فاتن
06-08-2005, 06:32 AM
(1-3)
اتصالات مع مقاومين يرفضون صدام والزرقاوي
أسامة مهدي من لندن
كشف وزير الدفاع العراقي السابق حازم الشعلان عن اتصالات عراقية اميركية تجري مع مقاومين مسلحين لايعترفون بقيادة الرئيس المخلوع صدام حسين، او الاصولي الاردني المتشدد ابو مصعب الزرقاوي، يشكلون ثلاثة ارباع المسلحين لاقناعهم بالقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية بعد الاستجابة لمطاليبهم، واستعرض مراحل بناء الجيش العراقي الجديد وتسليحه واشار الى تعيين 20 الف ضابط من الجيش القديم فيه، وقال ان اربعة من موظفي وزارة الدفاع قد تم اكتشافهم وهم يزودون الارهابيين بإحداثيات لقصف الوزارة موضحًا ان 17 من مسؤوليها قد تم اغتيالهم خلال عام من توليه منصبه.
واضاف الشعلان في حوار مطول اجرته معه "ايلاف" ستنشره على حلقات بدءا من اليوم عن تجربة توليه شؤون وزارة الدفاع، ان ليلة الانتخابات الاخيرة شهدت هجوما لمسلحين يستقلون 50 سيارة بهدف خلق رعب يمنع المواطنين من التصويت اضافة الى اكتشاف عشرات الصواريخ الموجهة نحو 130 مركزا انتخابيا تمتد من وسط العراق الى جنوبه واعلن عن اكتشاف نفق طوله ثلاثة كيلومترات يربط شارع حيفا بساحة المتحف وسط بغداد، كان يستخدمه المقاتلون في عملياتهم وتخزين اسلحتهم وعتادهم واشار الى ان قلة التخصيصات المالية منعت حل المليشيات المسلحة .
واوضح ان فصائل المقاومة التي يجري الحوار معها تضم ضباطا وعسكريين سابقين ورؤساء ورجال عشائر وموظفين كبار سابقين من السنة وبعثيين لايعترفون بقيادة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، اونائبه المطلوب للقوات الاميركية والعراقية حاليا عزة الدوري او بالزرقاوي، مشيرًا الى انهم يشكلون العدد الاكبر من حاملي السلاح .
كما كشف عن عملية كان يستعد لتنفيذها 700 مسلح ضد جانب من المنطقة الخضراء استدعت اخلاء سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا ورئاسة الحكومة على عجل ليلا، واشار الى ان القوات العراقية خسرت مائة عسكري في معركة الفلوجة و50 في معركة النجف التي كان مسلحون من افغانستان وايران وباكستان والهند يقاتلون فيها الى جانب جيش المهدي، اضافة الى نساء ايرانيات كن يتولين عمليات القنص .
واوضح ان عملية توليه حقيبة وزارة الدفاع كثاني وزير لها خلفا لعلي علاوي، بعد سقوط صدام حسين، جاءت بعد مقابلة اجراها معه الحاكم الاميركي المدني السابق للعراق بول بريمر والاخضر الابراهيمي ممثل الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان، واشار الى ان الاردن قدم للجيش العراقي الجديد 40 مدرعة ومصر 40 والامارات 70 اخرى واضاف انه تم تشكيل 11 فوجا للحماية النفطية تغطي الان مناطق شاسعة من العراق بدءا من الموصل وكركوك وحويجة، ثم الى سامراء وتكريت الى بغداد وصولا الى المحمودية جنوبها وقال انه تعرض لثلاث محاولات اغتيال خلال عام من توليه حقيبة الدفاع .
واشار الشعلان الى انه يعمل حاليا مع رئيس الوزراء السابق اياد علاوي واخرين على تشكيل تحالف سياسي عريض ليبرالي ديمقراطي، يضم قوى واحزاب وشخصيات عشائرية ودينية تمثل جميع قوميات وطوائف الشعب العراقي من اجل خوض الانتخابات المقبلة نهاية العام الحالي وتوقع ان يتم الاعلان عنه في مؤتمر عام يعقد خلال اسابيع قليلة .
حازم الشعلان
حين تولى حازم الشعلان وزارة الدفاع العراقية في حكومة الدكتور اياد علاوي التي تشكلت في حزيران (يونيو) العام الماضي اثار تعيينه دهشة الكثير من العراقيين وحتى العرب، فقد كان اول رجل مدني يتولى هذا المنصب العسكري في تاريخ الدولة العراقية الحديثة التي تاسست عام 1921 وعرفت بهيمنة الجيش على مقدراتها حتى وصل عديد جنوده في منتصف ثمانينات القرن الماضي الى نصف مليون عسكري، في مرحلة دقيقة كان يمر بها العراق شهدت ثلاثة حروب مع ايران بين عامي 1980 و1988 وفي الكويت عام 1991 ثم حرب العراق الاخيرة التي اطاحت بنظامه ربيع عام 2003 .
.. ولد حازم الشعلان في مدينة الديوانية (375 كم جنوب بغداد) عام 1947 من عائلة عشائرية هي الخزاعل .. واكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها ثم انتقل الى بغداد عام 1965 للدراسة في كلية الادارة والاقتصاد وبعد تخرجه منها التحق بمعهد التدريب الاذاعي في بغداد التابع الى جامعة الدول العربية .. ثم عين مديرا لفرع المصرف العقاري في مدينة الكاظمية في بغداد عام 1976 .. ثم مديرا لفرعه في مدينة الكوت عام 1979 ومديرا لفرعه في الديوانية، الى ان عين مديرًا لدائرة التفتيش التابعة للمصرف في المحافظات العراقية الجنوبية .
