خديجة
06-08-2005, 08:35 AM
دعت إلى الحوار الهادىء والهادف بين الأديان
ندوة ثقافة التسامح: الاختلاف أمر طبيعي والخلل ليس بالدين وانما بالبشر
http://www.alwatan.com.kw/images/lc11-050608.pc.jpg
كتب عباس دشتي
اظهرت الندوة التي اقيمت بمكتبة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم وجود تباين واختلاف في وجهات النظر بين التوجهات الاسلامية والمسيحية من حيث اقامة الدولة العادلة والشاملة، هل هي الدولة الدينية ام الدولة المدنية ؟!، كما كان هناك تباين في وجهات النظر حول مبدأ التسامح في الفقه الشيعي والسني وكذلك المسيحي.
ولكن المشاركين في ندوة «ثقافة التسامح» والتي اقامتها حركة التوافق الوطني الاسلامية تحت عنوان «مفهوم التسامح واثره في الرقي بالعلاقات الانسانية بين الاديان» وهم الشيخ رجب علي رجب ووزير الاعلام الاسبق د. سعد بن طفلة والقس د. انسي انيس يونان والذي شارك نيابة عن القس عمانويل الغريب وبحضور سماحة السيد محمد باقر المهري والنائب صالح عاشور وعدد من الاكاديميين والشخصيات والحضور من الرجال والنساء اكدوا على المبادىء والقيم التي تخص اصول التسامح وعلاقتها بالبشرية جمعاء دون تفرقة بين دين او لغة او جنس او لون.
التسامح غاية
في البداية اكد امين عام حركة التوافق زهير المحميد على ان التسامح لغة متعارف عليها في جميع الاديان والمذاهب وبين جميع الشعوب والمجتمعات ويتطلب ذلك غرس هذه الكلمة في كافة افراد المجتمع لمكافحة تفشي التعصب بكافة اشكاله ورفع الحواجز المصطنعة بين شرائح المجتمع الواحد.
واضاف بان الله تعالى ارسل الانبياء والرسل لرقي الانسانية وسعادتها في الدنيا والاخرة، اضافة الي نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي من اجل التكامل والرفاهية وسعادة الانسانية..
واوضح المحميد الاختلاف بالرأي امر طبيعي ولكن يتطلب التقنين وقبول الطرف الاخر عدم التناحر وتحويل الاختلاف الى خلاف شخصي ومن هنا يظهر جليا اسس ثقافة التسامح والعمل بالمشتركات وتهذيب الاختلاف والتي تعتمد على المنطق المتعدد في التعامل وعلى مبدأ الحوار الهادىء والهادف والتركيز على المحاور المشتركة ويحكم مما يلي الزمان والمكان في تحليل وفهم الامور وضمان الانسياب الحر للافكار وتنميتها لضمان الابداع والتجديد واحترام اراء الغير ضمن المصير والتعايش المشترك وعدم تبني نهج الغاء الطرف الاخر.
استغلال الدين
وقال الشيخ رجب علي مدير مكتبة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم انه من المؤسف ان نجتمع بعد قرون عدة من نزول الكتب السماوية والانبياء والرسل لنبين سماحة هذه الاديان السماوية، موضحا بان هذا الامر بدأ جليا وواضحا بانه ولد في هذا العصر وسط التقدم العلمي والتكنولوجي مع العلم بان الاديان مصدرها واحد ولا فرق بين مناهجها حيث ان السمة المشتركة بين الاديان هي التوحيد لذا يتطلب ايجاد الطرق الكفيلة والسبل للوصول الى الرقي بهذه الاديان.
واشار الشيخ رجب الى التطرف الفكري والديني والطائفي الذي بدأ ينتشر في الاونة الاخيرة وخاصة بعد احداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الامريكية، حيث تغيرت وجهات النظر وتغيير البرجين الى دولتين!! ولهذا السبب كان من واجب اولي الامر محاسبة هؤلاء وهذه النوعية وليس الاديان، لان الفكر الاسلامي معروف بتكامله وتسامحه وعلو شأنه ولكن هناك من لا يميز بين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن نصب نفسه حكما على المبادىء والقيم الدينية وهي براء منه وتصرف تصرفات خاطئة.
ومن هنا فلا يجب زج الخلل بالمناهج الاسلامية او الدين المسيحي او اليهودي، بل الخلل في النفس البشرية التي تقوم بدعم التجاوز ومشاركة بعض الحكومات لهذا التجاوز حيث تقوم باعطاء زمام الامور لفئة معينة وتلغي فئات اخرى هذا ما حدث في السابق من تسميات مثل «شعب الله المختار» وظهور القوميات السياسية وغيها لتقوية مواقف الحكومة، كما ان الفضائيات ووسائل الاعلام ايضا تتحمل مسؤولية هذا الخلل لنشرها الاحداث السلبية بل وايجاد الوسيلة لتضخيم ذلك الحدث.
