفشل امرا واقعا في احدهما او كليهما فما الحل؟
تؤكد نهى احمد (موظفة) ان فكرة الزواج اثناء الدراسة غير موفقة لأنها تحتاج جهدا جبارا وتعاونا كبيرا من الزوجين. وتقول:
- عشت تجربة قاسية جدا عندما تزوجت وانا طالبة في السنة الجامعية الثالثة، حيث فوجئت بعد زواجي بحياة اخرى غير التي كنت احياها في بيت اسرتي اذ لم يكن لدي التزام تجاه احد، ولم يكن مطلوبا مني ان اعمل في البيت او حتى اضطر الى ممارسة المجاملات الاجتماعية التي كانت السبب الاساسي في فشل زواجي هذا.
الزواج يعني ان هناك شخصا آخر يشاركك حياتك وحريتك ولا بد من احترام هذه الشراكة بالمفهوم الانساني والعقلاني. واقحام الدراسة على هذه الحياة الجديدة التي تتبدل فيها عادات الفتاة الى الالتزام والتضحية وتقليل مساحة الحرية الشخصية وبذل جهد اكبر، قد يحدث خللا. هذا بالاضافة الى احترام وجهات نظر الزوج وتلبية طلباته واحيانا ما يطلبه اهله.
كل هذه الامور مكتملة تخلق صراعا نفسيا كبيرا لدى الزوجة التي تحاول احيانا ان تفرغ بعض ما لديها ولو بقليل من الاعتراض لتجد امامها زوجا لا يريد اي نوع من الاعتراض في بداية حياته مع زوجة يريد ان يطبعها بطبعه ومن العيب ان تعترض او تشكو منه.
ان هذا الصراع لا يجعل هناك اقبالا على الدراسة بل يسبب نوعا من الاحباط التام والحسرة والندم احيانا عندما تعلم الزوجة ان زميلاتها متفوقات.
لو عاد الزمن الى الوراء فلن اقبل الزواج قبل انهاء دراستي لاستطيع ان اتكيف مع واقع الحياة التي اعيشها مع زوجي. انا لا احمل زوجي السابق مسؤولية فشل زواجنا ولكن احمل الظروف وسوء تقدير توقيت الزواج الذي كانت فيه اشياء حلوة على كل حال.
الزوج مفتاح السر
وتلفت منى الحربي (طالبة) الى ان سر نجاح او فشل المرأة في الدراسة والزواج يكون لدى الزوج وليس الزوجة وتضيف قائلة:
ـ الفتاة لا تملك من امرها شيئا خصوصا اذا وافقت على الزواج وهي في الدراسة، لان الرجل دائما بيده تصريف امور الحياة، فاذا كان جادا في مساعدة زوجته وتشجيعها على اكمال دراستها كانت النتائج جيدة واذا لم يكن كذلك فعليها ان تدفع ثمن موافقتها على الزواج في هذه الفترة.
ان الكثير من حالات الزواج التي تحدث اثناء الدراسة غالبا ما يكون فيها رغبة ومباركة من الاهل لان المعرس احد الاقارب.
لقد تقدم لزواجي اكثر من شاب وكانت لدي نية الموافقة على احدهم لكنني خفت من ان افقد شهادتي التي تمثل مستقبلي فقد اتعرض لضغوط او مواقف اجتماعية من شأنها ان تعطل دراستي.
من الافضل للفتاة ان تضمن شهادتها لانها لا تعلم الغيب فقد تفشل في زواجها وفي الدراسة وتظل جليسة في البيت بخلاف لو كانت لديها شهادة تحفظ لها كيانها واهميتها في الحياة.
لكن زينب بوحمد (طالبة) تؤكد من جهتها ان هناك الكثير من النماذج الناجحة لفتيات تزوجن وهن طالبات، وتقول:
ـ اخواتي جميعا تزوجن اثناء الدراسة وازددن نجاحاً بعد الزواج، لان المهم في الزواج هو الاختيار الجيد اما التوفيق فهو من رب العالمين، وللزوج دور كبير في نجاح الزوجة وتحقيق اهدافها.
