المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حازم الشعلان يكشف أسرار معركتي الفلوجة والنجف



فاتن
06-08-2005, 06:32 AM
(1-3)

اتصالات مع مقاومين يرفضون صدام والزرقاوي



أسامة مهدي من لندن


كشف وزير الدفاع العراقي السابق حازم الشعلان عن اتصالات عراقية اميركية تجري مع مقاومين مسلحين لايعترفون بقيادة الرئيس المخلوع صدام حسين، او الاصولي الاردني المتشدد ابو مصعب الزرقاوي، يشكلون ثلاثة ارباع المسلحين لاقناعهم بالقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية بعد الاستجابة لمطاليبهم، واستعرض مراحل بناء الجيش العراقي الجديد وتسليحه واشار الى تعيين 20 الف ضابط من الجيش القديم فيه، وقال ان اربعة من موظفي وزارة الدفاع قد تم اكتشافهم وهم يزودون الارهابيين بإحداثيات لقصف الوزارة موضحًا ان 17 من مسؤوليها قد تم اغتيالهم خلال عام من توليه منصبه.

واضاف الشعلان في حوار مطول اجرته معه "ايلاف" ستنشره على حلقات بدءا من اليوم عن تجربة توليه شؤون وزارة الدفاع، ان ليلة الانتخابات الاخيرة شهدت هجوما لمسلحين يستقلون 50 سيارة بهدف خلق رعب يمنع المواطنين من التصويت اضافة الى اكتشاف عشرات الصواريخ الموجهة نحو 130 مركزا انتخابيا تمتد من وسط العراق الى جنوبه واعلن عن اكتشاف نفق طوله ثلاثة كيلومترات يربط شارع حيفا بساحة المتحف وسط بغداد، كان يستخدمه المقاتلون في عملياتهم وتخزين اسلحتهم وعتادهم واشار الى ان قلة التخصيصات المالية منعت حل المليشيات المسلحة .

واوضح ان فصائل المقاومة التي يجري الحوار معها تضم ضباطا وعسكريين سابقين ورؤساء ورجال عشائر وموظفين كبار سابقين من السنة وبعثيين لايعترفون بقيادة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، اونائبه المطلوب للقوات الاميركية والعراقية حاليا عزة الدوري او بالزرقاوي، مشيرًا الى انهم يشكلون العدد الاكبر من حاملي السلاح .
كما كشف عن عملية كان يستعد لتنفيذها 700 مسلح ضد جانب من المنطقة الخضراء استدعت اخلاء سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا ورئاسة الحكومة على عجل ليلا، واشار الى ان القوات العراقية خسرت مائة عسكري في معركة الفلوجة و50 في معركة النجف التي كان مسلحون من افغانستان وايران وباكستان والهند يقاتلون فيها الى جانب جيش المهدي، اضافة الى نساء ايرانيات كن يتولين عمليات القنص .

واوضح ان عملية توليه حقيبة وزارة الدفاع كثاني وزير لها خلفا لعلي علاوي، بعد سقوط صدام حسين، جاءت بعد مقابلة اجراها معه الحاكم الاميركي المدني السابق للعراق بول بريمر والاخضر الابراهيمي ممثل الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان، واشار الى ان الاردن قدم للجيش العراقي الجديد 40 مدرعة ومصر 40 والامارات 70 اخرى واضاف انه تم تشكيل 11 فوجا للحماية النفطية تغطي الان مناطق شاسعة من العراق بدءا من الموصل وكركوك وحويجة، ثم الى سامراء وتكريت الى بغداد وصولا الى المحمودية جنوبها وقال انه تعرض لثلاث محاولات اغتيال خلال عام من توليه حقيبة الدفاع .

واشار الشعلان الى انه يعمل حاليا مع رئيس الوزراء السابق اياد علاوي واخرين على تشكيل تحالف سياسي عريض ليبرالي ديمقراطي، يضم قوى واحزاب وشخصيات عشائرية ودينية تمثل جميع قوميات وطوائف الشعب العراقي من اجل خوض الانتخابات المقبلة نهاية العام الحالي وتوقع ان يتم الاعلان عنه في مؤتمر عام يعقد خلال اسابيع قليلة .

حازم الشعلان
حين تولى حازم الشعلان وزارة الدفاع العراقية في حكومة الدكتور اياد علاوي التي تشكلت في حزيران (يونيو) العام الماضي اثار تعيينه دهشة الكثير من العراقيين وحتى العرب، فقد كان اول رجل مدني يتولى هذا المنصب العسكري في تاريخ الدولة العراقية الحديثة التي تاسست عام 1921 وعرفت بهيمنة الجيش على مقدراتها حتى وصل عديد جنوده في منتصف ثمانينات القرن الماضي الى نصف مليون عسكري، في مرحلة دقيقة كان يمر بها العراق شهدت ثلاثة حروب مع ايران بين عامي 1980 و1988 وفي الكويت عام 1991 ثم حرب العراق الاخيرة التي اطاحت بنظامه ربيع عام 2003 .

.. ولد حازم الشعلان في مدينة الديوانية (375 كم جنوب بغداد) عام 1947 من عائلة عشائرية هي الخزاعل .. واكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها ثم انتقل الى بغداد عام 1965 للدراسة في كلية الادارة والاقتصاد وبعد تخرجه منها التحق بمعهد التدريب الاذاعي في بغداد التابع الى جامعة الدول العربية .. ثم عين مديرا لفرع المصرف العقاري في مدينة الكاظمية في بغداد عام 1976 .. ثم مديرا لفرعه في مدينة الكوت عام 1979 ومديرا لفرعه في الديوانية، الى ان عين مديرًا لدائرة التفتيش التابعة للمصرف في المحافظات العراقية الجنوبية .

انخرط في العمل المعارض لصدام حسين ونظامه عام 1985 بعد وصوله الى لندن مباشرة من خلال حزب الامة الذي كان يقوده السياسي المخضرم سعد صالح جبر الى جانب الراحل السيد مهدي الحكيم الذي اغتالته مخابرات صدام في الخرطوم .. والى جانب عمله السياسي كان الشعلان احد الناشطين في فضح سياسات النظام السابق من خلال مقالاته التي كان ينشرها في جريدة "التيار الجديد" التي يصدرها حزب الامة اسبوعيا من لندن انذاك .

عاد الشعلان الى العراق لدى بدء الحرب الاخيرة التي ادت الى سقوط نظام الرئيس المخلوع صدام حسين في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 بطائرة عسكرية خاصة مع مجموعة من العراقيين بصحبة رئيس مؤسسة الخوئي الخيرية في لندن الراحل السيد عبد المجيد الخوئي، الذي قتل في مدينة النجف بعد شهر من عودته من المنفى في لندن، في جريمة اتهم بالتحريض على ارتكابها رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر الذي صدر امر باعتقاله جراء ذلك مما قاد الى تفجر قتال بين انصاره والقوات العراقية والاميركية في عدد من المدن العراقية وفي مقدمتها النجف والكوفة والصدر في بغداد .