واختتم الشيخ رجب حديثه بان الاديان والمناهج بريئة وكذلك العقلاء بريئون ولكن هناك من لم يفهموا الاسلام بصورة جيدة واستغلوا الاسلام من اجل مصالح سياسية.
الدولة المدنية
واوضح وزير الاعلام الاسبق د.سعد بن طفلة انه يجب ادراك اهمية التنوع في حياة الانسان من اجل ايجاد نوع من الاختلاف الموجود في الحياة بين كافة الموجودات المخلوقة والصنوعة، مع وجود متطرفين من كافة الاديان والمذاهب، وما يجري الان في العراق هو نتاج ذلك التطرف، مع ان التنوع هو نوع من التسامح في الاديان وهو مسألة ربانية سرمدية من اجل الحرية بالتمسك بجوهر الدين بتعاليمه المختلفة.
وان الاختلاف هو ارادة الله سبحانه وتعالى لاعطاء البشر حرية الاختيار الذي لا يتقيد بذلك يكون ضد ارادة الله تعالى.
ولا يمكن القول ان الخلل في تفسير القرآن والنهج الاسلامي، مع ان هناك قصصا واحداثا وومضات في القرآن الكريم تتحدث عن البشرية كما ان الخلل ليس بالدولة الدينية او المدنية او دولة الاية النقية ولكن الخلل في عدم وجود التسامح واكبر دليل ما هو موجود في المادة 29 من الدستور الكويتي ان الجميع متساوون في الكرامة الانسانية يتساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة ولا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس او الاصل او اللغة او الدين.
موضحا، حتى دولة الكنيسة في السابق كان بها التمييز بين الناس وادى ذلك الى التناحر الذي لا يزال حتى يومنا هذا بين الكاثوليك والبروتستانت وكذلك انتقلت العدوى الى السنة والشيعة الذين يسعون لتشكيل دولة دينية ـ ولكن هذا بعيد عن التسامح لان الدين الاسلامي يعتمد ويحث على التعايش والتآلف والتآخي وليس على التناحر والصراع.
واشار الى ان الدولة الدينية مهمة ولكن هناك من يرفع شعارات مخالفة لوجود انفصام في شخصية المسؤولين في هذه الدولة، لذا فإن الدولة المدنية هي الاعم والاشمل حيث انها حافظت على المساواة والعدالة والسلم الاجتماعي، واكبر دليل هو ما يحدث حاليا في العراق ـ فإنه ان لم يدرك العراقيون الحقيقة وتجنب الدولة الدينية سيستمر زهق الارواح ونزيف الدماء والاعتداء على المساجد والحسينيات والكنائس، ولا مجال لدولة دينية او دولة ولاية الفقيه في ظل هذه المجتمعات والتفكير العقيم.
التسامح والوداعة
وقال القس د.انسي انيس يونان الذي شارك بدلا من القس عمانويل بأن الديانة المسيحية تبحر في مفهوم التسامح والعلاقات بين الاديان الاخرى عن طريق الفكر والتقارب، واشار الى ان هناك عدة امور لاهوتية او فقهية كما تسمى عند المسلمين التي تحكم سلوك البشرية وهي ان هناك ثقة كاملة بأن الله تعالى خلق الانسان بأفضل الصور وباختلاف عن الاخر وان الدين المسيحي يجبر البشرية على احترام الانسان دون تفرقة وان هذا الاحترام يؤدي الى التقرب الى الله، لان التمسك بالعادات والصفات الجيدة هو السبيل للخروج عن العشائرية والطبقية والطائفية، اضافة الى التعصب والتحزب، لا شك في انه يجب الخروج الى الافق الرحب.
واضاف ان هناك قانونا يسمى بالقانون الذهبي للمعاملات في الديانة المسيحية وتطالب البشرية بالمعاملة الطيبة مع الاخرين بل بصورة افضل والترحيب بهم حيث ان هناك مبادئ ؟؟
كما ان هناك القرين للانسان وليس بمعنى التشابه بل بمعنى الرحمة والمساعدة للاخرين، كما ان هناك ثقافة التسامح وهي عبارة عن مبدأ وقيم وتبنى على المحبة والارادة الطيبة.
لذا فإن التسامح بالمسيحية مرتبط بالوداعة وليس بالضعف، ويرجع ذلك الى حسن استخدام شخصيته وارادته وعدم رد الشر بالشر.