تعليم الزوجة مكلف
ويرجع علي حسين (21 سنة) فشل الزوجة الطالبة دراسيا الى عدم تفهم وادراك زوجها لاهمية دراستها، ويوضح قائلا:
ـ هناك رجال تزوجوا بطالبات يرون ان عملية تدريس الزوجة مكلفة لهم وان خروجها من البيت يحتاج الى مظهر ومصاريف ومتطلبات وسيارة وخادمة في المنزل وعدم الاهتمام كثيرا بهم، وهو ما يدفعهم الى رفض اكمال زوجاتهم دراستهن.
وهناك كثيرون من الرجال يدركون اهمية الدراسة بالنسبة الى زوجاتهم فيقومون بمساعدتهن بصدور رحبة.
على كل فتاة مازالت تتلقى العلم ان تتحرى جيدا عن الشاب الذي يطلب يدها اذا كانت لديه نية الزواج في هذه المرحلة من عمرها.
زواج ودراسة بشرطين
وتضع مناهل الهرشاني (طالبة في كلية العلوم السياسية) شرطين لنجاح زواج الفتاة الدارسة:
ـ اولهما ان تكون هناك قصة حب تجمعها بمن سيتزوجها او على الاقل يكون هناك نوع من التوافق والقبول بينهما وان يتفهم كل منهما طباع الآخر.
وثانيهما الا يكون الزوج هو الآخر في مرحلة دراسية حتى لا يكون كلاهما عبئاً على الآخر.
والتفاهم والقبول قد يخلقان جوا من الطمأنينة بين الزوجين وتستمر الحياة بينهما.
وتؤكد دعاء ملك (طالبة) ان هذا النوع من الزواج فاشل ولا يستمر على الاطلاق، وتتابع بقولها:
ـ لقد شاهدت بنفسي احدى الصديقات مرت بمثل هذه التجربة وفشل زواجها لانه كان اثناء الدراسة.
فمن العبث المغامرة بالعملية الدراسية من اجل زواج استمراره في علم الغيب.
مساعدة الزوج
اما حنين الطراورة (طالبة) فترى:
ـ ان الفتاة التي تتزوج وهي لا تزال في مرحلة الدراسة قد تنجح بشكل كبير في حياتها الزوجية والدراسية بمساعدة زوجها خاصة انها ستنفع اولادها وبيتها وزوجها في ظل ارتفاع تكاليف الحياة لكن الزواج يجب ان يأتي بقناعة من الطرفين حتى يستمر وينجح.
وحسب حليمة احمد (23 سنة - طالبة في كلية الحقوق) فان تفوق الفتاة المتزوجة دراسيا لا يحتاج الا الى عملية تنظيم فقط وعلاقة جيدة مع الزوج ليتفهم طبيعة الامور.. وتقول حليمة:
ـ تزوجت قبل عامين وكنت في السنة الجامعية الاولى، والحمد لله احصل على نتائج ممتازة بفضل عملية الاستقرار التي اشعر بها في عش الزوجية مع انني اقوم بكل المطلوب تجاه زوجي واهل البيت واذهب معهم الى المناسبات الاجتماعية لكنني لا ابالغ في استهلاك الوقت.
فإن ذهبت الى عرس لا اذهب الى الصالون واجلس نحو ثلاث ساعات ليأتي دوري اذ احاول ان اعمل ماكياجي في البيت واذا دخلت العرص ابقى اكثر من نصف الساعة واستأذن ممن ذهبت معهم خاصة ام زوجتي التي تعلم ان لدي دروسا.