عين الشعلان بعد ذلك محافظا للديوانية (375 كم جنوب بغداد) .. وبقي في هذا المنصب حتى توليه حقيبة وزارة الدفاع في اول حكومة عراقية بعد اعادة السلطة الى العراقيين .. وهو حاليا اضافة لذلك شيخ عشيرة الخزاعل التي تعود الى خزاعة المنتشر ابناؤها بين الاردن والسعودية والعراق والذي يسكنه وحده حوالي 350 الف شخص من افرادها الذين تتوزع انتماءاتهم بين المذهبين الشيعي والسني .

الشعلان فتح قلبه لقراء "ايلاف" ليتحدث عن واحدة من اخطر الفترات التي مر بها العراق والتي سيكون لها تاثير كبير على حاضر ومستقبل هذا البلد الذي يتلمس وسائل الخروج من الدوامة التي يعيشها في جميع مجالات حياته .. فكان هذا الحوار معه :

التكليف بالوزارة
... كيف تمت عملية تكليفك بحقيبة وزارة الدفاع؟
.. لم تكن عملية تسلمي منصبا وزاربا مفاجئة بالنسبة لي فقبل شهرين من ذلك وعندما كنت محافظا في الديوانية ابلغني مايكل ملفو مساعد الحاكم الاميركي المدني السابق للعراق بول بريمر، بأني سأنتقل الى بغداد لمنصب رفيع لم يبلغني يومها بطبيعته .. لكن المفاجأة كانت كبيرة بالنسبة لي عندما كلفت بحقيبة وزارة الدفاع في وزارة الدكتور اياد علاوي التي تشكلت في حزيران (يونيو) عام 2004.

... ماهي الاجراءات التي تمت معك قبل توزيرك؟
.. اجرى بريمر يرافقه الاخضر لابراهيمي الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي أنان الى العراق مقابلات مع الشخصيات المرشحة لتولي حقائب وزارية .. وخلال اجتماعي بهما سالاني عن موقفي من الديمقراطة والتعايش السلمي بين الطوائف والقوميات ورأيي لمستقبل العراق .. هل يكون ديمقراطيا .. تعدديا .. فيدراليا .. وكذلك عن كيفية تحقيق الامن في البلاد .. وقد اوضحت لهما رؤيتي حول جميع هذه المسائل وخاصة الامن حيث اكتسبت خبرة في الديوانية عندما كنت محافظا لها في التعامل مع قضايا الامن الداخلي مع المجموعات المسلحة المحلية .. والامن الخارجي كذلك من خلال التعامل مع الخروقات الحدودية - حيث للديوانية حدود مشتركة مع الجارة الشرقية ايران - من نواحي تسلل الافراد والبضائع او المخدرات حيث استطعت تحقيق نجاحات كبيرة فيها .
ويبدو ان ما ابديته من تصورات واراء خلال هذه المقابلة قد اقنعت المحاورين بصلاحيتي لتولي حقيبة الدفاع وهو ما حصل فعلا .

... كبف بدأت عملية بناء الوزارة الحديثة وجيشها الجديد في اخطر مرحلة يمر بها العراق في ظل تسريح جيش بلغ تعداده نصف مليون عسكري ووجود قوت اجنبية قوامها 160 الف عسكري ومقاومة مسلحة تضرب مرافق الحياة؟
.. اول مهمة باشرت بها هي عقد اجتماعات متواصلة مع كبار ضباط وموظفي وزارة الدفاع مستفسرا منهم عن جميع التفاصيل العسكرية الامنية في عملها .. لكني فوجئت بان الوزارة لاتحمل سوى اسمها فلم يكن فيها غير فوج واحد للتدخل السريع يضم 500 فرد شكلته قوات التحالف بتسليح خفيف ولكن بتدريب جيد . ثم انتقلت الى المباشرة عمليا ببناء الجيش العراقي الجديد وكانت اول خطوة على هذا الطريق توجيه نداءات الى الشباب للتطوع في صفوف الجيش .. غير اننا واجهنا صعوبات كبيرة في هذا المجال نظرًا للخوف الذي كان مسيطرا على الجميع نتيجة الاغتيالات وعمليات التفجير التي تستهدف كل من يتعاون مع وزارة الدفاع فقررت استخدام اسلوب مباشر بالنزول الى الشوارع والالتقاء بالوجهاء ورؤساء العشائر واقناعهم على حث ابنائهم للتطوع في هذه المهمة الوطنية اضافة الى مساهمة الضباط في الاتصال بمنتسبي الجيش القديم لاقناعهم بالعودة الى العسكرية .. وفعلا نجحنا في هذه المهمة وبدا الالاف من الشباب يتقدمون الى مراكز التطوع .

... بأي عدد بدأتم في بناء الجيش الجديد؟
.. بدأنا بثلاثة افواج عسكرية بعد بدء التطوع ثم شكلنا اللواء 40 الذي سمي الحرس الوطني وكان على راسه رجل شجاع ادى واجبه بامانة وتحلى باعلى درجات المسؤولية في التصدي للارهاب في بغداد هو اللواء مظهر المولى، ثم اصبح هذا اللواء يضم 11 فوجا بثلاثة الاف عسكري ثم شكلنا بعد ذلك لواء التدخل السريع .

واشير هنا الى ان تسليح الجيش كان بطيئا نتيجة ضعف ميزانية وزارة الدفاع التي لم تكن تتحمل استكمال بناء جيش كير بتسليح كامل متطور حيث كانت الميزانية تبلغ مليار و300 الف مليون دولار بينما الحاجة تتطلب مليارين ونصف المليار دولار . . وقد ساعدنا رئيس الوزراء انذاك الدكتور اياد علاوي في زيادة قليلة على الميزانية .

بعد ذلك اصبح لدينا لواء للتدخل السريع اخذ ينتشر في شوارع بغداد مع اللواء الاربعين حيث كنت انزل معهم ليلا الى شوارع العاصمة لتشجيع العسكريين ورفع معنوياتهم في مواجهة الارهابيين وعملياتهم والتاكيد لهم ان المسؤولين يقفون معهم في المواجهة وفعلا استطاعوا انجاز عمليات شجاعة كبيرة في القضاء على اوكار الارهابيين .

الان لدينا جيش يضم 130 فردا نصفهم يؤدون مهماتهم داخل المدن والنصف الاخر مازال تحت التدريب، في المعسكرات وكان من المؤمل ان يلتحق بالواجب نهاية الشهر الحالي لكن التاخير الذي حصل في تشكيل الحكومة الجديدة اخر انجاز هذا العمل حتى نهاية العام الحالي . ويضم الجيش الجديد حاليا عشر فرق والخطط الموضوعة تستهدف الوصول الى 15 فرقة تضم 200 الف عسكريّ .

