زاير
07-30-2017, 02:36 PM
http://alqabas.com/wp-content/uploads/2017/07/2-319.jpg
طقم ذهب قُدَم الى مسؤولة في منطقة تعليمية.. فجّر القضية - (القبس)
محرر القبس الإلكتروني 29 يوليو، 2017
هاني الحمادي |
استغلال المناصب له أوجه عدة في المؤسسات الحكومية، أبرزها ظاهرة تفشت بطريقة لافتة وهي تقديم الهدايا التي يتخذها البعض قرباناً للتقرب من مسؤولين، ودليلاً على إظهار الولاء والانتماء؛ لكسب الرضا أو الترقي أو الحصول على درجة تقييم مناسبة، وتعد وزارة التربية أكثر الجهات معاناة من تلك الآفة.
ومعروف أن هدايا المسؤولين مرض ليس جديدا في الجسد التربوي، فقد أصابه منذ أزمان، لكنه أخذ في الانتشار خلال الفترة الأخيرة حتى صار ظاهرة تنخر القطاعات والإدارات والمناطق التعليمية والمدارس، وتحولت قيمة الهدية من مجرد بسيطة (بوكيه ورد وشوكولاتة وحلوى) الى ثمينة تقدر بمئات الدنانير وأحياناً بالآلاف.
سبائك ذهبية
وتعتبر المجوهرات بمختلف أنواعها من ذهب وألماس، آخر صيحات تقديم الهدايا في «التربية»، حيث علمت القبس من مصادر موثوقة أن عدداً من المديرات في إحدى المراحل قدمن طقم ذهب يحتوي على عدد من السبائك الى مسؤولة في منطقة تعليمية قبل نهاية العام الدراسي الحالي.
«الهدية المشبوهة» أحدثت مشكلة داخل المنطقة، بعدما وصلت إليها شكوى من مديرات أخريات رفضن تقديم هدايا مشابهة، وأكدن إجبارهن على المساهمة مع زميلاتهن ودفع اموال للحفاظ على أنفسهن من «بطش المسؤولة» – على حد قولهن – ويكون مصيرهن المحاسبة بطريقة غير مباشرة.
ولفتن في شكوى غير مزيلة، حصلت عليها القبس، إلى أن المديرات يتم حثهن على المشاركة في دفع قيمة هدية عن طريق وسيطات بشكل سنوي، ويتم ذلك ظاهرياً بالترغيب، وباطنياً هناك كشف بأسماء المشاركات، مما يدفع العديد من المديرات إلى المساهمة لتجنب غضب المسؤولة وعدم عقابها بالحصول على تقييم غير مرضٍ في تقدير الكفاءة أو لتجنب المعاملة الجارحة وغير اللائقة.
وكشفت المصادر عن رفض المنطقة التعليمية إحالة الأمر الى التحقيق، بحجة أن الشكوى لم تأت بشكل رسمي ولم تكن مذيلة بتواقيع المديرات الخائفات على أنفسهن، واكتفت بتنبيه المسؤولة التي اعترفت بحقيقة الواقعة وقبولها الهدية (الطقم الذهب) من المديرات بشكل ودي، لكنها أكدت انها لم تجبر أحداً على المساهمة فيها.
وقف الهدايا
مسؤول تربوي أكد لـ القبس وجود قرارات أصدرتها الوزارة على مدار الاعوام السابقة، توقف عبرها تسلم الهدايا من المدارس ومنع المسؤولين في مختلف القطاعات من استلامها، رغبة منها في تأكيد الفهم الصحيح للعلاقة الوظيفية واقرار المبادئ التربوية السامية بين المسؤولين وادارات المدارس ورياض الأطفال.
وبيّن أن القرارات لم تقف عند ذلك، بل شملت مكتب الوزير والوكيل والوكلاء المساعدين ومديري المناطق والادارات، ودعت جميع المدارس ورياض الاطفال الى عدم ارسال هدايا الى الجهات، باستثناء بطاقات التهنئة التي تكون من عمل الطلبة.
وذكر المصدر أن مسؤولي «التربية» والمناطق التعليمية لمسوا بالفعل في الفترة الأخيرة، خصوصاً التي تسبق انتهاء العام الدراسي، كثرة الهدايا المرسلة من المدارس الى المسؤولين، سواء في المناسبات المختلفة أو من دون مناسبة، مشيراً إلى أن ذلك يعيق العملية التربوية ويشكل عبئاً على المعلمين والهيئة الإدارية.
وشدد على ضرورة أهمية نأي جميع المسؤولين في ديوان الوزارة او المناطق التعليمية بأنفسهم، عن قبول الهدايا درءا لأي وسائل محاباة أو احراجات أو شبهات، وحفاظا على هيبة المنصب، مشيراً إلى أن بعض مديري المناطق حرصوا على ذلك منذ توليهم المنصب، حيث أرسلوا تعميمات الى جميع الادارات المدرسية منعوا خلالها منعاً باتاً تقديم اي هدايا للمسؤولين.
هدر الميزانيات
انتقدت مصادر تربوية ميدانية هدر بعض الإدارات المدرسية الميزانية التي تقدمها الوزارة لها، واستغلالها في شراء الهدايا والدروع الى المسؤولين في المناطق التعليمية على حساب احتياجات المدرسة ومتطلباتها، وكذلك اعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية، مطالبة بضرورة استغلال الميزانية لتحقيق الاهداف التي اقرت من أجلها.
واقع مؤلم!
