المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وزارة الدفاع البريطانية نصحت قادتها في العراق بقراءة كتاب "لورنس العرب"



خديجة
06-05-2005, 09:36 AM
سبعون عاماً على رحيله وبقي ملهم المغامرين

توماس إدوارد لورانس (الشهير باسم لورنس العرب) (1888 - 1935) يعتبر من أشهر الشخصيات البريطانية المغامرة التي ساندت العرب وقاتلت في صفوفهم ضد الأتراك في الحرب العالمية الأولى ابتداء بعام 1916 حتى عام ,1918 عندما دخلت قوات الجنرال اللنبي فلسطين منتصرة على القوات التركية.

وعلى الرغم من مرور سبعين عاماً على وفاته لايزال يؤثر على مئات الألوف من المعجبين بسبب ما تمتع به من روح المغامرة والقدرة الذاتية على الاختلاط بالعرب وارتداء أزيائهم, ومعايشتهم والتحدث معهم بلغتهم, وسجل هذا الرجل تجربته في شبه الجزيرة العربية والشام وفلسطين والأردن في كتاب مثير من تأليفه بعنوان »أعمدة الحكمة السبعة« Seven Pillars, واقترح مسؤولون في وزارة الدفاع البريطانية إرسال مئات النسخ من هذا الكتاب كي يقرأها قادة القوات البريطانية في العراق حالياً.

توفي »لورنس العرب« بالقرب من بيته في دورست بإنكلترا في حادث تصادم بدراجة نارية في 19 مايو 1935 وبذلك انطوت صفحة رجل عسكري وباحث مغامر بقيت مآثره على صرح الكفاح العربي القومي, في الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) وذكرى هذا الرجل لاتزال حية حتى الآن, ولايزال مئات الألوف من المغامرين يتمثلون أعماله ويستلهمون إنجازاته ويعربون في كل وقت عن إعجابهم الشديد به.

حمل فيلم تم إنتاجه عام 1962 اسم »لورنس العرب« من إخراج »ديفيد لين«, ومن المقرر إقامة معرض خاص في أكتوبر المقبل تحت اسم »لورنس العرب - الحياة والأسطورة« Lawrence of Arbia: The Life The The Legend وذلك في المتحف الحربي الملكي البريطاني في مدينة لندن.

ولمن يريد معرفة المزيد عن حياة وأعمال لورنس العرب عليه أن يزور الدول الآتية:

1 - الأردن: اشترك »لورنس العرب« في معارك كبيرة أيام الثورة العربية عام 1917 في صحراء »وادي روم« على مسافة خمسين كيلو متراً إلى الشمال الشرقي من ميناء العقبة الواقع على البحر الأحمر, ويستطيع السائحون الوصول إلى ذلك المكان على ظهور الإبل أو بسيارات الجيب. ويمكنهم أن يقضوا الليل في خيام البدو في صحراء »الوادي« ذات الرمال الحارقة بالقرب من جبال الحجارة الرملية المعروفة في تلك المنطقة, وبإمكان السائحين التجول هناك حيث يوجد مرشدون يدلونهم على الأماكن التي وقعت فيها المعارك.

2 - سورية: في عام 1917 انضم »لورنس العرب« إلى الثوار العرب الذي نسفوا خط سكك حديد الحجاز الذي أنشأه الأتراك لنقل الحجاج المسلمين من سورية إلى الأراضي المقدسة, كما كان يستخدم كخط تموين أثناء الحرب العالمية الأولى. لم يتم نسف الخط كله, ولايزال جزء منه (طوله 320 كيلو متراً) موجوداً حتى الآن, ويمكن ركوب القطار من دمشق إلى عمان عبر هذا الخط الذي يستغرق سبع ساعات على الأقل للوصول إلى المحطة النهائية.

يمر هذا القطار عبر أماكن كانت معروفة »للورنس العرب«, كما توجد أماكن في المحطات تحتوي على مقاعدة خاصة تنتمي إلى ذلك العصر (منذ نحو 88 سنة), وكان القطار في ذلك العهد ينقل نحو 300 ألف حاج سنوياً إلى مكة, والآن لا يستخدمه سوى عدد قليل من المسافرين. ويخضع الخط لأشراف هيئة خطوط سكك حديد الحجاز الأردنية.

3 - إنكلترا: لايزال الكوخ الحجري الذي بناه »لورنس العرب« قائماً حتى اليوم في »كلاودز هيل - واريهام« على مسافة 14 كيلو متراً إلى الشرق من دورشستر. ويخضع هذا الكوخ لإشراف هيئة خاصة تعنى بآثار المشاهير تسمى »ناشيونال تروست«. ولاتزال الحجرات داخل هذا الكوخ الحجري على حالها قبل وفاة لورنس العرب المفاجئة, ولايزال الغراموفون الذي كان يستخدمه موجوداً وكذلك اسطواناته الخاصة. ويبذل المسؤولون جهوداً مكثفة من أجل جمع كتبه ووثائقه وإيداعها في مكتبة خاصة تلحق بالكوخ.