.. . ماهي طبيعة تسليح الجيش العراقي الجديد ؟
.. لقد اعتمدنا في التسليح على اسلحة الجيش العراقي القديم من دبابات ومعدات روسية .. ولكن لدينا ضعف في القوة الجوية لان المهام في هذا المجال تتولاها القوات المتعددة الجنسيات التي تملك طائرات متطورة .. عمودية وذات اجنحة ثابتة تستخدم لحماية المواطنين والقوات على الارض . الجيش الجديد بحاجة الى سلاح متوسط لحماية الداخل مثل مدافع الهاون قصيرة المدى ،ودبابات ومدرعات خفيفة تصلح لحركة الشارع وفي هذا المجال انجزنا مؤخرا تشكيل فرقة الية مدرعة تضم سبعة الاف عسكري .

... ماذا فعلتم لحماية منشآت وانابيب النفط من عمليات التخريب ؟
.. لقد شكلنا 11 فوجا للحماية النفطية خلال اربعة اشهر وهي تغطي الان مناطق شاسعة من العراق بدءا من الموصل وكركوك وحويجة ثم الى سامراء وتكريت الى بغداد وصولا الى المحمودية جنوبها .. وجميع عناصر هذه الافواج من سكنة المناطق نفسها التي توجد فيها هذه المنشات او تمر عبرها وبالقرب منها الانابيب لانهم الاعرف بطبيعة مناطقهم ،وقد اثبتوا شجاعة في مواجهة المخربين واستشهد عدد منهم فعلا .

.. . وماذا عن حرس الحدود؟
.. لاحرس حدود في وزارة الدفاع ومهمة حماية حدود العراق مع جيرانه الستة تتولاها الشرطة حاليا .. لكن لدينا 7 طائرات خفيفة و40 اخرى للاستطلاع تقوم بمراقبة الحركة على الحدود وعمليات التسلل عبرها او تهريب الافراد والبضائع .

.. . والقوة البحرية ؟
.. لدى العراق الان 25 زورقا بحريا حديثا وصلتنا تبرعا من دولة الامارات العربية اضيفت الى 20 اخرى قديمة، وهي تقوم الان بمهمة مراقبة الحركة وعمليات تهريب النفط والبضائع عبر المياه الاقليمية العراقية .

.. . من هي الدول التي تعاقدتم معها لتزويدكم بالسلاح ؟
.. تعاقدنا مع بولونيا واوكرانيا واستوردنا منهما اسلحة متوسطة تتضمن رشاشات وعتاد وطائرات عمودية، ثم تعاقدنا على شراء 40 طائرة مقاتلة وناقلة مقاتلة من بولونيا هي صناعة روسية بولونية مشتركة ،وقد اعترض على صفقتها الاميركان بحجة اننا لسنا بحاجة اليها لكنهم وافقوا عليها بعد اصرار ضباطنا عليها وهي ستصل الى العراق قريبًا .

... ماهي الاسلحة التي تبرعت بها الدول العربية للجيش الجديد ؟
.. قدم الاردن 40 مدرعة ومصر 40 اخرى فيما ارسلت الامارات 70 مدرعة، والاشقاء مشكورين على هذا الدعم الذي ساعدنا على تشكيل فرقتين الاولى للدبابات والاخرى للمدرعات سيتم الانتهاء منهما اواخر العام الحالي ،بعد ان كان مخططا لذلك نهاية الشهر الحالي ،حيث اخرت ذلك ظروف الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة .

.. . الى اي مدى استفدتم من خدمات ضباط وجنود الجيش السابق؟
.. لم نضع حاجزا امام اي ضابط من الجيش المنحل ممن لم يرتكبوا جرائم ضد العراقيين من البعثيين وغيرهم من درجة عضو فرقة فما دون .. وفعلا تم تعيين عدد كبير منهم مستشارين لادارة الحركات في القوة الجوية والقوات الخاصة وفرقة التدخل السريع، وفي التشكيلات المسلحة الاخرى حتى بلغ عدد الضباط القدامى في الجيش الجديد حوالي 20 الفًا .

... هل للقوات الاميركية خطوط حمراء على عدد افراد الجيش الجديد ونوعية تسليحه؟
.. الاتفاق كان مع الاميركان على بناء جيش دفاعي يضم حوالي 200 الف عنصر باسلحة متوسطة وكان للاميركان برنامج تدريبي للجندي العراقي ليكون بمستوى تدريب الجندي الاميركي، وهو برنامج طويل بالنسبة للحاجة العراقية الملحة لكنهم يرغبون في تدريب جيد يحقق افضل النتائج وفعلا اصبحت لدينا عناصر مدربة تدريبا عاليا متقنا .

... وهل هناك اشراف او سيطرة اميركية على السلاح العراقي؟
.. كل السلاح الذي يصلنا من الخارج يدخل ضمن التخزين الاميركي وليست لدينا القدرة والصلاحية على اخراج طلقة واحد الا بعد موافقة الاميركان حيث نبعث لهم رسائل نطلب فيها سلاحا وعتادا ثم يستجيبون هم لذلك .

... وماذا في حالة العمليات العسكرية السريعة التي تحتاج لعتاد؟
.. الاميركان يرون ان العمليات العسكرية السريعة التي تحتاج الى رد فوري يقومون هم بها برا وجوا من دون تاخير او انتظار لجاهزية القوات العراقية .

... هل اكتشفتم عمليات خرق امنية لوزارة الدفاع؟
.. نعم لقد تعرض ضباط لنا الى عمليات اغتيال عديدة كما كان مقر وزارة الدفاع يتعرض لعمليات قصف مستمرة بمعدل عشر قذائف يوميا ،تكون مركزة على اقسامها واداراتها داخلها حيث يوجد اكثر من 50 موظفا .. وبعد متابعتنا للامر اكتشفنا عمليات غدر وخيانة من داخل الوزارة مما اضطرنا الامر الى تطهيرها من هذه العناصر حيث كان عددهم اربعة يتولون اعطاء احداثيات الى الارهابيين .. اثنان منهم من انصار النظام السابق والاثنان الاخران من الحركات الاسلامية المتشددة واربعتهم كانوا معينين من قبل القوات الاميركية .

... وماذا عن عمليات الاغتيال؟
.. تم اغتيال اربعة مديرين عامين في وزارة الدفاع وستة مديرين وسبعة موظفين اخرين، الامر الذي دفعنا الى تعزيز حماية مسؤولي الوزارة وتزويدهم بسيارات مدنية للتنقل . . ان جميع منتسبي وزارة الدفاع مستهدفين من قبل الارهابيين وحتى المتعاونين معها مثل مجهزي الطعام والمقاولين وحتى المنظفين فهم عرضة للقتل . . الى حد اننا ذهبنا الى معارض السيارات المنتشرة في بغداد لشراء عدد منها فكان اصحابها يرفضون بيعنا خوفا مما اضطرنا الى شرائها عن طريق بعض موظفينا غير المعروفين لديهم على انها شخصية لهم .
لقد كانت الظروف صعبة جدا .. لاننا مقابل ذلك كنا مطالبين بتامين الشارع وكان الناس يصرخون "اين الجيش؟ واين الشرطة؟" .. ولكن والحمد لله استطعنا ان نقدم افضل مايمكن لخدمة بلدنا .

