المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيد حسن نصرالله قلّ نظيره



أمير الدهاء
08-06-2017, 12:34 AM
http://static.addiyar.com/storage/authors/5215163291081976729.jpg


شارل أيوب - الديار اللبنانية


5 آب 2017


السيد حسن نصرالله زعيم المقاومة قلّ نظيره في لبنان والعالم العربي والإسلامي والإقليمي، لانه يقود المقاومة من انتصار الى انتصار، وجعل لبنان منيعا في وجه العدو الإسرائيلي وفي وجه الإرهاب والتكفيريين.

آخر انتصار قاده كان اقتلاع جبهة النصرة وسرايا اهل الشام من جرود عرسال ووديانها وتلالها وتحرير الأسرى والسيطرة على منطقة جغرافية كانت جبهة النصرة تسيطر عليها ومعروف عن جبهة النصرة انها من تنظيم القاعدة الإرهابي وهي التي كانت ترسل السيارات المفخخة الى الداخل اللبناني لتقتل اللبنانيين والمواطنين الأبرياء وكانت بؤرة فساد وقتل وذبح وخطف ومعاداة الجيش اللبناني والهجوم عليه والسيطرة على بلدة عرسال وعلى جرودها ومنطقتها.

لقد قال السيد حسن نصرالله كلاما وفاقيا عالي المستوى جدا، فهو أشاد برئيس الجمهورية وبرئيس المجلس النيابي، ورئيس الحكومة سعد الحريري رغم الخلافات السياسية وباللواء عباس إبراهيم مدير عام الامن العام الذي انجز إنجازا كبيرا في المفاوضات.

ورغم الخلاف السياسي مع الرئيس الحريري أشاد السيد حسن نصرالله به، لكنه لمّح الى بيانات تيار المستقبل، وبيانات تيار المستقبل قالت ان عملية حزب الله ضد جبهة النصرة هي حرب إيرانية في تلك المنطقة. وعندما نسمع السيد حسن نصرالله يعلن داعيا الجيش اللبناني الى استلام المناطق التي حررها رجال المقاومة لتسليمها الى الجيش اللبناني وتكون تحت السيادة الوطنية، فأين ايران من الموضوع، وأين الحرس الثوري في عرسال وجرود عرسال والمناطق التي حررها رجال المقاومة وابطالها.

انه من المعيب ان نتهم حزب الله بأنه قام بتحرير منطقة لبنانية واسعة من جبهة النصرة وارسل معهم 9 الاف نازح سوري الى الداخل في سوريا، لانه نفذ عملية إيرانية للحرس الثوري الإيراني وفق تيار المستقبل. فكيف يكون ذلك والسيد حسن نصر الله يوجّه الدعوة للجيش اللبناني بتسليمه تلك المنطقة وانسحاب رجال المقاومة منها لتكون تحت سيادة الجيش اللبناني الوطني.

خطاب السيد حسن نصرالله خطاب وفاقي عالي المستوى، وترك جوا إيجابيا في البلاد، وجاء بعد انتصار كبير للمقاومة ولم يكن يتكبّر السيد حسن نصر الله بل كان متواضعا جدا، داعيا أهالي عرسال الى كرومهم ومقالعهم وارضهم، والعودة اليها، وداعيا الجيش اللبناني للانتشار في تلك المنطقة وانسحاب حزب الله منها، والقول ان حزب الله لا يريد أي شيء او أي ثمن مقابل العملية العسكرية الناجحة التي قام بها.

ليت القادة السياسيين في لبنان يلاقون حزب الله وقائده السيد حسن نصر الله في الدعوة الى هذا اللقاء الوطني الحقيقي، فينعم لبنان بقيادة سياسية راقية وواعية بدل الخلافات السياسية التي تؤثر على القرار العسكري والأمني في لبنان، وهو أوضح بكل الوضوح ان الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية هي في اعلى مستواها، لكن المشكلة الكبرى هي في القيادة السياسية، وهو أصاب حقا النقطة الحقيقية للامور، وعلى القيادات السياسية ان تعيد النظر في سياستها وتدعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية وتدعم خاصة رجال المقاومة الذين يقومون بالعمليات البطولية لتحرير الأرض اللبنانية من الإرهاب والتكفيريين كما ردع رجال المقاومة اسرائيل في حرب تموز 2006 وأصبحت إسرائيل تهاب الدخول شبرا واحدا الى الأرض اللبنانية بل هي تقيم حائطا عازلا على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة لتحمي نفسها من المقاومة والعمليات المحتملة التي قد يقوم بها المجاهدون ضد مراكز الجيش العدو وضد مستعمراته، ومراكز استيطانه في فلسطين المحتلة.

