المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السبهان يُكلّف السنيورة بتنفيذ الخطة «ب»



مطيع
11-17-2017, 02:46 PM
http://media.alalam.ir/uploads/855x495/151084079950992400.jpg

الخميس ١٦ نوفمبر ٢٠١٧


من يتبرّع بإيقاظ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان وإخباره أنّ سياسة "الشنطة" التي تتبعها بلاده في التعامل مع الدول لا تنفع في لبنان وإن إستمالَ نحوها حُفنةً سياسيين، وليبحث عن اسلوب آخر لليّ ذراعنا! من يتبرّع ليقول له، إنّ رهن سياساته لرأي مجموعة "مستشارين لبنانيين" لن يعودَ عليه سوى بالويلات، ولا يؤتمنون على قيادة قطيع، فكيف في حَبك السياسات؟!


عون يتحدى

في اليوم الثالث عشر للأزمة التي افتعلتها السعودية بإجبار الرئيس سعد الحريري على الاستقالة، بات واضحاً أن المواقف الدولية فهمت الدور السعودي المريب، فاحتشدت المواقف خلف المطلب اللبناني، وزادت دائرة الضغط ما رفع منسوب التحدي، فلم "يبلع" لا لبنان ولا العالم التسريبات التهويلية السعودية نحو بيروت، التي لا تغدو أكثر من كونها موادٍ تُرمى في الاعلام لخدمة مقتضيات لم تعد تنفع!

في اليوم الثالث عشر، تحرّك وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان نحو الرياض بعد أن قاربت مهلة "تحرير الحريري" النفاذ وفي يده ورقة حل وحيدة، هي أن يعود رئيس حكومة لبنان الى بيروت "طوعاً وبدون مناقشة" ثم يختار وجهته أو ما يريد فعله.

في بيروت، كانت تتوارد الأنباء تباعاً الى رئاسة الجمهوريّة، وفيها اصرار سعودي على عدم الإنصياع نحو الحل معطوفةً على رفع لغة التحدي، وهم (اي السعوديون) بوارد إسقاط التسوية والانعطاف نحو مزيدٍ من التأزيم، فما كان من الرئيس ميشال عون أن قرّر رفع الصيام والخروج عن الصمت وإسقاط سياسة المهادنة وإنهاء الانتظار، فسمى الأمور بمسمياتها بعد أن ضاق قصر بعبدا ذرعاً بسياسات الرياض الطائشة.

قال الرئيس عون: "الرئيس سعد الحريري محتجز وموقوف في السعودية، ونعتبره عملاً عدائياً ضد لبنان .. عائلته مقيدة الحرية والحركة، وهم تحت المراقبة.. وأننا سنواصل السعي لعودة الحريري بفضل الوحدة الوطنية التي تجلت بأبهى مظاهرها".

كلام عون نقل الأزمة الى مربّع آخر، مربع الرد على الصفعة بالصفعة، وبالتالي، أصبح التحدي ورفع السقف هما المساران الوحيدان للي اليد التي تطاولت على لبنان. وبعد أن بدت الأمور ذاهبة نحو مجلس الأمن في شكوى عاجلة تطلب "إعادة الرئيس المحتجز الى لبنان فوراً"، جرى تعميد الاتفاق على مذبح المسعى الفرنسي، إذ جرى الالتقاء عند نقطة واحدة، وهي توجه الحريري نحو باريس في دعوة خاصة من الرئيس ماكرون ثم الى لبنان في موعد لم يحدد بعد.

إذاً نذر المواجهة بدأت تلوح في الأفق، وهذا ما فهم من توصيف قناة "العربية" لموقف رئيس الجمهورية الذي وضعته في خانة "دعم خيار حزب الله"، لكن في الحقيقة كان "فرض واجب" اريد منه رفع السقوف للفرض على السعودية ما يريده لبنان، وهذا ما نجحَ به.