... من هي الجهات التي تقف وراء عمليات الاغتيال هذه؟
.. قسم منهم من انصار النظام السابق واخرين متعاطفين معهم من عناصر الحركات الاسلامية المتشددة الوافدة من الخارج .. وقد القينا القبض على عصابات جريمة كانت تتعامل مع جماعة ابو مصعب الزرقاوي، وهي تضم عناصر من فدائيي صدام الذين كان يقودهم عدي صدام حسين اضافة الى وكلاء في المخابرات السابقة ينفذون عملياتهم الاجرامية مقابل حفنة من الدولارات .

... وماذا تم بشأن حل المليشيات المسلحة او دمجها بالجيش الجديد؟
.. خلال المقابلة الاولى مع بريمر والابراهيمي اقترحت ان لاتكون هناك مليشيات حزبية داخل الجيش ،لان هذه تعمل عادة لصالح احزابها اولا واي خلاف بين قيادات هذه الاحزاب سيعني صدامات مسلحة على الارض بشكل كارثي .

واود ان اشير هنا الى ان مجلس الحكم السابق كان شكل عام 2003 لواء عسكريا واحدا من مليشيات الاحزاب، ودشن بدء الاعلان عن مهماته مسؤول اللجنة الامنية في المجلس انذاك الدكتوراياد علاوي .. وفي اول مهمة للواء على الارض بعد اول اضطرابات شهدتها مدينة الفلوجة كلف بالذهاب الى هناك لتامين المدينة لكن افراده وهم في طريقهم الى الفلوجة تسربوا من اللوء شيئا فشيئا ولم يصل اي واحد منهم اليها فانتهى هذا اللواء الى فشل ذريع فقررنا عدم تكرار التجربة .

وحين استلمت الوزارة اقترحت حل هذه المليشيات ومنح عناصرها مرتبات تقاعدية اسوة بافراد الجيش المنحل او توظيفهم في الوزارت والادارات العامة .. لكننا اصطدمنا بعقبتين الاولى هي عدم وجود التخصيصات المالية الكافية لذلك وثانيهما مبالغة الاحزاب في عدد مليشياتها فهي قدمت ارقاما كبيرة جدا لاتمت الى الواقع بصلة .. فمثلا قدم المجلس الاسلامي الاعلى للثورة الاسلامية 100 الف اسم، وحزب الدعوة الاسلامية 80 الفا والبيشمركة الكردية 100 الف اسم، مما اضطرنا الى صرف النظر عن الموضوع مع وعد بانه اذا زيدت ميزانية وزارة الدفاع فانه سيتم منح افراد هذه المليشيات مرتبات تقاعدية .

تركماني
06-09-2005, 06:18 PM
الشعلان لا يتحرج من الكذب
فلا نعلم اي فقرة هي صادقة وايها كاذبة

فاتن
06-10-2005, 09:24 AM
الشعلان يكشف أسرار عام من تولي "الدفاع" العراقية (2 – 3)

معركتا النجف والفلوجة



أسامة مهدي من لندن

كشف وزير الدفاع العراقي السابق حازم الشعلان في حوار مطول أجرته معه "إيلاف" وتنشر الحلقة الثانية منه اليوم عن معركتي النجف والفلوجة، أسرار الحقبة التي تولى خلالها وزارة الدفاع. وتحدث لإيلاف في الحلقة الثانية عن المعركتين الكبيرتين اللتين قادهما الجيش الجديد خلال الأشهر الأولى من تشكيله في النجف في آب (أغسطس) الماضي. كانت المعركة الأولى ضد جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، أما الثانية فدارت أحداثها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وشنتها الدفاع العراقية ضد مقاتلين معظمهم من العرب في الفلوجة.



هل تحدثنا عن ملابسات معارك النجف اولا؟

.. قاد اللواء الاربعين المعركة ضد انصار الصدر في النجف في شهر اب واستطاع بعد معارك ضارية استمرت عدة ايام الوصول الى الصحن الشريف لمرقد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ،برغم وجود عناصر مسلحة اجنبية مدربة تقاتل مع جيش المهدي وتضم متطوعين من افغانستان وباكستان والهند وايران.



واعتقلنا اثنين من الايرانيين كانا يوجهان رسائل هاتفية تحريضية تطلب مساعدة المقاتلين في داخل الصحن.. وكان هناك نساء ايرانيات ايضا متخصصات بالقنص بصحبة ازواجهن او اخوتهن.. لكننا لم نستطع معرفة الجهات التي ينتمين اليها لاننا بعد تنفيذ وقف اطلاق النار الذي توسط به المرجع الكبير اية الله السيد علي السيستاني، تركنا جميع المسلحين ولم نحقق معهم بعد ان قامت سيارات الاسعاف بنقلهم من داخل الصحن الى خارجه وكان عددهم يتراوح بين 300 و400 مقاتل.



... ماهي الخطة التي اعددتموها لاقتحام الصحن واخراج المقاتلين المتحصنين داخله ؟
.. كانت خطتنا تقضي بان تقوم قواتنا بفتح جميع ابواب الصحن الخارجية بعدد قليل من الجنود خوفا من ان تكون ملغمة.. والجهد الهجومي الاكبر كان منصبا على الاقتحام عبر تسلق سور الصحن والنزول الى داخله وكانت خطة محكمة حيث كنا نعرف اماكن تمركز المسلحين وفي اي زوايا يجتمعون وانواع اسلحتهم المكونة من قذائف "ار بي جي " ورشاشات وقنابل يدوية وقذائف مدفعية صفت على شكل الغام وربطت مع بعضها لتفجيرها حين دخول الجنود من الابواب التي كنا نخطط لفتحها بعدد قليل من الجنود لتجنب تقديم خسائر كبيرة.