انخرط في العمل المعارض لصدام حسين ونظامه عام 1985 بعد وصوله الى لندن مباشرة من خلال حزب الامة الذي كان يقوده السياسي المخضرم سعد صالح جبر الى جانب الراحل السيد مهدي الحكيم الذي اغتالته مخابرات صدام في الخرطوم .. والى جانب عمله السياسي كان الشعلان احد الناشطين في فضح سياسات النظام السابق من خلال مقالاته التي كان ينشرها في جريدة "التيار الجديد" التي يصدرها حزب الامة اسبوعيا من لندن انذاك .
عاد الشعلان الى العراق لدى بدء الحرب الاخيرة التي ادت الى سقوط نظام الرئيس المخلوع صدام حسين في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 بطائرة عسكرية خاصة مع مجموعة من العراقيين بصحبة رئيس مؤسسة الخوئي الخيرية في لندن الراحل السيد عبد المجيد الخوئي، الذي قتل في مدينة النجف بعد شهر من عودته من المنفى في لندن، في جريمة اتهم بالتحريض على ارتكابها رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر الذي صدر امر باعتقاله جراء ذلك مما قاد الى تفجر قتال بين انصاره والقوات العراقية والاميركية في عدد من المدن العراقية وفي مقدمتها النجف والكوفة والصدر في بغداد .
عين الشعلان بعد ذلك محافظا للديوانية (375 كم جنوب بغداد) .. وبقي في هذا المنصب حتى توليه حقيبة وزارة الدفاع في اول حكومة عراقية بعد اعادة السلطة الى العراقيين .. وهو حاليا اضافة لذلك شيخ عشيرة الخزاعل التي تعود الى خزاعة المنتشر ابناؤها بين الاردن والسعودية والعراق والذي يسكنه وحده حوالي 350 الف شخص من افرادها الذين تتوزع انتماءاتهم بين المذهبين الشيعي والسني .
الشعلان فتح قلبه لقراء "ايلاف" ليتحدث عن واحدة من اخطر الفترات التي مر بها العراق والتي سيكون لها تاثير كبير على حاضر ومستقبل هذا البلد الذي يتلمس وسائل الخروج من الدوامة التي يعيشها في جميع مجالات حياته .. فكان هذا الحوار معه :
التكليف بالوزارة
... كيف تمت عملية تكليفك بحقيبة وزارة الدفاع؟
.. لم تكن عملية تسلمي منصبا وزاربا مفاجئة بالنسبة لي فقبل شهرين من ذلك وعندما كنت محافظا في الديوانية ابلغني مايكل ملفو مساعد الحاكم الاميركي المدني السابق للعراق بول بريمر، بأني سأنتقل الى بغداد لمنصب رفيع لم يبلغني يومها بطبيعته .. لكن المفاجأة كانت كبيرة بالنسبة لي عندما كلفت بحقيبة وزارة الدفاع في وزارة الدكتور اياد علاوي التي تشكلت في حزيران (يونيو) عام 2004.
... ماهي الاجراءات التي تمت معك قبل توزيرك؟
.. اجرى بريمر يرافقه الاخضر لابراهيمي الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي أنان الى العراق مقابلات مع الشخصيات المرشحة لتولي حقائب وزارية .. وخلال اجتماعي بهما سالاني عن موقفي من الديمقراطة والتعايش السلمي بين الطوائف والقوميات ورأيي لمستقبل العراق .. هل يكون ديمقراطيا .. تعدديا .. فيدراليا .. وكذلك عن كيفية تحقيق الامن في البلاد .. وقد اوضحت لهما رؤيتي حول جميع هذه المسائل وخاصة الامن حيث اكتسبت خبرة في الديوانية عندما كنت محافظا لها في التعامل مع قضايا الامن الداخلي مع المجموعات المسلحة المحلية .. والامن الخارجي كذلك من خلال التعامل مع الخروقات الحدودية - حيث للديوانية حدود مشتركة مع الجارة الشرقية ايران - من نواحي تسلل الافراد والبضائع او المخدرات حيث استطعت تحقيق نجاحات كبيرة فيها .
ويبدو ان ما ابديته من تصورات واراء خلال هذه المقابلة قد اقنعت المحاورين بصلاحيتي لتولي حقيبة الدفاع وهو ما حصل فعلا .
... كبف بدأت عملية بناء الوزارة الحديثة وجيشها الجديد في اخطر مرحلة يمر بها العراق في ظل تسريح جيش بلغ تعداده نصف مليون عسكري ووجود قوت اجنبية قوامها 160 الف عسكري ومقاومة مسلحة تضرب مرافق الحياة؟
.. اول مهمة باشرت بها هي عقد اجتماعات متواصلة مع كبار ضباط وموظفي وزارة الدفاع مستفسرا منهم عن جميع التفاصيل العسكرية الامنية في عملها .. لكني فوجئت بان الوزارة لاتحمل سوى اسمها فلم يكن فيها غير فوج واحد للتدخل السريع يضم 500 فرد شكلته قوات التحالف بتسليح خفيف ولكن بتدريب جيد . ثم انتقلت الى المباشرة عمليا ببناء الجيش العراقي الجديد وكانت اول خطوة على هذا الطريق توجيه نداءات الى الشباب للتطوع في صفوف الجيش .. غير اننا واجهنا صعوبات كبيرة في هذا المجال نظرًا للخوف الذي كان مسيطرا على الجميع نتيجة الاغتيالات وعمليات التفجير التي تستهدف كل من يتعاون مع وزارة الدفاع فقررت استخدام اسلوب مباشر بالنزول الى الشوارع والالتقاء بالوجهاء ورؤساء العشائر واقناعهم على حث ابنائهم للتطوع في هذه المهمة الوطنية اضافة الى مساهمة الضباط في الاتصال بمنتسبي الجيش القديم لاقناعهم بالعودة الى العسكرية .. وفعلا نجحنا في هذه المهمة وبدا الالاف من الشباب يتقدمون الى مراكز التطوع .
