طائر
10-03-2017, 07:21 AM
الرقص والغناء يبدآن في السعودية بعد قليل.. هل يحتمل السعوديون كل هذه المفاجآت؟
الإثنين 02-10-2017
http://media.al-sharq.com/PortalImages/News/Large/318754_0.jpg
احتفالات اليوم الوطني "رقص بنات واختلاط شارع التحلية بالرياض " 2017
أحمد إبراهيم
غنوا وأرقصوا وهللوا... كلمات قالها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي من الساحة الخضراء وسط العاصمة طرابلس في العام 2011، وكان حينها القذافي يتحدث إلى حشود من أنصاره، في الوقت الذي كانت فيه قواته العسكرية تتلقى ضربات قوية وقاسمة من ثوار بنغازي التي ألحقت بجنوده هزائم متوالية، إلا أن الأمر حينها كان يتطلب تغييباً كاذباً من العقيد القذافي للشعب الليبي، وإيهامهم بأن الأمور بخير وعلى مايرام وإن النصر سيتحقق.... كذب القذافي حينها وحاول خداع الليبيين...
ما أشبه اليوم بالأمس مع اختلاف ظرفية المكان والأحداث، فها هي السعودية اليوم تطلق خلال ساعات الليل القادمة للشعب السعودي عنان الغناء والرقص والتهليل، حيث أعلنت صحيفة "الوطن" السعودية عبر صفحتها الرسمية على تويتر خبراً عاجلاً تقول فيه إن "القناة الثقافية السعودية تبدأ من منتصف ليلة اليوم الإثنين بث الحفلات الغنائية"، وذلك في مشهد سمعي وبصري لم تعتد آذان وعيون المواطن السعودي عليه منذ بدأ البث الرسمي لقنوات المملكة الحكومية.
بيد أن الأمر هنا لا ينحصر على الغناء والرقص في بلد كان يحرم العزف على آلة العود أصلا بفتاوى شيوخ المملكة بمعظمهم، ولكن هناك مؤشرات تظهر بأن كرة من الثلج تكبر وتكبر يوماً بعد يوم، بتحليل محرم وإيجاز ممنوع، فمن كان يخطر في باله يوماً بأن أحتفالات اليوم الوطني السعودي ستشهد رقصاً للنساء أمام أعين الكاميرات، وقبلها اعين الكثير من الرجال ممن يحيطون بهمن وهن يتمايلن ويتراقصن على أنغام الموسيقة الصاخبة، في مشهد صدم الغربي قبل السعودي العربي المسلم والمحافظ، ليتلوها قرر بإجاز قيادة المرأة السعودية للسيارة بعد عقود من حرمانهم هذا الحق على بساطته...
إلى أين تريد السلطة السياسية الحاكمة في السعودية أن تصل، وماهي أهدافها وغاياتها من هذه التحولات الدراماتيكية التي يتفاجأ فيها المجتمع السعودي، هذا المجتمع الغير محضر أصلاً لتقبل هكذا تغيرات، وخاصة أنها تنهال عليه كصاعق كهربائي ينفض غبار سنوات من تجبر السلطة الدينية بإيعاز من السلطة السياسية على عقول ابناء المملكة، على شكل تراكمات فكرية ومفاهيم عقائدية تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.
إلا أن الناظر بتمعن إلى ما وصلت إليه الدولة السعودية في عامها الـ 87 يدرك بأنها في سنواتها العشر الأخيرة لم تحقق أي انتصار في أي معركة سياسية أو عسكرية دخلتها، فهزيمة في مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا والعراق ولبنان تتحول إلى كابوساً يؤرق مضاجع ساسة المملكة، ليتلوها مستنقع من عدم تحقيق أي مكاسب تذكر في أرض اليمن، والتي تحولت بفعل الحرب فيه إلى موطناً للأمراض والجهل والقتل اليومي على يد الحوثي أرضاً وقوات التحالف السعودية الإماراتية جواً.
فإذا كان القذافي يكذب على شعبه بأن غنوا وارقصوا واهتفوا لينسيهم هزائم هي على اعتاب العاصمة طرابلس، فإن في السعودية اليوم من يريد أن يلهي ويغيب المواطن السعودي عن هزائم سياسية وعسكرية وحتى اقتصادية تقف على أعتاب المملكة، لتهدد كيان المواطن والدولة على حد سواء، فحتى قطر الدولة الصغيرة مقارنة بحجم السعودية جغرافيا وعسكرياً، لم تمنح المملكة أي نصر ولا حتى وهمي بعد ان حاصرتها جوا وبرا وبحراً بهدف تحقيق أي مكسب سياسي يضحك فيه سياسيو السعودية على شعبهم والعالم.