... هل جاء وقف اطلاق النار استجابة للسيد السيستاني ام لخسائر جيش المهدي الكبيرة؟
.. كان وقف اطلاق النار نتيجة للخسائر الكبيرة التي مني بها جيش المهدي ومحاصرة اخر مسلحيه داخل الصحن الشريف ،وهو ما دفع بقادته داخل الصحن الى طلب تامين الخروج منه بسلام ،واتصل بنا عن طريق طرف ثالث الشيخ احمد الشيباني مساعد الصدر والمسؤول عن الصحن طالبا تامين خروجه من داخله، كما بعث بعد ذلك رسائل عبر هاتف الثريا طالبا الخروج من الصحن قبل مداهمته وذلك قبل يوم واحد من الموعد المقرر لاقتحامنا له، فاعطيناه اشارة السماح بالخروج مع من يرغب من الباب الخلفي المواجه لبحر النجف ثم ارسلنا عددا من العسكريين لاستقباله بعد ابعاد العسكريين الاميركيين الذين ابلغناهم ان هذا الشخص ابدى رغبة في الخروج وهو في عهدتنا.. وفي الثالثة فجرا خرج حاملا قطعة قماش بيضاء فرحب به العسكريون الذين ارسلناهم لكنه تلقى فجاة نداء من الداخل يدعوه للعودة وفعلا عاد ادراجه لكنه خرج في اليوم التالي مع الاخرين عند بدء سريان وقف اطلاق النار.


http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2005/6/thumbnails/T_b58004a8-14ce-407a-9b98-a1d305948ae7.gif
حازم الشعلان واركان وزارته يترحمون على قتلى الحرس الوطني والشرطة العراقية


اما الصدر نفسه فقد كنا نعرف مكان وجوده وتحركاته حيث حصلنا عن معلومات عنه اثر اعتقال مساعده المقرب منه الشيخ علي سميسم.. لكننا لم نكن نسعى الى اعتقاله ولم يكن هذا من بين اهتماماتنا التي كانت تنصب على تطهير الصحن الشريف من المسلحين.

... كم كانت خسائر القوات العراقية في معركة النجف؟
.. لقد خسرنا في معركة النجف خمسين عسكريا.. وفي المقابل قتل من انصار الصدر المئات فقد كان الطيران الاميركي يركز غاراته على تجمعات افراد جيش المهدي ليلا لان المقاتلين كانوا يخرجون الى الشوارع والازقة ليلا، معتقدين ان القوات لن تراهم غير عارفين ان الطائرات تترصد تحركاتهم ليلا افضل منه في النهار، ولذلك كانوا هدفا سهلا لها اضافة الى وجود طائرات استطلاع تحمل صواريخ موجهة تضربهم بها.. لكنه لايوجد رقم محدد لعدد الخسائر في الجانب الاخر لاننا انسحبنا من المدينة ثم جاءت اجهزة واليات بلدية النجف وقامت برفع الانقاض واخلاء جثث القتلى.

... نعود الى الفلوجة.. خضتم قبل اندلاع المعارك في المدينة مباحثات صعبة مع ممثلي مسلحيها وسكانها.. فلماذا فشلت المحادثات ولجاتم الى الحل العسكري؟
.. كانت هذه المباحثات بداية الحوار مع المقاومة الوطنية والذي شارك فيه الاميركان كذلك.. واقصد بالمقاومة الوطنية أي العناصر المسلحة التي كانت في الجبش السابق وتضررت من حله ورجال العشائر والوجهاء الذين عاملتهم القوات الاميركية بشكل مهين، اضافة الى الضباط الكبار الذي سلموا انفسهم عقب سقوط النظام السابق فاهينوا في المعتقلات وعوملوا بشكل غير لائق وكل هؤلاء لم يكونوا سابقا ضد الاوضاع الجديدة في العراق لكنهم بداوا بعد ذلك وانتقاما لما عوملوا به ولفقدانهم مراكزهم ومكانتهم الاجتماعية السابقة بالانتقام عن طريق تشكيل خلايا مسلحة استغلها الاسلام السياسي المتشدد بشعاراته البراقة.. فشكلوا خلايا ثم سرايا وبعدها افواج مسلحة.. اما الزرقاوي فقد دخل الى العراق مع نفر قليل من المتطوعين العرب مستثمرًا حالة التذمر هذه ضد القوات الاجنبية واستطاع الاتصال مع الناقمين وانصار النظام السابق للتنسيق معها وتجنيد عناصر منها معه.

... من الذي شارك في المباحثات مع ممثلي سكان الفلوجة ومسلحيها؟
.. لم يكن التحاور من قبلي وحدي وانما شارك فيه الرئيس السابق غازي الياور ورئيس الوزراء انذاك الدكتور اياد علاوي اضافة الى وزير الداخلية فلاح النقيب واحيانا نكون مجتمعين كلنا معهم.. لكننا لم نصل الى نتيجة بسبب وضعهم شروطا على دخول الحرس الوطني الى المدينة وقد ابلغونا ان عدد المسلحين العرب هناك لايتجاوز 500 مقاتل وان هؤلاء عندما يرون الحرس يدخل بمعية سكان المدينة فانهم سيغادرونها فاخذنا هذا الامر بحسن نية مؤكدين اننا لانريد الحاق الاذى بالسكان.. ثم عادوا مرة اخرى وطلبوا معرفة عدد الجنود الذين سيدخلون واماكن تواجدهم وماذا سيقومون به وكم سيبقوا.. فسالناهم : هل انتم السلطة ام نحن؟

وان هذه الاسئلة لايجوز طرحها.. انتم تقولون نحن مختطفين من الارهابيين العرب ونحن سناتي لتخليصكم منهم.. ساعدونا نساعدكم اما عدد افراد القوة الداخلة ومكان دخولها فليس من شانكم.. واكدنا لهم اننا جئنا لانقاذهم وطرد المسلحين ثم تسليم الفلوجة الى سكانها ليديروها بانفسهم.. ثم حذرناهم من اي خديعة او تلاعب.. وطلبنا منهم الدخول الى المدينة مع القوات سلمًا.. وعند هذا الحد توقفت المباحثات.

لكنهم عادوا من جديد بعد ان اصدرنا بيانا يدعو الى تسليم جميع الاسلحة الموجودة في المدينة معترضين بان هذا الامر يشكل اهانة للناس الذين يعتبرون السلاح شرفهم وكرامتهم فاكدنا لهم ان كرامتهم مصانة، واننا سنجمع السلاح في مسجد داخل المدينة باشراف احد رجال الدين وبصورة مشرفة لهم قمنا بعد ذلك بحملة تفتيش للمنازل بحثا عن السلاح غير المسلم لمصادرته.. وهنا حصل انشقاق بين ممثلي الفلوجة فقد اصر عدد منهم على عدم الامتثال للتعليمات واكدوا انهم سيواصلون القتال ضد القوات التي تدخل المدينة بينما كان العدد الاكبر مؤيدا لنا وميالا للحل السلمي.. عندها وصلنا الى قناعة بان الحل العسكري هو الاجراء الوحيد لاستعادة المدينة من المسلحين.. ثم وجهت نداءً الى مواطني الفلوجة ابلغتهم فيه بموعد الهجوم وطلبت منهم مغادرتها مؤقتا حفاظا على ارواحهم.

http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2005/6/thumbnails/T_2ad091ff-ee99-4229-9722-79e064f07eca.gif
وزير الدفاع الجديد يتسلم الوزارة من وزيرها السابق حازم الشعلان


ثم عدنا الى مسؤولي قوات التحالف فسالناهم عن معلوماتهم عن عدد المسلحين في المدينة فاكدوا ان عددهم يبلغ حوالي ثلاثة الاف مقاتل عراقي وعربي اضافة الى وجود 130 مخزنا للعتاد والسلاح في انحاء المدينة. واطلعونا على افلام فيديو صورت بدقة على امتداد اشهر عدة لعمليات دخول مقاتلين الى المدينة ووصول الاسلحة اليها وتخزينها داخلها وحتى كيفية تلغيم الطرق لتفجيرها عند دخول القوات الى شوارع الفلوجة.. وهذه فجرتها الطائرات الاميركية فيما بعد قبيل اقتحام المدينة التي شهدت قتالا ضاريا.