ان زوجي هو الآخر متفهم لطبيعة دراستي وكثيرا ما يغضب لانني اقوم بكل واجباتي تجاهه الى درجة انه لا يطلب اشياء كثيرة كل ذلك لم يكن ليحدث لولا انني استطعت ان اوجد اجواءمناسبة حتى لا اجعل من دراستي عبئا على زوجي او على البيت الى درجة انني اصبحت اشعر بأن كل من حولي يريد ان يقدم شيئا لي من اجل النجاح آخر العام.
الزوجة السبب
يرى محمد النومس (28 سنة - موظف) ان مشكلة دراسة الزوجة تكمن في محاولتها اعطاء الامور اكبر من قدرها بكثير لتشعر الزوج إنه السبب في رسوبها في احدى المواد، فيما لا تقوم بكل واجباتها تجاهه، ويضيف قوله:
ـ عندما ينشأ خلاف بينهما تحمل الزوجة زوجها كل الاخطاء، وقد ينتهي بها الامر الى الخروج من بيتها الى بيت والدها، ثم لا تنجح في احدى المواد وعندما تسألها عن السبب تقول حالتي النفسية سيئة لانني بعيدة عن بيتي وعنك فهي تريد ان تدرس بطريقة لا يعلمها الا هي، لكن بشكل عام تغيرت الامور وتستطيع الزوجة ان تدرس وهي لديها اولاد ايضا لان الانسان الذي يريد ان يكون له مستقبل لا اعتقد ان الظروف تكسره مهما كانت قوتها لكن الامر يحتاج الى قليل من التعقل ليس الا.
المطوع: لانجاح بلا توزيع عادل للحقوق والواجبات
يؤكد الدكتور مروان المطوع المتخصص في الاستشارات النفسية والاجتماعية ان الدراسات اثبتت ان الزواج بما يحققه من استقرار نفسي وعاطفي واشباع للغرائز بين الطرفين يساعد على تخفيض القلق النفسي، مما يساعد على التفوق ويقوي جهاز المناعة لمقاومة الامراض ويزيذ معدل التركيز الذهني وتنشيط الذاكرة، ويضيف قائلا: ان المتزوجين هم الاقل عرضة من الارامل والمطلقات وغير المتزوجين للاصابة بالجلطات والامراض القلبية والنفسية ولا يجوز تعليق الاخطاء على الدراسة سواء بالزيارات الاجتماعية او الذهاب الى الشاليهات.
ويرفع المطوع القاعدة التي تقول: «من اراد التفوق الدراسي سيستطيع في اسوأ الظروف» ويقول: التاريخ اثبت ان العباقرة كانوا يعانون فقرا واعاقات ومشاكل معنوية وغيرها. يجب الفصل بين الزواج كمؤسسة اجتماعية فيها تبادل للادوار، والزواج الذي تختلط فيه الادوار عندما يتخذ الزوج المنزل كفندق ويجعل الزوجة تقوم بكل شيء فاذا كانت طالبة سيقع عليها عبء كبير لا يمكنها من النجاح.
ويواصل المطوع حديثه قائلا:
- ان الجهل بالحقوق والواجبات الزوجية وراء فشل الزوجات الدارسات حيث يقوم الازواج بعمل توكيلات رسمية عامة لهن لا تقبل الفصل بين ادارة المؤسسة الزوجية ومؤسسة الدراسة فلا يستطعن النجاح.
على الزوج ألا يغالي في الامر ويدرك ان دراسة زوجته مشروع استثماري ثقافي سيجني منه فوائد مادية واجتماعية ومعنوية وسيكون مردوده جيدا على اولاده من حيث التعلم والمعرفة. ومن المهم ان يقدم لها التسهيلات والحوافز لتشجيعها وان يكون هناك توزيع عادل في الحقوق والواجبات.
تحقيق: مفرح حجاب
يدفع خوف بعض الفتيات من العنوسة الى الموافقة على اول متقدم للزواج بهن، على الرغم من انهن ما زلن على مقاعد الدراسة، فيتحولن من طالبات الى زوجات طالبات.