تمثل ظاهرة تقديم الهدايا إلى مسؤولين في المناطق التعليمية صورة جديدة تعكس واقعاً مراً وحالة مؤلمة يعيشها السلك التربوي، الامر الذي يستدعي تحركاً جاداً من قبل القيادات التربوية لمواجهة هذه الآفة.
http://alqabas.com/421084/
طقم ذهب قُدَم الى مسؤولة في منطقة تعليمية.. فجّر القضية - (القبس)
محرر القبس الإلكتروني 29 يوليو، 2017
هاني الحمادي |
استغلال المناصب له أوجه عدة في المؤسسات الحكومية، أبرزها ظاهرة تفشت بطريقة لافتة وهي تقديم الهدايا التي يتخذها البعض قرباناً للتقرب من مسؤولين، ودليلاً على إظهار الولاء والانتماء؛ لكسب الرضا أو الترقي أو الحصول على درجة تقييم مناسبة، وتعد وزارة التربية أكثر الجهات معاناة من تلك الآفة.
ومعروف أن هدايا المسؤولين مرض ليس جديدا في الجسد التربوي، فقد أصابه منذ أزمان، لكنه أخذ في الانتشار خلال الفترة الأخيرة حتى صار ظاهرة تنخر القطاعات والإدارات والمناطق التعليمية والمدارس، وتحولت قيمة الهدية من مجرد بسيطة (بوكيه ورد وشوكولاتة وحلوى) الى ثمينة تقدر بمئات الدنانير وأحياناً بالآلاف.
سبائك ذهبية
وتعتبر المجوهرات بمختلف أنواعها من ذهب وألماس، آخر صيحات تقديم الهدايا في «التربية»، حيث علمت القبس من مصادر موثوقة أن عدداً من المديرات في إحدى المراحل قدمن طقم ذهب يحتوي على عدد من السبائك الى مسؤولة في منطقة تعليمية قبل نهاية العام الدراسي الحالي.
«الهدية المشبوهة» أحدثت مشكلة داخل المنطقة، بعدما وصلت إليها شكوى من مديرات أخريات رفضن تقديم هدايا مشابهة، وأكدن إجبارهن على المساهمة مع زميلاتهن ودفع اموال للحفاظ على أنفسهن من «بطش المسؤولة» – على حد قولهن – ويكون مصيرهن المحاسبة بطريقة غير مباشرة.
ولفتن في شكوى غير مزيلة، حصلت عليها القبس، إلى أن المديرات يتم حثهن على المشاركة في دفع قيمة هدية عن طريق وسيطات بشكل سنوي، ويتم ذلك ظاهرياً بالترغيب، وباطنياً هناك كشف بأسماء المشاركات، مما يدفع العديد من المديرات إلى المساهمة لتجنب غضب المسؤولة وعدم عقابها بالحصول على تقييم غير مرضٍ في تقدير الكفاءة أو لتجنب المعاملة الجارحة وغير اللائقة.
وكشفت المصادر عن رفض المنطقة التعليمية إحالة الأمر الى التحقيق، بحجة أن الشكوى لم تأت بشكل رسمي ولم تكن مذيلة بتواقيع المديرات الخائفات على أنفسهن، واكتفت بتنبيه المسؤولة التي اعترفت بحقيقة الواقعة وقبولها الهدية (الطقم الذهب) من المديرات بشكل ودي، لكنها أكدت انها لم تجبر أحداً على المساهمة فيها.
وقف الهدايا
مسؤول تربوي أكد لـ القبس وجود قرارات أصدرتها الوزارة على مدار الاعوام السابقة، توقف عبرها تسلم الهدايا من المدارس ومنع المسؤولين في مختلف القطاعات من استلامها، رغبة منها في تأكيد الفهم الصحيح للعلاقة الوظيفية واقرار المبادئ التربوية السامية بين المسؤولين وادارات المدارس ورياض الأطفال.
وبيّن أن القرارات لم تقف عند ذلك، بل شملت مكتب الوزير والوكيل والوكلاء المساعدين ومديري المناطق والادارات، ودعت جميع المدارس ورياض الاطفال الى عدم ارسال هدايا الى الجهات، باستثناء بطاقات التهنئة التي تكون من عمل الطلبة.
وذكر المصدر أن مسؤولي «التربية» والمناطق التعليمية لمسوا بالفعل في الفترة الأخيرة، خصوصاً التي تسبق انتهاء العام الدراسي، كثرة الهدايا المرسلة من المدارس الى المسؤولين، سواء في المناسبات المختلفة أو من دون مناسبة، مشيراً إلى أن ذلك يعيق العملية التربوية ويشكل عبئاً على المعلمين والهيئة الإدارية.
وشدد على ضرورة أهمية نأي جميع المسؤولين في ديوان الوزارة او المناطق التعليمية بأنفسهم، عن قبول الهدايا درءا لأي وسائل محاباة أو احراجات أو شبهات، وحفاظا على هيبة المنصب، مشيراً إلى أن بعض مديري المناطق حرصوا على ذلك منذ توليهم المنصب، حيث أرسلوا تعميمات الى جميع الادارات المدرسية منعوا خلالها منعاً باتاً تقديم اي هدايا للمسؤولين.
هدر الميزانيات
انتقدت مصادر تربوية ميدانية هدر بعض الإدارات المدرسية الميزانية التي تقدمها الوزارة لها، واستغلالها في شراء الهدايا والدروع الى المسؤولين في المناطق التعليمية على حساب احتياجات المدرسة ومتطلباتها، وكذلك اعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية، مطالبة بضرورة استغلال الميزانية لتحقيق الاهداف التي اقرت من أجلها.
واقع مؤلم!
تمثل ظاهرة تقديم الهدايا إلى مسؤولين في المناطق التعليمية صورة جديدة تعكس واقعاً مراً وحالة مؤلمة يعيشها السلك التربوي، الامر الذي يستدعي تحركاً جاداً من قبل القيادات التربوية لمواجهة هذه الآفة.
http://alqabas.com/421084/