... بأي عدد بدأتم في بناء الجيش الجديد؟
.. بدأنا بثلاثة افواج عسكرية بعد بدء التطوع ثم شكلنا اللواء 40 الذي سمي الحرس الوطني وكان على راسه رجل شجاع ادى واجبه بامانة وتحلى باعلى درجات المسؤولية في التصدي للارهاب في بغداد هو اللواء مظهر المولى، ثم اصبح هذا اللواء يضم 11 فوجا بثلاثة الاف عسكري ثم شكلنا بعد ذلك لواء التدخل السريع .
واشير هنا الى ان تسليح الجيش كان بطيئا نتيجة ضعف ميزانية وزارة الدفاع التي لم تكن تتحمل استكمال بناء جيش كير بتسليح كامل متطور حيث كانت الميزانية تبلغ مليار و300 الف مليون دولار بينما الحاجة تتطلب مليارين ونصف المليار دولار . . وقد ساعدنا رئيس الوزراء انذاك الدكتور اياد علاوي في زيادة قليلة على الميزانية .
بعد ذلك اصبح لدينا لواء للتدخل السريع اخذ ينتشر في شوارع بغداد مع اللواء الاربعين حيث كنت انزل معهم ليلا الى شوارع العاصمة لتشجيع العسكريين ورفع معنوياتهم في مواجهة الارهابيين وعملياتهم والتاكيد لهم ان المسؤولين يقفون معهم في المواجهة وفعلا استطاعوا انجاز عمليات شجاعة كبيرة في القضاء على اوكار الارهابيين .
الان لدينا جيش يضم 130 فردا نصفهم يؤدون مهماتهم داخل المدن والنصف الاخر مازال تحت التدريب، في المعسكرات وكان من المؤمل ان يلتحق بالواجب نهاية الشهر الحالي لكن التاخير الذي حصل في تشكيل الحكومة الجديدة اخر انجاز هذا العمل حتى نهاية العام الحالي . ويضم الجيش الجديد حاليا عشر فرق والخطط الموضوعة تستهدف الوصول الى 15 فرقة تضم 200 الف عسكريّ .
.. . ماهي طبيعة تسليح الجيش العراقي الجديد ؟
.. لقد اعتمدنا في التسليح على اسلحة الجيش العراقي القديم من دبابات ومعدات روسية .. ولكن لدينا ضعف في القوة الجوية لان المهام في هذا المجال تتولاها القوات المتعددة الجنسيات التي تملك طائرات متطورة .. عمودية وذات اجنحة ثابتة تستخدم لحماية المواطنين والقوات على الارض . الجيش الجديد بحاجة الى سلاح متوسط لحماية الداخل مثل مدافع الهاون قصيرة المدى ،ودبابات ومدرعات خفيفة تصلح لحركة الشارع وفي هذا المجال انجزنا مؤخرا تشكيل فرقة الية مدرعة تضم سبعة الاف عسكري .
... ماذا فعلتم لحماية منشآت وانابيب النفط من عمليات التخريب ؟
.. لقد شكلنا 11 فوجا للحماية النفطية خلال اربعة اشهر وهي تغطي الان مناطق شاسعة من العراق بدءا من الموصل وكركوك وحويجة ثم الى سامراء وتكريت الى بغداد وصولا الى المحمودية جنوبها .. وجميع عناصر هذه الافواج من سكنة المناطق نفسها التي توجد فيها هذه المنشات او تمر عبرها وبالقرب منها الانابيب لانهم الاعرف بطبيعة مناطقهم ،وقد اثبتوا شجاعة في مواجهة المخربين واستشهد عدد منهم فعلا .
.. . وماذا عن حرس الحدود؟
.. لاحرس حدود في وزارة الدفاع ومهمة حماية حدود العراق مع جيرانه الستة تتولاها الشرطة حاليا .. لكن لدينا 7 طائرات خفيفة و40 اخرى للاستطلاع تقوم بمراقبة الحركة على الحدود وعمليات التسلل عبرها او تهريب الافراد والبضائع .
.. . والقوة البحرية ؟
.. لدى العراق الان 25 زورقا بحريا حديثا وصلتنا تبرعا من دولة الامارات العربية اضيفت الى 20 اخرى قديمة، وهي تقوم الان بمهمة مراقبة الحركة وعمليات تهريب النفط والبضائع عبر المياه الاقليمية العراقية .
.. . من هي الدول التي تعاقدتم معها لتزويدكم بالسلاح ؟
.. تعاقدنا مع بولونيا واوكرانيا واستوردنا منهما اسلحة متوسطة تتضمن رشاشات وعتاد وطائرات عمودية، ثم تعاقدنا على شراء 40 طائرة مقاتلة وناقلة مقاتلة من بولونيا هي صناعة روسية بولونية مشتركة ،وقد اعترض على صفقتها الاميركان بحجة اننا لسنا بحاجة اليها لكنهم وافقوا عليها بعد اصرار ضباطنا عليها وهي ستصل الى العراق قريبًا .
... ماهي الاسلحة التي تبرعت بها الدول العربية للجيش الجديد ؟
.. قدم الاردن 40 مدرعة ومصر 40 اخرى فيما ارسلت الامارات 70 مدرعة، والاشقاء مشكورين على هذا الدعم الذي ساعدنا على تشكيل فرقتين الاولى للدبابات والاخرى للمدرعات سيتم الانتهاء منهما اواخر العام الحالي ،بعد ان كان مخططا لذلك نهاية الشهر الحالي ،حيث اخرت ذلك ظروف الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة .
.. . الى اي مدى استفدتم من خدمات ضباط وجنود الجيش السابق؟
.. لم نضع حاجزا امام اي ضابط من الجيش المنحل ممن لم يرتكبوا جرائم ضد العراقيين من البعثيين وغيرهم من درجة عضو فرقة فما دون .. وفعلا تم تعيين عدد كبير منهم مستشارين لادارة الحركات في القوة الجوية والقوات الخاصة وفرقة التدخل السريع، وفي التشكيلات المسلحة الاخرى حتى بلغ عدد الضباط القدامى في الجيش الجديد حوالي 20 الفًا .