... وكيف سمح الاميركيون بدخول المقاتلين والاسلحة الى الفلوجة اذا كانوا على علم بها وقاموا بتصويرها ؟
.. هذا شيء يسأل الاميركان عنه.

... كم بلغت خسائر الجيش العراقي في معركة الفلوجة؟
.. خسرنا مائة قتيل عراقي من المسلحين فيما قتل المئات من المسلحين كما هرب اخرون الى المناطق المجاورة وهؤلاء قتل العشرات منهم على مشارف الفلوجة حيث كانت تتصيدهم القوات هناك.

مقاتلو شارع حيفا
... شهد شارع حيفا في وسط بغداد معارك ضارية وكان يشكل اخطر طريق في العاصمة ونفذ فيه المسلحون عمليات قتل عديدة للمدنيين والعسكريين.. لماذا كل هذا وكيف امنتم الاوضاع فيه ؟

.. شارع حيفا يحتوي على عمارات سكنية راقية منحها الرئيس السابق صدام حسين للاجئين عرب خاصة من البعثيين السوريين، وهؤلاء كانوا يعملون في مؤسسات الحزب الحاكم ودوائره العليا وهم مدربون على السلاح، ويحملون فكرا شوفينيا ولذلك فانهم بداوا عمليات انتقام طالت العشرات من المدنيين والعسكريين وكانوا يفرضون شبه سيطرة عليه ويحاولون توسيع هذه السيطرة الى المناطق المجاورة، ولذلك كنا ننفذ عمليات اغارة على شقق بعض هذه العمارات المشبوهة باستمرار.

لكن اخر عملية واجهناها في هذا الشارع كانت في اب الماضي حين وصلتنا معلومات عن استعداد مقاتلين من سكنة الشارع واخرين من مناطق اخرى يبلغ عددهم 700 مسلح للهجوم على المنطقة الخضرا ء من البوابة المقابلة لحي الصالحية حيث مبنى وزارة الدفاع بعد السيطرة على مديرية شرطة الكرخ القريبة، ثم تتوسع سيطرتهم الى ساحة المتحف فسارعنا الى ارسال فوج للتعامل معهم في ذات الوقت الذي تم فيه اخلاء سفارات غربية ومقر رئيس الوزراء في المنطقة الخضراء لانها كانت المستهدفة في الهجوم واستمرت المعركة هناك بعد ان تم تعزيز الفوج الاول بثان ليصبح عدد افراد القوات العراقية الى الف و400 عسكري من السادسة مساء الى الخامسة صباحا تم خلالها قتل 25 مسلحا واعتقال 30 اخرين. واكد اكتشاف نفق طوله ثلاثة كيلومترات يربط شارع حيفا بساحة المتحف كان اعده النظام السابق لاغراض عسكرية، وكان مسلحو الشارع يستخدمونه في عملياتهم المسلحة بالتحرك عبره او الاختباء فيه او تخزين الاسلحة داخله وكانوا يعرفون امر هذا النفق من خلال عملهم في الحزب.. وتم ايضًا مصادرة ستة اطنان من العتاد وجدت داخل النفق.

فاتن
06-10-2005, 09:32 AM
عام من توليه "الدفاع" العراقية (3 – 3) الحلقة الأخيرة

الانتخابات العامة والتوقف عن العمليات المسلحة



حاوره أسامة مهدي من لندن

في الحلقة الثالثة والأخيرة، يكشف وزير الدفاع العراقي السابق حازم الشعلان في حوار مطول أجرته معه "إيلاف" عن بعض أسرار الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة، وسبب ترشحه في لائحة الرئيس السابق غازي الياور بدلا عن رئيس الوزراء إياد علاوي إضافة إلى عناوين أخرى، والكلام دائما للشعلان.

.. . كيف استطعتم تامين اجراء الانتخابات الاخيرة امنيا ؟
.. اعددنا خلال اجتماعات مشتركة بين اللجنة الامنية العراقية المشكلة من وزيري الدفاع والداخلية ومدير المخابرات مع الجنرال كيسي قائد القوات المتعددة الجنسيات مساعديه ،وقبل شهرين من موعد لانتخابات التي جرت في الثلاثين من كانون الثاني (يناير) الماضي خططا امنية ساعد على تحقيقها موقف ايجابي من المقاومة الوطنية التي وعدت بوضع سلاحها في ذلك اليوم .. اضافة الى ابلاغنا معلومات عن تحركات واستعدادات خلايا الزرقاوي المسلحة لتخرب عملية التصويت، واعطونا معلومات بان هنك حوالي 50 سيارة ستنتشر في شوارع بغداد ليلة الانتخابات وتسير بسرعة فائقة لتضرب المراكز الانتخابية ومقرات الشرطة والجيش والقوات المتعددة الجنسيات لاحداث خلل امني وترويع المواطنين ومنعهم من التوجه في اليوم التالي الى المراكز الانتخابية للمشاركة في التصويت .. وفعلا نصبنا كمائن غير مرئية فتم ضرب واحراق جميع هذه السيارات ومن فيها بعد ان القينا القبض على عشر سيارات ومسلحيها تمكنت من الوصول الى ساحة التحرير وسط بغداد .

وكانت اخطر حالة واجهناها ايضا ليلة الانتخابات هي تمكن مجموعة من المسلحين من الوصول الى شارع ابو نؤاس واتخاذ مواقع لها في عمارة مهجورة مقابل المنطقة الخضراء فاخذوا يضربونها بقذائفهم الى ان تمكنا من القضاء عليها وقتل خمسة من عناصرها كانوا من جماعة الزرقاوي .

ومن العمليات الاجهاضية الاخرى التي قمنا بها قبيل الانتخابات حدثت اثر تلقينا معلومات من المقاومة الوطنية عن نصب صواريخ باتجاه 150 مركزا انتخابيا تمتد من مدينة الحلة (وسط) الى مدينة البصرة (جنوب) لضربها صبيحة يوم الانتخابات فتمت ازالتها وعثرنا معها ايضا على اجهزة تحكم عن بعد في تصويبها وتفجيرها .



http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2005/6/thumbnails/T_b4aff8c0-39d2-42d5-98cf-66b987a58b5e.jpg

حازم الشعلان (وسط) ورئيس الاركان بابكر زيباري (يسار) وقائد القوات البرية الجنرال قادر موحان



.. تعرضتم لعدة محاولات اغتيال خلال العام الذي توليتم فيه شؤون وزارة الدفاع .. هل تحدثنا عنها ؟
.. تعرضت خلال هذه الفترة لثلاث محاولات اغتيال كانت الاولى عندما حاول انتحاري حاملا حزاما ناسفا دخول الوزارة بحجة مراجعته في قضية شخصية لكن الحرس شكوا فيه والقوا القبض عليه قبل ان يتمكن من تفجير الحزام، وكان من عناصر انصار السنة بحسب الاعترافات التي ادلى بها .