ندوة ثقافة التسامح: الاختلاف أمر طبيعي والخلل ليس بالدين وانما بالبشر
http://www.alwatan.com.kw/images/lc11-050608.pc.jpg
كتب عباس دشتي
اظهرت الندوة التي اقيمت بمكتبة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم وجود تباين واختلاف في وجهات النظر بين التوجهات الاسلامية والمسيحية من حيث اقامة الدولة العادلة والشاملة، هل هي الدولة الدينية ام الدولة المدنية ؟!، كما كان هناك تباين في وجهات النظر حول مبدأ التسامح في الفقه الشيعي والسني وكذلك المسيحي.
ولكن المشاركين في ندوة «ثقافة التسامح» والتي اقامتها حركة التوافق الوطني الاسلامية تحت عنوان «مفهوم التسامح واثره في الرقي بالعلاقات الانسانية بين الاديان» وهم الشيخ رجب علي رجب ووزير الاعلام الاسبق د. سعد بن طفلة والقس د. انسي انيس يونان والذي شارك نيابة عن القس عمانويل الغريب وبحضور سماحة السيد محمد باقر المهري والنائب صالح عاشور وعدد من الاكاديميين والشخصيات والحضور من الرجال والنساء اكدوا على المبادىء والقيم التي تخص اصول التسامح وعلاقتها بالبشرية جمعاء دون تفرقة بين دين او لغة او جنس او لون.
التسامح غاية
في البداية اكد امين عام حركة التوافق زهير المحميد على ان التسامح لغة متعارف عليها في جميع الاديان والمذاهب وبين جميع الشعوب والمجتمعات ويتطلب ذلك غرس هذه الكلمة في كافة افراد المجتمع لمكافحة تفشي التعصب بكافة اشكاله ورفع الحواجز المصطنعة بين شرائح المجتمع الواحد.
واضاف بان الله تعالى ارسل الانبياء والرسل لرقي الانسانية وسعادتها في الدنيا والاخرة، اضافة الي نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي من اجل التكامل والرفاهية وسعادة الانسانية..
واوضح المحميد الاختلاف بالرأي امر طبيعي ولكن يتطلب التقنين وقبول الطرف الاخر عدم التناحر وتحويل الاختلاف الى خلاف شخصي ومن هنا يظهر جليا اسس ثقافة التسامح والعمل بالمشتركات وتهذيب الاختلاف والتي تعتمد على المنطق المتعدد في التعامل وعلى مبدأ الحوار الهادىء والهادف والتركيز على المحاور المشتركة ويحكم مما يلي الزمان والمكان في تحليل وفهم الامور وضمان الانسياب الحر للافكار وتنميتها لضمان الابداع والتجديد واحترام اراء الغير ضمن المصير والتعايش المشترك وعدم تبني نهج الغاء الطرف الاخر.
استغلال الدين
وقال الشيخ رجب علي مدير مكتبة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم انه من المؤسف ان نجتمع بعد قرون عدة من نزول الكتب السماوية والانبياء والرسل لنبين سماحة هذه الاديان السماوية، موضحا بان هذا الامر بدأ جليا وواضحا بانه ولد في هذا العصر وسط التقدم العلمي والتكنولوجي مع العلم بان الاديان مصدرها واحد ولا فرق بين مناهجها حيث ان السمة المشتركة بين الاديان هي التوحيد لذا يتطلب ايجاد الطرق الكفيلة والسبل للوصول الى الرقي بهذه الاديان.
واشار الشيخ رجب الى التطرف الفكري والديني والطائفي الذي بدأ ينتشر في الاونة الاخيرة وخاصة بعد احداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الامريكية، حيث تغيرت وجهات النظر وتغيير البرجين الى دولتين!! ولهذا السبب كان من واجب اولي الامر محاسبة هؤلاء وهذه النوعية وليس الاديان، لان الفكر الاسلامي معروف بتكامله وتسامحه وعلو شأنه ولكن هناك من لا يميز بين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن نصب نفسه حكما على المبادىء والقيم الدينية وهي براء منه وتصرف تصرفات خاطئة.
ومن هنا فلا يجب زج الخلل بالمناهج الاسلامية او الدين المسيحي او اليهودي، بل الخلل في النفس البشرية التي تقوم بدعم التجاوز ومشاركة بعض الحكومات لهذا التجاوز حيث تقوم باعطاء زمام الامور لفئة معينة وتلغي فئات اخرى هذا ما حدث في السابق من تسميات مثل «شعب الله المختار» وظهور القوميات السياسية وغيها لتقوية مواقف الحكومة، كما ان الفضائيات ووسائل الاعلام ايضا تتحمل مسؤولية هذا الخلل لنشرها الاحداث السلبية بل وايجاد الوسيلة لتضخيم ذلك الحدث.