http://www.al-sharq.com/news/details/516343
الإثنين 02-10-2017
http://media.al-sharq.com/PortalImages/News/Large/318754_0.jpg
احتفالات اليوم الوطني "رقص بنات واختلاط شارع التحلية بالرياض " 2017
أحمد إبراهيم
غنوا وأرقصوا وهللوا... كلمات قالها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي من الساحة الخضراء وسط العاصمة طرابلس في العام 2011، وكان حينها القذافي يتحدث إلى حشود من أنصاره، في الوقت الذي كانت فيه قواته العسكرية تتلقى ضربات قوية وقاسمة من ثوار بنغازي التي ألحقت بجنوده هزائم متوالية، إلا أن الأمر حينها كان يتطلب تغييباً كاذباً من العقيد القذافي للشعب الليبي، وإيهامهم بأن الأمور بخير وعلى مايرام وإن النصر سيتحقق.... كذب القذافي حينها وحاول خداع الليبيين...
ما أشبه اليوم بالأمس مع اختلاف ظرفية المكان والأحداث، فها هي السعودية اليوم تطلق خلال ساعات الليل القادمة للشعب السعودي عنان الغناء والرقص والتهليل، حيث أعلنت صحيفة "الوطن" السعودية عبر صفحتها الرسمية على تويتر خبراً عاجلاً تقول فيه إن "القناة الثقافية السعودية تبدأ من منتصف ليلة اليوم الإثنين بث الحفلات الغنائية"، وذلك في مشهد سمعي وبصري لم تعتد آذان وعيون المواطن السعودي عليه منذ بدأ البث الرسمي لقنوات المملكة الحكومية.
بيد أن الأمر هنا لا ينحصر على الغناء والرقص في بلد كان يحرم العزف على آلة العود أصلا بفتاوى شيوخ المملكة بمعظمهم، ولكن هناك مؤشرات تظهر بأن كرة من الثلج تكبر وتكبر يوماً بعد يوم، بتحليل محرم وإيجاز ممنوع، فمن كان يخطر في باله يوماً بأن أحتفالات اليوم الوطني السعودي ستشهد رقصاً للنساء أمام أعين الكاميرات، وقبلها اعين الكثير من الرجال ممن يحيطون بهمن وهن يتمايلن ويتراقصن على أنغام الموسيقة الصاخبة، في مشهد صدم الغربي قبل السعودي العربي المسلم والمحافظ، ليتلوها قرر بإجاز قيادة المرأة السعودية للسيارة بعد عقود من حرمانهم هذا الحق على بساطته...
إلى أين تريد السلطة السياسية الحاكمة في السعودية أن تصل، وماهي أهدافها وغاياتها من هذه التحولات الدراماتيكية التي يتفاجأ فيها المجتمع السعودي، هذا المجتمع الغير محضر أصلاً لتقبل هكذا تغيرات، وخاصة أنها تنهال عليه كصاعق كهربائي ينفض غبار سنوات من تجبر السلطة الدينية بإيعاز من السلطة السياسية على عقول ابناء المملكة، على شكل تراكمات فكرية ومفاهيم عقائدية تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.
إلا أن الناظر بتمعن إلى ما وصلت إليه الدولة السعودية في عامها الـ 87 يدرك بأنها في سنواتها العشر الأخيرة لم تحقق أي انتصار في أي معركة سياسية أو عسكرية دخلتها، فهزيمة في مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا والعراق ولبنان تتحول إلى كابوساً يؤرق مضاجع ساسة المملكة، ليتلوها مستنقع من عدم تحقيق أي مكاسب تذكر في أرض اليمن، والتي تحولت بفعل الحرب فيه إلى موطناً للأمراض والجهل والقتل اليومي على يد الحوثي أرضاً وقوات التحالف السعودية الإماراتية جواً.
فإذا كان القذافي يكذب على شعبه بأن غنوا وارقصوا واهتفوا لينسيهم هزائم هي على اعتاب العاصمة طرابلس، فإن في السعودية اليوم من يريد أن يلهي ويغيب المواطن السعودي عن هزائم سياسية وعسكرية وحتى اقتصادية تقف على أعتاب المملكة، لتهدد كيان المواطن والدولة على حد سواء، فحتى قطر الدولة الصغيرة مقارنة بحجم السعودية جغرافيا وعسكرياً، لم تمنح المملكة أي نصر ولا حتى وهمي بعد ان حاصرتها جوا وبرا وبحراً بهدف تحقيق أي مكسب سياسي يضحك فيه سياسيو السعودية على شعبهم والعالم.
http://www.al-sharq.com/news/details/516343