... هل للقوات الاميركية خطوط حمراء على عدد افراد الجيش الجديد ونوعية تسليحه؟
.. الاتفاق كان مع الاميركان على بناء جيش دفاعي يضم حوالي 200 الف عنصر باسلحة متوسطة وكان للاميركان برنامج تدريبي للجندي العراقي ليكون بمستوى تدريب الجندي الاميركي، وهو برنامج طويل بالنسبة للحاجة العراقية الملحة لكنهم يرغبون في تدريب جيد يحقق افضل النتائج وفعلا اصبحت لدينا عناصر مدربة تدريبا عاليا متقنا .
... وهل هناك اشراف او سيطرة اميركية على السلاح العراقي؟
.. كل السلاح الذي يصلنا من الخارج يدخل ضمن التخزين الاميركي وليست لدينا القدرة والصلاحية على اخراج طلقة واحد الا بعد موافقة الاميركان حيث نبعث لهم رسائل نطلب فيها سلاحا وعتادا ثم يستجيبون هم لذلك .
... وماذا في حالة العمليات العسكرية السريعة التي تحتاج لعتاد؟
.. الاميركان يرون ان العمليات العسكرية السريعة التي تحتاج الى رد فوري يقومون هم بها برا وجوا من دون تاخير او انتظار لجاهزية القوات العراقية .
... هل اكتشفتم عمليات خرق امنية لوزارة الدفاع؟
.. نعم لقد تعرض ضباط لنا الى عمليات اغتيال عديدة كما كان مقر وزارة الدفاع يتعرض لعمليات قصف مستمرة بمعدل عشر قذائف يوميا ،تكون مركزة على اقسامها واداراتها داخلها حيث يوجد اكثر من 50 موظفا .. وبعد متابعتنا للامر اكتشفنا عمليات غدر وخيانة من داخل الوزارة مما اضطرنا الامر الى تطهيرها من هذه العناصر حيث كان عددهم اربعة يتولون اعطاء احداثيات الى الارهابيين .. اثنان منهم من انصار النظام السابق والاثنان الاخران من الحركات الاسلامية المتشددة واربعتهم كانوا معينين من قبل القوات الاميركية .
... وماذا عن عمليات الاغتيال؟
.. تم اغتيال اربعة مديرين عامين في وزارة الدفاع وستة مديرين وسبعة موظفين اخرين، الامر الذي دفعنا الى تعزيز حماية مسؤولي الوزارة وتزويدهم بسيارات مدنية للتنقل . . ان جميع منتسبي وزارة الدفاع مستهدفين من قبل الارهابيين وحتى المتعاونين معها مثل مجهزي الطعام والمقاولين وحتى المنظفين فهم عرضة للقتل . . الى حد اننا ذهبنا الى معارض السيارات المنتشرة في بغداد لشراء عدد منها فكان اصحابها يرفضون بيعنا خوفا مما اضطرنا الى شرائها عن طريق بعض موظفينا غير المعروفين لديهم على انها شخصية لهم .
لقد كانت الظروف صعبة جدا .. لاننا مقابل ذلك كنا مطالبين بتامين الشارع وكان الناس يصرخون "اين الجيش؟ واين الشرطة؟" .. ولكن والحمد لله استطعنا ان نقدم افضل مايمكن لخدمة بلدنا .
... من هي الجهات التي تقف وراء عمليات الاغتيال هذه؟
.. قسم منهم من انصار النظام السابق واخرين متعاطفين معهم من عناصر الحركات الاسلامية المتشددة الوافدة من الخارج .. وقد القينا القبض على عصابات جريمة كانت تتعامل مع جماعة ابو مصعب الزرقاوي، وهي تضم عناصر من فدائيي صدام الذين كان يقودهم عدي صدام حسين اضافة الى وكلاء في المخابرات السابقة ينفذون عملياتهم الاجرامية مقابل حفنة من الدولارات .
... وماذا تم بشأن حل المليشيات المسلحة او دمجها بالجيش الجديد؟
.. خلال المقابلة الاولى مع بريمر والابراهيمي اقترحت ان لاتكون هناك مليشيات حزبية داخل الجيش ،لان هذه تعمل عادة لصالح احزابها اولا واي خلاف بين قيادات هذه الاحزاب سيعني صدامات مسلحة على الارض بشكل كارثي .
واود ان اشير هنا الى ان مجلس الحكم السابق كان شكل عام 2003 لواء عسكريا واحدا من مليشيات الاحزاب، ودشن بدء الاعلان عن مهماته مسؤول اللجنة الامنية في المجلس انذاك الدكتوراياد علاوي .. وفي اول مهمة للواء على الارض بعد اول اضطرابات شهدتها مدينة الفلوجة كلف بالذهاب الى هناك لتامين المدينة لكن افراده وهم في طريقهم الى الفلوجة تسربوا من اللوء شيئا فشيئا ولم يصل اي واحد منهم اليها فانتهى هذا اللواء الى فشل ذريع فقررنا عدم تكرار التجربة .
وحين استلمت الوزارة اقترحت حل هذه المليشيات ومنح عناصرها مرتبات تقاعدية اسوة بافراد الجيش المنحل او توظيفهم في الوزارت والادارات العامة .. لكننا اصطدمنا بعقبتين الاولى هي عدم وجود التخصيصات المالية الكافية لذلك وثانيهما مبالغة الاحزاب في عدد مليشياتها فهي قدمت ارقاما كبيرة جدا لاتمت الى الواقع بصلة .. فمثلا قدم المجلس الاسلامي الاعلى للثورة الاسلامية 100 الف اسم، وحزب الدعوة الاسلامية 80 الفا والبيشمركة الكردية 100 الف اسم، مما اضطرنا الى صرف النظر عن الموضوع مع وعد بانه اذا زيدت ميزانية وزارة الدفاع فانه سيتم منح افراد هذه المليشيات مرتبات تقاعدية .