لكن التوفيق بين الدراسة ومطالب الزوج والبيت والاولاد، قد يبدو أمرا مستحيلا على اي امرأة في ظل الحياة السريعة كثيرة المشاغل التي نحياها اليوم.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل تتفوق الزوجة الدارسة في دراستها على حساب بيتها ام العكس؟ هل ستفشل في الامرين معا في ظل اختلاط الواجبات الاسرية بالواجبات الدراسية؟ واذا كان الفشل امرا واقعا في احدهما او كليهما فما الحل؟
تؤكد نهى احمد (موظفة) ان فكرة الزواج اثناء الدراسة غير موفقة لأنها تحتاج جهدا جبارا وتعاونا كبيرا من الزوجين. وتقول:
- عشت تجربة قاسية جدا عندما تزوجت وانا طالبة في السنة الجامعية الثالثة، حيث فوجئت بعد زواجي بحياة اخرى غير التي كنت احياها في بيت اسرتي اذ لم يكن لدي التزام تجاه احد، ولم يكن مطلوبا مني ان اعمل في البيت او حتى اضطر الى ممارسة المجاملات الاجتماعية التي كانت السبب الاساسي في فشل زواجي هذا.
الزواج يعني ان هناك شخصا آخر يشاركك حياتك وحريتك ولا بد من احترام هذه الشراكة بالمفهوم الانساني والعقلاني. واقحام الدراسة على هذه الحياة الجديدة التي تتبدل فيها عادات الفتاة الى الالتزام والتضحية وتقليل مساحة الحرية الشخصية وبذل جهد اكبر، قد يحدث خللا. هذا بالاضافة الى احترام وجهات نظر الزوج وتلبية طلباته واحيانا ما يطلبه اهله.
كل هذه الامور مكتملة تخلق صراعا نفسيا كبيرا لدى الزوجة التي تحاول احيانا ان تفرغ بعض ما لديها ولو بقليل من الاعتراض لتجد امامها زوجا لا يريد اي نوع من الاعتراض في بداية حياته مع زوجة يريد ان يطبعها بطبعه ومن العيب ان تعترض او تشكو منه.
ان هذا الصراع لا يجعل هناك اقبالا على الدراسة بل يسبب نوعا من الاحباط التام والحسرة والندم احيانا عندما تعلم الزوجة ان زميلاتها متفوقات.
لو عاد الزمن الى الوراء فلن اقبل الزواج قبل انهاء دراستي لاستطيع ان اتكيف مع واقع الحياة التي اعيشها مع زوجي. انا لا احمل زوجي السابق مسؤولية فشل زواجنا ولكن احمل الظروف وسوء تقدير توقيت الزواج الذي كانت فيه اشياء حلوة على كل حال.
الزوج مفتاح السر
وتلفت منى الحربي (طالبة) الى ان سر نجاح او فشل المرأة في الدراسة والزواج يكون لدى الزوج وليس الزوجة وتضيف قائلة:
ـ الفتاة لا تملك من امرها شيئا خصوصا اذا وافقت على الزواج وهي في الدراسة، لان الرجل دائما بيده تصريف امور الحياة، فاذا كان جادا في مساعدة زوجته وتشجيعها على اكمال دراستها كانت النتائج جيدة واذا لم يكن كذلك فعليها ان تدفع ثمن موافقتها على الزواج في هذه الفترة.
ان الكثير من حالات الزواج التي تحدث اثناء الدراسة غالبا ما يكون فيها رغبة ومباركة من الاهل لان المعرس احد الاقارب.
لقد تقدم لزواجي اكثر من شاب وكانت لدي نية الموافقة على احدهم لكنني خفت من ان افقد شهادتي التي تمثل مستقبلي فقد اتعرض لضغوط او مواقف اجتماعية من شأنها ان تعطل دراستي.
من الافضل للفتاة ان تضمن شهادتها لانها لا تعلم الغيب فقد تفشل في زواجها وفي الدراسة وتظل جليسة في البيت بخلاف لو كانت لديها شهادة تحفظ لها كيانها واهميتها في الحياة.