ثم تحدث السيد حسن نصر الله عن المعركة ضد داعش، وتركز للجيش اللبناني زمام الأمور كي يقود المعركة ضد داعش ويحرر جرود راس بعلبك والقاع والمنطقة من داعش، على ان يقوم حزب الله والجيش السوري بتحرير الأراضي السورية من داعش في معركة واحدة يقودها الجيش اللبناني على جبهتين وحزب الله والجيش السوري على جبهتين، ويتم محاصرة تنظيم داعش الإرهابي والتكفيري الذي ذبح المواطنين وقتل منهم وفجّر سيارات وقام بعمليات انتحارية قتل فيها الأبرياء واستورد فيها التكفيريين من كل العالم لتدمير سوريا ولبنان.

وهذه المعركة ضد داعش هي معركة فاصلة ننتظر من الجيش اللبناني ان ينتصر فيها بسرعة، ولديه الإمكانيات ولديه القرار ولديه الدعم من الجيش اللبناني كله، ولقد وضع السيد حسن نصر الله قدرة المقاومة بتصرف الجيش اللبناني ان احتاج اليها في معركته ضد داعش. وهذا موقف رائع عندما تقرر المقاومة ان تدعم الجيش اللبناني في معركته ضد التكفيريين اذا احتاجت قيادة الجيش اللبناني ذلك.
حزب الله يتلقى العقوبات من جهات كثيرة، وسوريا وقعت ضحية مؤامرة لانها دعمت المقاومة في حربها ضد إسرائيل، وزوّدتها بصواريخ واسلحة دمرت فيها دبابات العدو الإسرائيلي، إضافة الى الدعم الإيراني للمقاومة في حربها ضد إسرائيل، لكن سوريا عادت وانتصرت على المؤامرة، رغم مجيء اكثر من 100 الف تكفيري الى سوريا لتدميرها، عبر تحالف من قطر والسعودية وتركيا والأردن وإقامة غرف عمليات لادارة الحرب ضد النظام السوري لمجرد انه في خط الممانعة ضد إسرائيل ويدعم القوى التي تقاتل إسرائيل، خاصة رجال المقاومة في لبنان.

ان في خطاب السيد حسن نصر الله اول امس عبَر كثيرة، ودعوة للوفاق الحقيقي ولاصلاح المؤسسة السياسية في لبنان، وانه من الظلم اتهام حزب الله بأنه قام بحرب إيرانية في جرود عرسال وفق تيار المستقبل وبيانه، وعلى الرئيس فؤاد السنيورة ان يخفف من حقده على حزب الله وعلى وضع أفكاره في بيانات تيار المستقبل.

ولتحيا المقاومة من انتصار الى انتصار، وليحفظ الله السيد حسن نصر الله زعيم المقاومة، وليحيا الجيش اللبناني في بطولاته، وفي معركته القادمة مع داعش ويحقق انتصارا ساحقا عليها، ويقتلعها من الأرض اللبنانية نهائيا، كما سيقتلع الجيش السوري وحزب الله داعش من الأراضي السورية وننتهي من هذا السرطان التكفيري الذي هو داعش على حدودنا ومن ارسال السيارات المفخخة والإرهابيين والانتحاريين الى المناطق اللبنانية، لقتل الناس وارتكاب الجرائم.

اما المطلوب الحقيقي فهو اصلاح المؤسسة السياسية وتوحيد مواقفها ودعم كل عمل يؤدّي الى سيادة لبنان وتحرير أراضيه، سواء من العدو الإسرائيلي ام من التكفيريين والإرهاب الوحشي.

شارل أيوب