اتصالات مع مقاومين يرفضون صدام والزرقاوي
أسامة مهدي من لندن
كشف وزير الدفاع العراقي السابق حازم الشعلان عن اتصالات عراقية اميركية تجري مع مقاومين مسلحين لايعترفون بقيادة الرئيس المخلوع صدام حسين، او الاصولي الاردني المتشدد ابو مصعب الزرقاوي، يشكلون ثلاثة ارباع المسلحين لاقناعهم بالقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية بعد الاستجابة لمطاليبهم، واستعرض مراحل بناء الجيش العراقي الجديد وتسليحه واشار الى تعيين 20 الف ضابط من الجيش القديم فيه، وقال ان اربعة من موظفي وزارة الدفاع قد تم اكتشافهم وهم يزودون الارهابيين بإحداثيات لقصف الوزارة موضحًا ان 17 من مسؤوليها قد تم اغتيالهم خلال عام من توليه منصبه.
واضاف الشعلان في حوار مطول اجرته معه "ايلاف" ستنشره على حلقات بدءا من اليوم عن تجربة توليه شؤون وزارة الدفاع، ان ليلة الانتخابات الاخيرة شهدت هجوما لمسلحين يستقلون 50 سيارة بهدف خلق رعب يمنع المواطنين من التصويت اضافة الى اكتشاف عشرات الصواريخ الموجهة نحو 130 مركزا انتخابيا تمتد من وسط العراق الى جنوبه واعلن عن اكتشاف نفق طوله ثلاثة كيلومترات يربط شارع حيفا بساحة المتحف وسط بغداد، كان يستخدمه المقاتلون في عملياتهم وتخزين اسلحتهم وعتادهم واشار الى ان قلة التخصيصات المالية منعت حل المليشيات المسلحة .
واوضح ان فصائل المقاومة التي يجري الحوار معها تضم ضباطا وعسكريين سابقين ورؤساء ورجال عشائر وموظفين كبار سابقين من السنة وبعثيين لايعترفون بقيادة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، اونائبه المطلوب للقوات الاميركية والعراقية حاليا عزة الدوري او بالزرقاوي، مشيرًا الى انهم يشكلون العدد الاكبر من حاملي السلاح .
كما كشف عن عملية كان يستعد لتنفيذها 700 مسلح ضد جانب من المنطقة الخضراء استدعت اخلاء سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا ورئاسة الحكومة على عجل ليلا، واشار الى ان القوات العراقية خسرت مائة عسكري في معركة الفلوجة و50 في معركة النجف التي كان مسلحون من افغانستان وايران وباكستان والهند يقاتلون فيها الى جانب جيش المهدي، اضافة الى نساء ايرانيات كن يتولين عمليات القنص .
واوضح ان عملية توليه حقيبة وزارة الدفاع كثاني وزير لها خلفا لعلي علاوي، بعد سقوط صدام حسين، جاءت بعد مقابلة اجراها معه الحاكم الاميركي المدني السابق للعراق بول بريمر والاخضر الابراهيمي ممثل الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان، واشار الى ان الاردن قدم للجيش العراقي الجديد 40 مدرعة ومصر 40 والامارات 70 اخرى واضاف انه تم تشكيل 11 فوجا للحماية النفطية تغطي الان مناطق شاسعة من العراق بدءا من الموصل وكركوك وحويجة، ثم الى سامراء وتكريت الى بغداد وصولا الى المحمودية جنوبها وقال انه تعرض لثلاث محاولات اغتيال خلال عام من توليه حقيبة الدفاع .
واشار الشعلان الى انه يعمل حاليا مع رئيس الوزراء السابق اياد علاوي واخرين على تشكيل تحالف سياسي عريض ليبرالي ديمقراطي، يضم قوى واحزاب وشخصيات عشائرية ودينية تمثل جميع قوميات وطوائف الشعب العراقي من اجل خوض الانتخابات المقبلة نهاية العام الحالي وتوقع ان يتم الاعلان عنه في مؤتمر عام يعقد خلال اسابيع قليلة .
حازم الشعلان
حين تولى حازم الشعلان وزارة الدفاع العراقية في حكومة الدكتور اياد علاوي التي تشكلت في حزيران (يونيو) العام الماضي اثار تعيينه دهشة الكثير من العراقيين وحتى العرب، فقد كان اول رجل مدني يتولى هذا المنصب العسكري في تاريخ الدولة العراقية الحديثة التي تاسست عام 1921 وعرفت بهيمنة الجيش على مقدراتها حتى وصل عديد جنوده في منتصف ثمانينات القرن الماضي الى نصف مليون عسكري، في مرحلة دقيقة كان يمر بها العراق شهدت ثلاثة حروب مع ايران بين عامي 1980 و1988 وفي الكويت عام 1991 ثم حرب العراق الاخيرة التي اطاحت بنظامه ربيع عام 2003 .
.. ولد حازم الشعلان في مدينة الديوانية (375 كم جنوب بغداد) عام 1947 من عائلة عشائرية هي الخزاعل .. واكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها ثم انتقل الى بغداد عام 1965 للدراسة في كلية الادارة والاقتصاد وبعد تخرجه منها التحق بمعهد التدريب الاذاعي في بغداد التابع الى جامعة الدول العربية .. ثم عين مديرا لفرع المصرف العقاري في مدينة الكاظمية في بغداد عام 1976 .. ثم مديرا لفرعه في مدينة الكوت عام 1979 ومديرا لفرعه في الديوانية، الى ان عين مديرًا لدائرة التفتيش التابعة للمصرف في المحافظات العراقية الجنوبية .
