مرجان
12-09-2017, 06:45 AM
http://www.al-akhbar.com/sites/default/files/imagecache/465img/p11_20171209_pic1.jpg
اكتُشفت هذه الحيوانات للمرة الأولى عام 1773 عبر جوهان أوغست إفرايم غوزي
لو علم كافكا بأهمية دب الماء المجهري لاستبدل صرصاره به وذهب بجسده الجديد الى عمق الفضاء وحيداً، بعيداً عن كل شيء حتى عن الضوء
علي عواد
من المعلوم أنه لا يمكن لأي كائن حي أن يعيش في خواء الفضاء، فكثيرة هي العوامل المميتة مثل انعدام الأوكسيجين والإشعاعات ذات الدرجات القاتلة والكثير الكثير من العوامل الأخرى الفتاكة. لكن دب الماء المجهري، واسمه العلمي Tardigrade، يستطيع ذلك من دون أي جهد يذكر.
هو كائن مجهري ذو قوائم ثمان يشبه الدب الى حد ما، وصفه العلماء بأقوى حيوان على كوكب الأرض، إذ يستطيع تحمل درجات حرارة منخفضة جداً تصل إلى 200 درجة تحت الصفر أو 148 درجة فوق الصفر، وبعض الأنواع الأخرى من فصيلته لديها القدرة على العيش في الفضاء بالرغم من انعدام كلّ مقدرات الحياة، ففي عام 2007، أرسلت وكالة الفضاء الأوروبية 3000 دب مجهري الى المدار حيث عاشت الدببة 12 يوماً خارج الكبسولة أي في الفضاء التام دون أي حماية أو غذاء.
سلالة الـ Tardigrade قديمة جداً، إذ وجدت أحفوريات لها تعود إلى فترة بين 100 مليون و520 مليون سنة، يقول خبير الـ tardigrade من جامعة شتوتغارت الألمانية Ralph O. Schill: "لقد شاهدت الدببة المجهرية الديناصورات تأتي وتذهب"، مشيراً إلى قدم هذه الحيوانات بالإضافة إلى نجاتها من النيزك الذي انقرضت الديناصورات بسببه.
يقوم العلماء بدراسة جينات هذه الحيوانات في محاولة لدمجها داخل البشر
تستطيع الـ Tardigrades العيش تقريباً في كل مكان ولكنها تفضل قعر البحيرات، نظرياً ستبقى هذه الحيوانات على قيد الحياة حتى ولو فني كل البشر، في الكثير من التجارب المميتة التي قام بها العلماء على هذه الكائنات لدراسة قدرتها على البقاء، كانت الـ Tardigrades تتحول الى حالة تشبه الموت تسمى Cryptobiosis فيتباطأ أيضها إلى نسبة 0.01% من المعدل الطبيعي وتبدأ بإنتاج كمية كبيرة من مضادات الأكسدة لكي تحمي جميع أعضائها الداخلية، وبالإضافة الى ذلك تنتج الـ Tardigrades نوعاً من البروتينات يقوم بحماية حمضها النووي من الإشعاعات القاتلة وذلك حسب أبحاث قامت بها جامعة طوكيو.
اكتشفت هذه الحيوانات للمرة الأولى عام 1773 عبر جوهان اوغست إفرايم غوزي، وهو قسيس ألماني، وأطلق عليها لقب Tardigrada أي بطيء الخطى. وبالإضافة الى العديد من الدفاعات التي في جعبة هذه الحيوانات لديها حالة دفاعية خاصة عندما توجد ضمن حرارة متدنية، إذ تتحول الى شكل برميلي لكي تمنع تكون بلورات الجليد، عام 2016 قام العلماء بإعادة إحياء اثنين من الـ Tardigrades كانا بحالة سبات لأكثر من 30 عاماً وقد تم نشر هذه التجربة العلمية (الرابط
http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0011224015300134)
تأكل الـ Tardigrades السوائل لتبقى على قيد الحياة، وهي تمتص العصائر من الطحالب والأشنات، وبعض الأنواع تأكل اللحم وبعضها الآخر يقتات من جنسه.
يقوم العلماء حالياً بدراسة جينات هذه الحيوانات لفهم كيف تقوم بالنجاة من العوامل القاتلة في محاولة لدمجها داخل البشر عبر الهندسة الجينية، إن حماية الحمض النووي البشري من الدمار وإعطاءه القدرة على تصحيح نفسه من الشوائب يعد من أبرز التحديات، وإذا ما استطاع العلماء تحديد تلك الجينات بدقة ستسفيد البشرية كثيراً من هذه التطبيقات الجديدة، تخيل مثلاً رائد فضاء ليس بحاجة لارتداء بذلته فيتنقل خارج المحطة الفضائية من دون التأثر بالأشعة أو درجات الحرارة المختلفة، ينتهي من المهمة الموكلة إليه ويعود الى الداخل، أو مثلاً عمالاً في منشآت نووية لا يُقتلون إن تعرضوا لحادثة ما وتسربت الإشعاعات من المفاعل.
ما زالت هذه الدراسات والتجارب في بداياتها، ولكن العمل على كشف الكنوز الجينية داخل هذه الحيوانات يتقدم بسرعة كبيرة، وربما ستشهد السنوات المقبلة أولى تجارب الهندسة الجينية على البشر من جينات الـ Tardigrades.
يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويتر | ali_awwad_@
العدد ٣٣٤٤ السبت ٩ كانون الأول ٢٠١٧
اكتُشفت هذه الحيوانات للمرة الأولى عام 1773 عبر جوهان أوغست إفرايم غوزي
لو علم كافكا بأهمية دب الماء المجهري لاستبدل صرصاره به وذهب بجسده الجديد الى عمق الفضاء وحيداً، بعيداً عن كل شيء حتى عن الضوء
علي عواد
من المعلوم أنه لا يمكن لأي كائن حي أن يعيش في خواء الفضاء، فكثيرة هي العوامل المميتة مثل انعدام الأوكسيجين والإشعاعات ذات الدرجات القاتلة والكثير الكثير من العوامل الأخرى الفتاكة. لكن دب الماء المجهري، واسمه العلمي Tardigrade، يستطيع ذلك من دون أي جهد يذكر.
هو كائن مجهري ذو قوائم ثمان يشبه الدب الى حد ما، وصفه العلماء بأقوى حيوان على كوكب الأرض، إذ يستطيع تحمل درجات حرارة منخفضة جداً تصل إلى 200 درجة تحت الصفر أو 148 درجة فوق الصفر، وبعض الأنواع الأخرى من فصيلته لديها القدرة على العيش في الفضاء بالرغم من انعدام كلّ مقدرات الحياة، ففي عام 2007، أرسلت وكالة الفضاء الأوروبية 3000 دب مجهري الى المدار حيث عاشت الدببة 12 يوماً خارج الكبسولة أي في الفضاء التام دون أي حماية أو غذاء.
سلالة الـ Tardigrade قديمة جداً، إذ وجدت أحفوريات لها تعود إلى فترة بين 100 مليون و520 مليون سنة، يقول خبير الـ tardigrade من جامعة شتوتغارت الألمانية Ralph O. Schill: "لقد شاهدت الدببة المجهرية الديناصورات تأتي وتذهب"، مشيراً إلى قدم هذه الحيوانات بالإضافة إلى نجاتها من النيزك الذي انقرضت الديناصورات بسببه.
يقوم العلماء بدراسة جينات هذه الحيوانات في محاولة لدمجها داخل البشر
تستطيع الـ Tardigrades العيش تقريباً في كل مكان ولكنها تفضل قعر البحيرات، نظرياً ستبقى هذه الحيوانات على قيد الحياة حتى ولو فني كل البشر، في الكثير من التجارب المميتة التي قام بها العلماء على هذه الكائنات لدراسة قدرتها على البقاء، كانت الـ Tardigrades تتحول الى حالة تشبه الموت تسمى Cryptobiosis فيتباطأ أيضها إلى نسبة 0.01% من المعدل الطبيعي وتبدأ بإنتاج كمية كبيرة من مضادات الأكسدة لكي تحمي جميع أعضائها الداخلية، وبالإضافة الى ذلك تنتج الـ Tardigrades نوعاً من البروتينات يقوم بحماية حمضها النووي من الإشعاعات القاتلة وذلك حسب أبحاث قامت بها جامعة طوكيو.
اكتشفت هذه الحيوانات للمرة الأولى عام 1773 عبر جوهان اوغست إفرايم غوزي، وهو قسيس ألماني، وأطلق عليها لقب Tardigrada أي بطيء الخطى. وبالإضافة الى العديد من الدفاعات التي في جعبة هذه الحيوانات لديها حالة دفاعية خاصة عندما توجد ضمن حرارة متدنية، إذ تتحول الى شكل برميلي لكي تمنع تكون بلورات الجليد، عام 2016 قام العلماء بإعادة إحياء اثنين من الـ Tardigrades كانا بحالة سبات لأكثر من 30 عاماً وقد تم نشر هذه التجربة العلمية (الرابط
http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0011224015300134)
تأكل الـ Tardigrades السوائل لتبقى على قيد الحياة، وهي تمتص العصائر من الطحالب والأشنات، وبعض الأنواع تأكل اللحم وبعضها الآخر يقتات من جنسه.
يقوم العلماء حالياً بدراسة جينات هذه الحيوانات لفهم كيف تقوم بالنجاة من العوامل القاتلة في محاولة لدمجها داخل البشر عبر الهندسة الجينية، إن حماية الحمض النووي البشري من الدمار وإعطاءه القدرة على تصحيح نفسه من الشوائب يعد من أبرز التحديات، وإذا ما استطاع العلماء تحديد تلك الجينات بدقة ستسفيد البشرية كثيراً من هذه التطبيقات الجديدة، تخيل مثلاً رائد فضاء ليس بحاجة لارتداء بذلته فيتنقل خارج المحطة الفضائية من دون التأثر بالأشعة أو درجات الحرارة المختلفة، ينتهي من المهمة الموكلة إليه ويعود الى الداخل، أو مثلاً عمالاً في منشآت نووية لا يُقتلون إن تعرضوا لحادثة ما وتسربت الإشعاعات من المفاعل.
ما زالت هذه الدراسات والتجارب في بداياتها، ولكن العمل على كشف الكنوز الجينية داخل هذه الحيوانات يتقدم بسرعة كبيرة، وربما ستشهد السنوات المقبلة أولى تجارب الهندسة الجينية على البشر من جينات الـ Tardigrades.
يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويتر | ali_awwad_@
العدد ٣٣٤٤ السبت ٩ كانون الأول ٢٠١٧