طائر
11-23-2017, 12:37 AM
https://alqabas.com/wp-content/uploads/2017/09/%D9%87%D8%B4%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%B6%D9%8A66.jpg
أ. د. هشام العوضي
22 نوفمبر، 2017
الشخص الحساس هو الذي يسخط أو يغضب بسرعة، وبالعامية «يزعل» بسرعة. وتضطر كي ترضيه إلى أن تعتذر، ولكن المشكلة لا تنتهي، لأنه «سيزعل» منك بعد قليل لموقف آخر. فما الحل في التعامل مع الشخص الحسّاس؟
أولا، قلّل من الاحتكاك به كلما استطعت، فإذا كان يمكن لمعاملة ما ان تنجز عبر الهاتف أو «الواتس اب»، فقم بها بدلاً من «وجها لوجه». ولكن احذر، لأن قلّة الاحتكاك يمكن أن تكون سبباً في سخطه، باعتبار أنه قد يؤوّل هذه الطريقة تأويلاً سيئاً. فانتبه، كيف تتواصل؟ ومتى؟ بطريقة لا تحدِث ردّة فعل عكسية.
والشخص الحسّاس يتحسّس بسرعة، ولكن هذا ليس معناه أنه يغضب من أي شيء، ولكن من أشياء معيّنة. وبالتالي مهمّتك ثانيا هي أن تتعرّف على المناطق أو الأزرار التي تستفزه أو تستثيره، وأن تبتعد عنها قدر الإمكان.
يحكي احدهم عن زميل له في العمل «يزعل» بسرعة من أي شيء، وان هذا الصديق مضطر إلى أن يعمل مع هذا الزميل، لأنهما في نفس القسم. وتغيب هذا الزميل الحساس عن العمل يوما، وكان الصديق يحتاج إلى بعض المعلومات الموجودة في ملف ما، والملف تابع لاختصاصات زميله الغائب. فاضطر الصديق إلى أن يستعين بزميل آخر، كي يحصل على الملف، على اعتبار أن الموضوع كان طارئاً ولا يحتمل التأخير.
فلمّا عاد الزميل الحساس، غضب من الصديق، لأنه لم ينتظره حتى يعود أو لم يهاتفه كي يستأذن منه بأخذ الملف. وفي موقف آخر، غضب الزميل الحساس من الصديق، لأن الصديق أحب أن يتأكد من معلومة قالها له الزميل، الأمر الذي اعتبره تشكيكاً في مصداقيته.
وهناك مواقف أخرى كثيرة أتعبت الصديق، وجعلت علاقته مع هذا الزميل الحساس مرهِقة، بل منفّرة. ووصل الصديق إلى مرحلة لا يعرف كيف يتعامل مع زميله الحسّاس، من دون أن يحصل بينهما سوء تفاهم أو توتّر.
وأحياناً تكون المشكلة هي مشكلة «ثقة بالنفس»، ولذلك من المهم ثالثا عند التعامل مع الشخص الحساس أن تثني على قدراته، وأن تبيّن له أنك لا تهدف إلى أن تنتقص من قدره، أو أنك تستغل طيبته مثلا، وإنما أنت تقدّر كل الأشياء الإيجابية فيه وتحترمه، وأن هذا هو سبب حرصك على زمالتك له.
لن تغيّر الشخص الحساس، ولكن قد يكون بامكانك أن تكيّف الطريقة التي تتعامل بها معه، للتقليل من حساسيته.
أ.د. هشام العوضي
Hesham_Alawadi@
أ. د. هشام العوضي
22 نوفمبر، 2017
الشخص الحساس هو الذي يسخط أو يغضب بسرعة، وبالعامية «يزعل» بسرعة. وتضطر كي ترضيه إلى أن تعتذر، ولكن المشكلة لا تنتهي، لأنه «سيزعل» منك بعد قليل لموقف آخر. فما الحل في التعامل مع الشخص الحسّاس؟
أولا، قلّل من الاحتكاك به كلما استطعت، فإذا كان يمكن لمعاملة ما ان تنجز عبر الهاتف أو «الواتس اب»، فقم بها بدلاً من «وجها لوجه». ولكن احذر، لأن قلّة الاحتكاك يمكن أن تكون سبباً في سخطه، باعتبار أنه قد يؤوّل هذه الطريقة تأويلاً سيئاً. فانتبه، كيف تتواصل؟ ومتى؟ بطريقة لا تحدِث ردّة فعل عكسية.
والشخص الحسّاس يتحسّس بسرعة، ولكن هذا ليس معناه أنه يغضب من أي شيء، ولكن من أشياء معيّنة. وبالتالي مهمّتك ثانيا هي أن تتعرّف على المناطق أو الأزرار التي تستفزه أو تستثيره، وأن تبتعد عنها قدر الإمكان.
يحكي احدهم عن زميل له في العمل «يزعل» بسرعة من أي شيء، وان هذا الصديق مضطر إلى أن يعمل مع هذا الزميل، لأنهما في نفس القسم. وتغيب هذا الزميل الحساس عن العمل يوما، وكان الصديق يحتاج إلى بعض المعلومات الموجودة في ملف ما، والملف تابع لاختصاصات زميله الغائب. فاضطر الصديق إلى أن يستعين بزميل آخر، كي يحصل على الملف، على اعتبار أن الموضوع كان طارئاً ولا يحتمل التأخير.
فلمّا عاد الزميل الحساس، غضب من الصديق، لأنه لم ينتظره حتى يعود أو لم يهاتفه كي يستأذن منه بأخذ الملف. وفي موقف آخر، غضب الزميل الحساس من الصديق، لأن الصديق أحب أن يتأكد من معلومة قالها له الزميل، الأمر الذي اعتبره تشكيكاً في مصداقيته.
وهناك مواقف أخرى كثيرة أتعبت الصديق، وجعلت علاقته مع هذا الزميل الحساس مرهِقة، بل منفّرة. ووصل الصديق إلى مرحلة لا يعرف كيف يتعامل مع زميله الحسّاس، من دون أن يحصل بينهما سوء تفاهم أو توتّر.
وأحياناً تكون المشكلة هي مشكلة «ثقة بالنفس»، ولذلك من المهم ثالثا عند التعامل مع الشخص الحساس أن تثني على قدراته، وأن تبيّن له أنك لا تهدف إلى أن تنتقص من قدره، أو أنك تستغل طيبته مثلا، وإنما أنت تقدّر كل الأشياء الإيجابية فيه وتحترمه، وأن هذا هو سبب حرصك على زمالتك له.
لن تغيّر الشخص الحساس، ولكن قد يكون بامكانك أن تكيّف الطريقة التي تتعامل بها معه، للتقليل من حساسيته.
أ.د. هشام العوضي
Hesham_Alawadi@