انخرط في العمل المعارض لصدام حسين ونظامه عام 1985 بعد وصوله الى لندن مباشرة من خلال حزب الامة الذي كان يقوده السياسي المخضرم سعد صالح جبر الى جانب الراحل السيد مهدي الحكيم الذي اغتالته مخابرات صدام في الخرطوم .. والى جانب عمله السياسي كان الشعلان احد الناشطين في فضح سياسات النظام السابق من خلال مقالاته التي كان ينشرها في جريدة "التيار الجديد" التي يصدرها حزب الامة اسبوعيا من لندن انذاك .
عاد الشعلان الى العراق لدى بدء الحرب الاخيرة التي ادت الى سقوط نظام الرئيس المخلوع صدام حسين في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 بطائرة عسكرية خاصة مع مجموعة من العراقيين بصحبة رئيس مؤسسة الخوئي الخيرية في لندن الراحل السيد عبد المجيد الخوئي، الذي قتل في مدينة النجف بعد شهر من عودته من المنفى في لندن، في جريمة اتهم بالتحريض على ارتكابها رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر الذي صدر امر باعتقاله جراء ذلك مما قاد الى تفجر قتال بين انصاره والقوات العراقية والاميركية في عدد من المدن العراقية وفي مقدمتها النجف والكوفة والصدر في بغداد .
عين الشعلان بعد ذلك محافظا للديوانية (375 كم جنوب بغداد) .. وبقي في هذا المنصب حتى توليه حقيبة وزارة الدفاع في اول حكومة عراقية بعد اعادة السلطة الى العراقيين .. وهو حاليا اضافة لذلك شيخ عشيرة الخزاعل التي تعود الى خزاعة المنتشر ابناؤها بين الاردن والسعودية والعراق والذي يسكنه وحده حوالي 350 الف شخص من افرادها الذين تتوزع انتماءاتهم بين المذهبين الشيعي والسني .
الشعلان فتح قلبه لقراء "ايلاف" ليتحدث عن واحدة من اخطر الفترات التي مر بها العراق والتي سيكون لها تاثير كبير على حاضر ومستقبل هذا البلد الذي يتلمس وسائل الخروج من الدوامة التي يعيشها في جميع مجالات حياته .. فكان هذا الحوار معه :
التكليف بالوزارة
... كيف تمت عملية تكليفك بحقيبة وزارة الدفاع؟
.. لم تكن عملية تسلمي منصبا وزاربا مفاجئة بالنسبة لي فقبل شهرين من ذلك وعندما كنت محافظا في الديوانية ابلغني مايكل ملفو مساعد الحاكم الاميركي المدني السابق للعراق بول بريمر، بأني سأنتقل الى بغداد لمنصب رفيع لم يبلغني يومها بطبيعته .. لكن المفاجأة كانت كبيرة بالنسبة لي عندما كلفت بحقيبة وزارة الدفاع في وزارة الدكتور اياد علاوي التي تشكلت في حزيران (يونيو) عام 2004.
... ماهي الاجراءات التي تمت معك قبل توزيرك؟
.. اجرى بريمر يرافقه الاخضر لابراهيمي الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي أنان الى العراق مقابلات مع الشخصيات المرشحة لتولي حقائب وزارية .. وخلال اجتماعي بهما سالاني عن موقفي من الديمقراطة والتعايش السلمي بين الطوائف والقوميات ورأيي لمستقبل العراق .. هل يكون ديمقراطيا .. تعدديا .. فيدراليا .. وكذلك عن كيفية تحقيق الامن في البلاد .. وقد اوضحت لهما رؤيتي حول جميع هذه المسائل وخاصة الامن حيث اكتسبت خبرة في الديوانية عندما كنت محافظا لها في التعامل مع قضايا الامن الداخلي مع المجموعات المسلحة المحلية .. والامن الخارجي كذلك من خلال التعامل مع الخروقات الحدودية - حيث للديوانية حدود مشتركة مع الجارة الشرقية ايران - من نواحي تسلل الافراد والبضائع او المخدرات حيث استطعت تحقيق نجاحات كبيرة فيها .
ويبدو ان ما ابديته من تصورات واراء خلال هذه المقابلة قد اقنعت المحاورين بصلاحيتي لتولي حقيبة الدفاع وهو ما حصل فعلا .
... كبف بدأت عملية بناء الوزارة الحديثة وجيشها الجديد في اخطر مرحلة يمر بها العراق في ظل تسريح جيش بلغ تعداده نصف مليون عسكري ووجود قوت اجنبية قوامها 160 الف عسكري ومقاومة مسلحة تضرب مرافق الحياة؟
.. اول مهمة باشرت بها هي عقد اجتماعات متواصلة مع كبار ضباط وموظفي وزارة الدفاع مستفسرا منهم عن جميع التفاصيل العسكرية الامنية في عملها .. لكني فوجئت بان الوزارة لاتحمل سوى اسمها فلم يكن فيها غير فوج واحد للتدخل السريع يضم 500 فرد شكلته قوات التحالف بتسليح خفيف ولكن بتدريب جيد . ثم انتقلت الى المباشرة عمليا ببناء الجيش العراقي الجديد وكانت اول خطوة على هذا الطريق توجيه نداءات الى الشباب للتطوع في صفوف الجيش .. غير اننا واجهنا صعوبات كبيرة في هذا المجال نظرًا للخوف الذي كان مسيطرا على الجميع نتيجة الاغتيالات وعمليات التفجير التي تستهدف كل من يتعاون مع وزارة الدفاع فقررت استخدام اسلوب مباشر بالنزول الى الشوارع والالتقاء بالوجهاء ورؤساء العشائر واقناعهم على حث ابنائهم للتطوع في هذه المهمة الوطنية اضافة الى مساهمة الضباط في الاتصال بمنتسبي الجيش القديم لاقناعهم بالعودة الى العسكرية .. وفعلا نجحنا في هذه المهمة وبدا الالاف من الشباب يتقدمون الى مراكز التطوع .