واختتم الشيخ رجب حديثه بان الاديان والمناهج بريئة وكذلك العقلاء بريئون ولكن هناك من لم يفهموا الاسلام بصورة جيدة واستغلوا الاسلام من اجل مصالح سياسية.
الدولة المدنية
واوضح وزير الاعلام الاسبق د.سعد بن طفلة انه يجب ادراك اهمية التنوع في حياة الانسان من اجل ايجاد نوع من الاختلاف الموجود في الحياة بين كافة الموجودات المخلوقة والصنوعة، مع وجود متطرفين من كافة الاديان والمذاهب، وما يجري الان في العراق هو نتاج ذلك التطرف، مع ان التنوع هو نوع من التسامح في الاديان وهو مسألة ربانية سرمدية من اجل الحرية بالتمسك بجوهر الدين بتعاليمه المختلفة.
وان الاختلاف هو ارادة الله سبحانه وتعالى لاعطاء البشر حرية الاختيار الذي لا يتقيد بذلك يكون ضد ارادة الله تعالى.
ولا يمكن القول ان الخلل في تفسير القرآن والنهج الاسلامي، مع ان هناك قصصا واحداثا وومضات في القرآن الكريم تتحدث عن البشرية كما ان الخلل ليس بالدولة الدينية او المدنية او دولة الاية النقية ولكن الخلل في عدم وجود التسامح واكبر دليل ما هو موجود في المادة 29 من الدستور الكويتي ان الجميع متساوون في الكرامة الانسانية يتساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة ولا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس او الاصل او اللغة او الدين.
موضحا، حتى دولة الكنيسة في السابق كان بها التمييز بين الناس وادى ذلك الى التناحر الذي لا يزال حتى يومنا هذا بين الكاثوليك والبروتستانت وكذلك انتقلت العدوى الى السنة والشيعة الذين يسعون لتشكيل دولة دينية ـ ولكن هذا بعيد عن التسامح لان الدين الاسلامي يعتمد ويحث على التعايش والتآلف والتآخي وليس على التناحر والصراع.
واشار الى ان الدولة الدينية مهمة ولكن هناك من يرفع شعارات مخالفة لوجود انفصام في شخصية المسؤولين في هذه الدولة، لذا فإن الدولة المدنية هي الاعم والاشمل حيث انها حافظت على المساواة والعدالة والسلم الاجتماعي، واكبر دليل هو ما يحدث حاليا في العراق ـ فإنه ان لم يدرك العراقيون الحقيقة وتجنب الدولة الدينية سيستمر زهق الارواح ونزيف الدماء والاعتداء على المساجد والحسينيات والكنائس، ولا مجال لدولة دينية او دولة ولاية الفقيه في ظل هذه المجتمعات والتفكير العقيم.
التسامح والوداعة
وقال القس د.انسي انيس يونان الذي شارك بدلا من القس عمانويل بأن الديانة المسيحية تبحر في مفهوم التسامح والعلاقات بين الاديان الاخرى عن طريق الفكر والتقارب، واشار الى ان هناك عدة امور لاهوتية او فقهية كما تسمى عند المسلمين التي تحكم سلوك البشرية وهي ان هناك ثقة كاملة بأن الله تعالى خلق الانسان بأفضل الصور وباختلاف عن الاخر وان الدين المسيحي يجبر البشرية على احترام الانسان دون تفرقة وان هذا الاحترام يؤدي الى التقرب الى الله، لان التمسك بالعادات والصفات الجيدة هو السبيل للخروج عن العشائرية والطبقية والطائفية، اضافة الى التعصب والتحزب، لا شك في انه يجب الخروج الى الافق الرحب.
واضاف ان هناك قانونا يسمى بالقانون الذهبي للمعاملات في الديانة المسيحية وتطالب البشرية بالمعاملة الطيبة مع الاخرين بل بصورة افضل والترحيب بهم حيث ان هناك مبادئ ؟؟
كما ان هناك القرين للانسان وليس بمعنى التشابه بل بمعنى الرحمة والمساعدة للاخرين، كما ان هناك ثقافة التسامح وهي عبارة عن مبدأ وقيم وتبنى على المحبة والارادة الطيبة.
لذا فإن التسامح بالمسيحية مرتبط بالوداعة وليس بالضعف، ويرجع ذلك الى حسن استخدام شخصيته وارادته وعدم رد الشر بالشر.