لكن زينب بوحمد (طالبة) تؤكد من جهتها ان هناك الكثير من النماذج الناجحة لفتيات تزوجن وهن طالبات، وتقول:
ـ اخواتي جميعا تزوجن اثناء الدراسة وازددن نجاحاً بعد الزواج، لان المهم في الزواج هو الاختيار الجيد اما التوفيق فهو من رب العالمين، وللزوج دور كبير في نجاح الزوجة وتحقيق اهدافها.
تعليم الزوجة مكلف
ويرجع علي حسين (21 سنة) فشل الزوجة الطالبة دراسيا الى عدم تفهم وادراك زوجها لاهمية دراستها، ويوضح قائلا:
ـ هناك رجال تزوجوا بطالبات يرون ان عملية تدريس الزوجة مكلفة لهم وان خروجها من البيت يحتاج الى مظهر ومصاريف ومتطلبات وسيارة وخادمة في المنزل وعدم الاهتمام كثيرا بهم، وهو ما يدفعهم الى رفض اكمال زوجاتهم دراستهن.
وهناك كثيرون من الرجال يدركون اهمية الدراسة بالنسبة الى زوجاتهم فيقومون بمساعدتهن بصدور رحبة.
على كل فتاة مازالت تتلقى العلم ان تتحرى جيدا عن الشاب الذي يطلب يدها اذا كانت لديه نية الزواج في هذه المرحلة من عمرها.
زواج ودراسة بشرطين
وتضع مناهل الهرشاني (طالبة في كلية العلوم السياسية) شرطين لنجاح زواج الفتاة الدارسة:
ـ اولهما ان تكون هناك قصة حب تجمعها بمن سيتزوجها او على الاقل يكون هناك نوع من التوافق والقبول بينهما وان يتفهم كل منهما طباع الآخر.
وثانيهما الا يكون الزوج هو الآخر في مرحلة دراسية حتى لا يكون كلاهما عبئاً على الآخر.
والتفاهم والقبول قد يخلقان جوا من الطمأنينة بين الزوجين وتستمر الحياة بينهما.
وتؤكد دعاء ملك (طالبة) ان هذا النوع من الزواج فاشل ولا يستمر على الاطلاق، وتتابع بقولها:
ـ لقد شاهدت بنفسي احدى الصديقات مرت بمثل هذه التجربة وفشل زواجها لانه كان اثناء الدراسة.
فمن العبث المغامرة بالعملية الدراسية من اجل زواج استمراره في علم الغيب.
مساعدة الزوج
اما حنين الطراورة (طالبة) فترى:
ـ ان الفتاة التي تتزوج وهي لا تزال في مرحلة الدراسة قد تنجح بشكل كبير في حياتها الزوجية والدراسية بمساعدة زوجها خاصة انها ستنفع اولادها وبيتها وزوجها في ظل ارتفاع تكاليف الحياة لكن الزواج يجب ان يأتي بقناعة من الطرفين حتى يستمر وينجح.
وحسب حليمة احمد (23 سنة - طالبة في كلية الحقوق) فان تفوق الفتاة المتزوجة دراسيا لا يحتاج الا الى عملية تنظيم فقط وعلاقة جيدة مع الزوج ليتفهم طبيعة الامور.. وتقول حليمة:
ـ تزوجت قبل عامين وكنت في السنة الجامعية الاولى، والحمد لله احصل على نتائج ممتازة بفضل عملية الاستقرار التي اشعر بها في عش الزوجية مع انني اقوم بكل المطلوب تجاه زوجي واهل البيت واذهب معهم الى المناسبات الاجتماعية لكنني لا ابالغ في استهلاك الوقت.
فإن ذهبت الى عرس لا اذهب الى الصالون واجلس نحو ثلاث ساعات ليأتي دوري اذ احاول ان اعمل ماكياجي في البيت واذا دخلت العرص ابقى اكثر من نصف الساعة واستأذن ممن ذهبت معهم خاصة ام زوجتي التي تعلم ان لدي دروسا.