ثم جرت محاولة ثانية عن طريق فتاة عراقية قادمة من سورية عمرها 25 عاما كان زوجها احد عناصر مخابرات صدام ثم اعتقل بسبب محاولته تفجير سيارة مفخخة في مدينة البصرة وقد حضرت الى الوزارة طالبة مقابلتي للادلاء بمعلومات خطيرة بحسب زعمها لكننا عثرنا بين ملابسها على مسدس فاعترفت بانها مرسلة لقتلي . وقد عفونا عنها واخرجنا زوجها من المعتقل وتحولا الى مواطنين صالحين وهما يعيشان الان معا .

ثم جرت محاولة ثالثة للاغتيال خلال معارك النجف حين زعمت مجموعة من الافراد كانوا يرتدون ملابس الحرس الوطني انهم من حمايتي الشخصية لكنهم تخلفوا عن الركب والان جاءوا ليلتحقوا بي فراود الشك احد افراد الشرطة فسال مرافقي بان هناك افراد يريدون الدخول الى مبنى المحافظة حين كنت فيه ويقولون انهم من عناصر حماية الوزير، وبما ان المرافق يعرف ان جميع افراد الحماية موجودون اكتشف الامر والقي القبض عليهم فاعترفوا انهم من عناصر جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر .

الترشيح للانتخابات

... لماذا لم تترشح في الانتخابات العراقية الاخيرة ضمن القائمة العراقية بقيادة علاوي وكنت وزيرا في حكومته بينما ترشحت ضمن قائمة عراقيون برئاسة الرئيس السابق غازي الياور؟
.. لم يكن هناك اي سبب عقائدي او مبدئي بقدر ماكان السبب فنيا تفاوتت فيه الاتصالات مع الدكتور اياد بسبب سفراته الى الخارج وعودته وسفري انا .. فقد كانت رغبته منذ بدء الاتصال بين مسؤولي القائمتين دمجهما في قائمة واحدة تخوض الانتخابات لكنه حصل خلاف بين الرجلين حول من يكون اسمه هو الاول في القائمة .. علاوي ام الياور .. ولم يتح لي التدخل في الامر حيث كنت مشغولا بالاوضاع الامنية واعمل في اكثر الاحيان 24 ساعة في اليوم .. ومن وجهة نظري فاني كنت افضل ان يكون اسم علاوي على راس القائمة وياتي الياور بعده .

كان القيادي في الوفاق العراقي الذي يتراسه علاوي وقاسم داود وزير الامن الوطني يديران الاتصالات حول الانتخابات ولم تتح الفرصة للاجتماع بهما اضافة الى انه كانت لي ملاحظات سلبية على ممارسات داود لم يطلع عليها علاوي الا مؤخرا وكان المتضرر منها علاوي نفسه .

اما الان فانا خارج قائمة، عراقيون، ولا علاقة لي معها مع احترامي للاخ الياور وبقية اعضائها .. فانا رجل مستقل حاليا اعمل ما اراه لمصلحة العراق ومن اجله .

... هل ترى ان دعم السيد السيستاني هو الذي ساعد على فوز قائمة الائتلاف العراقي الموحد في الانتخابت الاخيرة ؟
.. السيد السيستاني هو اب العراقيين جميعا وعندما يمد يده فانه يمدها اليهم كلهم وانا لم اسمع منه رسميا بانه يتبنى قائمة الائتلاف ويدعو للتصويت لها .. ولكن اتضح لي فيما بعد انه وجه بمباركتها لخوض الانتخابات .

... هل اتخذ السيد السيستاني موقفا ضد القوائم الاخرى؟
.. لاعلم لي بهذا لكن اسمه استغل في الحملة الانتخابية بشكل يتعارض وقوانين المفوضية العليا للانتخابات التي تحرم استغلال الرموز الدينية في الدعاية الانتخابية .

تحالف عريض مع علاوي

.. تعملون مع اياد علاوي لتشكيل تحالف سياسي عريض تخوضون به الانتخابات المقبلة نهاية العام .. ماهي طبيعته واهدافه ؟
.. انه تحالف ليبرالي ديمقراطي يضم تحت مظلته قوى واحزاب وشخصيات تمثل جميع مكونات الشعب العراقي شيعية وسنية ومسيحية وصابئية .. عربية وكردية وتركمانية وكلدو اشورية اضافة الى رجال دين ورؤساء عشائر وشخصيات من القوائم الاخرى ستنضم الى هذا التحالف الجديد .. وقد نطلق عليه اسم (اتحاد القوى الوطنية العراقية) وسيراسه من هو اقدر على قيادته الى الفوز في الانتخابات وتحقيق برنامجه السياسي لمصلحة الشعب العراقي في حاضره ومستقبله .

واتوقع الاعلان عن هذا التحالف خلال الاسابيع القليلة المقبلة ونشر برنامجه السياسي الذي سيقدم حلولا للمعضلات العراقية الراهنة وفي مقدمتها الامن وتحسين الاقتصاد والقضاء على البطالة وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين والاهتمام بالثقافة والفنون .. والانفتاح على الجيران اما اذا كانت هناك جهات اقليمية او دولية تدعي ان لها استحقاقات غير معقولة تريد استغلال الاوضاع وتحقيق اهداف خاصة فسنقف بوجهها وتاكيد هوية العراق العربية الاسلامية .

وسيحارب هذا التحالف الحزبية والطائفية الضيقة مع احترام المراجع الشيعية والسنية وطلب مباركتها والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية واشراك جميع القوى الخيرة في العملية السياسية الجارية في البلاد .

أتصالات مع مقاومين يرفضون صدام حسين

... اجريتم اتصالات مع المقاومة الوطنية المسلحة والعناصر التي لها تاثيرها على الوضع الامني وخاصة من زعماء العشائر.. كيف بدات هذه الاتصالات وما هو موقف الاميركان منها ؟


http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2005/6/thumbnails/T_8b3eadf2-91e8-428e-bdf8-e3459642a0f3.jpg
وزير الدفاع الحالي سعدون الدليمي بعد تسلم مهام الوزارة من حازم الشعلان


. تمت صيغة الاتصال عبر نشاط وزارة الدفاع واحتكاكها مع المواطنين من خلال التطوع الذي كان يأتي من العشائر السنية والشيعية وقد بدانا تبادل الاراء مع زعماء هذه العشائر حول الوضع الامني فطرحوا عدة مطالب اغلبها يصب في السعي لوقف اراقة الدماء فبادرت الدفاع بعد ابلاغ القوات المتعددة الجنسيات بانها ستقوم بفعاليات لتحييد بعض اركان المقاومة من خلال الحوار معها والوصول معها الى صيغ اساسية، تفضي الى القاء السلاح والتعاون من اجل القضاء على العمليات الارهابية التي ينفذها المقاتلون القادمون من الخارج .