... بأي عدد بدأتم في بناء الجيش الجديد؟
.. بدأنا بثلاثة افواج عسكرية بعد بدء التطوع ثم شكلنا اللواء 40 الذي سمي الحرس الوطني وكان على راسه رجل شجاع ادى واجبه بامانة وتحلى باعلى درجات المسؤولية في التصدي للارهاب في بغداد هو اللواء مظهر المولى، ثم اصبح هذا اللواء يضم 11 فوجا بثلاثة الاف عسكري ثم شكلنا بعد ذلك لواء التدخل السريع .
واشير هنا الى ان تسليح الجيش كان بطيئا نتيجة ضعف ميزانية وزارة الدفاع التي لم تكن تتحمل استكمال بناء جيش كير بتسليح كامل متطور حيث كانت الميزانية تبلغ مليار و300 الف مليون دولار بينما الحاجة تتطلب مليارين ونصف المليار دولار . . وقد ساعدنا رئيس الوزراء انذاك الدكتور اياد علاوي في زيادة قليلة على الميزانية .
بعد ذلك اصبح لدينا لواء للتدخل السريع اخذ ينتشر في شوارع بغداد مع اللواء الاربعين حيث كنت انزل معهم ليلا الى شوارع العاصمة لتشجيع العسكريين ورفع معنوياتهم في مواجهة الارهابيين وعملياتهم والتاكيد لهم ان المسؤولين يقفون معهم في المواجهة وفعلا استطاعوا انجاز عمليات شجاعة كبيرة في القضاء على اوكار الارهابيين .
الان لدينا جيش يضم 130 فردا نصفهم يؤدون مهماتهم داخل المدن والنصف الاخر مازال تحت التدريب، في المعسكرات وكان من المؤمل ان يلتحق بالواجب نهاية الشهر الحالي لكن التاخير الذي حصل في تشكيل الحكومة الجديدة اخر انجاز هذا العمل حتى نهاية العام الحالي . ويضم الجيش الجديد حاليا عشر فرق والخطط الموضوعة تستهدف الوصول الى 15 فرقة تضم 200 الف عسكريّ .
.. . ماهي طبيعة تسليح الجيش العراقي الجديد ؟
.. لقد اعتمدنا في التسليح على اسلحة الجيش العراقي القديم من دبابات ومعدات روسية .. ولكن لدينا ضعف في القوة الجوية لان المهام في هذا المجال تتولاها القوات المتعددة الجنسيات التي تملك طائرات متطورة .. عمودية وذات اجنحة ثابتة تستخدم لحماية المواطنين والقوات على الارض . الجيش الجديد بحاجة الى سلاح متوسط لحماية الداخل مثل مدافع الهاون قصيرة المدى ،ودبابات ومدرعات خفيفة تصلح لحركة الشارع وفي هذا المجال انجزنا مؤخرا تشكيل فرقة الية مدرعة تضم سبعة الاف عسكري .
... ماذا فعلتم لحماية منشآت وانابيب النفط من عمليات التخريب ؟
.. لقد شكلنا 11 فوجا للحماية النفطية خلال اربعة اشهر وهي تغطي الان مناطق شاسعة من العراق بدءا من الموصل وكركوك وحويجة ثم الى سامراء وتكريت الى بغداد وصولا الى المحمودية جنوبها .. وجميع عناصر هذه الافواج من سكنة المناطق نفسها التي توجد فيها هذه المنشات او تمر عبرها وبالقرب منها الانابيب لانهم الاعرف بطبيعة مناطقهم ،وقد اثبتوا شجاعة في مواجهة المخربين واستشهد عدد منهم فعلا .
.. . وماذا عن حرس الحدود؟
.. لاحرس حدود في وزارة الدفاع ومهمة حماية حدود العراق مع جيرانه الستة تتولاها الشرطة حاليا .. لكن لدينا 7 طائرات خفيفة و40 اخرى للاستطلاع تقوم بمراقبة الحركة على الحدود وعمليات التسلل عبرها او تهريب الافراد والبضائع .
.. . والقوة البحرية ؟
.. لدى العراق الان 25 زورقا بحريا حديثا وصلتنا تبرعا من دولة الامارات العربية اضيفت الى 20 اخرى قديمة، وهي تقوم الان بمهمة مراقبة الحركة وعمليات تهريب النفط والبضائع عبر المياه الاقليمية العراقية .
.. . من هي الدول التي تعاقدتم معها لتزويدكم بالسلاح ؟
.. تعاقدنا مع بولونيا واوكرانيا واستوردنا منهما اسلحة متوسطة تتضمن رشاشات وعتاد وطائرات عمودية، ثم تعاقدنا على شراء 40 طائرة مقاتلة وناقلة مقاتلة من بولونيا هي صناعة روسية بولونية مشتركة ،وقد اعترض على صفقتها الاميركان بحجة اننا لسنا بحاجة اليها لكنهم وافقوا عليها بعد اصرار ضباطنا عليها وهي ستصل الى العراق قريبًا .
... ماهي الاسلحة التي تبرعت بها الدول العربية للجيش الجديد ؟
.. قدم الاردن 40 مدرعة ومصر 40 اخرى فيما ارسلت الامارات 70 مدرعة، والاشقاء مشكورين على هذا الدعم الذي ساعدنا على تشكيل فرقتين الاولى للدبابات والاخرى للمدرعات سيتم الانتهاء منهما اواخر العام الحالي ،بعد ان كان مخططا لذلك نهاية الشهر الحالي ،حيث اخرت ذلك ظروف الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة .
.. . الى اي مدى استفدتم من خدمات ضباط وجنود الجيش السابق؟
.. لم نضع حاجزا امام اي ضابط من الجيش المنحل ممن لم يرتكبوا جرائم ضد العراقيين من البعثيين وغيرهم من درجة عضو فرقة فما دون .. وفعلا تم تعيين عدد كبير منهم مستشارين لادارة الحركات في القوة الجوية والقوات الخاصة وفرقة التدخل السريع، وفي التشكيلات المسلحة الاخرى حتى بلغ عدد الضباط القدامى في الجيش الجديد حوالي 20 الفًا .