ان زوجي هو الآخر متفهم لطبيعة دراستي وكثيرا ما يغضب لانني اقوم بكل واجباتي تجاهه الى درجة انه لا يطلب اشياء كثيرة كل ذلك لم يكن ليحدث لولا انني استطعت ان اوجد اجواءمناسبة حتى لا اجعل من دراستي عبئا على زوجي او على البيت الى درجة انني اصبحت اشعر بأن كل من حولي يريد ان يقدم شيئا لي من اجل النجاح آخر العام.
الزوجة السبب
يرى محمد النومس (28 سنة - موظف) ان مشكلة دراسة الزوجة تكمن في محاولتها اعطاء الامور اكبر من قدرها بكثير لتشعر الزوج إنه السبب في رسوبها في احدى المواد، فيما لا تقوم بكل واجباتها تجاهه، ويضيف قوله:
ـ عندما ينشأ خلاف بينهما تحمل الزوجة زوجها كل الاخطاء، وقد ينتهي بها الامر الى الخروج من بيتها الى بيت والدها، ثم لا تنجح في احدى المواد وعندما تسألها عن السبب تقول حالتي النفسية سيئة لانني بعيدة عن بيتي وعنك فهي تريد ان تدرس بطريقة لا يعلمها الا هي، لكن بشكل عام تغيرت الامور وتستطيع الزوجة ان تدرس وهي لديها اولاد ايضا لان الانسان الذي يريد ان يكون له مستقبل لا اعتقد ان الظروف تكسره مهما كانت قوتها لكن الامر يحتاج الى قليل من التعقل ليس الا.
المطوع: لانجاح بلا توزيع عادل للحقوق والواجبات
يؤكد الدكتور مروان المطوع المتخصص في الاستشارات النفسية والاجتماعية ان الدراسات اثبتت ان الزواج بما يحققه من استقرار نفسي وعاطفي واشباع للغرائز بين الطرفين يساعد على تخفيض القلق النفسي، مما يساعد على التفوق ويقوي جهاز المناعة لمقاومة الامراض ويزيذ معدل التركيز الذهني وتنشيط الذاكرة، ويضيف قائلا: ان المتزوجين هم الاقل عرضة من الارامل والمطلقات وغير المتزوجين للاصابة بالجلطات والامراض القلبية والنفسية ولا يجوز تعليق الاخطاء على الدراسة سواء بالزيارات الاجتماعية او الذهاب الى الشاليهات.
ويرفع المطوع القاعدة التي تقول: «من اراد التفوق الدراسي سيستطيع في اسوأ الظروف» ويقول: التاريخ اثبت ان العباقرة كانوا يعانون فقرا واعاقات ومشاكل معنوية وغيرها. يجب الفصل بين الزواج كمؤسسة اجتماعية فيها تبادل للادوار، والزواج الذي تختلط فيه الادوار عندما يتخذ الزوج المنزل كفندق ويجعل الزوجة تقوم بكل شيء فاذا كانت طالبة سيقع عليها عبء كبير لا يمكنها من النجاح.
ويواصل المطوع حديثه قائلا:
- ان الجهل بالحقوق والواجبات الزوجية وراء فشل الزوجات الدارسات حيث يقوم الازواج بعمل توكيلات رسمية عامة لهن لا تقبل الفصل بين ادارة المؤسسة الزوجية ومؤسسة الدراسة فلا يستطعن النجاح.
على الزوج ألا يغالي في الامر ويدرك ان دراسة زوجته مشروع استثماري ثقافي سيجني منه فوائد مادية واجتماعية ومعنوية وسيكون مردوده جيدا على اولاده من حيث التعلم والمعرفة. ومن المهم ان يقدم لها التسهيلات والحوافز لتشجيعها وان يكون هناك توزيع عادل في الحقوق والواجبات.