نادر والمشنوق وباسيل

هذا في الرياض، أمّا في بيروت فقد تنفس مؤيدو التسوية في دوائر "تيّار المستقبل" الصعداء، وسمح لهم الشعور بفائض المعنويات أن يحرّروا. ثمة صرخة بدأت ترتفع وتسمع داخل أقنية "التيار"، تطالب بجلاء ملابسات ما يحصل مع الرئيس الحريري، وهذا إنعكس بصورة واضحة في شوارع العاصمة، والأكيد أنّ هذا الجو لا يخدم السعوديّة أبداً كونها في موضع إتهام، على الرغم من تغريدات "دولته".

هذا الجو، وفق معلومات "ليبانون ديبايت"، أعاد تنظيم العلاقات بين "نادر الحريري" والوزير نُهاد المشنوق، ما سيرفع من مستوى المقاومة والمواجهة داخل البيت، وسط بروز مؤشرات حول "دعم العمة بهية لهذا التوجه" الهادف الى دوزنة إيقاع التيّار الأزرق بعد أن طرد بالتكاتف والتعاضد مع "الموالين لسعد"، شبح قريبه "بهاء" واسقط مبدأ أخذ البيعة بالقوة وأخرجَ من التداول.

ولتأمين نجاح المساعي، "هندس" الوزيران المشنوق وباسيل علاقتهما التي شابهة إلتواء مؤخراً ما يخدم الفكرة أعلاه تأسيساً على كلام باسيل لنادر يوم في "السبت الاسود" .. "نحن معكم".

"بهاء"، سرّب عن مقرّبين منه، أنه عاد الى "موناكو" يصفق راحٍ الى راح بعد أن ضاع الحلم في وراثة كرسي أخيه الذي نجا من غدر أبناء جلدته، بينما ثار جنون وزير حرب الخليج (الفارسي) ثامر السبهان على "صبيانه" في بيروت مكيلاً لهم الشتائم عبر الهاتف، مهدداً ومتوعداً.

السبهان يأمر
ورغم أن هؤلاء حاولوا ترطيب الاجواء عبر تفعيل إجتماعات كتلة المستقبل أكثر وجعلها مفتوحة لتطويق تداعيات "بيان الخميس" وفرض آخر يخدم السياسات السعودية والغرض من "أسر الرئيس الحريري"، لكن ذلك لم يشفِ غليل "السبهان" الذي التمست إدارته أن عملية "إختطاف الحريري" ستنتهي مفاعيلها قريباً، وعلى الفريق الذي صمت ووالى التحرّك، أن يتحضّر لـ"الخطة ب" التي استحدثت بعد تهاوي "الخطة أ" (الخطف).

فعاد "السبهان" للظهور مجدداً، إذ تفيد أوساط ذات ثقة داخل "المستقبل"، أنه إتصل في الساعات الماضية برئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، واضعاً إياه في صورة الضغوطات التي ستقود الى عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت، لكن السبهان بدا وكأنه "يجهل" ماهية تلك العودة والى ماذا ستقود، هل ستحمل عودةً الى سدة رئاسة الحكومة ما يعني إنهيار "المشروع السعودي" برمته، أم أنه سيعود ثم يغادر الى فرنسا ليبقى فترةً هناك؟

لذا أمر "السبهان" "السنيورة" أن يعرقلَ عودة "الحريري" الى الحكومة (إن حصل ذلك) إذا ما اقترنَ بإتفاق تراجع عن الاستقالة يعقده مع رئيس الجمهورية برضى رئيس المجلس النيابي، وذلك عبر تفعيل "خطة ب" أي منع وزراء "المستقبل" من حضور الجلسات الحكومة.

وسيقود هذا الأمر، وفق مراقبين، إلى تفجّر الصراع داخل "كتلة المستقبل" على أبواب الانتخابات النيابية، بعد أن بات واضح المعلم اليوم وينقسم الى ثلاث شقوق.

- شق مع التسوية بقيادة نادر الحريري ونهاد المشنوق
- شق أيد الخطوة السعودية وضد التسوية يقدوه الرئيس السنيورة
- شق ينأى بنفسه ويديره المستشارون

عبدالله قمح / ليبانون ديبايت