وهذه الاتصالات بدات بعد ان وصلت الى قناعة بان الحوار مهما طال طريقه سيكون هو الحل لما يشهده العراق من اوضاع غير مستقرة ،وقد ابلغت الاميركان بان هناك عناصر بعثية لم تتلطخ ايديها بجرائم صدام حسين ولديها استعداد للانخراط في الاجواء الديمقراطية ولها في الوقت نفسه تاثير وعلاقة وتنسيق مع المقاومين .. وقد كنا نحاورهم وجها لوجه احيانا وبواسطة طرف ثالث في احيان اخرى وذلك في مقر وزارة الدفاع وخارجها .. وكان الحوار منصبا على مستقبل العراق والديمقراطية وقد اكدوا لنا انه لايوجد فكر مشترك يجمعهم مع الزرقاوي وعناصره ورايهم انه، اذا تصالح العراقيون وتوحدوا فانه سينتهي بشكل طبيعي ويغادر العراق مرغما .

وقد شهدت المرحلة الاولى من الاتصالات تبادل الثقة التي تاكد من خلال مساعدة محاورينا لنا في الانتخابات وكشف الاعمال الارهابية التي كانت ستنفذ في ذلك اليوم خاصة وانهم كانوا يعتقدون ان محاوريهم سيفوزون بها . . ومع ذلك فاننا اكدنا لهم بعد ظهور نتائجها على ضرورة تواصلهم في الحوار مع الحكومة الجديدة المنتخبة لان هذه قضية وطن وشعب وليست قضية علاوي او الشعلان وقلت لهم انه من الممكن ان تقدم لهم الحكومة الجديدة ما لم نستطع نحن ان نقدمه .

.. . من هي مرجعية المقاومة التي تحاورونها؟
.. هناك رؤساء العشائر الذين كان لهم نفوذ اجتماعي والموظفين القياديين في الدولة من غير البعثيين من السنة، وضباط بعثيين انخرطوا في التشكيلات الاسلامية ويقاتلون من مناطقهم وعناصر بعثية شابة جديدة لم تكن لها ادوار مؤثرة في سلطة الحزب السابقة ولاتعترف بقيادة الرئيس المخلوع صدام حسين، او نائبه عزت الدوري، يريدون احترام البعثيين الذين لم يرتكبوا جرائم او يشاركوا في ممارسات ضد الشعب وادماجهم في المجتمع واعادتهم الى وظائفهم وعدم محاربتهم او استفزازهم وانما طمانتهم على حاضرهم ومستقبلهم .. وهم يدرسون اتخاذ قرار بالظهور علنا على الساحة السياسية العليا في اطار جديد لحزب وطني ليبرالي قد لايحمل اسم حزب البعث وان كانت هناك رغبة بين صفوفهم للاحتفاظ باسم الحزب او لذلك طلبوا فرصة لمناقشة الاعضاء والعودة الى التفاوض .. لكن نتائج الانتخابات وتولي حكومة جديدة للسلطة اوقف الحوار وعاد عدد منهم الى السلاح الى حين توفر فرصة جديدة .. ومن جهتنا فاننا مستمرون في توجيه رسائل لهم باستئناف الحوار مع الحكومة الحالية .

http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2005/6/thumbnails/T_b812ee9a-6aef-4fcf-9fcb-103f677785a6.jpg
حازم الشعلان بعد تصويته في الانتخابات 30 1 2005


بهذه المناسبة اوجه نداء الى الجنرال كيسي قائد القوات المتعددة الجنسيات باخذ الحذر الشديد من التاثير السيء لعمليات المداهمة التي تقوم بها قواته لدور ومقرات العناصر الوطنية والكف عن هذه المارسات والاعتماد على المعلومات الصحيحة، لتجنب الوقوع في مزالق خطيرة مثلما حدث عند اعتقال رئيس الحزب الاسلامي العراقي محسن عبد الحميد قبل ايام وبعض اطراف هيئة علماء المسلمين، ومجلس الحوار الوطني وشخصيات عشائرية واجتماعية مؤثرة . وندائي الى المسؤوين في سفارتي بريطانيا والولايات المتحدة في بغداد بتوخي الحذر من هذه الممارسات ويكونوا عين رقيب على الاحداث .. كما ان على الاخوة في الحكومة ورئيسها الجعفري هو خير من يقدر الحوار ويفهمه ان يواصله مع الاطراف المستعدة له .

والان .. فان الهجمات المستمرة التي تشنها قوات اميركية وعراقية ضد المسلحين تعكس محاولة لتكريس فكرة ان نهاية المتمردين قد اقتربت .. فازدياد العمليات الانتحارية والاغتيالات خلال الاشهر الاخيرة بدد الكثير من المشاعر الايجابية والزخم السياسي الذي خلقته الانتخابات الاخيرة بحيث اصبح القادة العسكريون الاميركيون اكثر تحفظا ازاء تحديد موعد للقضاء على المسلحين او حتى الجزم بإمكان ذلك.

ولذلك اصبح تغيير هذه الاجواء واستعادة مشاعر التفاؤل من الاولويات القصوى لكل من واشنطن والحكومة العراقية الجديدة ولذلك يحرص القادة العسكريون الاميركيون على تسليط الضوء على التقدم الذي تم احرازه في بناء الجيش العراقي الجديد لانه يبدو ان قدرة العراقيين على الدفاع عن امن بلادهم تشكل عنصرا حاسما في تحديد مسار الرأي العام الاميركي تجاه الحرب. وفي هذه الاثناء دخلت عملية البرق العسكرية ضد المسلحين يومها الخامس من دون ان تتضح اي نتائج لها على الارض برغم اعتقال حوالي الف من المشتبه فيهم لكن اعمال العنف لم تتوقف في بغداد .

وربما يكون الدرس الاهم الذي تعلمه الاميركيون هو ضرورة العمل مع العراقيين وهذا ما فعلوه بعد عملية الفلوجة وفي التعامل مع تمرد مقتدى الصدر وهو ما يفعلونه الان في عملية البرق التي يشارك فيها عشرة آلاف جندي اميركي و40 الف جندي عراقي .

تركماني
06-10-2005, 02:22 PM
اللهم العن الشعلان واحشره مع علاوي والنقيب في نار جهنم

لا يوجد
06-10-2005, 02:55 PM
أخ تركماني

شنو مشكلته الشعلان وليش قاعد تلعنه ؟

عبدالحليم
06-10-2005, 03:47 PM
الشعلان جمبازي .. ولكن لايستبعد ان بعض ماجاء في الموضوع اعلاه صحيح ..