... هل للقوات الاميركية خطوط حمراء على عدد افراد الجيش الجديد ونوعية تسليحه؟
.. الاتفاق كان مع الاميركان على بناء جيش دفاعي يضم حوالي 200 الف عنصر باسلحة متوسطة وكان للاميركان برنامج تدريبي للجندي العراقي ليكون بمستوى تدريب الجندي الاميركي، وهو برنامج طويل بالنسبة للحاجة العراقية الملحة لكنهم يرغبون في تدريب جيد يحقق افضل النتائج وفعلا اصبحت لدينا عناصر مدربة تدريبا عاليا متقنا .
... وهل هناك اشراف او سيطرة اميركية على السلاح العراقي؟
.. كل السلاح الذي يصلنا من الخارج يدخل ضمن التخزين الاميركي وليست لدينا القدرة والصلاحية على اخراج طلقة واحد الا بعد موافقة الاميركان حيث نبعث لهم رسائل نطلب فيها سلاحا وعتادا ثم يستجيبون هم لذلك .
... وماذا في حالة العمليات العسكرية السريعة التي تحتاج لعتاد؟
.. الاميركان يرون ان العمليات العسكرية السريعة التي تحتاج الى رد فوري يقومون هم بها برا وجوا من دون تاخير او انتظار لجاهزية القوات العراقية .
... هل اكتشفتم عمليات خرق امنية لوزارة الدفاع؟
.. نعم لقد تعرض ضباط لنا الى عمليات اغتيال عديدة كما كان مقر وزارة الدفاع يتعرض لعمليات قصف مستمرة بمعدل عشر قذائف يوميا ،تكون مركزة على اقسامها واداراتها داخلها حيث يوجد اكثر من 50 موظفا .. وبعد متابعتنا للامر اكتشفنا عمليات غدر وخيانة من داخل الوزارة مما اضطرنا الامر الى تطهيرها من هذه العناصر حيث كان عددهم اربعة يتولون اعطاء احداثيات الى الارهابيين .. اثنان منهم من انصار النظام السابق والاثنان الاخران من الحركات الاسلامية المتشددة واربعتهم كانوا معينين من قبل القوات الاميركية .
... وماذا عن عمليات الاغتيال؟
.. تم اغتيال اربعة مديرين عامين في وزارة الدفاع وستة مديرين وسبعة موظفين اخرين، الامر الذي دفعنا الى تعزيز حماية مسؤولي الوزارة وتزويدهم بسيارات مدنية للتنقل . . ان جميع منتسبي وزارة الدفاع مستهدفين من قبل الارهابيين وحتى المتعاونين معها مثل مجهزي الطعام والمقاولين وحتى المنظفين فهم عرضة للقتل . . الى حد اننا ذهبنا الى معارض السيارات المنتشرة في بغداد لشراء عدد منها فكان اصحابها يرفضون بيعنا خوفا مما اضطرنا الى شرائها عن طريق بعض موظفينا غير المعروفين لديهم على انها شخصية لهم .
لقد كانت الظروف صعبة جدا .. لاننا مقابل ذلك كنا مطالبين بتامين الشارع وكان الناس يصرخون "اين الجيش؟ واين الشرطة؟" .. ولكن والحمد لله استطعنا ان نقدم افضل مايمكن لخدمة بلدنا .
... من هي الجهات التي تقف وراء عمليات الاغتيال هذه؟
.. قسم منهم من انصار النظام السابق واخرين متعاطفين معهم من عناصر الحركات الاسلامية المتشددة الوافدة من الخارج .. وقد القينا القبض على عصابات جريمة كانت تتعامل مع جماعة ابو مصعب الزرقاوي، وهي تضم عناصر من فدائيي صدام الذين كان يقودهم عدي صدام حسين اضافة الى وكلاء في المخابرات السابقة ينفذون عملياتهم الاجرامية مقابل حفنة من الدولارات .
... وماذا تم بشأن حل المليشيات المسلحة او دمجها بالجيش الجديد؟
.. خلال المقابلة الاولى مع بريمر والابراهيمي اقترحت ان لاتكون هناك مليشيات حزبية داخل الجيش ،لان هذه تعمل عادة لصالح احزابها اولا واي خلاف بين قيادات هذه الاحزاب سيعني صدامات مسلحة على الارض بشكل كارثي .
واود ان اشير هنا الى ان مجلس الحكم السابق كان شكل عام 2003 لواء عسكريا واحدا من مليشيات الاحزاب، ودشن بدء الاعلان عن مهماته مسؤول اللجنة الامنية في المجلس انذاك الدكتوراياد علاوي .. وفي اول مهمة للواء على الارض بعد اول اضطرابات شهدتها مدينة الفلوجة كلف بالذهاب الى هناك لتامين المدينة لكن افراده وهم في طريقهم الى الفلوجة تسربوا من اللوء شيئا فشيئا ولم يصل اي واحد منهم اليها فانتهى هذا اللواء الى فشل ذريع فقررنا عدم تكرار التجربة .
وحين استلمت الوزارة اقترحت حل هذه المليشيات ومنح عناصرها مرتبات تقاعدية اسوة بافراد الجيش المنحل او توظيفهم في الوزارت والادارات العامة .. لكننا اصطدمنا بعقبتين الاولى هي عدم وجود التخصيصات المالية الكافية لذلك وثانيهما مبالغة الاحزاب في عدد مليشياتها فهي قدمت ارقاما كبيرة جدا لاتمت الى الواقع بصلة .. فمثلا قدم المجلس الاسلامي الاعلى للثورة الاسلامية 100 الف اسم، وحزب الدعوة الاسلامية 80 الفا والبيشمركة الكردية 100 الف اسم، مما اضطرنا الى صرف النظر عن الموضوع مع وعد بانه اذا زيدت ميزانية وزارة الدفاع فانه سيتم منح افراد هذه المليشيات مرتبات تقاعدية .